أحمد بن عيسى الخراز أبي سعيد الخراز

الخراز أحمد بن عيسى

تاريخ الوفاة277 هـ
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • بغداد - العراق
  • مصر - مصر

نبذة

أحمد بن عيسى الخراز، أبو سعيد: من مشايخ الصوفية. بغدادي. نسبته إلى خرز الجلود. قيل إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء. له تصانيف في علوم القوم. منها (كتاب الصدق، أو الطريق الى الله - ط) ومن كلامه: إذا بكت أعين الخائفين، فقد كاتبوا الله بدموعهم! .

الترجمة

أحمد بن عيسى الخراز، أبو سعيد: من مشايخ الصوفية. بغدادي. نسبته إلى خرز الجلود. قيل إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء. له تصانيف في علوم القوم. منها (كتاب الصدق، أو الطريق الى الله - ط) ومن كلامه: إذا بكت أعين الخائفين، فقد كاتبوا الله بدموعهم! .

-الاعلام للزركلي-

 

قدوة العارفين الشيخ أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز البغدادي، المتوفى سنة ست وثمانين ومائتين.
وهو أول من تكلم في علم الفناء والبقاء وكان في الطبقة الثانية من طبقات المشايخ. أصله من بغداد، ثم سكن مصر وجاور مكة وصحب سرياً السَّقَطي وذا النون المصري وبشراً الحافي وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن منصور الطوسي. وله تصانيف وكلمات في التصوف ومن كلامه: رياءُ العارفين خيرٌ من إخلاص المريدين.

سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

أَحْمَد بْن عِيسَى، أَبُو سَعِيد الخراز الصوفي:
من كبار شيوخهم، كَانَ أحد المذكورين بالورع والمراقبة، وحسن الرعاية والمجاهدة، وَحَدَّثَ شيئا يسيرا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن بشار صاحب إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وعن غيره. رَوَى عَنْهُ على بْن مُحَمَّد المصري.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ، حدّثنا أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز البغداديّ الصّوفيّ، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن محمّد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ، وَشِرَارُكُمْ أَسْوَؤُكُمْ خُلُقًا».

وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنِ الْقَوَّاسِ، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن محمد بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ المصري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد أَحْمَد بن عيسى الخرّاز يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن بشار يَقُولُ: الآية التي مات فيها علي ابن الفضيل فِي الأنعام: وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يَا لَيْتَنا نُرَدُّ [الأنعام 27] مع هَذَا الموضع مات، وكنت فيمن صلى عليه.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا بكر بن الطرسوسي يقول: أبو سعيد الخرّاز قمر الصوفية. أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني قَالَ: سَمِعْتُ على بْن عُمَر الدينوري يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن شيبان يَقُولُ: قَالَ الجنيد: لو طالبنا اللَّه بحقيقة ما عَلَيْهِ أَبُو سَعِيد الخرّاز لهلكنا. قَالَ عَلِيّ: فقلت لإبراهيم: وأيش كَانَ حاله؟ فَقَالَ: أقام كذا وكذا سنة يخرز ما فاته ذكر الحق بين الخرزتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الرَّازِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جعفر الصيدلاني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد الخراز يَقُولُ: من ظن أنه ببذل الجهد يصل، فمتمن، ومن ظن أنه بغير بذل الجهد يصل فمتعن.
حَدَّثَنِي أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني- بها لفظا-، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُور معمر بْن أَحْمَدَ الأصبهاني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفتح الْفَضْل بْن جعفر يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْل الْعَبَّاس بْن الشاعر يذكر عَنْ تلميذة لأبي سَعِيد الخراز قالت: كنت أسأله مسألة والإزار بيني وبينه مشدود، فأستقري حلاوة كلامه، فنظرت في ثقب من الإزار فرأيت شفته، فلما وقعت عيني عَلَيْهِ سكت. وقال: جرى ها هنا حدث فأخبريني ما هو؟ فعرفته أني نظرت إليه. فَقَالَ: أما علمت أن نظرك إِلَيَّ معصية- وهذا العلم لا يحتمل التخليط، ولذلك حرمت هَذَا العلم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النعالي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الذَّرَّاعُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ يَاسِينَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَفْصٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازُ يَقُولُ: ذُنُوبُ الْمُقَرَّبِينَ حَسَنَاتُ الأَبْرَارِ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيَّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ يَقُولُ فِي مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا» - وا عجبا مِمَّنْ لَمْ يَرَ مُحْسِنًا غَيْرَ اللَّهِ كَيْفَ لا يميل بكليته إليه؟!.

