هشام بن أبي عبد الله سنبر البصري الدستوائي
هشام الدستوائي
تاريخ الولادة | 74 هـ |
تاريخ الوفاة | 154 هـ |
العمر | 80 سنة |
أماكن الإقامة |
|
- قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي أبي الخطاب البصري "قتادة"
- عاصم بن بهدلة أبي النجود الأسدي "مولى بني أسد عاصم"
- على بن الحكم البناني "أبي الحكم"
- يحيى بن أبي كثير صالح بن المتوكل أبي نصر الطائي
- بديل بن ميسرة العقيلي البصري "بديل بن ميسرة العقيلي"
- عامر بن عبد الواحد البصري الأحول
- أبي عروة معمر بن راشد الأزدي البصري
- أبي يسار عبد الله بن أبي نجيح الثقفي
- القاسم بن نافع بن أبي بزة المكي "القاسم بن نافع"
- حماد بن أبي سليمان مسلم الكوفي أبي إسماعيل "الفقيه حماد"
- شعيب بن الحبحاب الأزدي أبي صالح البصري
- محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي أبي الزبير "أبو الزبير المكي محمد بن مسلم"
- أبي بكر أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني
- مطر بن طهمان الوراق أبي رجاء
- القاسم بن عوف الشيباني البكري الكوفي
- يزيد بن هارون بن زاذي "أبوخالد السلمي الواسطي"
- مسلم بن إبراهيم أبي عمرو الأزدي الفراهيدي "أبي عمرو الأزدي"
- الحجاج بن نصير الفساطيطي أبي محمد
- وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي أبي سفيان "وكيع بن الجراح"
- عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار البصري أبي عثمان
- يحيى بن عباد الضبعي "أبي عباد"
- محمد بن يزيد الكلاعي أبي إسحاق "أبي سعيد"
- شاذ بن فياض أبي عبيدة اليشكري "هلال"
- هلال بن فياض اليشكري أبي عبيدة
- إسحاق بن يوسف بن مرداس أبي محمد "الأزرق"
- حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة أبي عمر الأزدي "الحوضي"
- عبد الأعلى بن سليمان العبدى أبي عبد الرحمن
- إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم أبي بشر الأسدي "ابن علية إسماعيل"
- كثير بن هشام الكلابي الرقي أبي سهل
- المنهال بن بحر العقيلي أبي سلمة
- عبد الملك بن الصباح المسمعي البصري "أبي محمد"
- عكرمة بن إبراهيم الأزدي أبي عبد الله "أبي عمرو"
- النضر بن شميل المازني أبي الحسن "النضر بن شميل"
- عثمان بن مطر بن عبد الله الشيباني أبي علي "أبي الفضل"
- محمد بن مروان بن قدامة العجلي "أبي بكر"
- سري بن يحيى بن إياس بن حرملة بن إياس الشيباني "أبي الهيثم"
- حفص بن واقد البصري اليربوعي
- معاذ بن هشام بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي "أبي عبد الله الدستوائي البصري"
- محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري أبي عمرو "محمد بن أبي عدي السلمي"
- عبد الرحمن بن عثمان الثقفي أبي بحر
- أبي إسماعيل بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي
- وهب بن جرير بن حازم أبي العباس الأزدي
- هشام بن عبد الملك أبي الوليد الطيالسي الباهلي "أبي الوليد الطيالسي"
- مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد أبي السكن التميمي "مكي بن إبراهيم بن بشير"
- خالد بن الحراث بن سليم الهجيمي البصري أبي عثمان
- علي بن نصر بن علي أبي الحسن الجهضمي "الجهضمي الكبير"
- مسيب بن شريك بن مجربة بن ربيعة الشقري البخاري "أبي سعيد"
- عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان أبي سهل
- عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي أبي محمد القرشي
- أبي بكر أزهر بن سعد الباهلي السمان البصري
- يزيد بن زريع العيشي أبي معاوية البصري "أبي معاوية البصري"
- عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري البصري "أبي سعيد"
- عبد الملك بن عمرو أبي عامر القيسي "أبي عامر العقدي"
- سليمان بن داود بن الجارود أبي داود الطيالسي "أبي داود"
نبذة
الترجمة
هشام الدستوائي
هُوَ الحَافِظُ, الحُجَّةُ, الإِمَامُ, الصَّادِقُ, أبي بَكْرٍ هِشَامُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ سَنْبَرٍ البَصْرِيُّ, الرَّبَعِيُّ مَوْلاَهُم. صَاحِبُ الثِّيَابِ الدَّسْتُوَائِيَّةِ, كَانَ يَتَّجِرُ فِي القِمَاشِ الَّذِي يُجْلَبُ مِنْ دَسْتُوَا: وَلِذَا قِيْلَ لَهُ: صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِيِّ. وَدَسْتُوا: بُلَيْدَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الأَهْوَازِ.
