السري بن المغلس السقطي أبي الحسن البغدادي

السري السقطي

تاريخ الولادة160 هـ
تاريخ الوفاة257 هـ
العمر97 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

أَبُو الْحَسَنِ سري بْن المغلس السقطي خال الجنيد وأستاذه , وَكَانَ تلميذ معروف الكرخي , كَانَ أوحد زمانه فِي الورع وأحوال السنة وعلوم التوحيد. سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن عَلِي الطوسي , يَقُول: سمعت أبا عَمْرو بْن علوان , يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق , يَقُول: بلغني أَن السري السقطي كَانَ يتجر فِي السوق وَهُوَ من أَصْحَاب معروف الكرخي , فجاءه معروف يوما ومعه صبي يتيم , فَقَالَ: اكس هَذَا اليتيم , قَالَ سرى: فكسوته ففرح بِهِ معروف , وَقَالَ: بغض اللَّه إليك الدنيا وأراحك مِمَّا أَنْتَ فِيهِ، فقمت من الحانوت وليس شَيْء أبغض إِلَى من الدنيا وكل مَا أنا فِيهِ من بركات معروف.

الترجمة

أَبُو الْحَسَنِ سري بْن المغلس السقطي خال الجنيد وأستاذه

وَكَانَ تلميذ معروف الكرخي , كَانَ أوحد زمانه فِي الورع وأحوال السنة وعلوم التوحيد.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , يَقُول: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن عَلِي الطوسي , يَقُول: سمعت أبا عَمْرو بْن علوان , يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس بْن مسروق , يَقُول: بلغني أَن السري السقطي كَانَ يتجر فِي السوق وَهُوَ من أَصْحَاب معروف الكرخي , فجاءه معروف يوما ومعه صبي يتيم , فَقَالَ: اكس هَذَا اليتيم , قَالَ سرى: فكسوته ففرح بِهِ معروف , وَقَالَ: بغض اللَّه إليك الدنيا وأراحك مِمَّا أَنْتَ فِيهِ، فقمت من الحانوت وليس شَيْء أبغض إِلَى من الدنيا وكل مَا أنا فِيهِ من بركات معروف.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي رحمه اللَّه يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت أبا عُمَر الأنماطي يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول: مَا رأيت أعبد من السري أتت عَلَيْهِ ثمان وتسعون سنة مَا رؤي مضطجعا إلا فِي علة الْمَوْت.
ويحكي عَنِ السري , أَنَّهُ قَالَ: التصوف اسم لثلاث معان , وَهُوَ الَّذِي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ولا يتكلم بباطن فِي علم ينقضه عَلَيْهِ ظاهر الكتاب أَوِ السنة، ولا تحمله الكرامات عَلَى هتك أستار محارم اللَّه.
مَات السري سنة سبع وخمسين ومائتين.
سمعت الأستاذ أبا عَلِيّ الدقاق يحكي عَنِ الجنيد رحمه اللَّه أَنَّهُ قَالَ: سألني السري يوما عَنِ المحبة فَقُلْتُ: قَالَ قوم: هِيَ الموافقة وَقَالَ قوم: الإيثار.
وَقَالَ قوم: كَذَا وكذا، فأخذ السري جلدة ذراعه ومدها فلم تمتد، ثُمَّ قَالَ: وعزته تَعَالَى لو قُلْت: إِن هذه الجلدة يبست عَلَى هَذَا العظم من محبته لصدقت، ثُمَّ غشي عَلَيْهِ فدار وجهه كَأَنَّهُ قمر مشرق وَكَانَ السري بِهِ أدمة.
ويحكى عَنِ السري أَنَّهُ قَالَ: منذ ثلاثين سنة أنا فِي الاستغفار من قولي الحمد لِلَّهِ مرة قيل: وكيف ذَلِكَ؟ فَقَالَ: وقع ببغداد حريق فاستقبلني رجل فَقَالَ لي: نجا حانوتك، فَقُلْتُ: الحمد لِلَّهِ فمنذ ثلاثين سنة أنا نادم عَلَى مَا قُلْت: حيث أردت لنفسي خيرا مِمَّا حصل للمسلمين.
أخبرني بِهِ عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ , قَالَ: سمعت أبا بَكْر الرازي , يَقُول: سمعت أبا بَكْر الحريري , يَقُول: سمعت السري يَقُول ذَلِكَ.
ويحكى عَنِ السري أَنَّهُ قَالَ: أنا أنظر فِي أنفى فِي اليوم كَذَا وكذا مرة مخافة أَن يَكُون قَدْ أسود خوفا من اللَّه أَن يسود صورتي لما أتعاطاه.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن رحمه اللَّه , يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الخشاب , يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير , يَقُول: سمعت الجنيد , يَقُول: سمعت السري , يَقُول: أعرف طريقا مختصرا قصدا إِلَى الْجَنَّة , فَقُلْتُ لَهُ: مَا هُوَ؟ .
فَقَالَ: لا تسأل من أحد شَيْئًا ولا تأخذ من أحد شَيْئًا ولا يكن معك شَيْء تعطي منه أحدا.

سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي , يَقُول: سمعت أبا نصر السراج الطوسي , يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن نصير , يَقُول: سمعت الجنيد بْن مُحَمَّد , يَقُول: سمعت السري , يَقُول: أشتهي أَن أموت ببلد غَيْر بغداد، فقيل لَهُ: وَلَمْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: أخاف أَن لا يقبلني قبري فافتضح.
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي , يَقُول: سمعت أبا الْحَسَن بْن عَبْد اللَّهِ الغوطي الطرسوسي , يَقُول: سمعت الجنيد , يَقُول: سمعت السري , يَقُول: اللَّهُمَّ مهما عذبتني بشيء , فلا تعذبني بذل الحجاب.
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت الجريري يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول: دخلت يوما عَلَى السري السقطي وَهُوَ يبكي فَقُلْتُ لَهُ: مَا يبكيك؟ فَقَالَ: جاءتني البارحة الصبية , فَقَالَتْ: يا أبتي هذه الليلة حارة وَهَذَا الكوز أعلقه هاهنا , ثُمَّ إني حملتني عيناي فنمت , فرأيت جارية من أَحْسَن الخلق قَدْ نزلت من السماء , فَقُلْتُ: لمن أَنْتَ؟ فَقَالَتْ: لمن لا يشرب الماء المبرد فِي الكيزان، فتناولت الكوز فضربت بِهِ الأَرْض فكسرته , قَالَ الجنيد: فرأيت الخزف لَمْ يرفعه وَلَمْ يمسه حَتَّى عفا عَلَيْهِ التراب.

الرسالة القشيرية.   لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.