أخبرنا أبو حازم العبدوي، حَدَّثَنِي على بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم- بمكة- حدّثني أبو بكر السنجاري، حدّثني أبو بكر الزقاق، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيد الخراز. قَالَ: كنت بمكة ومعي رفيق لي من الورعين، فأقمنا ثلاثة أيام لم نأكل شيئا، وَكَانَ بحذائنا فقير معه كويزة وركوة مغطاة بقطعة خيش، وربما كنت أراه يأكل خبزا حواريا، فقلت فِي نفسي: والله لأقولن لهذا نحن الليلة فِي ضيافتك، فقلت لَهُ، فَقَالَ لي: نعم وكرامة.
فلما جاء وقت العشاء جعلت أراعيه ولم أر معه شيئا، فمسح يده على سارية فوقع على يده شيء، فناولني فإذا درهم ليس يشبه الدراهم، فاشترينا خبزا وإداما. فلما مضى لذلك مدة جئت إليه وسلمت عَلَيْهِ وقلت: إني ما زلت أراعيك تلك الليلة وأنا أحب أن وتعرفني بم وصلت إِلَى ذلك؟ فإن كَانَ يُبلغ بعمل حدثتني. فَقَالَ: يا أَبَا سَعِيد ما هو إلا حرف واحد، قلت: ما هو؟ قَالَ: تخرج قدر الخلق من قلبك، تصل إِلَى حاجتك.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ الحيري، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرّحمن السّلميّ، أخبرني أحمد ابن محمّد بن المفضّل قَالَ: سألت أَبَا بَكْر بْن أَبِي العجوز عَنْ موت أَبِي سَعِيد الخراز فَقَالَ: مات سنة سبع وأربعين ومائتين، أو سنة سبع وسبعين ومائتين.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: وأظن أن هَذَا أصح.
قلت: لا شك أن القول الأول باطل، وهو سنة سبع وأربعين، وأما القول الثاني فهو أقرب إِلَى الصواب إن كَانَ محفوظا، وقد قيل فِي موت أَبِي سَعِيد غيره.
أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْد الماليني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أسامة الحارث بْن عدي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِم بن وردان يَقُولُ: صحبت أَبَا سعيد الخراز أربع عشرة سنة، ومات سنة ست وثمانين ومائتين

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

 

 

(أبو محمد) سعيد الصافي 9م /3هـ, هل لقبه بالصافي نسبة إلى إخوان الصفا وخلان الوفا الذين هم جماعة من فلاسفة المسلمين العرب من أهل القرن الثالث الهجري, العاشر الميلادي بالبصرة الذين اتحدوا على أن يوفقوا بين العقائد الإسلامية والحقائق الفلسفية المعروفة في ذلك العهد فكتبوا في ذلك خمسين مقالة سموها "تحف إخوان الصفا" أم نسبة إلى آل الصافي الذي يرجع نسبهم إلى الإمام الحسن السبط رضي الله عنه؟ ومن المحتمل أيضا أن يكون تحريف غير معتمد لأبو سعيد الصوفي (أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز الصوفي) توفي سنة 277 هـ. أنظر ترجمته بموقع ويكيبيديا.

