فضل الله بن أحمد بن عثمان البهنسي
السيد فضلي
تاريخ الولادة | 1127 هـ |
تاريخ الوفاة | 1191 هـ |
العمر | 64 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
السيد فضل الله البهنسي ابن أحمد بن عثمان بن محمد المعروف بالبهنسي الحنفي الشريف لأمه الدمشقي كان له اطلاع في الأدب ومعرفة بالأمور الشرعية مجاناً حسن الأخلاق طارح التكلف حمولاً له نكت ونوادر ولد في دمشق كما أخبرني في غرة شوال سنة سبع وعشرين ومائة وألف ونشأ بها وقرأ الفقه على الشيخ صالح الجنيني ثم على الشيخ موسى المحاسني وقرأ على الشيخ أحمد التدمري الطرابلسي نزيل دمشق وكذلك قرأ على الشيخ محمد بن حمدان الدمشقي وصار يتولى نيابات الحكم في دمشق ويعامل أهالي قرى الغوطة ويتصدى للوكالات في المخاصمات ووقع في أمور بسبب ذلك وكان صاحب ثروة ومال لكنه يغلب على نفسه الشح والبخل وبالجملة فقد عارك الدهر وصبر على الكدر والصفا ولم يزل يتقلب بالأحوال متكدراً بين قيل وقال إلى أن مات وكنت أميل إلى نوادره وهزلياته المضحكة وكان بينه وبين قريبه ونسيبه الشيخ عبد الرزاق البهنسي مواحشة باطنية وكل منهما يقول إن الآخر ليس من بني البهنسي ولم يزالا بين يخاصم وقيل وقال إلى أن ماتا ومما اتفق إن السيد عبد الرزاق المذكور صنع أبياتاً ذكر فيها اسم صاحب الترجمة وكان المترجم قد اشتهر اسمه بين الناس بالسيد فضلي فذكره السيد عبد الرزاق في أبياته بهذا الاسم لكن لم يصرح بهذا الاسم وانما ذكره بطريق الألغاز والرمز ثم شيع الأبيات إلى مجلس كان يحضره الأديب الفاضل السيد عبد الحليم اللوجي الدمشقي فلما وقف على الأبيات لم يظهر له في بادي الرأي مراد السيد عبد الرزاق في ألغازه اسم المترجم لبعد قرائن الكلام عن الدلالة على المراد فبلغ الناظم ذلك فقال ما معناه إن رمزه يدق عن فهم اللوجي وأمثاله فلما بلغ اللوجي ذلك كتب للناظم أبياتاً جرت فيها تورية لطيفة في اسم السيد فضلي المترجم مع التنويه بقدره والتبكيت على الناظم السيد عبد الرزاق فقال أعني اللوجي من جملة أبيات يخاطب بها السيد عبد الرزاق
زعمت إني لحل الرموز لست بأهل ... وإن مرماك شيء
يدق عن فهم مثليما كان ذاك ولكنحجدت مقدار فضلي
فلما وقف السيد عبد الرزاق على الأبيات استلطف هذه التورية التي وقعت في اسم فضلي واعتذر إلى اللوجي عما كان منه وبالجملة فإن المترجم كان سليم الباطن والسيد عبد الرزاق كان بخلافه وقد أطلعني المترجم على ديوان له يحتوي على نظمه وغالبه هجو وهزل ولا بأس أن نورد له هنا شيئاً من ذلك فمنه قوله وكان يكتب في امضائه أحمد فضل الله فاعترض عليه بعض الناس فقال
ومعترض جهلاً بغير تأمّل ... مسئ علينا قد حوى غاية الجهل
يقول لماذا قد سميت بأحمد ... واسمك فضل الله قل لي عن الأصل
فقلت له قد خصني بعض فضله ... فقابلته بالحمد شكراً على الفضل
وله من أبيات مطلعها
إن حبي طول المدى لا يزول ... وسهادي ذاك السهاد الطويل
وغرامي يزداد في كل يوم ... لست عنه طول الزمان أحول
قد سقاني الزمان كأس صدود ... زاد جسمي الضناء وهو نحول
يا أهيل الغرام إن هيامي ... يومه بالفراق يوم جليل
كلما عنّ ذكرهم في ضميري ... سال طرفي بالدمع وهو همول
كم لنا وقفة بقرب حماها ... حيث عنها في الدهر عز الوصول
إن عقلي مذ سار عيس المطايا ... ضاع مني وتاه عنه الدليل
وتصابي بعد الكمال وأضحى ... في انتقاص وقد براه النجول
يا زمان السرور هل من رجوع ... علّ منا في الدهر يشفي الغليل
أو خيال يزور مقلة صب ... قد جفاها المنام وهو ملول
وكتب على باب قاعة في داره
ألا إنما قد شاد من فضل ربه ... وأنعاسه هذا المكان وقد أنشأ
بعون إله الخلق قام بناؤه ... وذلك فضل الله يؤتيه من يشأ
ومن هجوه في رئيس كتاب القسمة العسكرية بدمشق السيد يحيى الجالقي
حسب امرئ عمره تسعون ماضية ... أتت عليه بأسقام وأمراض
لو يشتري الموت في دنياه من أحد ... لكان بالغبن يشريه بأقراض
كمثل يحيى الذي أضحى له مائة ... من السنين ومنها لم يكن راضي
تراه يمشي حبوا وهو ذو ولع ... في أخذه قسمة الأيتام للقاضي
كأنه ظل شمس عند ناظره ... أو شبه طيف خيال في الكري ماضي
أو صورة طبعت في حائط رسمت ... لا نطق فيها ولا تهنا بأغماض
وما يرى فيه من نطق يحركه ... فهو التباس بشيطان دعى جاضي
وله غير ذلك من الأشعار والنظام والنثار وبالجملة فقد كان من نوادر عصره وكانت وفاته في يوم الثلاثاء السادس والشعرين من رمضان سنة احدى وتسعين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح ورؤيت له وصية بخطه فنفذت بعد موته رحمه الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.
فضل الله بن أحمد بن عثمان بن محمد البهنسي الدمشقيّ:
فاضل، له نظم جيد، في " ديوان - خ " يغلب عليه الهزل والهجو. كان ظريفا حسن النادرة، من عشراء المرادي (صاحب سلك الدرر)
مولده ووفاته في دمشق .
-الاعلام للزركلي-