موسى بن أسعد بن يحيى بن أبي الصفاء المحاسني شرف الدين
تاريخ الوفاة | 1173 هـ |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
- درويش بن أحمد بن عمر الدمشقي "المليحي"
- محمد بن محمد بن أسعد الدمشقي أبي عبد الله شمس الدين "العجي"
- محمد بن خليل بن رضي الدين الغزي العامري أبي الإخلاص ركن الدين
- فضل الله بن أحمد بن عثمان البهنسي "السيد فضلي"
- هبة الله بن محمد بن يحيى بن عبد الرحمن البعلي "التاجي"
- عبد الكريم بن محمد بن عبد الجبار الحلبي أبي محمد كمال الدين
- عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد القادر بن أحمد الدمشقي الصالحي "السقطي عبد القادر"
- أحمد بن محمد نجيب الأيوبي
- أحمد بن عبيد الله بن عسكر بن أحمد شهاب الدين العطار "العطار أحمد"
- أحمد بن محمد الباقاني النابلسي
- أبي الحسن علاء الدين النجم علي بن عبد الحي بن علي الغزي
نبذة
الترجمة
موسى المحاسني ابن أسعد بن يحيى بن أبي الصفا بن أحمد المعروف كأسلافه بالمحاسني الحنفي الدمشقي أحد الشيوخ الأعلام الذين ازدهت بهم دمشق الشام كان عالماً محققاً غواصاً متضلعاً فاضلاً علامة فقيهاً له في العلوم والفنون اطلاع تام سيما الفقه والمعاني والبيان والأدب إماماً هماماً مورداً سنداً عارفاً بارعاً أديباً على قدم محمدي في الصلاح ملازماً للتقوى والاقراء والافادة ولد بدمشق وبها نشأ واشتغل بالقراءة والأخذ عن الشيوخ فقرأ على الشيخ أبي المواهب الحنبلي والأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي والشيخ عبد الرحيم الكابلي الهندي نزيل دمشق والشيخ محمد الكاملي وعلى والده العالم الصالح الشيخ علي الكاملي وعلى والده الشيخ أسعد المحاسني والشيخ الياس الكردي وغير هؤلاء من أقرانهم ومهر بالعلوم وأحرز منطوقها والمفهوم وتصدى للاقراء والدروس ولازمته الطلبة واشتهر فضله ونبله وكان يقرأ في الجامع الأموي صبيحة غالب الجمعة بالقرب من الحصور عليه السلام حذاء المقصورة ويوم السبت يقرئ في المدرسة الفتحية في البخارى ويوم الاثنين في العمرية بالصالحية وكان في عنفوان شبابه ذهب للديار الرومية إلى قسطنطينية فلم يبلغ أمانيه بل شتمه بعض الجهال فأداه ذلك إلى اختلال عقله وحجاه وعاد إلى وطنه في هذه الحالة ثم ظهرت فيه بعد صدور ذلك لكنه في لسانه وكان شيخه الشيخ الياس نهاه عن الذهاب وقال له المقصود يحصل في هذه الدار وكان مع ذلك عجيب التقرير لم ير نظيره في الانتقالات عند الدرس إلى علوم شتى وقد كان بذلك فريد عصره وأقرانه وأعطى رتبة الخارج المتعارفة بين الموالي ونظم متن التنوير في الفقه ثم شرحه ونظم أيضاً متن التلخيص في المعاني ثم شرحه وكلا الكتابين مفيدان وبعد أن قدم من الروم حصلت له معيشة جزئية وكان إذا جلس لديه غلام لا ينظر إليه ولا يقريه زهداً منه وكان يقرأ بينالعشاءين الجامع الصغير وكان ينظم الشعر فمن ذلك ما قاله مجيباً الشيخ سعدي العمري عن أبيات أرسلها إليه بقوله
حلت محل سواد العين والحور ... هيفاء تلعب بالألباب والفكر
ذات الوشاح التي أضحت فرائده ... ما قد حوى ثغرها من خالص الدرر
وغازلتنا فعدنا من لطائفها ... نجني معارف حاكت يانع الثمر
في روض أنس وثغر الزهر مبتسم ... وقد أمنا به من مظهر الغير
والريح تعبث بالأغصان مذ صدحت ... ورق الرياض بنشر طيب عطر
تحكي لطافة مولانا وسيدنا ... من فاق أهل العلا بالمنظر النضر
خليلنا الفاضل النحرير من لمعت ... أنوار فكرته في مبدا النظر
فتى القريض قوافيه إليه أتت ... تجرّ أذيالها بالتيه والخفر
وتطلب العفو من مولى عوائده ... جلت عن العدّ والاحصا بمنحصر
منها
إن خط الطرس خلت الدرّ قد نظمت ... أفراده وغدا بالوشى كالحبر
