محمد بن إسماعيل أبي الحسن خير النساج
خير النساج
تاريخ الولادة | 202 هـ |
تاريخ الوفاة | 322 هـ |
العمر | 120 سنة |
مكان الولادة | سامراء - العراق |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
خير النساج وكنيته أَبُو الْحسن
كَانَ أَصله من سامرا وَأقَام بِبَغْدَاد صحب أَبَا حَمْزَة الْبَغْدَادِيّ وَسَأَلَ السّري السَّقطِي عَن مسَائِل وَكَانَ إِبْرَاهِيم الْخَواص تَابَ فِي مَجْلِسه وَكَذَلِكَ الشبلي تَابَ فِي مَجْلِسه عمر طَويلا وَكَانَ من أَقْرَان النوري وطبقته
وَكَانَ اسْمه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل السامري وَإِنَّمَا سمي خيرا النساج لِأَنَّهُ خرج إِلَى الْحَج فَأَخذه رجل على بَاب الْكُوفَة فَقَالَ أَنْت عَبدِي واسمك خير وَكَانَ أسود فَلم يُخَالِفهُ فَأَخذه الرجل وَاسْتَعْملهُ فِي نسخ الْخَزّ سِنِين
وَكَانَ يَقُول لَهُ يَا خير فَيَقُول لبيْك ثمَّ قَالَ لَهُ الرجل بعد سِنِين أَنا غَلطت لَا أَنْت عَبدِي وَلَا اسْمك خير فَلذَلِك سمي خير النساج وَكَانَ يَقُول لَا أغير اسْما سماني بِهِ رجل مُسلم عَاشَ مائَة وَعشْرين سنة
سَمِعت أَبَا الْحسن الْقزْوِينِي يَقُول سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الْمَالِكِي يَقُول سَأَلت من حضر موت خير النساج عَن أمره فَقَالَ لما حَضرته صَلَاة الْمغرب غشي عَلَيْهِ ثمَّ فتح عَيْنَيْهِ وَأَوْمَأَ إِلَى نَاحيَة بَاب الْبَيْت وَقَالَ قف عافاك الله إِنَّمَا أَنْت عبد مَأْمُور وَأَنا عبد مَأْمُور وَمَا أمرت بِهِ لَا يفوتك وَمَا أمرت بِهِ يفوتني فَدَعْنِي أمضي فِيمَا أمرت بِهِ ثمَّ امْضِ لما أمرت بِهِ فَدَعَا بِمَاء فَتَوَضَّأ وَصلى ثمَّ تمدد وغمض عَيْنَيْهِ وَتشهد وَمَات
وَأَخْبرنِي بعض أَصْحَابنَا أَنه رَآهُ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ لَا تسالني عَن هَذَا وَلَكِنِّي استرحت من دنياكم الوضرة
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت خيرا النساج يَقُول من عرف من الدُّنْيَا قدرهَا وجد من الْآخِرَة حَقّهَا وَمن جهل من الْآخِرَة حَقّهَا قَتله من الدُّنْيَا نزرها
قَالَ وَقَالَ خير النساج الصَّبْر من أَخْلَاق الرِّجَال وَالرِّضَا من أَخْلَاق الْكِرَام
قَالَ وَقَالَ خير شرح صُدُور الْمُتَّقِينَ وكشف بصائر المهتدين بِنور حقائق الْإِيمَان
قَالَ وَقَالَ خير من لاحظ شكره استصغر نعمه
قَالَ وَقَالَ خير من سبق بخطوة لَا يدْرك إِذا كَانَ صَادِقا مُجْتَهدا
قَالَ وَقَالَ خير الْإِخْلَاص هُوَ الَّذِي لَا يقبل عمل عَامل إِلَّا بِهِ
قَالَ وَقَالَ خير الْعَمَل الَّذِي يبلغ الغايات هُوَ رُؤْيَة التَّقْصِير وَالْعجز والضعف
قَالَ وَقَالَ خير لَا نسب اشرف من نسب من خلقه الله تَعَالَى بِيَدِهِ فَلم يعصمه وَلَا علم أشرف من علم من علمه الله الْأَسْمَاء كلهَا فَلم يَنْفَعهُ فِي وَقت جَرَيَان الْقدر وَالْقَضَاء عَلَيْهِ وَلَا عبَادَة أتم وَلَا أَكثر من عبَادَة إِبْلِيس لم ينجه ذَلِك من الْمَسْبُوق عَلَيْهِ