 

أبي سَعِيد أَحْمَد بْن عيسى الخراز من أهل بغداد صحب ذا النون المصري والنباجي وأبا عُبَيْد البسري والسري وبشرا وغيرهم، مَات سنة سبع وسبعين ومائتين.
قَالَ أبي سَعِيد الخراز: كُل باطن يخالفه ظاهر فهول باطل.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ الرازي يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس الصياد يَقُول: سمعت أبا سَعِيد الخراز يَقُول: رأيت إبليس فِي النوم وَهُوَ يمر عني ناحية فَقُلْتُ لَهُ: تَعَالَى مَالِك؟ فَقَالَ: إيش أعمل بكم؟ أنتم طرحتم عَن نفوسكم مَا أخادع بِهِ النَّاس فَقُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ الدنيا فلما ولى عنى التقت إلي وَقَالَ: غَيْر أَن لي فيكم لطيفة فَقُلْتُ: وَمَا هي؟ قَالَ: صحبة الأحداث.
وَقَالَ أبي سَعِيد الخراز: صحبت الصوفية مَا صحبت فَمَا وقع بيني وبينهم خلاف قَالُوا لَمْ؟ قَالَ: لأني كنت معهم عَلَى نفسي.

الرسالة القشيرية.   لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
 

أبي سعيد الخراز - 277 للهجرة
أبي سعيد أحمد بن عيسى الخراز البغدادي. صحب ذا النون وغيره، وكان من جملة مشايخ القوم.
مات سنة سبع وسبعين ومائتين. وقال السمعاني: " سنة ست وثمانين ".
من كلامه: " كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل ".

وقال: " مثل النفس مثل ماء واقف طاهر صاف، فان حركته ظهر ما تحته من الحمأة. وكذا النفس، تظهر عند المحن والفاقة والمخالفة. ومن لم يعرف ما في نفسه كيف يعرف ربه؟! ".
وقال: " ليس من طبع المؤمن قول: لا. وذلك أنه إذا نظر ما بينه وبين ربه من أحكام الكرم استحى أن يقول: لا ".
مقال: " رأيت إبليس في النوم، وهو يمر عنى ناحية، فقلت: " تعال! " فقال: " أيش أعمل بكم؟! أنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس " قلت: " وما هو؟ ". قال: " الدنيا ".
وقال: " ورأيته مرة أخرى، وكان بين يدي عصا، فرفعتها حتى أضربه بها، فقال لى قائل: " هذا لا يفزع من العصا! ". فقلت له: " من أى شيء يفزع؟ ". قال: " من نور يكون فى القلب ".
وقال في قوله تعالى:) ولله خزائن السموات والأرض (: خزائنه في السماء الغيوب، وفى الأرض القلوب ".

وقال في معنى قوله عليه السلام:) جبلت القلوب على حب من أحسن أليها (: " واعجباً ممن لم ير محسناً غير الله، كيف لا يميل بكليته إليه؟! ".
وقال: " دخلت المسجد الحرام، فرأيت فقيراً عليه خرقتان يسأل شيئاً، فقلت في نفسي: " مثل هذا كل على الناس! ". فنظر إلى قال:) واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه (؛ قال: فاستغفرت في سرى، فناداني فقال:) وهو الذي يقبل التوبة عن عباده (.
وقال: " صحبت الصوفية ما صحبت، فما وقع بيني وبينهم خلاف ". قالوا: " لم؟ ". قال: " لأني كنت معهم على نفسي ".
وقال الجنيد: " لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبي سعيد الخراز لهلكنا، فانه أقام كذا وكذا سنة يخرز ما فاته الحق بين الخرزتين ".

ومن أصحاب أبى سعيد أبي الحسن بن بنان، من كبار مشايخ مصر.
ومن كلامه: علامة سكون القلب إلى الله تعالى أن يكون بما في يد الله تعالى أوثق منه بما في يده ".
وقال: " اجتنبوا دناءة الأخلاق كما تجتنبون الحرام ".
وقال الخراز: " كنت بالبادية، فنالني جوع شديد، فغلبتني نفسي أن اسأل الله صبراً، فلما هممت بذلك سمعت هاتفاً يقول:
ويزعم أنه منا قريب ... وأنا لا نضيع من أتانا
ويسألنا الفتى جهداً وصبراً ... كأنا لا نراه ولا يرانا

