حسين بن طعمة بن طعمة البيتماني الدمشقي

تاريخ الوفاة1175 هـ
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

حسين بن طعمة بن طعمة بن محمد الشافعي البيتماني الأصل الدمشقي الميداني القادري الرفاعي الشيخ العارف الكامل الصالح الصوفي الطريقة والمشرب كان ممن تصدى في علم الحقيقة وشهرته في ذلك قراء واشتغل على جماعة منهم الشيخ الياس الكردي نزيل دمشق.

الترجمة

حسين بن طعمة بن طعمة بن محمد الشافعي البيتماني الأصل الدمشقي الميداني القادري الرفاعي الشيخ العارف الكامل الصالح الصوفي الطريقة والمشرب كان ممن تصدى في علم الحقيقة وشهرته في ذلك قراء واشتغل على جماعة منهم الشيخ الياس الكردي نزيل دمشق فإنه خدمه في خلوته بجامع العداس في محلة القنوات وهو دون البلوغ ورباه أكثر من أبيه وأمه حتى بلغ مبلغ الرجال فقرأ عليه في كتب الفقه والتصوف والآداب المحمدية ومكارم الأخلاق ورياضات النفس ما به الكفاية في أمور الدين وسلوك طريق المريدين وأنتفع به وشمله نظره وأجازه بمروياته في هذا الطريق عن مشائخه الكرام وكأنت مدة تلمذته له أكثر من خمسة عشر سنة وأخذ وقرأ أيضاً على الاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي ولازمه مدة تزيد على خمسة عشر سنة وأخذ عنه وقرأ عليه في علم الحقيقة وأنتفع به وتلمذ إليه إلى أن مات واشتهر بيركات أنفاسه حتى ان الاستاذ المذكور واسمه بفارس الميدان ولا تخفي التورية في ذلك وهذا مما يرشد إلى بيان مقام المترحم وكان له مشايخ كثيرون منهم الشيخ أبو المواهب مفتي الحنابلة بدمشق والشيخ أحمد الغزي المفتي الشافعي والمولي محمد العمادي المفتي الحنفي والشيخ عبد الله البقاعي الأزهري نزيل دمشق والشيخ محمد الكاملي والشيخ عثمان الشمعة والشيخ علي كزبر الدمشقي وأخذ الطريقة القادرية عن السيد يس الكيلاني الحموي نزيل دمشق ولما قدم دمشق العالم الشيخ عبد الرحمن بن مصطفى البكفلوني الحلبي حين عوده من المدينة المنورة بعد مجأورته بها اصطحبه وأخذ عنه وقرأ عليه وكتب له ثبته بخطه وأجازه بجميع مروياته وكأنت مدة صحبته معه ست سنوات وأيضاً لما قدم دمشق المحدث الشيخ محمد عقيلة المكي قرأ عليه وخدمه مدة اقامته بدمشق ولما حج إلى بيت الله الحرام المترجم اجتمع بالمذكور ثمت في داره بمكة وأجازه بجميع مروياته ثم اشتهر بالتصوف وعلم الحقيقة ودرس في زأويته تجاه الشيخ محمد الحميري رضي الله عنه في ميدان الحصا وصار يقيم الذكر في مدرسة الوزير إسماعيل باشا العظم التي بناها في سوق الخياطين بالقرب من المحكمة وألف وصنف ومن تأليفه شرح قصيدة أبي الحسن الششتري ومنها الفوائد المستجادات الشرعية وملخص علوم الفتوحات المكية ومنها شرح مختصر الرسالة العظيمة المسماة بذخيرة الاسلام ومنها ترجمة مختصرة في بيان سنة تلقين الذكر ومنها الفتوحات الربانية في شرح التدبيرات الآلهية ومنها الهداية والتوفيق في سلوك آداب الطريق ومنها السهام الرشيقة في قلوب الناهين عن علم الحقيقة ومنها كشف الأسرار في حل خيال الايزار ومنها ديوان شعره الذي سماه فتح الملك الجواد في نظم الحقائق ومدح الأسياد وقد أطلعت عليه فرأيته ديواناً كبيراً والأغلب فيه بل كله على لسان القوم وقد ذكر به أشياء عام فيها أي عوم وقد تصفحت أغلبه وكان من أحباب جدي ووالدي ومتردديهما ومن شعره قوله
لنا العلم والتحقيق والمورد الأصفى ... وأرواحنا بالأمر والأمر لا يخفى
ونحن على العهد القديم ولم نزل ... ومن يبتغي التبديل لا يأمن الحتفا
تجلى علينا الله بالوصف ظاهراً ... وبالحلم والاحسان جادلنا كشفا
سلكنا به أوج العلى وقلوبنا ... على الصدق والايمان لم تألف الخلفا
وفيه تركنا المزج من كل مازج ... فطاب شراب الوصل منه لنا صرفا
ومنه رأينا الوجه فينا بنوره ... ولولاه ما كنا وجوداً ولا وصفا
ولولاه ما بعنا النفوس بحبه ... ولولاه ما نلنا المسرة والألفا
سقانا من التحقيق عذباً مقدساً ... لديه فؤاد الصب يشربه لطفا