قَالَ وَقَالَ خير تَوْحِيد كل مَخْلُوق نَاقص لقِيَامه بِغَيْرِهِ وَحَاجته إِلَى غَيره قَالَ الله تَعَالَى {يَا أَيهَا النَّاس أَنْتُم الْفُقَرَاء إِلَى الله} أَي المحتاجون إِلَيْهِ فِي كل نفس {وَالله هُوَ الْغَنِيّ} عَنْكُم وَعَن توحيدكم وأفعالكم {الحميد} سُورَة فاطر الأيه 10 الَّذِي يقبل مِنْك مَالا يحْتَاج إِلَيْهِ ويثيبك عَلَيْهِ مَا تحْتَاج إِلَيْهِ
قَالَ وَقَالَ خير مِيرَاث أفعالك مَا يَلِيق بأفعالك فاطلب مِيرَاث فَضله فَإِنَّهُ أتم وَأحسن قَالَ الله تَعَالَى {قل بِفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هُوَ خير مِمَّا يجمعُونَ} يُونُس 58
قَالَ وَقَالَ خير الْخَوْف سَوط الله فِي الأَرْض يقوم بِهِ أنفسا قد تعودت سوء الْأَدَب وَمَتى مَا أساءت الْجَوَارِح الْأَدَب فَهُوَ من غَفلَة الْقلب وظلمة السِّرّ.
طبقات الصوفية - لأبو عبد الرحمن السلمي.
خير النساج صحب أبا حمزة البغدادي ولقى السري وَكَانَ من أقران أَبِي الْحَسَن النوري إلا أَنَّهُ عُمَر عمرا طويلا وعاش كَمَا قيل مائة وعشرين سنة وتاب فِي مجلسه الشبلي والخواص وَكَانَ أستاذ الْجَمَاعَة، وقيل: كَانَ اسمه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل من سامرة وإنما سمى خيرا النساج لأنه خرج إِلَى الحج فأخذه رجل عَلَى بَاب الكوفة: وَقَالَ أَنْتَ عبدى واسمك خير وَكَانَ أسود فلم يخالفه واستعمله الرجل فِي نسج الخز فكان يَقُول: لَهُ يا خير فَيَقُول لبيك، ثُمَّ قَالَ لَهُ الرجل بَعْد سنتين: غلطت لا أَنْتَ عبدى ولا اسمك خير فمضى وتركه، وَقَالَ: لا أغير اسما سماني بِهِ رجل مُسْلِم.
وَقَالَ: الخوف سوط اللَّه يقوم بِهِ أنفسا قَدْ تعودت سوء الأدب.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي رحمه اللَّه يَقُول: سمعت أبا الْحَسَن القزويني يَقُول: سمعت أبا الْحُسَيْن المالكي يَقُول: سألت من حضرموت خير النساج عَن أمره فَقَالَ: لما حضرت صلاة المغرب غشى عَلَيْهِ ثُمَّ فتح عينيه وأومأ فِي ناحية الْبَيْت وَقَالَ: قف عافاك اللَّه فإنما أَنْتَ عَبْد مأمور وأنا عَبْد مأمور وَمَا أمرت بِهِ لا يفوتك وَمَا أمرت بِهِ يفوتني ودعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى ثُمَّ تمدد وغمض عينيه وتشهد وَمَاتَ فرؤي فِي المنام فقيل لَهُ: مَا فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ لسائله: لا تسألني عَن هَذَا ولكن استرحت من دنياكم الوضرة.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
خير النساج 202 - 322 للهجرة
خير بن عبد الله النساج، أبي الحسن. من " سر من رأى "، ونزل بغداد، وصحب أبا حمزة البغدادى، ولقى سرياً السقطي. وكان من أقران النوري. وعمر طويلا، وصحب الجنيد، وابن عطاء. وتاب في مجلسه ابرهيم الخواص والشبلي، وكان أستاذ الجماعة.