قال: " فأخذني الاستقلال من ساعتى، فقمت ومشيت ".
وقال: " وبقيت إحدى عشرة سنة، أتردد من مكة إلى المدينة، ومن المدينة إلى مكة؛ لا أرى مكة وأرى رب مكة، فما صح لى منه نفس. فلما كان بعد ذلك تراءى لى بعض الجن وقال لى: " يا أبا سعيد! قد - والله - رحمتك، من كثرة تردادك!، وقد حضرني شعر، فاستمع:
أتيه، فلا أدرى من التيه من أنا ... سوى ما يقول الناس فى وفى جنسي
أتيه على جن البلاد وانسها ... فان لم أجد خلقاً أتيه على نفسي
قال أبي سعيد؛ فقلت له: " اسمع - يا من لا يحسن يقول - ان كنت تسمع:
أيا من يرى الأسباب أعلى وجوده ... ويفرح بالتيه الدنى وبالأنس
فلو كنت من أهل الوجود حقيقة ... لغبت عن الأكوان والعرش والكرسي
وكنت بلا حال مع الله واقفاً ... تصان عن التذاكر للجن والأنس

وقال: رويم بن أحمد: " حضرت وفاة ابي سعيد في آخر نفسه:
حنين قلوب العارفين إلى الذكر ... وتذكارهم وقت المناجاة للسر
أدريت كئوس المنايا عليهم ... فأغفوا عن الدنيا كإغفاء ذي السكر
فأجسامهم في الأرض تحيى بحبه ... وأرواحهم في الحجب تحت العلا تسرى
فما عرسوا إلا بقرب مليكهم ... ولا عرجوا عن مس بؤس ولا ضر

طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.

 

 

أبي سعيد الخراز واسْمه أَحْمد بن عِيسَى
وَهُوَ من أهل بَغْدَاد صحب ذَا النُّون الْمصْرِيّ وَأَبا عبد الله النباجي وَأَبا عبيد البسري وَصَحب أَيْضا سريا السَّقطِي وَبشر بن الْحَارِث وَغَيرهم
وَهُوَ من أَئِمَّة الْقَوْم وَجلة مشايخهم قيل إِنَّه أول من تكلم فِي علم الفناء والبقاء مَاتَ سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَأسْندَ الحَدِيث

أخبرنَا أبي الْفَتْح يُوسُف بن عمر بن مسرور الزَّاهِد بِبَغْدَاد قَالَ حَدثنَا عَليّ بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ حَدثنَا أبي سعيد أَحْمد بن عِيسَى الخراز الْبَغْدَادِيّ الصُّوفِي حَدثنَا عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْغِفَارِيّ حَدثنَا جَابر بن سليم عَن يحيى ابْن سعيد عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سوء الْخلق شُؤْم وشراركم أسوأكم أَخْلَاقًا)
سَمِعت عمر بن عبد الله الفرغاني يَقُول سَمِعت ابْن الْكَاتِب يَقُول سَمِعت ابا سعيد الخراز يَقُول إِن الله تَعَالَى عجل لأرواح أوليائه التَّلَذُّذ بِذكرِهِ والوصول إِلَى قربه وَعجل لأبدانهم النِّعْمَة بِمَا نالوه من مصالحهم وأجزل نصِيبهم من كل كَائِن فعيش أبدانهم عَيْش الجنانيين وعيش أَرْوَاحهم عَيْش الربانيين لَهُم لسانان لِسَان فِي الْبَاطِن يعرفهُمْ صنع الصَّانِع فِي الْمَصْنُوع ولسان فِي الظَّاهِر يعلمهُمْ علم المخلوقين فلسان الظَّاهِر يكلم أجسامهم ولسان الْبَاطِن يُنَاجِي أَرْوَاحهم
قَالَ وَسُئِلَ أبي سعيد عَن الْأنس مَا هُوَ فَقَالَ استبشار الْقُلُوب بِقرب الله تَعَالَى وسرورها بِهِ وهدوها فِي سكونها إِلَيْهِ وأمنها مَعَه من حَيْثُ الروعات وإعفاؤه لَهَا من كل مَا دونه أَن يُشِير إِلَيْهِ حَتَّى يكون هُوَ المشير لِأَنَّهَا ناعمة بِهِ وَلَا تحمل جفَاء غَيره
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا بكر الزقاق يَقُول كَانَ أبي سعيد الخراز نَائِما فانتبه وَقَالَ اكتبوا مَا وَقع لي فِي هَذَا النّوم إِن الله تَعَالَى جعل الْعلم دَلِيلا عَلَيْهِ ليعرف وَجعل الْحِكْمَة رَحْمَة مِنْهُ عَلَيْهِم ليؤلف فالعلم دَلِيل إِلَى الله والمعرفة دَالَّة على الله فبالعلم تنَال المعلومات وبالمعرفة تنَال

المعروفات وَالْعلم بالتعلم والمعرفة بالتعرف فالمعرفة تقع بتعريف الْحق وَالْعلم يدْرك بتعريف الْخلق ثمَّ تجْرِي الْفَوَائِد بعد ذَلِك
حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْهَرَوِيّ قَالَ حَدثنِي أَحْمد بن عَطاء قَالَ حَدثنِي أبي صَالح قَالَ قَالَ أبي سعيد الخراز مثل النَّفس مثل مَاء وَاقِف طَاهِر صَاف فَإِن حركته ظهر مَا تَحْتَهُ من الحمأة وَكَذَلِكَ النَّفس تظهر عِنْد المحن والفاقة والمخافة وَمن لم يعرف مَا فِي نَفسه كَيفَ يعرف ربه
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت أَبَا مُحَمَّد الْجريرِي يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد الخراز يَقُول فِي معنى قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (جبلت الْقُلُوب على حب من أحسن إِلَيْهَا) وَاعجَبا مِمَّن لم ير حسنا غير الله كَيفَ لَا يمِيل بكليته إِلَيْهِ
سَمِعت نصر بن أبي نصر يَقُول سَمِعت قاسما غُلَام الزقاق يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد السكرِي يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد الخراز يَقُول كل بَاطِن يُخَالف ظَاهرا فَهُوَ بَاطِل
وَسمعت نصرا يَقُول سَمِعت أَبَا الطّيب بن فرخان يَقُول سَمِعت أَبَا مُحَمَّد الْجريرِي يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد الخراز يَقُول إِذا كَانَت الْعين وَاحِدَة فَمن

أَي حَال تلونت عَلَيْك فَاجر فِيهَا فَإِن التَّغْيِير من جهتك لِأَن عين الْحق لَا تتقلب
سَمِعت أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن عَليّ الكتاني يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد الخراز يَقُول للعارفين خَزَائِن أودعوها علوما غَرِيبَة وأنباء عَجِيبَة يَتَكَلَّمُونَ فِيهَا بِلِسَان الأبدية ويخبرون عَنْهَا بِعِبَارَة الأزلية
قَالَ وَقَالَ أبي سعيد لَوْلَا أَن الله عز وَجل أَدخل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي كنفه لأصابه مثل مَا أصَاب الْجَبَل
سَمِعت أَبَا عبد الله الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس الصياد بِمصْر يَقُول سَمِعت أَبَا سعيد الخراز يَقُول رَأَيْت إِبْلِيس فِي النّوم وَهُوَ يمر عني نَاحيَة فَقلت لَهُ تعال فَقَالَ أيش أعمل بكم أَنْتُم طرحتم من نفوسكم مَا أخادع بِهِ النَّاس قلت مَا هُوَ قَالَ الدُّنْيَا فَلَمَّا ولى عني الْتفت إِلَيّ وَقَالَ غير أَن لي فِيكُم لَطِيفَة قلت مَا هِيَ قَالَ صُحْبَة الْأَحْدَاث قَالَ أبي سعيد وَقل من يتَخَلَّص من هَذَا من الصُّوفِيَّة
سَمِعت عَليّ بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس الطَّحَّان يَقُول قَالَ أبي سعيد الخراز الْمُحب يتعلل إِلَى محبوبه بِكُل شَيْء وَلَا يتسلى عَنهُ بِشَيْء وَيتبع آثاره وَلَا يدع استخباره وَأنْشد
(أسائلكم عَنْهَا فَهَل من مخبر ... فَمَا لي بنعم مذ نأت دارها علم)
(فَلَو كنت أَدْرِي أَيْن خيم أَهلهَا ... وَأي بِلَاد الله إِذْ ظعنوا أموا)
(إِذا لسلكنا مَسْلَك الرّيح خلفهَا ... وَلَو أَصبَحت نعم وَمن دونهَا النَّجْم).

طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.