 

سري بن الْمُغلس السَّقطِي كنيته أبي الْحسن

يُقَال إِنَّه خَال الْجُنَيْد وأستاذه صحب مَعْرُوفا الْكَرْخِي وَهُوَ أول من تكلم بِبَغْدَاد فِي لِسَان التَّوْحِيد وحقائق الْأَحْوَال وَهُوَ إِمَام البغداديين وشيخهم فِي وقته وَإِلَيْهِ ينتمي أَكثر الطَّبَقَة الثَّانِيَة من الْمَشَايِخ الْمَذْكُورين فِي هَذَا الْكتاب
سَمِعت أَبَا الْحسن بن مقسم الْمُقْرِئ بِبَغْدَاد يَقُول مَاتَ سري السَّقطِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَأسْندَ الحَدِيث
أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمطلب الشَّيْبَانِيّ بِالْكُوفَةِ حَدثنَا الْعَبَّاس بن يُوسُف الشكلي حَدثنَا سري السَّقطِي حَدثنَا مُحَمَّد بن معن الْغِفَارِيّ

حَدثنَا خَالِد بن سعيد عَن أبي زَيْنَب مولى حَازِم بن حَرْمَلَة عَن حَازِم بن حَرْمَلَة الْغِفَارِيّ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (مَرَرْت يَوْمًا فرآني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا حَازِم أَكثر من قَول لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه فَإِنَّهَا من كنوز الْجنَّة
سَمِعت جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نصير يَقُول سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول سَمِعت السّري يَقُول أعرف طَرِيقا مُخْتَصرا قصدا إِلَى الْجنَّة فَقلت مَا هُوَ فَقَالَ لَا تسْأَل أحدا شَيْئا وَلَا تَأْخُذ من أحد شَيْئا وَلَا يكون مَعَك شَيْء تُعْطِي مِنْهُ أحدا
وبإسناده قَالَ سَمِعت السّري يَقُول مَا أرى لي على أحد فضلا قيل وَلَا على المخنثين قَالَ وَلَا على المخنثين
وَبِه قَالَ سَمِعت السّري يَقُول إِذا فَاتَنِي جُزْء من وردي لَا يمكنني أَن أقضيه أبدا
سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن شَاذان الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا عمر

الْأنمَاطِي يَقُول سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول سَمِعت السّري يَقُول من أَرَادَ أَن يسلم دينه ويستريح قلبه وبدنه ويقل غمه فليعتزل النَّاس لِأَن هَذَا زمَان عزلة ووحدة
سَمِعت مُحَمَّد بن الْحسن الْبَغْدَادِيّ يَقُول حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح حَدثنَا مُحَمَّد بن عبدون حَدثنَا عبد القدوس بن الْقَاسِم قَالَ سَمِعت السّري يَقُول كل الدُّنْيَا فضول إِلَّا خمس خِصَال خبز يشبعه وَمَاء يرويهِ وثوب يستره وَبَيت يكنه وَعلم يَسْتَعْمِلهُ
وَبِه قَالَ وَقَالَ السّري التَّوَكُّل الانخلاع من الْحول وَالْقُوَّة
وبإسناده قَالَ سَمِعت السّري يَقُول أَربع من أَخْلَاق الأبدال استقصاء الْوَرع وَتَصْحِيح الْإِرَادَة وسلامة الصَّدْر لِلْخلقِ والنصيحة لَهُم
سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ يَقُول سَمِعت جعفرا الْخُلْدِيِّ يَقُول سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول قَالَ السّري اللَّهُمَّ مَا عذبتني بِشَيْء فَلَا تعذبني بذل الْحجاب
سَمِعت أَحْمد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا يَقُول سَمِعت عَليّ بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن السيرواني يَقُول سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول سُئِلَ السّري عَن الْعقل فَقَالَ مَا قَامَت بِهِ الْحجَّة على مَأْمُور ومنهي

سَمِعت أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر يَقُول سَمِعت جعفرا الْخُلْدِيِّ يَقُول سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول سَمِعت السّري يَقُول أَربع خِصَال ترفع العَبْد الْعلم وَالْأَدب وَالْأَمَانَة والعفة
سَمِعت أَبَا الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد بن حمدون الشرمقاني يَقُول سَمِعت عَليّ بن عبد الحميد الغضائري يَقُول سَمِعت السّري يَقُول من لم يعرف قدر النِّعْمَة سلبها من حَيْثُ لَا يعلم
وبإسناده قَالَ السّري من هَانَتْ عَلَيْهِ المصائب أحرز ثَوَابهَا
أَخْبرنِي أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله القرميسيني مشافهة ومناولة أَن أَبَاهُ حَدثهُ قَالَ حَدثنَا عَليّ بن عبد الحميد الغضائري قَالَ سَمِعت السّري يَقُول قَلِيل فِي سنة خير من كثير مَعَ بِدعَة كَيفَ يقل عمل مَعَ التَّقْوَى
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ السّري الْأُمُور ثَلَاثَة أَمر بَان لَك رشده فَاتبعهُ وَأمر بَان لَك غية فاجتنبه وَأمر أشكل عَلَيْك فقف عِنْده وَكله إِلَى الله عز وَجل وَليكن الله دليلك وَاجعَل فقرك إِلَيْهِ تستعن بِهِ عَمَّن سواهُ

وَبِه قَالَ السّري الْأَدَب ترجمان الْعقل
وَبِه قَالَ السّري مَا أَكثر من يصف الصّفة وَأَقل من يُوَافق فعله صفته
وَبِه قَالَ السّري أقوى الْقُوَّة غلبتك نَفسك وَمن عجز عَن أدب نَفسه كَانَ عَن أدب غَيره أعجز وَمن أطَاع من فَوْقه أطاعه من دونه
وَبِه قَالَ السّري من خَافَ الله خافه كل شَيْء
وَبِه قَالَ السّري لسَانك ترجمان قَلْبك وَجهك مرْآة قَلْبك يتَبَيَّن على الْوَجْه مَا تضمر الْقُلُوب
وَبِه قَالَ السّري الْقُلُوب ثَلَاثَة قلب مثل الْجَبَل لَا يُزِيلهُ شَيْء وقلب مثل النَّخْلَة أَصْلهَا ثَابت وَالرِّيح تميلها وقلب كالريشة يمِيل مَعَ الرّيح يَمِينا وَشمَالًا
وَبِه قَالَ السّري لَا تصرم أَخَاك على ارتياب وَلَا تَدعه دون الاستعتاب
وَبِه قَالَ إِن اغتممت لما ينقص من مَالك فابك على مَا ينقص من عمرك
وَبِه قَالَ السّري من عَلامَة الْمعرفَة بِاللَّه الْقيام بِحُقُوق الله وإيثاره على النَّفس فِيمَا أمكنت فِيهِ الْقُدْرَة