حَدَّثَ عَنْ: يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ, وَقَتَادَةَ, وَالقَاسِمِ بنِ أَبِي بَزَّةَ, وَحَمَّادٍ الفَقِيْهِ, وَشُعَيْبِ بنِ الحَبْحَابِ,، وَالقَاسِمِ بنِ عَوْفٍ، وَمَطَرٍ الوَرَّاقِ، وَعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وَعَامِرٍ الأَحْوَلِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَيُوْنُسَ الإسكاف، وأبي الزُّبَيْرِ، وَأَبِي عِصَامٍ البَصْرِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ الحَكَمِ، وَأَيُّوْبَ، وَبُدَيْلِ بنِ مَيْسَرَةَ، وَيَنْزِل إِلَى أَنْ يَرْوِيَ عَنْ مَعْمَرِ بنِ رَاشِدٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنَاهُ مُعَاذٌ، وَعَبْدُ اللهِ، وَشُعْبَةُ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَيَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، وَعَبْدُ الوَارِثِ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، ويحيى القطان، ووكيع، وغندر، ومحمد ابن أَبِي عَدِيٍّ، وَبِشْرُ بنُ المُفَضَّلِ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَخَالِدُ بنُ الحَارِثِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَأبي دَاوُدَ، وَأبي عَامِرٍ العَقَدِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ، وَمَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأبي عُمَرَ الحَوْضِيُّ، وَشَاذُ بنُ فَيَّاضٍ، وَعَفَّانُ، وَأبي نُعَيْمٍ، وَمُعَاذُ بنُ فَضَالَةَ، وَأبي سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيُّ، وَمُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَأبي الوَلِيْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ يَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَأمُرُنَا بِهِشَامِ بنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَيَحُثُّ عَلَى الأَخْذِ عَنْهُ.
أُمَيَّةُ بنُ خَالِدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَقُوْلُ إِنَّهُ طَلَبَ الحَدِيْثَ يُرِيْدُ بِهِ اللهإلَّا هشام صَاحِبَ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَكَانَ يَقُوْلُ: لَيْتَنَا نَنْجُو مِنْ هَذَا الحَدِيْثِ كَفَافاً لاَ لَنَا، وَلاَ عَلَيْنَا. ثُمَّ قَالَ شُعْبَةُ إِذَا كَانَ هِشَامٌ يَقُوْلُ هَذَا فَكَيْفَ نَحْنُ?.
مُحَمَّدُ بنُ عَمَّارِ بنِ الحَارِثِ الرَّازِيُّ: عَنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ سَمِعَ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: كَانَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ أَحْفَظَ مِنِّي عَنْ قَتَادَةَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: قَالَ شُعْبَةُ: هِشَامٌ أَعْلَمُ بِحَدِيْثِ قَتَادَةَ مِنِّي، وَأَكْثَرُ مُجَالَسَةً لَهُ مِنِّي.
مُعَلَّى بنُ مَنْصُوْرٍ: سَأَلْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ عَنْ حُفَّاظِ البَصْرَةِ فَذَكَرَ هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ.
أبي هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ عَنْ، وَكِيْعٍ: قَالَ:، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَكَانَ ثَبْتاً.
وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: كَانَ يَحْيَى القَطَّانُ إِذَا سَمِعَ الحَدِيْثَ مِنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ لاَ يُبَالِي أَنْ لاَ يَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِه.
أبي حَاتِمٍ: عَنْ أَبِي غَسَّانَ التُّسْتَرِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ يَقُوْلُ: كَانَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ.
وَقَالَ أبي حَاتِمٍ: ما رأيت أبا نعيم يحث على أحدإلَّا عَلَى هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ.
قَالَ أبي حَاتِمٍ:، وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، وَالدَّسْتُوَائِيِّ: أَيُّهُمَا أَثْبَتُ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ ? فَقَالَ الدَّسْتُوَائِيُّ: لاَ تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَداً مَا أَرَى النَّاسَ يَرْوُونَ عَنْ أَحَدٍ أَثْبَتَ مِنْهُ مِثْلَه عَسَى أَمَّا أَثْبَتُ مِنْهُ فَلاَ.
صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: أَكْثَرُ مَنْ فِي يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ بِالبَصْرَةِ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ.، وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ ثَبْتٌ.، وَقَالَ أبي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ عَلِيّاً: مَنْ أَثْبَتُ أَصْحَابِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ? قَالَ: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ثُمَّ حُسَيْنٌ المُعَلِّمُ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَحَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، وَأُرَاهُ ذَكَرَ عَلِيَّ بنَ المُبَارَكِ. فَإِذَا سَمِعْتَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ يَحْيَى فَلاَ تُرِدْ بَدَلاً.
قَالَ العِجْلِيُّ: هِشَامٌ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فِي الحَدِيْثِ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ ثَلاَثَةٍ: قَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ كَانَ يَقُوْلُ بِالقَدَرِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْعُو إِلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ مَوْلَى بَنِي سَدُوْسٍ كان ثقة ثبتًا في الحديث حجةإلَّا أَنَّهُ يَرَى القَدَرَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي، وَأَبَا زُرْعَةَ مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكُمَا من أَصْحَابِ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ? قَالاَ: هِشَامٌ. قُلْتُ لَهُمَا:، وَالأَوْزَاعِيُّ? قَالاَ: بَعْدَهُ.، وَزَادَنِي أبي زُرْعَةَ: لأَنَّ الأَوْزَاعِيَّ ذَهَبَتْ كُتُبُهُ، وَأَثبَتُ أَصْحَابِ قَتَادَةَ هِشَامٌ، وَسَعِيْدٌ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ العَيْشِيِّ قَالَ: كَانَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ إِذَا فَقَدَ السِّرَاجَ مِنْ بَيْتِهِ يَتَمَلْمَلُ عَلَى فِرَاشِهِ فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَأْتِيْهِ بِالسِّرَاجِ. فَقَالَتْ لَهُ فِي ذَلِكَ: فَقَالَ: إِنِّيْ إِذَا فَقَدتُ السِّرَاجَ ذَكَرْتُ ظُلْمَةَ القَبْرِ.
وَقَالَ شَاذُ بنُ فَيَّاضٍ: بَكَى هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ حَتَّى فَسَدَتْ عَيْنُهُ فَكَانَتْ مَفْتُوْحَةً، وَهُوَ لاَ يَكَادُ يُبْصِرُ بِهَا.
وَعَنْ هِشَامٍ, قَالَ: عَجِبْتُ لِلْعَالِمِ كَيْفَ يَضْحَكُ?! وَكَانَ يَقُوْلُ لَيْتَنَا نَنْجُو لاَ عَلَيْنَا، وَلاَ لنا.
قَالَ عَوْنُ بنُ عُمَارَةَ: سَمِعْتُ هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ يَقُوْلُ: وَاللهِ مَا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ: إِنِّي ذَهَبتُ يَوْماً قَطُّ أَطْلُبُ الحَدِيْثَ, أُرِيْدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ.
