إلياس بن إبراهيم بن داود بن خضر الكوراني الكردي

تاريخ الولادة1047 هـ
تاريخ الوفاة1138 هـ
العمر91 سنة
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • دمشق - سوريا
  • القدس - فلسطين

نبذة

الياس بن إبراهيم بن دأود بن خضر الكردي نزيل دمشق الشافعي الصوفي ولي الله تعالى العالم العامل الحجة القاطعة الورع العابد المحقق المدقق الخاشع الناسك الفقيه الحبر الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المقبل على الله مولده كما أخبر تلميذه الفاضل الفرضي سعدي بن عبد الرحمن بن حمزة النقيب.

الترجمة

الياس بن إبراهيم بن دأود بن خضر الكردي نزيل دمشق الشافعي الصوفي ولي الله تعالى العالم العامل الحجة القاطعة الورع العابد المحقق المدقق الخاشع الناسك الفقيه الحبر الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المقبل على الله مولده كما أخبر تلميذه الفاضل الفرضي سعدي بن عبد الرحمن بن حمزة النقيب في سنة سبع وأربعين وألف هكذا رأيته بخط تلميذه المذكور وقدم دمشق بعد السبعين وألف وكان فاضلاً طلب العلم في بلاده وقرأ في تلك البلاد على جماعة من الشيوخ منهم مصطفى البغدادي ابن الغراب وأخيه محمود والشيخ طاهر ابن مدلج مفتي بغداد وعلى والده وعلى عيسى الفاضل والشيخ أبو السعود القباقبي الشامي وأول أمره أخذ عن عمه الشيخ دأود وتاج العارفين البغدادي وسعد الدين البغدادي وحين قدم دمشق قرأ على جماعة من مشائخنا أيضاً منهم الشيخ نجم الدين الفرضي والشيخ عبد القادر الصفوري والشيخ محمد البلباني الصالحي والشيخ إبراهيم الفتال والشيخ حيدر الكردي والشيخ عثمان القطان والشيخ يونس المصري نزيل دمشق وشيخ الحديث بها والشيخ أحمد النخلي المكي المحدث وأجازه الشيخ محمد بن سليمان المغربي والشيخ إبراهيم بن حسن الكردي نزيل المدينة المنورة والسيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني والشيخ يحيى الشأوي وغيرهم ممن يطول ذكرهم وبرع في العلوم ولازم الدروس والمطالعة والافادة والاستفادة بجد واجتهاد وآثر لذت العلم على اللذات المألوفة فلم يتخذ ولد أو لا عقال أو لا زوجة بل تزوج في دمشق في ابتداء أمره امرأة ثم طلقها ولم يضع جنبه على الأرض في ليل ولا نهار أزيد من أربعين سنة حتى في ليلة وفاته وكان يؤثر على نفسه فيلبس الثوب الخشن ويتصدق بالجديد الحسن وللناس فيه اعتقاد عظيم وله كرامات ظاهرة ودرس أولاً في البادرئية ثم لم يزل بها إلى سنة ألف ومائة واثنين ففيها تحول إلى جامع العداس في محلة القنوات وقطن به داخل حجرة إلى أن مات ودرس وأفاد وأنتفع به خلق كثير لا يحصون عدداً من دمشق وغيرها وله من التآءليف حاشية على حاشية الملا عصام الدين الاسفرائيني وصل فيها إلى باب الاستثناء وحاشية على شرح الاستعارات وشرح على شرح العقائد النسفية للجلال الدواني وحاشية عليه أيضاً وحاشية على حاشية الملا يوسف القراباغي وحاشية على شرح العوامل الجرجانية لسعد الله وحاشية على شرح جمع الجوامع وحاشية على شرح ايساغوجي للفناري وحاشية على شرح رسالة الوضع للعصام وحاشية على الفقه الأكبر للأمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه وحاشية على شرح عقائيد السعد وحاشية على شرح السنوسية للقيرواني وغير ذلك من الحواشي وله رسائل كثيرة في علم التصوف وأما تعاليقه وكتاباته فلا يمكن احصاؤها وتردد إلى القدس مرات للزيارة ماشياً على قدم لتجريد ولزيادة الخليل أيضاً عليه السلام وحج إلى بيت الله الحرام وجأور بالمدينة المنورة وكان مواظباً على نوافل العبادات من الصيام والصدقة وعيادة المرضى مشهود