وَبِه قَالَ السّري من قلَّة الصدْق كَثْرَة الخلطاء
وَبِه قَالَ السّري حسن الْخلق كف الْأَذَى عَن النَّاس وَاحْتِمَال الْأَذَى عَنْهُم بِلَا حقد وَلَا مُكَافَأَة
وَبِه قَالَ السّري من عَلامَة الاستدراج الْعَمى عَن عُيُوب النَّفس
وَبِه قَالَ السّري خير الرزق مَا سلم من خَمْسَة من الآثام فِي الِاكْتِسَاب والمذلة والخضوع فِي السُّؤَال والغش فِي الصِّنَاعَة وأثمان آلَة الْمعاصِي ومعاملة الظلمَة
وَبِه قَالَ السّري أحسن الْأَشْيَاء خَمْسَة الْبكاء على الذُّنُوب وَإِصْلَاح الْعُيُوب وَطَاعَة علام الغيوب وجلاء الرين من الْقُلُوب وَألا تكون لكل مَا تهوى ركُوب
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ السّري خَمْسَة أَشْيَاء لَا يسكن فِي الْقلب مَعهَا غَيرهَا الْخَوْف من الله وَحده والرجاء لله وَحده وَالْحب لله وَحده وَالْحيَاء من الله وَحده والأنس بِاللَّه وَحده
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن الْحُسَيْن يَقُول سَمِعت عَليّ بن عبد الحميد الغضائري بحلب يَقُول سَمِعت السّري يَقُول أجلد النَّاس من ملك غَضَبه
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ السّري من تزين للنَّاس بِمَا لَيْسَ فِيهِ سقط من عين الله عز وَجل

وَبِه قَالَ السّري لن يكمل رجل حَتَّى يُؤثر دينه على شَهْوَته وَلنْ يهْلك حَتَّى يُؤثر شَهْوَته على دينه
سَمِعت أَبَا نصر الطوسي يَقُول سَمِعت جعفرا الْخُلْدِيِّ يَقُول سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول قَالَ رجل لسري السَّقطِي كَيفَ أَنْت فَقَالَ
(من لم يبت وَالْحب حَشْو فُؤَاده ... لم يدر كَيفَ تفتت الأكباد)
سَمِعت أَبَا الْحسن بن مقسم بِبَغْدَاد يَقُول سَمِعت جعفرا الْخُلْدِيِّ يَقُول سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول سَمِعت السّري يَقُول إِذا ابْتَدَأَ الْإِنْسَان بالنسك ثمَّ كتب الحَدِيث فتر وَإِذا ابْتَدَأَ بكتب الحَدِيث ثمَّ تنسك نفذ.

طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.

 

 

سيدنا السري السقطي رحمه الله تعالى .

 

أبو الحسن سري بن المغلس السقطي خال الجنيد، وأستاذه.

وناهيك بمن هو شيخ الامام الجنيد سيد الطائفة الصوفية فهو خاله واستاذه وهو امام التصوف بالعراق في عصره وهو كما قال الامام القشيري في رسالته : ( اوحد زمانه في الورع واحوال السنة وعلوم التوحيد ) .

فالامام السري اذا يعد رائد عصره في كشف حقائق التصوف وعلومه . ثم هو امام زمانه في احوال القوم واخلاقهم ومناهجهم السلوكية التي ترتقي بالعبد الى قمة الوصول .

وقد تلقى القطب السري طريقته عن قطب عصره الامام العارف سيدي معروف الكرخي   الذي يعد شيخ التصوف بالعراق في زمنه والذي تلقى بدوره الطريق عن سليل البيت النبوي سيدي علي بن موسى الرضا   وقد استمد الامام السري المدد الصوفي من سيدي معروف ليسرى اليه نور هذه السلسلة المنتهية الى بيت النبوة ثم منه الى الامام ابي القاسم الجنيد الملقب بسيد الطائفة الصوفية .

وكان تلميذ معروف الكرخي وخال الجنيد وأستاذه , وكان من تلامذته : أبو الحسين النوري , سمنون بن حمزة , أبو سعيد الخراز , أبو العباس بن مسروق , أبو حمزة البغدادي البزاز وآخرون .

وعن قصة البداية في الطريق الصوفي الامام السري مع شيخه سيدي معروف الكرخي: كان السري السقطي يتاجر في السوق، وهو من أصحاب معروف الكرخي ، فجاءه معروف يوماً، ومعه صبي يتيم، فقال: اكسِ هذا اليتيم. قال سري: فكسوته، ففرح به معروف ، وقال : بغض الله إليك الدنيا ، وأَراحك مما أَنت فيه . فقمت من الحانوت وليس شيء أبغض إليَّ من الدنيا. وكل ما أنا فيه من بركات معروف الكرخي رحمه الله تعالى .

وعلى اثر هذا الحادث واستجابة لدعوة سيدي معروف توجه الامام السري الى الله وترك تجارة الدنيا ليشرع في تجارة الاخرة , بل ليستقبل عهده مع الله في محراب العبادة والعبودية يعبده تقربا اليه لا طمعا في ثوابه ولا خوفا من عذابه كما هو الشأن في عبادة الاحرار .

ولقد سلك الامام السري طريق القوم على تعطش للعبادة والمعرفة فاقبل على الطاعات بروح تواقة شغوفة بالتحرر من الانية والغيرية . دؤوبة على الخدمة والعكوف بباب المولى حتى يؤذن لها بالدخول .

واخبار عبادات الامام السري تثير العجب وتفوق الخيال : يقول الامام الجنيد   : ( ما رأيت أعبد من السري , أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رئي مضطجعا الا في علة الموت ) . 

اي طراز هذا من الرجال ؟؟ انه الطراز الملائكي الذي يقتات من العبادات ويتنفس بالطاعات كما قال تعالى في حق الملائكة   يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ

 وهذا هو دأب العارف السري , وقد كان يوصي به اصحابه ومريديه , ولقد سمعه الامام الجنيد يقول : ( اني اعرف طريقا يؤدي الى الجنة قصدا فقيل له ما هو يا أبا الحسن ؟

فقال : ( ان تشتغل بالعبادة وتقبل عليها حتى لا يكون لك فيها فضل ) .

لقد فسر هو بنفسه معنى قوله : ( حتى لا يكون لك فيها فضل ) عمليا وذلك بعبادته المتصلة ثمانية وتسعين عاما امضاها بين صيام وقيام وذكر وفكر حتى لقد كان يقول : ( اذا فاتني  جزء من وردي لا يمكن ان اقضيه ابدا ) .

وعلل ذلك الامام الجنيد قائلا : ( لان السري كان متصل التنفل ) .

وكان   يقول ( من قام بين يدي الله في الظلام نشرت له يوم القيامة الاعلام ) .

ولقد كان المنهج السلوكي عند العارف السري  ذا جوانب متعددة عميقة الغور والابعاد . وكانت تلك الجوانب في مجموعها تمثل حلقات متصلة بحيث تفضي هذه الجوانب في النهاية الى بلوغ قمة النضج الروحي حيث تحلق الروح في سماء المعرفة والولاية .

ففي مجال النفس مثلا : تطالعنا عند الامام السري صفحات مضيئة يكاد سنا برقها يذهب بالابصار . يقول   : ( ان نفسي تطالبني منذ ثلاثين سنة او اربعين سنة ان اغمس جزرة في دبس – اي عسل التمر وعسل النحل – فما أطعتها ) .

انها مجاهدة النفس في شهوة حلال من اجل قطع ماربها لكي يصفو الجو للروح فتنطلق الى معاريج الوصول  .

ولقد دخل عليه الامام الجنيد يوما فقال له : يا جنيد عصفور يجيء كل يوم أفت له الخبز في يدي فياكله فنزل الساعة ولم يسقط على يدي فتذكرت اني اكلت ملحا بابراز فآليت الا اكله بعدها فعاد كما كان ) .

 ولطالما تحرى الامام السري الحلال مع شدة الورع حتى تحمل في ورعه الكثير والكثير وكان يقول دائما : ( آه على لقمة ليس لله فيها تبعة ولا لمخلوق فيها منة ) !!

 ومن تلك الوقائع التي تجلي فيها ورع سيدي السري ما رواه الامام الشعراني   في طبقاته اذ قال : وقال علي بن الحسين بعثني ابي للسري   بشيء من حب السعال لسعال كان به . فقال لي : كم ثمنه ؟ فقلت له : لم يخبرني بشيء . فقال اقرأ عليه السلام وقل له : نحن نعلم الناس منذ خمسين سنة ان لا يأكلوا باديانهم افتراني اليوم آكل بديني ؟؟؟ ولم يأخذ منه شيئا !!! .

 ويؤكد صاحب الحلية هذا المرتقى السامي عند الشيخ السري قائلا ( وسمعت ابا علي الحسن البزاز يقول سألت ابا عبد الله احمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فقال : أليس الشيخ الذي  يعرف بطيب الغذاء ؟ قلت بلى قال هو على سيره عندنا قبل ان يخرج  .

ثم يقول ابو نعيم : وقد كان السري يعرف بطيب الغذاء وتصفية القوة وشدة الورع حتى انتشر ذلك عنه , وبلغ ابا عبد الله احمد بن حنبل فقال : (الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء ) .

وقد كان منهج السري في الورع منطويا على جواهر الحكم السلوكية الصوفية فها هو ذا يقول : ( لا يقوى على الشهوات الا من ترك الشبهات ) .

ويؤيده ما ورد في الحديث الشريف ,  فمن اتقى الشبهات فقد تبرأ لدينه وعرضه  , وأيضا فقد كان العارف السري يقول : ( تصفية العمل من الافات اشد من العمل ) .

 ثم الى جانب الزهد والورع فقد كانت المراقبة في اعلى درجاتها متمثلة في سلوك الامام السري . والمراقبة هي احدى مرتبتي الاحسان الوارد معناه في الحديث الشريف إذ قال سيد الوجود   :   الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك  , فالشق الاول للمشاهدة والثاني المراقبة , والمراقبة عند العارفين لها درجات ومنازل , ولقد تربع سيدي السري في قمة المراقبة والحضور , يقول   : ( صليت وردي ليلة فمددت رجلي في المحراب فنوديت , يا سري كذا تجالس الملوك قال : فضممت رجلي ثم قلت : وعزتك لا مددت رجلي أبدا ) !!

انه نداء المراقبة من قبل الحضرة العلية للعارف السري ولقد عرف نفس النداء مع سيدي ابي يزيد البسطامي وسيدي ابراهيم بن ادهم   .

ومع المراقبة هناك التوكل والرضا , ولكل مفهومه عند العارف السري , فهو يعرف التوكل بانه : ( الانخلاع من الحول والقوة ) .

ثم يقول عن الرضا والورع والعبادة والشكر ( رأس الاعمال الرضا عن الله وعمود الدين الورع , ومخ العبادة الجوع  , وضبط اللسان حصن حصين , ومن شكر الله جرى في ميدان الزيادة ) .

ويرى الامام السري السقطي ان التجرد لله تعالى هو أقرب ما يوصل الى الحضرة الالهية , فلقد سئل يوما , كيف الطريق الى الله ؟

فقال : ( ان اردت العبادة فعليك بالصيام والقيام , وان اردته فاترك كل ما سواه تصل اليه ) .

اي ان هناك طريقين موصلين الا ان اقربهما للوصل هو ترك السوى , ولقد ترك الامام السري كل ما سوى الله فوصل الى الله , وصل اليه على جناحي المحبة والشوق ,  وللمحبة عند العارف السري مقام لا يرام بالكلام ولا يسطر بالاقلام يقول الامام الجنيد ( سألني السري يوما عن المحبة فقلت : قال قوم هي الموافقة , وقال قوم الايثار  , وقال قوم : كذا فاخذ السري جلدة ذراعه ومدها فلم تمتد , ثم قال : وعزته لو قلت ان هذه الجلدة يبست على هذا العظم من محبته لصدقت . ثم غشي عليه فصار وجهه كأنه قمر مشرق وكان السري به أدمة _ اي سمرة ) .

ومن ثم فالحجاب عن المحبوب هو أشد ما يعانيه المحب من العذاب , لذلك كان الامام السري يتضرع الى ربه ويناجيه قائلا : ( اللهم مهما عذبتني بشيء فلا تعذبني بذل الحجاب ) .

ان الاولياء ينشدون الوصال دائما فهو مطلبهم الاسمى ومع الوصال يكون الانس والرضا والهيبة والجلال , وكلها مقامات لها ِشأنها عند أهلها , وقصارى ما يمكن ان نصل اليه هو المدلول النظري عن طريق التعرف والبحث . اما الادراك الصوفي العملي فهو وقف على اهله الذين اصطفاهم ربهم واجتباهم , وقد أوجد البون الشاسع بين النظر والتطبيق عقبة منيعة في التصديق , ولكن لا يسعنا الا نشدان الحقيقة والتعرف عليها من اي الوجوه والزوايا .

وفي مقام الانس والهيبة يقول الامام السري   : ( يبلغ العبد من الهيبة والانس الى حد لو ضرب وجهه بالسيف لا يشعر ) .

ويعلق الامام الجنيد على كلام شيخه قائلا : ( وكان في قلبي منه شيء حتى بان لي الامر كذلك , وذلك لان الهيبة والانس حالتان فوق القبض والبسط ) .

والقبض و البسط , فوق الخوف والرجاء , فالهيبة مقتضاها الغيبة والدهشة فكل هائب غائب حتى لو قطع قطعا لم يحضر من غيبته الا بزوال الهيبة عنه .

 والانس مقتضاه الصحو والافاقة , ثم انهم يتفاوتون في الهيبة والانس , وقيل ادنى مرتبة في الانس انه لو القي في النار ما تكدر انسه , الا ترى الى قول السري : ( يبلغ العبد من الهيبة والانس الى حد لو ضرب وجهه بالسيف لم يشعر ) ولذلك لان الانس يتولد من السرور بالله , ومن صح انسه بالله استوحش مما سواه .

فمهذه مقامات العارفين السابحين في بحار القرب الفائزين برضا الرب الناعمين بالولاية الربانية والمجتبين للمعرفة الالهية , وللمعرفة علامات ابان عنها العارف السري اذ قال : ( من علامة معرفة الله القيام بحقوق الله وايثاره على النفس فيما امكنت فيه القدرة ) .

 والايثار بصفة عامة خلق من اخلاق الكمل من الرجال , وقد نال الامام السري منه الغاية القصوى وهي الفتوة في الطريق , وحمل اثقال المسلمين وتقديم مصلحتهم على الجانب الشخصي , فلقد اثر عن سيدي السري انه كان يقول : ( وددت ان احزان الخلق كلهم علي ) .

انه يريد ان يتحمل وحده عناء و احزان الخلائق شفقة منه عليهم وايثارا لهم على نفسه وذلك هو عين المشرب المحمدي وأنعم به من مشرب .

يقول الامام السري   : ( ثلاث من اخلاق الابرار : القيام بالفرائض واجتناب المحارم , وترك الغفلة  , وثلاث من اخلاق الابرار يبلغن بالعبد رضوان الله : كثرة الاستغفار , وخفض الجناح , وكثرة الصفات , وثلاث من ابواب سخط الله : اللعب , والمزاح , والغيبة , والعاشر من هذه الثلاث  : عمود الدين وذروة سنامه : حسن الظن بالله )

 انها مدارج الكمال ومعاريج الاتصال يصفها العارف سيدي الامام السري كما يحدثنا عن عقبات الوصول ووسائل الاتصال بالله تعالى قائلا : ( انقطع  من انقطع عن الله بخصلتين واتصل من اتصل باربع خصال . فأما من انقطع عن الله بخصلتين : فيتخطى الى نافلة بتضييع فرض . والثاني عمل بظاهر الجوارح لم يواطئ عليه صدق القلوب , واما الذي اتصل به المتصلون : فلزوم الباب والتشمير في الخدمة , والصبر على المكاره , وصيانة الكرامات )  .

ولمعنى الصبر تحليل جميل عند العارف السري , اذ يقول : ( معنى الصبر ان تكون مثل الارض تحمل الجبال وبني ادم وكل ما عليها لا تأبى ذلك . كذلك الصابر يحتمل كل ما كرهته النفوس لا يأبى ذلك ولا يسميه بلاء بل يسميه نعمة وموهبة من الله سبحانه وتعالى) .

 ثم لقد تعرض  العارف السري لبيان اخلاق الصديقين . فقد قال الامام الجنيد    : ( دخلت يوما فقال لي : ما اوائل احوال الصديقين؟

قلت : لا ادري .  قال ثلاثة : ان يكونوا بما في ايديهم  مع اخوانهم سواء , ويطالبوا نفوسهم بما للناس عليهم , واذا  عرض امران لله    فيهما رضا حملوا انفسهم على اصعبهما وأشدهما وان كان فيه تلف نفوسهم ) ويعقد الامام السري مقارنة صوفية بين الابرار والمقربين قائلا ( قلوب المقربين معلقة بالسوابق , ماذا سبق من الله لنا ) .

واما عن اخلاق الابدال من الاولياء فيقول   : ( اربع من اخلاق الابدال : استقصاء الورع , وتصحيح الارادة ,وسلامة الصدر للخلق , والنصح لهم ) .

 تلك اشارات ولطائف رقيقة نورانية اتصف بها قوم في الذروة العليا من الصفاء والطهر والنقاء , وتكلم بها امام في المعرفة تفجرت في قلبه ينابيع الحكمة فتحدث عن موارد القلوب . يقول الامام الجنيد : ( بعثني السري يوما في حاجة فابطأت عليه , فلما جئت قال لي: ( اذا بعث بك رجل يتكلم في موارد القلوب في حاجة فلا تبطئ عليه . فانك تشغل قلبه ) انه امام فذ في عصره فريد من طرازه وقد كانت نظرة عصره اليه نظرة المأموم للامام . فلقد روى صاحب الحلية ان الامام الجنيد سمع الحسن البزاز يقول ( كان احمد بن حنبل ها هنا وكان بشر بن الحارث ها هنا وكنا نرجو ان يحفظنا الله بهما . ثم انهما ماتا وبقي السري وأني ارجو ان يحفظنا الله بالسري ) .

ولقد كان للامام السري مع الامام احمد بن حنبل – في حياته – شأن جليل في أمور الحقائق , ومن ذلك ما ذكره الامام الغزالي   قائلا : ( وأرسل السري الى احمد بن حنبل شيئا فرده . فقال له : احذر آفة الرد فانها اشد من آفة الاخذ . فقال : أعد علي ما قلت , فأعاده .

, فقال : ما رددت الا لان عندي قوت .فأحبسه عندك وأرسله بعد شهر ) .

 لقد تلاقى علم الشريعة وعلم الحقيقة في اعلى قمتين شامختين في العصر كله , واتفقت الكلمتان وتوحدتا وما كان لهما ان تختلفا او تتفرقا ابدا برغم ما يقوله اهل الزور من اعداء الصوفية الذين عميت بصائرهم عن رؤية الحقيقة ,  ولقد أوضح الامام السري الحقيقة بجلاء في قوله : ( من ادعى باطن علم ينقضه ظاهر حكيم فهو غالط ) ولنعم ما قاله اهل الله تعالى : ( الشريعة ان تعبده ,والطريقة ان تقصده ,والحقيقة ان تشهده ) ولكن ما ذنب الشمس في ان يحجب عنها أعمى او لا يحس بها فاقد لجوهر الحياة ؟؟ فليبك المحجوبين على انفسهم بدلا من ان يصبوا احقادهم على المتنعمين بشهود الجمال القدسي , فالذين رفعت لهم اعلام الولاية لن يضيرهم عداء اهل الظلمة والغواية .

ولننتقل الى جانب الكرامات عند قطب الاقطاب العارف المعرف سيدي السري السقطي : ( ولن نضع في حسباننا الذين ينكرون على الاولياء كراماتهم برغم ورودها في صحيح الكتاب والسنة : - يروي صاحب الحلية بسنده عن علي ابن عبد الحميد الغضائري يقول : ( سمعت سريا السقطي ودققت عليه الباب , فقام الى عضادتي الباب فسمعته يقول : ( اللهم اشغل من شغلني عنك بك ) فكان من بركة دعائه ان حججت اربعين سنة من حلب على رجلي ماشيا ذاهبا وجائيا ) ومما ذكره الامام النبهاني في جامع الكرامات : قال : ( وحكى ان السري السقطي لما ترك التجارة كانت أخته تنفق عليه من ثمن غزلها . فأبطأت يوما فقال لها السري : لم أبطأت ؟

فقالت : لأن غزلي لم يشتر , وذكروا انه مخلط .

فامتنع السري عن طعامها . ثم ان اخته دخلت عليه يوما فرأت عجوزا تكنس بيته وتحمل كل يوم اليه رغيفين فحزنت أخته وشكت الى احمد بن حنبل , فقال احمد بن حنبل للسري فيها فقال : ( لما امتنعت عن اكل طعامها قيض الله لي الدنيا لتنفق علي وتخدمني ) . وقال احمد بن خلف : دخلت يوما على السري فرأيت في غرفته كوزا جديدا مكسورا .

فقال : اردت ماء باردا في كوز جديد فوضعته على هذا الرواق ونمت , فرأيت في منامي جارية مدنية فقالت : يا سري : من يخطب مثلي يبرد الماء , ثم رمته برجلها فاستيقظت من نومي فاذا هو مطروح مكسور ) .

قال الجنيد : فرأيت الخزف المكسور لم يمسسه ولم يرفعه حتى عفى عليه التراب وعلمت ان مخالفة النفس وقمع الشهوات واللذات من دواعي الوصول وشواهد المشاهد ) .

 ولقد فلسف العارف السري نظرته للكرامات بقوله : ( من أطاع من فوقه أطاعه من دونه ) .

 والصوفية لا يعرفون المحبة الا لله او في الله لان قلوبهم ممحضة لله . انهم عباد الهيون ربانيون . اجتمعت قلوبهم في محراب الخصوصية والاصطفاء لتنال من الله وافر العطاء .

قال الشيخ السري السقطي قدس الله سره العزيز: خمسة أشياء لا يسكن في القلب معها غيرها:

الخوف من الله وحده

والرجاء من الله وحده

والحب لله وحده

والحياء من الله وحده

والأنس بالله وحده

قال علي بن الحسين بن حرب: بعث بي أبي إلى السري بشيء من طبِّ السعال (لسعال كان به) فقال لي: كم ثمنه؟ قلت له: لم يخبرني بشيء فقال: اقرأ عليه السلام وقل له: نحن نعلّم الناس منذ خمسين سنة أن لا يأكلوا بأديانهم ترانا اليوم نأكل بديننا وقال: لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على اولادها للاقت السرور في معادها.‏

وقال أبو بكر العطشي للسري السقطي: ماذا أراد أهل الجوع بالجوع، فقال: ماذا أراد أهل الشبه بالشبع، إن الجوع أورثهم الحكم، وإن الشبع أورثهم الغم.

‏ وقال: من لم يعرف قدر النعم سُلِبها من حيث لا يعلم، ومن هانت عليه المصائب أحرز ثوابها .

وقال: أربع خصال ترفع العبد: العلم والأدب والعفة والأمانة.

وقال: اجعل فقرك إلى الله تستغني به عمن سواه.‏

وقال أحسن الأشياء خمسة: البكاء على الذنوب، وإصلاح العيوب، وطاعة علام الغيوب، وجلاء الرين عن القلوب، وأن لا تكون لما تهوى ركوب.

قال علان بن الخياط : كنت يوماً جالساً مع السري فجاءته امرأة  وقالت : يا ابا الحسن انا من جيرانك وأخذ ابني الطائف واخشى ان يؤذيه فأن اردت ان تجيء معي أو تبعث إليه .

قال علان : فتوقعت ان يبعث إليه فقام وكبر وطول صلاته .

فقالت المرأة : ياأبا الحسن الله الله فيّ أخشى ان يؤذى ولدي .

فسلم وقال : انا في حاجتك فلم يكن إلا ان جاءت امرأة اخرى .

وقالت لها : قد أفرج عن ولدك اذهبي إليه ، فتعجبت من سرعة اجابة دعائه .

وقال ابن ابي الورد : دخلت يوماً على السري ودورقه مكسور .

فقلت له : مالك . فقال : انكسر الدورق . فقلت : انا اشتري لك بدله .

فقال : من اين تشتري لي بدله وانا اعرف الدانق الذي اشترى به الدورق ومن عمله ومن اين اخذ طينه واي شيء اكل عامله حتى فرغ من عمله .

 

أما على الحسن البزاز فقال: «سألت أبا عبدالله أحمد بن حنبل عن السرى بعد قدومه من الثغر فقال: أليس الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء؟ قلت: بلى. قال: هو على سيره عندنا قبل أن يخرج».

 

كان السرى يُعرف بطيب الغذاء، وتصفية القوة، وشدة الورع، حتى انتشر ذلك عنه

 

ودخل عليه الجنيد يوماً فقال له السرى: «يا جنيد، عصفور يجيء كل يوم أفت له الخبز فى يدى فيأكله، فنزل الساعة، ولم يسقط على يدى، فتذكرت أنى أكلت ملحاً بابراز، فآليت ألا آكله بعدها فعاد كما كان».

 

 

فى هذا المجال روى سعيد بن عثمان: «سمعت سرى بن المغلس يقول: غزونا أرض الروم، فمررت بروضة خضرة فيها الخيار وحجر منقور فيه ماء المطر، فقلت فى نفسى لأن أكلت يوماً حلالاً فاليوم، فنزلت عن دابتى وجعلت آكل من ذلك الخيار وشربت من ذلك الماء فإذا هاتف يهتف بى يا سرى النفقة التى بلغت بها إلى ها هنا من أين».

 

أما حسن المسوحى فذكر أن السرى دفع إليه قطعة نقود، فقال: اشتر لى باقلى من رجل قدره داخل الباب، فطفت الكرخ كله فلم أجد إلا من قدره خارج الباب، فرجعت إليه فقلت: خذ قطعتك فإنى لا أجد إلا من قدره خارج».