قُلْتُ: وَاللهِ وَلاَ أَنَا, فَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَطلُبُوْنَ العِلْمَ للهِ, فَنَبُلُوا، وَصَارُوا أَئِمَّةً يُقتَدَى بِهِم، وطَلَبَهُ قَوْمٌ مِنْهُم أَوَّلاً لاَ للهِ، وَحَصَّلُوْهُ ثُمَّ اسْتَفَاقُوا، وَحَاسَبُوا أَنْفُسَهُم فَجَرَّهُمُ العِلْمُ إِلَى الإِخْلاَصِ فِي أَثنَاءِ الطَّرِيْقِ كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُ: طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ، وَمَا لَنَا فِيْهِ كَبِيْرُ نِيَّةٍ ثُمَّ رَزَقَ اللهُ النِّيَّةَ بَعْدُ، وَبَعْضُهُم يَقُوْلُ: طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ فَأَبَى أَنْ يكونإلَّا للهِ. فَهَذَا أَيْضاً حَسَنٌ, ثُمَّ نَشَرُوْهُ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ.
وَقَوْمٌ طَلَبُوْهُ بِنِيَّةٍ فَاسِدَةٍ لأَجْلِ الدُّنْيَا، وليثنى عليهم فلهم ما نووا. قال عليه السلام: "مَنْ غَزَا يَنْوِي عِقَالاً, فَلَهُ مَا نَوَى".، وَترَى هَذَا الضَّربَ لَمْ يَسْتَضِيْؤُوا بِنُوْرِ العِلْمِ، وَلاَ لَهُم، وَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ، وَلاَ لِعِلْمِهِم كَبِيْرُ نَتِيجَةٍ مِنَ العَمَلِ، وَإِنَّمَا العَالِمُ مَنْ يَخشَى اللهَ- تَعَالَى.
وَقَوْمٌ نَالُوا العِلْمَ، وَوُلُّوا بِهِ المَنَاصِبَ, فَظَلَمُوا، وَتَرَكُوا التَّقَيُّدَ بِالعِلْمِ، وَرَكِبُوا الكَبَائِرَ، وَالفَوَاحِشَ, فَتَبّاً لَهُم, فَمَا هَؤُلاَءِ بِعُلَمَاءَ!.
وَبَعْضُهُم لَمْ يَتَقِّ اللهَ فِي عِلْمِهِ, بَلْ رَكِبَ الحِيَلَ، وَأَفْتَى بِالرُّخَصِ، وَرَوَى الشَّاذَّ مِنَ الأَخْبَارِ. وَبَعْضُهُم اجْتَرَأَ عَلَى اللهِ، وَوَضَعَ الأَحَادِيْثَ فَهَتَكَهُ اللهُ، وَذَهَبَ عِلْمُهُ، وَصَارَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ.، وَهَؤُلاَءِ الأَقسَامُ كُلُّهُم رَوَوْا مِنَ العِلْمِ شَيْئاً كَبِيْراً، وَتَضَلَّعُوا مِنْهُ فِي الجُمْلَةِ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ باَنَ نَقْصُهُم فِي العِلْمِ، وَالعَمَلِ، وَتَلاَهُم قَوْمٌ انْتَمَوْا إِلَى العِلْمِ فِي الظَّاهِرِ، وَلَمْ يُتْقِنُوا مِنْهُ سِوَى نَزْرٍ يَسِيْرٍ أَوْهَمُوا بِهِ أَنَّهُم عُلَمَاءُ فُضَلاَءُ، وَلَمْ يَدُرْ في أذهانهم
قَطُّ أَنَّهُم يَتَقَرَّبُوْنَ بِهِ إِلَى اللهِ, لأَنَّهُم مَا رَأَوْا شَيْخاً يُقْتَدَى بِهِ فِي العِلْمِ, فَصَارُوا هَمَجاً رَعَاعاً, غَايَةُ المُدَرِّسِ مِنْهُم أَنْ يُحَصِّلَ كُتُباً مُثَمَّنَةً, يَخْزُنُهَا وَيَنْظُرُ فِيْهَا يَوْماً مَا, فَيُصَحِّفُ مَا يُوْرِدُهُ، وَلاَ يُقَرِّرُهُ. فَنَسْأَلُ اللهَ النَّجَاةَ وَالعَفْوَ, كَمَا قَالَ بَعْضُهُم: مَا أَنَا عَالِمٌ، وَلاَ رَأَيتُ عَالِماً.