هو العلم علم الدين دين محمد ... هو النور نور الله قد جل أن يطفى
وما عندنا شك بعلم لظاهر ... هو الحكم بالمنصوص فالحكم لا ينفى
ولكن لدينا السر فيه قلوبنا ... تطير من الأكوان للحضرة الزلفى
ويعمل فيها الراح معنى سرورنا ... فنسكر حباً بالحبيب إذا وفى
فتعذلنا الجهال من فرط جهلهم ... بموردنا الوافي ومشربنا الأصفى
شربنا وعربدنا وطبنا بحبنا ... ولم نمنح اللوام قولاً ولا طرفا
وقد جاءنا المختار يهدي لدينه ... على السنة البيضاء والسنن الأوفى
دعانا لأمر قد أجبنا لأمره ... بطوع وكان الأمر منه لنا عطفا
وله من قصيدة
خمر المحبة في القلوب تروقا ... قد حاز فيه الصب أنواع التقى
فاحت روائحه على طلابه ... فغدا المحب له يزيد تعشقا
وفؤاد أهل الله فيه معربد ... لكن على التقوى إلى يوم اللقا
قد قال ربي في نصوص كتابه ... فافهم كلامي لا وجدتك أحمقا
كل الذي في الخلق فان هالك ... الا الذي بالوجه دوماً للبقا
أعني بوصف الوجه وجه آلهنا ... فاجمع به طوراً وطوراً فرقا
علم الحقائق والدقائق قد غدا ... يسمو بأهل الله درجات الرقا
والعارفون لهم مقاصد بينهم ... يبغونها غرباً كذاك ومشرقا
فاحذر من الزلات فيها انها ... حكم تفيد إلى الجهول تزندقا
جمع وفرق يا أخي فكن بها ... في الكون عبداً للآله موفقا
واسلك على الأمرين في توحيده ... واملأ فؤادك بالكمال تحققا
وقد وقع له واقعة منامية مع الاستاذ شيخه الشيخ عبد الغني النابلسي وجدي العارف محمد المرادي النقشبندي وهي انه رأى في المنام الاستاذ النابلسي المذكور والاستاذ الجد المذكور وكل منهما نائم في فراش فطلب جدي منه خدمة فذكر بين يديه البيت الأول من هذه القصيدة الآتية فقال له الاستاذ النابلسي زده فقال الثاني إلى الرابع فلما بلغه أومى إليه جدي المذكور ان يذكر الاستاذ النابلسي في الخطاب فقال البيت الخامس وما بعده فلما أنتبه وفي فهمه ذلك بادر إلى كتابتها وهي قوله
تذكر خاطري عهد المرادي ... كما كنا عليه من الوداد
هو الخوجا محمد نقشبندي ... كريم الأصل محفوظ الولاد
يذكر السر فاز القلب منه ... وبالأحوال يقدح كالزناد
تفرد في المقام على نقاء ... وجلت تابعوه عن الفساد
زمان قد قطعناه بجد ... مع الأحباب خال عن عناد
رجال سادة كالبحر يبدوا ... لأهل الأرض أمواج الرشاد
تجلى الله فيهم بالمعاني ... وفي العلم المقدس بالسداد
وشمس الذات قد طلعت عليهم ... فنالوا باللقا أعلى المراد
الا يا سادة نالوا مقاماً ... من الرحمن مرفوع الأيادي
فأنتم للأنام بدور هدى ... كنجم في الدجى للقوم هادي
وغوث للورى أنتم ومنكم ... تملت تابعيكم والنوادي
ونور المصطفى فيكم تلالا ... كشمس الأفق تظهر للعباد
ونسبتكم إليه بلا خفاء ... وفي التحقيق فيه بغير ذاد
سلكتم بالتقى ديناً قويماً ... ومنكم تم لي فيه انقيادي
ولم أنس العهود كما سلكنا ... وعزمي في وفاكم كالجواد
واني منكم صب وليد ... ولي منكم بكم حبل امتداد
وعن ثدي المراضع من سواكم ... تمنع خاطري وكذا فؤادي
وعنكم قد رويت العلم حقاً ... واذكار الطريق بلا تمادي
ولي بالعهد ملتزم وثيق ... واني لم أزل للفضل صادي
بقدر الوسع قلت بكم مديحاً ... واني لا لقدركم أبادي
جزاكم كل خير يا موالي ... الهي بالجنان بلا نفاد
وأولاكم رضى وكذا سروراً ... ومن فيكم تمسك بازدياد
على طه السلام بكل وقت ... مدى ما صاح في الركبان حادي
كذاك الآل والأصحاب جمعاً ... وكل الأولياء على السداد
مدى ما قلت في الأسياد لطماً ... وأعلنت الثناء على المراد
وشعره كثير وكأنت وفاته في ليلة الخميس بين العشائين سابع جمادي الأولى سنة خمس وسبعين ومائة وألف ودفن بزأويته بميدان الحصا رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.

 


حسين بن طعمة بن محمد البيتماني الدمشقيّ:
صوفي، فاضل، له نظم. من كتبه (الهداية والتوفيق في سلوك آداب الطريق) و (ديوان شعر) و (الفتوحات الربانية في شرح التدبيرات الإلهية - خ) في جامعة الرياض  .
-الاعلام للزركلي-