مات سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة، عن مائة وعشرين سنة.
من كلامه: الخوف سوط الله، يقوم به أنفساً قد تعلمت سوء الأدب؛ فمتى أساءت الجوارح الأدب فهو من غفلة القلب وظلمة السر ".
قال جعفر الخلدي: سألت خيراً النساج: " أكان النسج حرفتك؟ " قال: " لا! " قلت: " فمن اين سميت به؟! " قال: " عاهدت الله ألا آكل الرطب أبداً، فغلبتني نفسي يوماً، فأخذت نصف رطل، فلما أكلت واحدة، إذا رجل نظر إلى وقال: " يا خير! يا آبق! هربت منى؟! ". وكان له غلام اسمه خير، قد هرب منه، فوقع على شبهه. فاجتمع الناس فقالوا: " والله! هذا غلامك خير! ". فبقيت متحيراً، وعلمت بما أخذت، وعرفت جنايتي. فحملني إلى حانوته، الذي كان ينسج فيه غلمانه، فقالوا: " يا عبد السوء! تهرب من مولاك!. ادخل واعمل عملك الذي كنت تعمل ". وأمرني بنسج الكرباس. فدليت رجلي على أن أعمل، فكأني كنت أعمل من سنين. فبقيت معه أربعة أشهر أنسج له، فقمت ليلة فتوضأت وقمت إلى صلاة الغداة، فسجدت وقلت في سجودي: " إلهي! لا أعود إلى ما فعلت! ". فأصبحت فإذا الشبه قد ذهب عنى، وعدت إلى صورتي التي كنت عليها، فأطلقت، فثبت على هذا الاسم ".
وكان يقول: " لا أغير اسماً سماني به رجل مسلم ".
وقال عيسى بن محمد؛ سمعت أبا الحسن خيراً النساج يقول: " تقدم إلى شاب من البغاددة، وقد انطبقت يده، فقلت له: " مالك؟! " فقال: " جلست اليك، فحللت عقدة من طرف إزارك، فأخذت منه درهماً، فجفت يدي ". فقلت: " كيف فعلت به؟ "، قال خير: - وكنت قد بعت به لأهلى غزلا - فمسحت يده بيدي، فردها الله عليه، وناولته الدرهم، قلت: " اشتر به شيئاً ولا تعد ".
وقال أبي الحسين المالكي: " كنت أصحب خيراً النساج عدة سنين، فقال لي، قبل موته بثمانية أيام: " أنا أموت يوم الخميس، وقت المغرب، وأدفن يوم الجمعة، قبل الصلاة، وستنسى هذا، فلا تنسى! "، قال أبي الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة، فلقيني من أخبرني بموته، فخرجت لأحضر الجنازة قبل الصلاة كما قال ".
وحكى غيره أنه غشى عليه عند المغرب، ثم أفاق ونظر إلى ناحية من باب البيت، فقال: " قف! عافاك الله! فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وما أمرت به يفوتنى، فدعنى أمضى لما أمرت به ". ودعا بماء فتوضأ للصلاة وصلى، ثم تمدد وغمض عينيه، وتشهد ومات ".
رضى الله عنه، ورحمة الله عليه.
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
محمد بن إسماعيل المعروف بخير النساج، يكنى أبا الحسن:
وكان من كبار الصوفية، ذكر لي أَبُو نعيم الْحَافِظ أنه من أهل سامرا سكن بغداد.
وَقَالَ: صحب سريا السقطي، وأبا حمزة.
وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قَالَ: قَالَ فارس البغدادي: كان اسم خير النساج، محمد بن إسماعيل السامري، وكان أستاذ إبراهيم الخواص.