وفي الأصول هو النجم الذي هديت ... به الأفاضل في بدو وفي حضر
والعذر انّ هموماً طاردت فكري ... فأطول الليل عندي غاية القصر
ودم بأوفر عيش كلما صدحت ... حمامة في ظلال الدوح ذي الزهر
وقد انتقد على المترجم في شعره فأجاب الشيخ سعدي المذكور ومرتجلاً بقوله
وذي حسد قد عاب شعرك قائلاً ... به ركة حاشاه من طعن طاعن
فقلت له دع ما ادعيت فإنما ... لحظت من الأبيات بيت المحاسن
وفي المعنى أنشد ممتدحاً بني محاسن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الغزي مفتي الشافعية بدمشق بقوله
إذا افتخر الأنام بأرض شام ... وعدّوا دورها في المساكن
أقول مفاخراً قولاً بديعاً ... محاسن شامنا بيت المحاسن
قلت وخرج منهم علماء ورؤساء وخطباء وجدهم من جهة الأمهات عالم وقته الشيخ حسن بن محمد البوريني الدمشقي المتوفي في ثالث عشر جمادي الأولى سنة أربع وعشرين وألف وكان عالماً متضلعاً متطلعاً فرد وقته في الفنون كلها وألف التآليف البديعة كحاشية البيضاوي والحاشية على كتاب المطول وشرح ديوان ابن الفارض وغير ذلك ولصاحب الترجمة مخمساً بيتي الإمام السنوسي بقوله
لا تشك نازلة وقدّر ما جرى ... فنعيم دارك مشبه طيف الكرى
كم من ملوك تحت أطباق الثرى ... كم جاهل يملك داراً وقرى
وعالم يسكن بيتاً بالكرى
كشف الهموم عن الفؤاد دورانه ... آيات صدق أوضحت برهانه
ببلاغة كالدرّ زان حسانه ... لما قرأنا قوله سبحانه
نحن قسمنا بينهم زال المرا
وله تخميس بيتي الوزير لسان الدين بن الخطيب بقوله
يا زائراً من فاق كل العالم ... وسما إلى أوج العلا بمكارم
نادى الرسول بدر قول الناظم ... يا مصطفى من قبل نشأة آدم
والكون لم تفتح له أغلاق
بشفاعة عظمى حباك تكرّما ... وغدوت ختم المرسلين مقدّما
ولقد أتى بالذكر مدحك محكماً ... أيروم مخلوق ثناءك بعدما
أثنى على أخلاقك الخلاق
وله راثياً الشيخ إسمعيل العجلوني بقصيدة مطلعها
ليس يغترّ بالزمان خليل ... فالأماني شموسهن أفول
ونفوس الأنام في غمرات ... والمنايا كؤسها تنقيل
إن كست أنكست وإن هي يوما ... ان حلت انحلت كفاك القيل
والمرائي أعراضها ليس تبقى ... بزمانين عن قليل تزول
كم امام قد غرّ بالعيش فيها ... والمنايا بساحتيه نزول
كل نفس تذوق كأس ممات ... ليس تفدى ولا يراد بديل
منها
فاعتبر أيها اللبيب بقوم ... قد قضوا نحبهم بهم تمثيل
كالإمام الهمام مفرد عصر ... لعلوم شتى كذاك الأصول
عالم عامل تقيّ نقيّ ... ومبراً عما يقول الجهول
سيبويه الزمان نحواً وصرفاً ... وبياناً كالسعد حين يقول
أشرقت شمسه بأنواع لطف ... فاستنارت منازل وطاول
كوثر العلم شرحه للبخاري ... وعليه للطالب التعويل
وله غيره مآثر شتى ... وعليها من فيض علم قبول
ومنها
فهنياً لمن ثوى بضريح ... فيه روح وفيه ظل ظليل
قدّس الله روحه وحباه ... في جنان الفردوس طاب المقيل
وكساه فيه ملابس خضر ... وبهذا الفخار جرّت ذيول
وكان المترجم وقع بينه وبين الشيخ إبراهيم السعدي الشاعوري متولي الجامع الأموي مشاجرة من جهة وظيفة تولية المدرسة اليحياوية لدى قاضي القضاة بدمشق المولى على خطيب زاده أدت تلك الخصومة إلى الابتلاء بداء الفالج فاستقام المترجم في ذلك مدة شهرين وتوفي وكانت وفاته في محرم يوم السبت سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل
المَحَاسِنِي
(000 - 1173 هـ = 000 - 1759 م)
موسى بن أسعد بن يحيى بن أبي الصفاء المحاسني:
فاضل دمشقي، له علم بالأدب وفقه الحنفية. رحل في شبابه إلى القسطنطينية وأصيب بخلل في دماغه. وعاد إلى دمشق فعوفي وظهرت في لسانه لكنة.
له (ذخيرة المحتاج والفقير في نظم التنوير - خ) في جامعة الرياض (فهرسها 6: 24) في الفقه، و (شرحه) و (نظم متن التلخيص) في المعاني، و (شرحه) .
-الاعلام للزركلي-