وَقَدْ كَانَ هِشَامُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ مِنَ الأَئِمَّةِ, لَوْلاَ مَا شَابَ عِلْمَهُ بِالقَدَرِ.
قَالَ الحَافِظُ مُحَمَّدُ بنُ البَرْقِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: أرأيت من يرمى بِالقَدَرِ, يُكْتَبُ حَدِيْثُه? قَالَ: نَعَمْ, قَدْ كَانَ قَتَادَةُ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، وَعَبْدُ الوَارِثِ، وَذَكَرَ جَمَاعَةً -يَقُوْلُوْنَ بِالقَدَرِ، وَهُم ثِقَاتٌ, يُكْتَبُ حَدِيْثُهُم, مَا لَمْ يَدْعُوا إِلَى شَيْءٍ.
قُلْتُ: هَذِهِ مَسْأَلَةٌ كَبِيْرَةٌ: وَهِيَ القَدَرِيُّ، وَالمُعْتَزِلِيُّ، وَالجَهْمِيُّ، وَالرَّافِضِيُّ, إِذَا عُلِمَ صِدْقُهُ فِي الحَدِيْثِ وَتَقْوَاهُ، وَلَمْ يَكُنْ دَاعِياً إِلَى بِدْعَتِهِ, فَالَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ العُلَمَاءِ قَبُولُ رِوَايَتِهِ، وَالعَمَلِ بِحَدِيْثِهِ، وَتَرَدَّدُوا فِي الدَّاعِيَةِ, هَلْ يُؤْخَذُ عَنْهُ? فَذَهَبَ كَثِيْرٌ مِنَ الحُفَّاظِ إِلَى تَجَنُّبِ حَدِيْثِهِ، وَهُجْرَانِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُم: إِذَا عَلِمْنَا صِدْقَهُ، وَكَانَ دَاعِيَةً، وَوَجَدْنَا عِنْدَهُ سُنَّةً تَفَرَّدَ بِهَا فَكَيْفَ يَسُوغُ لَنَا تَرْكُ تِلْكَ السُّنَّةِ? فَجَمِيْعُ تَصَرُّفَاتِ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ تُؤْذِنُ بِأَنَّ المُبتَدِعَ إِذَا لَمْ تُبِحْ بِدعَتُه خُرُوْجَه مِنْ دَائِرَةِ الإِسْلاَمِ، وَلَمْ تُبِحْ دَمَهُ, فَإِنَّ قَبُولَ مَا رَوَاهُ سَائِغٌ.
وَهَذِهِ المَسْأَلَةُ لَمْ تَتَبَرْهَنْ لِي كَمَا يَنْبَغِي، وَالَّذِي اتَّضَحَ لِي مِنْهَا: أَنَّ مَنْ دَخَلَ فِي بِدعَةٍ، وَلَمْ يُعَدَّ مِنْ رُؤُوْسِهَا، وَلاَ أَمْعَنَ فِيْهَا, يُقْبَلُ حَدِيْثُه, كَمَا مَثَّلَ الحَافِظُ أبي زَكَرِيَّا بِأُوْلَئِكَ المَذْكُوْرِيْنَ، وَحَدِيْثُهُم فِي كُتُبِ الإسلام لصدقهم وحفظهم.
قَالَ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ: مَكَثَ أَبِي -يَعْنِي عَاشَ- ثَمَانِياً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَسَنُّ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ وَشُعْبَةَ، وَأَنَّهُ وُلِدَ فِي حَيَاةِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
قَالَ أبي الحَسَنِ المَيْمُوْنِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ, عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ عَبْدِ الوَارِثِ, قَالَ: مَاتَ هِشَامُ بنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ سَنَة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ, كَانَ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ قَتَادَةَ سَبْعُ سِنِيْنَ -يَعْنِي: فِي المَوْلِدِ- وَقَالَ زَيْدُ بنُ الحُبَابِ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ، وَمائَةٍ، وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ. وَقَالَ أبي الوَلِيْدِ، وَعَمْرٌو الفَلاَّسُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ.