قال الشيخ أبو بكر: كذا قال: ولعله وكان أستاذه إبراهيم الخواص، فالله أعلم.
وللصوفية عن خير حكايات عجيبة جدا نحن نذكر بعضها مع البراءة من عهدتها.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ أَخْبَرَنِي الحسين بن جعفر بن علي قَالَ أَخْبَرَنِي عبيد الله ابن إبراهيم الخرزي قَالَ قَالَ أبو الخير الديلمي كنت جالسا عند خير النساج فأتته امرأة وقالت أعطني المنديل الذي دفعته إليك. قَالَ نعم. فدفعه إليها فقالت كم الأجرة؟ قَالَ درهمان. قالت ما معي الساعة شيء، وأنا قد ترددت إليك مرارا فلم أرك، وأنا آتيك به غدا إن شاء الله. فقال لها خير: إن أتيتيني به ولم تريني فارمي به في الدجلة، فإني إذا رجعت أخذته. فقالت المرأة: كيف تأخذ من الدجلة؟ فقال خي: هذا التفتيش فضول منك، افعلي ما أمرتك. قالت إن شاء الله. فمرت المرأة.
قال أبو الخير فجئت من الغد وكان خير غائبا، فإذا بالمرأة جاءت ومعها خرقة فيها درهمان فلم تر خيرا، فقعدت ساعة ثم قامت ورمت بالخرقة في دجلة، فإذا بسرطان تعلقت بالخرقة وغاصت، وبعد ساعة جاء خير وفتح باب حانوته وجلس على الشط يتوضأ فإذا بسرطان خرجت من الماء تسعى نحوه والخرقة على ظهرها، فلما قربت من الشيخ أخذها، فقلت له: رأيت كذا وكذا. فقال: أحب أن لا تبوح به في حياتي، فأجبته إلى ذلك.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ: سمعت علي بن عبد الله الهمداني بمكة يقول نبأنا عليّ بن محمّد الفرمي قال نبأنا أبو لحسين المالكي. قَالَ: كنت أصحب خيرا النساج سنين كثيرة ورأيت له من كرامات الله تعالى ما يكثر ذكره، غير أنه قَالَ لي قبل وفاته بثمانية أيام: إني أموت يوم الخميس المغرب فأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة، وستنسى فلا تنسه. قال أبو لحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة فلقيني من خبرني بموته، فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين، فسالتهم: لم رجعوا؟ فذكروا أنه يدفن بعد الصلاة. فبادرت ولم ألتفت إلى قولهم فوجدت الجنازة قد أخرجت قبل الصلاة، أو كما قَالَ. فسالت من حضره عن حاله عند خروج روحه. فقال إنه لما حضر غشي عليه ثم فتح عينيه وأومأ إلى ناحية باب البيت وَقَالَ قف عافاك اللَّه، فإنما أنت عَبْد مأمور وأنا عبد مأمور، وما أمرت به لا يفوتك، وَما أمرت به يفوتني، فدعني أمضي لما أمرت به، ثُمَّ امض لما أمرت به، فدعا بماء فتوضأ للصلاة وَصلى، ثُمَّ تمدد وَغمض عينيه وتشهد. وَأَخْبَرَنِي بعض أصحابنا أنه رآه في النوم فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال: لا تسألني أنت عن هذا، ولكن استرحنا من دنياكم الوضرة
ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.
خير بن عبد الله النساج:
متصوف معمر، من كبار الزهاد. أصله من سرمن رأى. نزل ببغداد وصحب الجنيد والخواص والسهلي وكثيرين. ثم كان أستاذ الجماعة.
أخباره كثيرة وله كلمات مأثورة. وفي الإعلام - خ، لابن قاضي شهبة أنه كان اسمه محمد بن إسماعيل، وكان أسود، وحج فلما أتى الكوفة أخذه رجل وقال: أنت عبدي! واسمك خير، فانقاد معه، فاستعمله سنين في نسج الخز، ثم أطلقه. واحتفظ باسمه الجديد (خير) إلى أن توفي .
-الاعلام للزركلي-