 

تحرى السرى الحلال دائماً مع شدة الورع حتى تحمل فى ورعه الكثير والكثير وكان يقول دائماً: «آه على لقمة ليس لله فيها تبعة ولا لمخلوق فيها منة». وقد سمعه عبيد القاضى ذات اليوم يقول: «إنى لأذكر مجيء الناس إلى فأقول اللهم هب لهم من العلم ما يشغلهم عنى فإنى لا أريد مجيئهم ولا أن يدخلوا علي .

 

ونشد السرى مناجياً ربه ذات مساء وقال:

القلبُ محترقٌ والدمعُ مستبق               والكربُ مجتمعٌ والشوقُ والقلق

ربِّى إن كانَ شىءٌ فيهِ لى فرج   فامنُن عليَّ بهِ ما دامَ بى رَمَقُ

 

ورفع السري إلى الجنيد يوما رقعة وقال له: انظر ما فيها فإذا فيها شعر يقول:

إذا ما شكوت الحب قال كذبتني   فما لى أرى الأعضاء منك كواسيا

فلا حب حتى يلصق الجلد بالحشا وتذبل حتى لا تجيب المناديا

 

وجاء رجل وقال يوما للسقطى: كيف أنت؟ فأجابه شعرا بقوله:

من لم يبت والحب حشو فؤاده    لم يدر كيف تفتت الأكباد

 

قال: «صليت وردى ليلة فمددت رجلى فى المحراب فنوديت: يا سرى كذا تجالس الملوك قال: فضممت رجلى ثم قلت: وعزتك لا مددت رجلى أبدا».

إضافة إلى المراقبة والمحاسبة، كان السرى متوكلاً على الله، راضياً بقضائه وحكمه. وهو يعرف التوكل بأنه: «الانخلاع من الحول والقوة». أما الرضا فقال بشأنه: «رأس الأعمال الرضا عن الله وعمود الدين الورع، ومخ العبادة الجوع، وضبط اللسان حصن حصين، ومن شكر الله جرى فى ميدان الزيادة».

 

ورأى السرى أن التجرد لله تعالى أقرب ما يوصل إلى الله سبحانه وتعالى، فقد سئل يوماً: «كيف الطريق إلى الله؟»، فأوضح: «إن أردت العبادة فعليك بالصيام والقيام، وإن أردته فاترك كل ما سواه تصل إليه».

 

كان الجنيد يقول: ما رأيت أعبد من السري: أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعاً إلا في علة الموت.

ويحكى عن السري أنه قال : التصوف أسم لثلاث معان:

  • هو الذي لا يطفىء نور معرفته نور ورعه.
  • ولا يتكلَّم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب أو السنة
  • ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله.

وكان الأستاذ أبا علي الدقاق يحكى عن الجنيد، رحمه الله، أنه قال: سألني السري يوماً عن المحبة، فقلت: قال قوم: هي الموافقة، وقال قوم: الإيثار، وقال قوم: كذا.. وكذا..، فأخذ السري جلدة ذراعه، ومدها، فلم تمتد، ثم قال: وعزته تعالى، لو قلت: إن هذه الجلدة يبست على هذا العظم من محبته لصدقت, ثم غشى عليه، فدار وجهه كأنه قمر مشرق، وكان السري به أُدمة.

ويحكى عن السري أنه قال: منذ ثلاثين سنة أنا في الاستغفار من قولي: الحمد الله مرة. قيل: وكيف ذلك؟ فقال: وقع ببغداد حريق، فاستقبلني رجل، فقال لي: نجا حانوتك. فقلت: الحمد الله. فمنذ ثلاثين سنة أنا نادم على ما قلت، حيث أردت لنفسي خيراً مما حصل

للمسلمين!!.

ويحكى عن السري أنه قال: أنا أنظر في أنفي في اليوم كذا.. وكذا مرة، مخافة أن يكون قد اسود، خوفاً من الله أن يسود صورتي لِما أتعاطاه.

قال الجنيد : سمعت السري يقول: أعرف طريقاً مختصراً قصداً إلى الجنة: فقلت له: ماهو؟. فقال: لا تسأل من أحد شيئاً، ولا تأخذ من أحد شيئاً، ولا يكن معك شيء تعطى منه أحداً.

قال الجنيد سمعت السري يقول: أشتهي أن أموت ببلد غير بغداد، فقيل له: ولم ذلك؟ فقال: أخاف ألا يقبلني قبري فافتضح.

قال الجنيد: سمعت السري يقول: اللهم مهما عذبتني بشيء فلا تعذبني بذلِّ الحجاب.

قال الجنيد: دخلت يوماً على السري السقطي وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: جائتني البارحة الصبية، فقالت: يا أبتي، هذه ليلة حارةٌ، وهذا الكوز أُعلّقه ها هنا. ثم إني حملتني عيناي فنمت، فرأيت جارية من أحسن الخلق قد نزلت من السماء، فقلت: لمن أنت؟

فقالت: لمن لا يشرب الماء المبرج في الكيزان فتناولت الكوز فضربت به الأرض فكسرته. قال الجنيد: فرأيت الخزف لم يرفعه ولم يمسه، حتى عفا عليه التراب.

ومن أقواله :

•        الشكر ثلاثة أوجه: للسان، وللبدن، وللقلب. فالثالث أن يعلم أن النعم كلها من الله، الثاني ألا يستعمل جوارحه إلا في طاعته بعد

أن عافاه الله، والأول دوام الحمد عليه.

•        من أراد أن يسلم دينه، ويستريح قلبه وبدنه، ويقل غمه، فليعتزل الناس، لأن هذا زمان عزلة ووحدة

•        الأدب ترجمان العقل

•        من خاف اللهَ خافه كلُّ شيءٍ *من علامة الاستدراج للعبد عماه عن عيبه واطلاعه على عيوب الناس

•        قال: لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها للاقت السرور في معادها.

•        قال: المغبون من فنيت أيامه بالتسويف.

•        قال: احذر أن تكون ثناءً منشورا وعيبا مستورا.

•        قال: التوكل الانخلاع عن الحول والقوة.

•        قال: أربع خصال ترفع العبد: العلم والأدب والعفة والأمانة.

•        قال: تصفية العمل من الآفات أشد من العمل.

•        قال: من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة.

•        قال أبو بكر العطشي للسري السقطي: ماذا أراد أهل الجوع بالجوع، فقال: ماذا أراد أهل الشبع بالشبع، إن الجوع أورثهم

الحكم، وإن الشبع أورثهم الغم.

•        قال: من لم يعرف قدر النعم سُلِبها من حيث لا يعلم، ومن هانت عليه المصائب أحرز ثوابها.

•        قال: اجعل فقرك إلى الله تستغني به عمن سواه.

•        قال أحسن الأشياء خمسة: البكاء على الذنوب، وإصلاح العيوب، وطاعة علام الغيوب، وجلاء الرين عن القلوب، وأن لاتكون

لما تهوى ركوب.

 

توفي سري السقطي سنة 251 هـ، ودفن بالشونيزية أو مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من بغداد، وسميت فيما بعد باسم مقبرة الشيخ معروف.

 

 

السَّرِي بنُ المُغَلِّس السِّقَطِي:
الإِمَامُ القُدْوَةُ, شَيْخُ الإِسْلاَمِ, أبي الحَسَنِ البَغْدَادِيُّ.
وُلِدَ فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ وَمائَةٍ.
وَحَدَّثَ عَنِ: الفُضَيْلِ بنِ عِيَاضٍ، وَهُشَيْمِ بنِ بَشِيْرٍ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَعَلِيِّ بنِ غُرَابٍ، وَيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ، وَغَيْرِهِم بِأَحَادِيْثَ قَلِيْلَةٍ، وَاشتَغَلَ بِالعِبَادَةِ، وَصَحِبَ مَعْرُوْفاً الكَرْخِيَّ، وَهُوَ أَجَلُّ أَصْحَابِهِ.
رَوَى عَنْهُ: الجُنَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَالنُّورِيُّ أبي الحُسَيْنِ، وَأبي العَبَّاسِ بنُ مسروق، وإبراهيم
ابن عَبْدِ اللهِ المُخَرِّمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ شَاكِرٍ، فَرَوَى ابْنُ شَاكِرٍ. عَنْهُ, قَالَ: صَلَّيْتُ وِرْدِي لَيْلَةً، وَمَدَدْتُ رِجْلِي فِي المِحْرَابِ، فنُوْدِيْتُ: يَا سَرِيُّ كَذَا تُجَالِسُ المُلُوْكَ! فَضَمَمْتُهَا، وَقُلْتُ: وَعِزَّتِكَ لاَ مَدَدْتُهَا.
قَالَ أبي بَكْرٍ الحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ السري يقول: حمدت الله مرة، فأنا أَسْتَغْفِرُ مِنْ ذَلِكَ الحَمْدِ مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً قِيْلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ? قَالَ: كَانَ لِي دُكَّانٌ فِيْهِ مَتَاعٌ، فَاحْتَرَقَ السُّوْقُ، فَلَقِيَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ: أَبْشِرْ دُكَّانُكَ سَلِمَتْ، فَقُلْتُ: الحَمْدُ للهِ ثُمَّ فَكَّرْتُ، فَرَأَيْتُهَا خَطِيئَةً.
وَيُقَالُ: إِنَّ السَّرِيَّ رَأَى جَارِيَةً سَقَطَ مِنْ يَدِهَا إِنَاءٌ، فَانْكَسَرَ، فَأَخَذَ مِنْ دُكَّانِهِ إِنَاءً، فَأَعطَاهَا، فَرَآهُ مَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ، فَدَعَا لَهُ قَالَ: بَغَّضَ اللهُ إِلَيْكَ الدُّنْيَا. قَالَ: فَهَذَا الَّذِي أَنَا فِيْهِ مِنْ بَرَكَاتِ مَعْرُوْفٍ.
وَقَالَ الجُنَيْدُ: سَمِعْتُ سَرِيّاً يَقُوْلُ: أَشْتَهِي مُنْذُ ثَلاَثِيْنَ جَزَرَةً أَغمِسُهَا فِي دِبْسٍ وَآكُلُهَا، فَمَا يَصِحُّ لِي. وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: أُحِبُّ أَنْ آكُلَ أَكْلَةً لَيْسَ للهِ عَلَيَّ فِيْهَا تَبِعَةٌ، وَلا لِمَخْلُوقٍ فِيْهَا مِنَّةٌ، فَمَا أَجِدُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً. وَدَخَلتُ عَلَى السَّرِيِّ، وَهُوَ يَجُوْدُ بِنَفْسِهِ، فَقُلْتُ: أَوْصِنِي. قَالَ: لاَ تَصْحَبِ الأَشْرَارَ، وَلاَ تَشْتَغِلَنَّ عَنِ اللهِ بِمُجَالَسَةِ الأَخيَارِ.
قَالَ الفَرُّخَانِيُّ: سَمِعْتُ الجُنَيْدَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ أَعْبَدَ للهِ مِنَ السَّرِيِّ أَتَتْ عَلَيْهِ ثَمَانٌ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً مَا رُئِيَ مُضْطَجِعاً إِلاَّ فِي عِلَّةِ المَوْتِ.
قَالَ الجُنَيْدُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: إِنِّي لأَنْظُرُ إلى أنفي كل يوم مخافة أن يَكُوْنَ وَجْهِيَ قَدِ اسْوَدَّ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ حَيْثُ أُعْرَفُ, أَخَافُ أَنْ لاَ تَقْبَلَنِي الأَرْضُ، فَأَفْتَضِحَ.
وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: فَاتَنِي جُزْءٌ مِنْ وِرْدِي، فَلاَ يُمْكِنُنِي قَضَاؤُهُ, يَعْنِي: لاستِغْرَاقِ أَوْقَاتِهِ.
قَالَ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: كَانَ السَّرِيُّ أَوَّلَ مَنْ أَظهَرَ بِبَغْدَادَ لِسَانَ التَّوْحِيْدِ وَتَكَلَّمَ فِي عُلُوْمِ الحَقَائِقِ، وَهُوَ إِمَامُ البَغْدَادِيِّيْنَ فِي الإِشَارَاتِ.
قُلْتُ: وَمِمَّنْ صَحِبَهُ: العَبَّاسُ بنُ يُوْسُفَ الشَّكْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ.
تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ, سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
وَقِيْلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحدَى وَخَمْسِيْنَ.
وَقِيْلَ: سنة سبع وخمسين.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايمازالذهبي

 

العارف بالله أبو الحسن سري بن المُغَلِّس السقَطِي، المتوفى ببغداد سنة سبع وخمسين ومائتين.
وقال ابن الملقن: الأصح سنة ثلاث. خال الجنيد وأستاذه وكان تلميذ معروف الكرخي والمُغَلِّس بضم الميم وكسر اللام المشددة.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

سري بن المغلس السقطي، أبو الحسن:
من كبار المتصوفة. بغدادي المولد والوفاة. وهو أول من تكلم في بغداد بلسان التوحيد وأحوال الصوفية، وكان إمام البغداديين وشيخهم في وقته. وهو خال الجنيد، وأستاذه. قال الجنيد: ما رأيت أعبد من السريّ، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعا إلا في علة الموت. من كلامه: (من عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز).

-الاعلام للزركلي-

 

يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)