الجنائز وحضور دروس العلم مع قدمه الرأسخ في المعلوم وكان مقبول الشفاعة عند الحكام مع عدم تردده اليهم وصدعهم بالمواعظ إذا اجتمع بهم وعدم قبول جوائزهم حتى ان الوزير رجب باشا كافل دمشق لما كان واليها زار الشيخ مرة وكان يعتقده ويحبه فطلب منه الدعا فقال له والله ان دعاي لا يصل إلى السقف وما ينفعك دعائي والمظلومون في حبسك يدعون عليك وعرض عيه مائة دينار فأبى أن يقبلها وقال له ردها على المظلومين الذين تأخذ منهم الجرائم ولم يزل على طريقته هذه إلى أن مات وكأنت وفاته في ليلة الثلاثاء سادس عشر شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف وقد قارب المائة أو جأوزها وهو ممتع بحواسه وعقله ودفن بتربة باب الصغير ولم يشعر غاب الناس بموته وأنشد الاستاذ الأعظم الشيخ عبد الغني النابلسي في تاريخ وفاته قوله
قد كان في بلدتنا كامل ... وهو الامام المفرد الواحد
شيخ العلوم الياس نجم الهدى ... ومن هو الموجود والواجد
من بعده مات التقى أرخوا ... ومات الياس التقى الزاهد
وقد رثاه الشيخ الامام الفاضل الكامل إبراهيم المفتي بقضاء بلدة أريحا متخلصاً بمدح الاستاذ عبد الغني النابلسي فقال
لقد ثلمت من الاسلام ثلمه ... بها حصلت لجمع الناس غمه
لموت الياس مولى كان حبراً ... جليلاً زاهداً وعلى همه
بأنواع العلوم حتى تلي ... وطاعات مع الاخلاص جمه
فحق لمثله يرثي وينعي ... وتبكيه الأنام ولا مذمه
لأن لفقده اندرست علوم ... سقى قبراً حواه الله رحمه
وأسكنه قصوراً عاليات ... بجنات وواصله بنعمه
وقابله ببشر لقاه أرخ ... ومحض نداه جوداً منه عمه
وأبقى الله للاسلام مولى ... وعبداً للغنى عنيت اسمه
حوى مجداً وحاز تقى وزهداً ... وجرد في طريق القوم عزمه
وأصبح غرة في الفضل حتى ... من الجهل البسيط أزال ظلمه
ففي علم الحقيقة لا نظير ... وفي علم الشريعة فهو أمه
تعظمه الملوك وتفتديه ... وتخدمه لذلك أي خدمه
ونطلب اذ تكاتبه رضاه ... وعندهم له جاه وحرمه
وكيف وقد تحققت البريا ... بان هو المجدد دين أمه
لأحمد خير خلق الله طرا ... ليحيى شرعه ويبين حكمه
وتأليفاته في الناس شاعت ... وقد ملأت لأقطار ومهمه
إذا المولى يضاهي في علوم ... الا أقصر مضاهيه ومه
مهواني وهو أوتي من علوم ... من العلم اللدني خبر حكمه
أيا بحر العلوم فدتك روحي ... فكم أوضحت مسئلة مهمه
ومشكلة جرى فيها اختلاف ... كثيراً طال ما بين الايمه
كشفت نقابها وأزحت عنها ... غوامض بالمعاني المستتمه
جزاك آلهنا بالخير عنا ... وأوقع باغضيك بكل نقمه
فإبراهيم يرجو العفو منكم ... لعجز جمع وصفك لن أتمه
وعذراً سيدي اذ لست أهلاً ... فسامحني لأنت على همه
ودم أبداً بعون الله غوثاً ... مدى الأزمان في خير ونعمه
أمين
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل

 


إلياس بن إبراهيم بن داود بن خضر الكردي:
فقيه شافعيّ، من النساك. تعلم في بلاده، ودخل دمشق حوالي سنة 1070 ودرّس وأفاد. وزار القدس على قدميه. وحج وجاور بالمدينة المنورة. وتوفي بدمشق. له كتب منها (الجامع القصير - خ) اختصار الجامع الصغير للسيوطي، في خزانة الرباط (441 ك) وحواش ورسائل كثيرة منها (حاشية على شرح جمع الجوامع) و (حاشية على شرح إيساغوجي) و (حاشية على شرح رسالة الوضع للعصام) و (حاشية على شرح عقائد السعد) و (حاشية على شرح السنوسية للقيرواني) قال المرادي: أما تعاليقه وكتاباته فلا يمكن إحصاؤها. وكان والي دمشق الوزير رجب باشا، ممن يعتقده ويحبه، وزاره مرة وطلب منه الدعاء فقال له: والله إن دعائي لا يصل الى السقف. وما ينفعك دعائي. والمظلومون في حبسك يدعون عليك؟ .
-الاعلام للزركلي-