قُلْتُ: حَدِيْثُه فِي الدَّوَاوِيْنِ كُلِّهَا, إلَّا "المُوَطَّأَ".
أَخْبَرَنَا الأَئِمَّةُ: يَحْيَى بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالمُسلمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ السَّلاَمِ إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا عَمْرُو بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الحُصَيْنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ غَيْلاَنَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ شَدَّادٍ المِسْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا أبي عامر العَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: لأُحَدِّثَنَّكُم حَدِيْثاً سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَكْثُرَ الجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَى، وَيُشْرَبَ الخَمْرُ، وَتَقِلَّ الرِّجَالُ، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى تَكُوْنَ فِي الخَمْسِيْنَ امْرَأَةً القَيِّمُ الوَاحِدُ1". أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ, عَنْ مُسْلِمِ بنِ إبراهيم، وحفص بن عمر, عن هشام الدستوائي, نحوه.
سير أعلام النبلاء - لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
هِشَام الدستوَائي بن أبي عبد الله سنبر الربعِي أَبُو بكر الْبَصْرِيّ الْحَافِظ
روى عَن قَتَادَة وَأبي الزبير الْمَكِّيّ وَطَائِفَة
وَعنهُ ابناه عبد الله ومعاذ ويحبى الْقطَّان وَشعْبَة وَخلق
قَالَ يحيى عَن شُعْبَة هِشَام الدستوَائي أعلم بِحَدِيث قَتَادَة مني قَالَ وَكَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث
وَقَالَ أَحْمد مَا أرى النَّاس يروون عَن أحد أثبت مِنْهُ
وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة ثَبت كَانَ أروى النَّاس عَن ثَلَاثَة عَن قَتَادَة وَحَمَّاد ابْن أبي سُلَيْمَان وَيحيى بن أبي كثير
وَكَانَ يَقُول بِالْقدرِ وَلم يكن يَدْعُو إِلَيْهِ مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
هِشَام بن أبي عبد الله الربعِي الدستوَائي الْبَصْرِيّ من بكر بن وَائِل وَاسم أبي عبد الله سنبر ودستوا كورة من كور الأهواز كَانَ يَبِيع الثِّيَاب الَّتِي تجلب مِنْهَا فنسب إِلَيْهَا يكنى أَبَا بكر مَاتَ سنة ثَلَاث أَو أَربع وَخمسين وَمِائَة
قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين
روى عَن قَتَادَة فِي الْإِيمَان وَالْوُضُوء وَالصَّلَاة وَغَيرهَا وَأبي الزبير فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا وَيحيى بن أبي كثير فِي النِّكَاح وَالْهِبَة وَغَيرهَا ومطر فِي الْوضُوء وَالْحج وَغَيرهمَا وعامر الْأَحول فِي الصَّلَاة وَالقَاسِم الشَّيْبَانِيّ فِي الصَّلَاة وَابْن أبي نجيح فِي الْحَج وَشُعَيْب بن الحبحاب فِي النِّكَاح وَأبي عِصَام فِي الْأَطْعِمَة
روى عَنهُ ابْنه معَاذ ووكيع وَيزِيد بن زُرَيْع وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي الصَّلَاة وَيحيى بن سعيد وخَالِد بن الْحَارِث وَكثير بن هِشَام وَابْن أبي عدي وعبد الرحمن بن مهْدي وَيحيى الْقطَّان وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة وعبد الملك بن الصَّباح وَأَبُو عَامر الْعَقدي وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وَالنضْر بن شُمَيْل وَيزِيد بن هَارُون وعبد الصمد بن عبد الوارث وَبشر بن الْمفضل.
رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.
هشام الدستوائي وهو هشام بن أبى عبد الله الربعي من بكر بن وائل كنيته أبو بكر واسم أبيه سنبر وانما عرف بالدستوائى لانه كان يبيع الثياب التي تجلب من دستواء ودستواء موضع بالاهواز مات سنة أربع وخمسين ومائة وكان من المتقنين
مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار - محمد بن حبان، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ).