أبي محفوظ معروف بن فيروز الكرخي

معروف الكرخي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة200 هـ
مكان الولادةالكرخ - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • الكرخ - العراق
  • بغداد - العراق

نبذة

أَبُو محفوظ معروف بْن فيروز الكرخي كَانَ من المشايخ الكبار مجاب الدعوة يستشفي بقبره , يَقُول البغداديون: قبر معروف ترياق مجرب وَهُوَ من موالي عَلِي بْن موسي الرضا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَات سنة مائتين، وقيل: سنة إحدى ومائتين، وَكَانَ أستاذ السري السقطي , وَقَدْ قَالَ لَهُ يوما: إِذَا كانت لَك حاجة إِلَى اللَّه فأقسم عَلَيْهِ بي.

الترجمة

سيدي الشيخ معروف بن فيروز الكرخي  رحمه الله تعالى .

أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي كان من المشايخ الكبار، سكن بغداد ومن جملة المشايخ المشهورين بالزهد والورع والتقوى أحد علماء أهل السنة والجماعة، وصفه الذهبي بـ "علم الزهاد بركة العصر صحب داود الطائي ، وسكن بغداد , مجاب الدعوة، يستشفى بقبره.

وهو من موالي علي بن موسى الرضا، رضي الله عنه، مات سنة مائتين: وقيل: سنة إحدى ومائتين.

وكان أستاذ السري السقطي، وقد قال له يوما: إذا كانت لك حاجه إلى الله فأقسم عليه بي.

يذكر أن أخاه عيسى قال ( كنت أنا وأخي معروف في الكتاب وكنا نصارى وكان المعلم يعلم الصبيان ( أب ، وابن ) فيصيح أخي معروف : أحد أحد ، فيضربه المعلم على ذلك ضرباً شديداً حتى ضربه يوماً ضرباً عظيماً فهرب على وجهه فكانت أمي تبكي وتقول : لأن رد الله عليَّ أبني معروفاً لاتبعنه على أي دين كان فقدم عليها معروف بعد سنين كثيرة ، فقالت له : يا بني ، على أي دين أنت ؟

قال : على دين الإسلام .قالت : أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .فأسلمت أمي واسلمنا كلنا .

كان سريا السقطي يقول: رأيت معروفا الكرخى في النوم كأنه تحت العرش، فيقول الله عز وجل لملائكته: من هذا؟

فيقولون: أنت أعلم يا رب. فيقول: هذا معروف الكرخى، سكر من حبي، فلا يفيق إلا بلقائي.

وقال معروف: قال لي بعض أصحاب داود الطائي: إياك أن تترك العمل، فإن ذلك الذي يقربك إلى رضا

مولاك. فقلت: وما ذلك العمل؟ فقال: دوام طاعة ربك، وخدمة المسلمين، والنصيحة لهم.

سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعي محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت على بن محمد الدلال

يقول: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبي يقول: رأيت معروفًا الكرخي في النوم بعد موته، فقلت

له: ماذا فعل الله بك؟ فقال: غفر لي. فقلت بزهدك وورعك؟ فقال: لا، بقبولي موعظة ابن السماك، ولزوم الفقر، ومحبتي للفقراء.

وموعظة ابن السماك: ما قاله معروف: كنت ماراً بالكوفة. فوقفت على رجل يقال له: ابن السماك وهو

يعظ الناس. فقال في خلال كلامه: من أعرض عن الله بكليته أعرض الله عنه جملة. ومن أقبل على الله بقلبه أقبل الله

برحمته إليه، وأقبل بجميع وجوه الخلق إليه، ومن كان مرة ومرة فالله يرحمه وقتاً ما. فوقع كلامه في قلبي،

فأقبلت على الله تعالى، وتركت جميع ما كنت عليه، إلا خدمة مولاي على بن موسى الرضا.

وذكرت هذا الكلام لمولاي، فقال: يكفيك بهذا موعظة إن اتعظت؟

وقيل لمعروف في مرض موته: أوصِ. فقال: إذا مت فتصدقوا بقميصي؛ فإني أريد أن أخرج من الدنيا عرياناً كما دخلتها عرياناً.

ومر معروف بسقَّاء يقول: رحم الله من يشرب، وكان صائماً، فتقدم فشرب، فقيل له ألم تكون صائماً ؟

فقال: بلى، ولكني رجوت دعاءه.

وسئل : كيف تصوم ؟ فغالط السائل ، وقال : صوم نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان كذا وكذا ، وصوم داود كذا وكذا ، فألح عليه ، فقال : أصبح دهري صائما ، فمن دعاني ، أكلت ، ولم أقل : إني صائم.

وقص إنسان شارب معروف ، فلم يفتر من الذكر ، فقال : كيف أقص ؟ فقال : أنت تعمل ، وأنا أعمل .

وقيل : اغتاب رجل عند معروف ، فقال : اذكر القطن إذا وضع على عينيك .

وعنه قال : ما أكثر الصالحين ، وما أقل الصادقين .

قال محمد بن منصور الطوسي  كنت عند معروف ، ثم جئت ، وفي وجهه أثر ، فسئل عنه ، فقال للسائل : سل عما يعنيك عافاك الله ، فأقسم عليه ، فتغير وجهه ، ثم قال : صليت البارحة ، ومضيت ، فطفت بالبيت ، وجئت لأشرب من زمزم ، فزلقت ، فأصاب وجهي هذا .

قال يعقوب ابن أخي معروف ، أن معروفا استسقى لهم في يوم حار ، فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا .

وقد استجيب دعاء معروف في غير قضية ، وأفرد الإمام أبو الفرج بن الجوزي مناقب معروف في أربع كراريس

وعن إبراهيم الحربي قال : قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده; لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء ، كما أن الدعاء في السحر مرجو ، ودبر المكتوبات ، وفي المساجد ، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق ، اللهم إني مضطر إلى العفو ، فاعف عني .

حدثنا زكريا بن يحيى المروزي ، حدثنا معروف الكرخي قال : قال بكر بن خنيس : إن في جهنم لواديا تتعوذ جهنم منه كل يوم سبع مرات ، وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم منه كل يوم سبع مرات ، وإن فيه لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم منها كل يوم سبع مرات ، يبدأ بفسقة حملة القرآن ، فيقولون : أي رب ، بدئ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ ! قيل لهم : ليس من يعلم كمن لا يعلم .

حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا معروف الكرخي ، حدثني الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن عائشة ، قالت : لو أدركت ليلة القدر ، ما سألت الله إلا العفو والعافية .

من معاصريه السري السقطي  وأحمد بن حنبل وابن معين .

وقد أخذ الطريقة من طريقين :الأول : عن الشيخ داود الطائي عن الشيخ الحبيب العجمي عن الشيخ الحسن البصري عن الإمام علي  .

والثاني: عن الإمام علي الرضا عن الإمام موسى الكاظم عن الإمام جعفر الصادق عن الإمام محمد الباقر عن الإمام علي زين العابدين عن الإمام الحسين عن الإمام علي  .

كان الشيخ معروف مجاب الدعوة وكان كثير الصيام والمجاهدة وكان كثير الكرامات ، منها : أنه كان يمشي على الماء ، فقيل له أنك تمشي على الماء . فقال : ما مشيت قط على الماء ولكن إذا  هـممت بالعبور ، يجمع لي طرفاها فاتخطاها .

وعن إبراهيم بن الاطرش قال : كان معروف الكرخي قاعداً على دجلة ببغداد ، إذ مرّ بنا احداث في زورق يضربون الملاهي ويشربون ، فقال له اصحابه : أما ترى أن  هـؤلاء في  هـذا الماء يعصون الله ؟ ، ادع عليهم .

فرفع يده إلى السماء وقال : الهي وسيدي ، أسألك أن تفرحهم في الجنة كما فرحتهم في الدنيا . فقال له أصحابه ، ألم قلنا لك ادع عليهم ، لم نقل لك ادع لهم . فقال : إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم شيء .

عن عامر بن عبد الله الكرخي أنه قال : كان في جواري نصراني فقال لي : ما حصلت من عمري ثمرة ولا ولد لي فأنطلق إلى ولي ليهب لي ربي ولداً فأتيت به إلى مجلس معروف الكرخي  فذكرت حاله ، فكلفه أولا بالإسلام فقال النصراني : ما تقدر على إسلامي بغير هـداية الله تعالى . فدعا الشيخ ورفع كفيه وقال : اللهم أنى أسألك أن ترزقه ولداً يكون باراً بوالديه ويكون سبب إسلامهما . فاستجاب الله  دعوة الشيخ ، وولد له ولد فشب وصار لايقاً للتعليم فأجلسه أبوه عند معلم ، فقال المعلم : القلب ما أقول ، فقال الولد : لساني عن التثليث معقول وقلبي بحب الواحد مشغول . فقال المعلم : حصل الذي عليه ملتك ودع الذي لا دليل له فإن لساننا كليل عن ذلك . فلما ابتدأ بحروف الهجاء قفا كل حرف بتوحيد الله تعالى فوافق التوفيق المعلم فأجرى كلمة الشهادة في قلبي وذهب بالصبي إلى أبويه ووصف لهما فطنته وذكاءه وكمال عقله واستدلاله ودعاهما للاسلام فكسرا الصليب واسلما وتبعهما قدر خمسمائة نفس للاسلام . فهذا ببركة رعاية وفيض انفاسه لذلك الصبي .  

ومن كراماته رضى الله عنه مارواه خليل الصياد قال فقدت ابنا لى فحزنت عليه امه حزنا شديدا فجئت الى معروف فشكوت له وسالته ان يدعو فرفع يديه داعيا اللهم ان السماء سماؤك والارض ارضك ومابينهما لك فات به قال خليل فلما اتم دعاؤه اتيت باب الشام فوجدت ابنى منبهرا فقلت يابنى اين كنت قال الساعة كنت فى الانبار وبين الانبار وبغداد مئات الاميال : رضى الله عن العارف بالله الشيخ معروف الكرخى شيخ السرى السقطى شيخ امام الطائفة الامام ابا محمد الجنيد رضى الله عنه

 

وشهد للكرخى أهل زمانه من العلماء والفقهاء والصالحين وأهل الطريق. فقد ذكر معروف لدى الإمام أحمد بن حنبل فوصفه أحدهم بأنه قصير العلم فقال ابن حنبل «أمسك وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف».

ويقول عنه تلميذه الصوفى الكبير السرى السقطى: هذا الذى أنا فيه من بركات معروف انصرفت من صلاة العيد فرأيت مع معروف صبياً شعثاً، فقلت: من هذا؟ قال: رأيت الصبيان يلعبون وهذا واقف منكسر فسألته: لمَ لا تلعب؟ قال: أنا يتيم، قال سرى: فقلت له: فما ترى أنك تعمل به؟ قال: لعلّى أخلو فأجمع له نوى يشترى بها جوزاً يفرح به، فقلت له: أعطنيه أغير من حاله، فقال لى: أوَتفعل؟ فقلت: نعم، فقال لى: خذه أغنى الله قلبك، فسويت الدنيا عندى بأقل من كذا.

وسأل سفيان بن عيينة رجالاً من أهل بغداد ذات يوم: ما فعل ذلك الحبر الذى فيكم ببغداد؟ قالوا: من هو؟ قال: أبو محفوظ معروف. قلنا: بخير. قال: «لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقى فيهم».

وقال يحيى بن جعفر: رأيت معروفاً يؤذن فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله، رأيت شعر لحيته وصدغه قائماً كأنه زرع.

وقال عنه إبراهيم البكار: كان رضى الله عنه من السادات الأجلاء، وشيخاً عظيماً مبجلاً، وكان كلامه حِكماً وعِبراً، كلامه فى الزهد والتصوف أخذ بالقلوب، وأثرت مواعظه فى أفئدة الرجال، ترى فى كلامه عبارات إنسان عاقل فطن أخذته الشفقة على الخلق.

وسئل أيضاً عن الطائعين بأى شىء قدروا على الطاعة لله عز و جل؟ فقال: «بخروج الدنيا من قلوبهم».

وقال محمد بن منصور الطوسى: قعدت مرة إلى معروف فلعله قال واغوثاه يا الله عشرة آلاف مرة وتلا «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم».

وقد أنشد مرة فى السحر وهو ينوح ويبكى:

أى شىء تريد منى الذنوب                 شغفت بى فليس عنى تغيب

ما يضر الذنوب لو أعتقتنى                رحمة لى فقد علانى المشيب.

وفى واقعة أخرى تدل على تسامحه، قال الحنفى فى «الجواهر المضيئة فى طبقات الحنفية»: «لما اعترض أحد مريدى الشيخ معروف على أسفه لعدم تمكنه من الصلاة على جنازة الإمام أبى يوسف بقوله: أنت تأسف على رجل من أصحاب السُّلطان يلى القضاء، ويرغب فى الدنيا إن لم تحضر جنازته؟ أجابه بالقول: «رأيت البارحة كأنى دخلت الجنة، فرأيت قصراً قد فرشت مجالسه، وأرخيت ستوره، وقام ولدانه، فقلت لمن هذا القصر؟ فقالوا ليعقوب بن إبراهيم الأنصارى أبى يوسف، فقلت سبحان الله بم استحق هذا من الله؟ فقالوا: بتعليمه الناس العلم، وصبره على أذاهم».

سكن الكرخى بغداد ومات فيها ودُفن عام 200 هـ، 815 م، فى مقبرة الشونيزية على جانب الكرخ من بغداد، وسميت فيما بعد «مقبرة الشيخ معروف».

ويقول ابن نباتة فى «سرح العيون»، شيعت بغداد فى ساعة واحدة معروف الكرخى وأبا نواس، وربما دُفنا فى مكان واحد. وقال أبو العتاهية: تُوفى أبو نواس ببغداد سنة مائتين هو ومعروف الكرخى فى يوم واحد، فخرج مع جنازة معروف ثلثمائة ألف، ولم يخرج مع جنازة أبى نواس غير رجل واحد، فلما دفن معروف، قال قائل: أليس جمعنا وأبا نواس الإسلام! ودعا الناس فصلوا عليه، فرئى فى المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لى بصلاة الذين صلوا على معروف وعليَّ.

 

من أقواله:

•        الدنيا أربعة أشياء: المال، والكلام، والمنام، والطعام. فالمال يطغي، والكلام يلهي، والمنام ينسي، والطعام

يسقي.

•        ما أكثر الصالحين، وأقل الصادقين في الصالحين.

•        إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح عليه باب العملِ، وأغلق عنه باب الجَدل. وإذا أراد الله بعبدٍ شراً، أغلق عنه باب

العملِ، وفَتح عليهِ باب الجَدلِ.

•        توكل على الله عز وجل حتى يكون هو معلمك وموضع شكواك، فإن الناس لا ينفعونك.

•        غضوا أبصار كم، ولو عن شاة أنثى.

•        السخاء إيثار ما يحتا ج إليه، عند الإعسار.

•        قيام الليل نور للمؤمن يوم القيامة يسعى بين يديه ومن خلفه وصيام النهار يبعد العبد من حر السعير.

•        ينادي مناد يوم القيامة يا مادح الله قم فلا يقوم إلا من كان يكثر قراءة (قل هو الله أحد).

•        وقال حين سئل: ما علامُة الأولياء؟ فقال: ثلاثٌة: همومهم للهِ، وشغُلهم فيه، وفَرارهم إليه.

•        من كابر الله صرعه ، ومن نازعه قمعه ، ومن ماكره ، خدعه ، ومن توكل عليه منعه ، ومن تواضع له

رفعه ، كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله.

•        إن الطريق إلى الطاعة لله عزّ وجلّ هو بخروج الدنيا من القلوب،

 

توفي معروف في بغداد سنة 200 هـ الموافق 815م ودفن فيها، في مقبرة الشونيزية أو مقبرة باب الدير العتيقة على جانب الكرخ من بغداد.

 

 

 

أَبُو محفوظ معروف بْن فيروز الكرخي كَانَ من المشايخ الكبار مجاب الدعوة يستشفي بقبره , يَقُول البغداديون: قبر معروف ترياق مجرب وَهُوَ من موالي عَلِي بْن موسي الرضا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَات سنة مائتين، وقيل: سنة إحدى ومائتين، وَكَانَ أستاذ السري السقطي , وَقَدْ قَالَ لَهُ يوما: إِذَا كانت لَك حاجة إِلَى اللَّه فأقسم عَلَيْهِ بي.
سمعت الأستاذ أبا عَلِي الدقاق رحمه اللَّه تَعَالَى , يَقُول: كَانَ معروف الكرخي أبواه نصرانيان فسلموا معروفا إِلَى مؤديهم وَهُوَ صبي فكان المؤدب يَقُول لَهُ: قل: ثالث ثلاثة، فَيَقُول: بَل هُوَ واحد فضربه المعلم يوما ضربا مبرحا , فهرب معروف فكان أبواه , يقولان: ليته يرجع إلينا عَلَى أي دين يشاء فنوافقه عَلَيْهِ، ثُمَّ إنه أسلم عَلَى يدي عَلِي بْن موسي الرضا ورجع إِلَى منزله ودق الباب , فقيل: من بالباب؟ فَقَالَ: معروف، فَقَالُوا: عَلَى أي دين جئت؟ فَقَالَ: عَلَى الدين الحنيفي , فأسلم أبواه.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت أبا بَكْر الحربي يقول: سمعت سريا السقطي , يَقُول: رأيت معروفا الكرخي فِي النوم كَأَنَّهُ تَحْتَ العرش فَيَقُول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لملائكته: من هَذَا؟ فيقولون: أَنْتَ أعلم يا رب، فَيَقُول: هَذَا معروف الكرخي سكر من حبي فلا يفيق إلا بلقائي.
وَقَالَ معروف: قَالَ لي بَعْض أَصْحَاب دَاوُد الطائي: إياك أَن تترك العمل , فَإِن ذَلِكَ الَّذِي يقربك إِلَى رضا مولاك، فَقُلْتُ: وَمَا ذَلِكَ العمل؟ فَقَالَ: دوام طاعة ربك وخدمة الْمُسْلِمِينَ والنصيحة لَهُمْ.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الرازي , يَقُول: سمعت عَلِي بْن مُحَمَّد الدلال يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أَبِي , يَقُول: رأيت معروفا الكرخي فِي النوم بَعْد موته , فَقُلْتُ لَهُ: ماذا فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ: غفر لي , فَقُلْتُ: بزهدك وورعك؟ فَقَالَ: لا بقبولي موعظة ابْن السماك ولزوم الفقر ومحبتي للفقراء، وموعظة ابْن السماك مَا قاله معروف كنت مارا بالكوفة , فوفقت عَلَى رجل , يقال لَهُ: ابْن السماك وَهُوَ يعظ النَّاس , فَقَالَ فِي خلال كلامه: من أعرض عَنِ اللَّه بكليته أعرض اللَّه عَنْهُ جملة، ومن أقبل عَلَى اللَّه بقلبه أقبل اللَّه برحمته إِلَيْهِ، , وأقبل بجميع وجوه الخلق إِلَيْهِ، ومن كَانَ مرة ومرة فالله يرحمه وقتا مَا , فوقع كلامه فِي قلبي , فأقبلت عَلَى اللَّه تعالي , وتركت جَمِيع مَا كنت عَلَيْهِ إلا خدمة مولاي عَلِي بْن موسي الرضا , وذكرت هَذَا الْكَلام لمولاي، فَقَالَ: يكفيك بِهَذَا موعظة إِن اتعظت، أخبرني بِهَذِهِ الحكاية مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ: سمعت عَبْد الرحيم بْن عَلِيّ الحافظ ببغداد , يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الفضل , يَقُول: سمعت عَلِي بْن عيسى , يَقُول: سمعت سريا السقطي , يَقُول: سمعت معروفا , يَقُول ذَلِكَ، وقيل لمعروف فِي مرض موته: أوص , فَقَالَ: إِذَا مت فتصدقوا بقميصي , فأنى أريد أَن أخرج من الدنيا عريانا كَمَا دخلتها عريانا، ومر معروف بسقاء , يَقُول: رحم اللَّه من يشرب وَكَانَ صائما فتقدم , فشرب , فقيل لَهُ: ألم تكن صائما؟ ، فَقَالَ: بلى , ولكني رجوت دعاءه.

الرسالة القشيرية.   لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
 

 

 

 

معروف الكرخي - 200 للهجرة
معروف بن فيروز الكرخي، أبي محفوظ. أحد السادات، مجاب الدعوة، أستاذ سرى. كان أبواه نصرانيين، فأسلماه إلى مؤدبهم، وهو صبي. وكان المؤدب: يقول له قل: " ثالث ثلاثة "، فيقول معروف: " بل هو الواحد الصمد! "، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه. فكان أبياه يقولان: " ليته يرجع ألينا، على أي دين كان، فنوافقه عليه! "، فرجع أليهما، فدق الباب، فقيل: " من؟ "، قال: " معروف! "، فقالا: " على أى دين؟ "، قال: " دين الإسلام "؛ فأسلم أبياه.
مات ببغداد، سنة ماتين، وقبل: إحدى ومائتين. وقبره ظاهر هناك، يتبرك به. وأهل بغداد يستسقون به، ويقولون: " قبره ترياق مجرب! ". قال أبي عبد الرحمن الزهري: " قبره معروف لقضاء الحوائج. يقال: أنه من قرأ عنده - مائة مرة -:) قل هو الله أحد (، وسأل الله ما يريد، قضى حاجته ".
ومثل هذا يذكر عن قبر أشهب، وابن القاسم، صاحبي الأمام مالك. وهما مدفونان في مشهد واحد بقرافة مصر، يقال أن زائرهما، إذا

وقف بين القبرين، مستقبلا القبلة، ودعا استجيب له، وقد جرب ذلك.
وقد زرتهما وقرأت عندهما مائة مرة) قل هو الله أحد (ودعوت الله لأمر نزل بي، أرجو زواله فزال.
من كلامه: " إذا أراد الله بعبد خير فتح له باب العمل، وأغلق عليه باب الفترة والكسل ".
وكان يعاتب نفسه، ويقول: " يا مسكين!، كم تبكى وتندم؟!. أخلص تخلص ".
وقال له رجل: " أوصني! "، فقال: " توكل على الله، حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك؛ وأكثر ذكر الموت، حتى لا يكون لك جليساً غيره؛ وأعلم أن الشفاء لما نزل بك كتمانه؛ وأن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك، ولا يعطونك ولا يمنعونك ".
وقال السرى: " سألت معروفاً عن الطائعين لله، بأي شئ قدروا على الطاعة لله، قال: " بخروج الدنيا من قلوبهم، ولو كانت في قلوبهم ما صحت لهم سجدة".

ومن إنشاداته:
الماء يغسل ما بالثوب من درن ... وليس يغسل قلب المذنب الماء
ونزل يوماً إلى دجلة يتوضأ ووضع مصحفه وملحفة فجاءت امرأة فأخذهما، فتبعها، وقال: " أنا معروف!، لا بأس عليك!، ألك ولد يقرأ القرآن؟ "، قال: " لا! "، قال: " فزوج؟ "، قالت: " لا! "، قال: " فهات المصحف، وخذي الملحفة! ".
وسمعه بعضهم ينوح عند السحر ويبكى وينشد:
أي شيء تريد مني الذنوب؟! ... شغفت بي، فليس عني تتوب
ما يضر الذنوب لو أعتقتني ... رحمة لي، فقد علاني المشيب
وكان قاعداً على دجلة ببغداد إذ مر به أحداث في زورق، يضربون الملاهي ويشربون؛ فقال له أصحابه: ما ترى هؤلاء - في هذا الماء - يعصون! أدع الله عليهم! "، فرفع يديه إلى السماء وقال: " إلهي وسيدي!، كما فرحتهم في الدنيا أسألك أن تفرحهم في الآخرة! " فقال له أصحابه: " إنما قلنا لك: أدع عليهم! "، فقال: " إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا، ولم يضركم شئ ".
وقال محمد بن منصور الطوسى: " كنت يوماً عنده، فدعاني، ثم عدت أليه من الغد، فرأيت في وجهه أثر شجة، فهبت أن أسأله عنها؛ وكان عنده رجل أجرأ عليه منى، فسأله عنها، فقال له: " سل عن ما يعنيك! "،

فقال: " بمعبودك!، إلا عرفتني "، فتغير معروف، وقال: " لم أعلم أنك تحلفني بالله!، صليت البارحة هنا، واشتهيت أن أطوف فطفت، ثم ملت إلى زمزم لأشرب من مائها، فزلقت على الباب، فأصاب وجهي ما تراه ".
وجرى ذكره يوماً، في مجلس الأمام أحمد، فقال واحد من الجماعة: " هو قصير العلم " فقال أحمد: " أمسك!، عافاك الله!، هل يراد العلم إلا لما وصل إليه معروف؟! ".
وجاء رجل إليه، فقال: " جاءني البارحة مولود، وجئت لاتبرك بالنظر أليك ". فقال: " اقعدت!، عافاك الله!، وقل مائة مرة: " ما شاء الله كان "، فقالها؛ قال: " قل مثلها "، فقالها، حتى قال ذلك خمس مرات، فكان ذلك خمسمائة مرة؛ فلما استوفاها دخل عليه خادم جعفر وبيده رقعة وصرة، فقال: " ستنا تقرأ عليك السلام، وتقول لك: خذ هذه، وادفعها إلى قوم مساكين "، فقال: " ادفعها إلى ذلك الرجل "، فقال: " فيها خمسمائة درهم! "، فقال: " قد قال خمسمائة مرة: ما شاء الله كان "؛ ثم اقبل على الرجل، وقال: " يا هذا! لو زدتنا لزدناك! ".
وقال سري: " رأيت معروفاً - في المنام - وكأنه تحت العرش والله تعالى يقول لملائكته: " من هذا؟، فقالوا: " أنت اعلم يا ربُ؟ "،

فقال: " هذا معروف الكرخي، سكر من حبي، لا يفيق إلا بلقائي ".
وقيل له، في علته: " أوص؟ " فقال: " إذا مت فتصدقوا بقميصي هذا، فأن احب أن اخرج من الدنيا عريانا، كما دخلتها عريانا ".
وروى في النوم، فقيل له: " ما فعل بك ربك؟، قال: " أباحني الجنة، غير أن في نفسي حسرة، أني خرجت من الدنيا ولم أتزوج "، أو قال: " وددت لو إني تزوجت! ".
وقال أبي بكر الخياط: " رأيت - في المنام - كأني دخلت المقابر، فإذا اهل القبور جلوس على قبورهم، وبين أيديهم الريحان؛ وإذا بمعروف بينهم، يذهب ويجيء، فقلت: " أبا محفوظ!، ما صنع الله بك؟، او ليس قد مت؟! "، قال: " بلى! ". ثم انشد:
موت التقي حياة لا نفاذ لها ... قد مات قوم، وهم في الناس أحياءُ
من كلامه: " الدنيا أربعة أشياء: المال، والكلام، والمنام، والطعام. فالمال يطغى، والكلام يلهى، والمنام ينسى، والطعام يسقى ".
ومناقبه جمة، افردها ابن الجوزي بالتأليف.
ومن أصحابه يحي الجلاء.

طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.

 

 

 

مَعْرُوف الْكَرْخِي وَهُوَ أبي مَحْفُوظ مَعْرُوف بن فَيْرُوز
سَمِعت مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْأَصَم يَقُول سَمِعت زَكَرِيَّا بن يحيى بن أَسد يَقُول مَعْرُوف بن فَيْرُوز أبي مَحْفُوظ الْكَرْخِي
وَيُقَال مَعْرُوف بن الفيرزان
سَمِعت جدي إِسْمَاعِيل بن نجيد يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس السراج يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد يَقُول مَعْرُوف الْكَرْخِي هُوَ مَعْرُوف بن الفيرزان وَيُقَال مَعْرُوف بن عَليّ
أخبرنَا يُوسُف بن عمر الزَّاهِد بِبَغْدَاد حَدثنَا عبيد الله بن جَعْفَر الصغاني حَدثنَا عمر بن وَاصل قَالَ قَالَ سهل بن عبد الله أَخْبرنِي مُحَمَّد بن سوار عَن مَعْرُوف بن عَليّ الْكَرْخِي الزَّاهِد

وَهُوَ من جلة الْمَشَايِخ وقدمائهم والمذكورين بالورع والفتوة كَانَ أستاذ سري السَّقطِي صحب دَاوُد الطَّائِي وقبره بِبَغْدَاد ظَاهر يستشفى بِهِ ويتبرك بزيارته
سَمِعت أَبَا الْحسن بن مقسم الْمُقْرِئ بِبَغْدَاد يَقُول سَمِعت أَبَا عَليّ الصفار يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم بن الْجَزرِي يَقُول قبر مَعْرُوف الترياق المجرب وَكَانَ مَعْرُوف أسلم على يَد عَليّ بن مُوسَى الرِّضَا وَكَانَ بعد إِسْلَامه يَحْجُبهُ فازدحم الشِّيعَة يَوْمًا على بَاب عَليّ بن مُوسَى فكسروا أضلع مَعْرُوف فَمَاتَ وَدفن بِبَغْدَاد وَأسْندَ الحَدِيث
أخبرنَا أبي الْحُسَيْن عَليّ بن الْحسن بن جَعْفَر الْحَافِظ الْعَطَّار بِبَغْدَاد حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن الْمُقْرِئ ديس حَدثنَا نصر بن دَاوُد حَدثنَا خلف ابْن هِشَام قَالَ سَمِعت مَعْرُوفا الْكَرْخِي يَقُول اللَّهُمَّ إِن نواصينا بِيَدِك لم تملكنا مِنْهَا شَيْئا فَإِذا فعلت ذَلِك بِنَا فَكُن أَنْت ولينا وأهدنا إِلَى سَوَاء السَّبِيل
فَسَأَلته فَقَالَ حَدثنِي بكر بن خُنَيْس قَالَ حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ

عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء
أخبرنَا عبد الله بن عُثْمَان بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن سُلَيْمَان حَدثنَا أبي قَالَ قَالَ مُحَمَّد بن نصر سَمِعت مَعْرُوفا يَقُول مَا أَكثر الصَّالِحين وَأَقل الصَّادِقين فِي الصَّالِحين
وَأخْبرنَا عبد الله حَدثنَا أَحْمد حَدثنَا أبي حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى أخبرنَا ابْن خبيق قَالَ سَمِعت إِبْرَاهِيم الْبكاء يَقُول سَمِعت مَعْرُوفا الْكَرْخِي يَقُول إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا فتح عَلَيْهِ بَاب الْعَمَل وأغلق عَنهُ بَاب الجدل وَإِذا أَرَادَ الله بِعَبْد شرا أغلق عَنهُ بَاب الْعَمَل وَفتح عَلَيْهِ بَاب الجدل
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد سَمِعت مَعْرُوفا وَقلت لَهُ أوصني يَقُول توكل على الله حَتَّى يكون هُوَ معلمك ومؤنسك وَمَوْضِع شكواك فَإِن النَّاس لَا ينفعونك وَلَا يضرونك

وَأخْبرنَا عبد الله حَدثنَا أَحْمد حَدثنَا أبي حَدثنَا هَاشم بن أبي عبد الله حَدثنَا أبي زَكَرِيَّا الْحمال قَالَ بَال مَعْرُوف على الشط ثمَّ تيَمّم فَقيل لَهُ يَا أَبَا مَحْفُوظ المَاء مِنْك قريب فَقَالَ لعَلي لَا أبلغه
سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس الفرغاني يَقُول سَمِعت الْجُنَيْد يَقُول سَمِعت السّري يَقُول سَمِعت مَعْرُوفا الْكَرْخِي يَقُول غضوا أبصاركم وَلَو عَن شَاة أُنْثَى
وَبِه قَالَ مَعْرُوف حَقِيقَة الْوَفَاء إفاقة السِّرّ عَن رقدة الغفلات وفراغ الْهم عَن فضول الْآفَات
وَبِه قَالَ مَعْرُوف السخاء إِيثَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ عِنْد الْإِعْسَار
وَبِه قَالَ قَالَ رجل لمعروف مَا شكرت معروفي فَقَالَ كَانَ مَعْرُوفك من غير محتسب فَوَقع عِنْد غير شَاكر
سَمِعت أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْهَرَوِيّ بقرميسين يَقُول سَمِعت أَحْمد ابْن عَطاء يَقُول حَدثنَا عمر بن مخلد قَالَ قَالَ ابْن أبي الْورْد قَالَ مَعْرُوف الْكَرْخِي عَلامَة مقت الله العَبْد أَن ترَاهُ مشتغلا بِمَا لَا يعنيه من أَمر نَفسه
قَالَ وَقَالَ مَعْرُوف طلب الْجنَّة بِلَا عمل ذَنْب من الذُّنُوب الذُّنُوب وانتظار الشَّفَاعَة بِلَا سَبَب نوع من الْغرُور وارتجاء رَحْمَة من لَا يطاع جهل وحمق

وَقَالَ أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي سَأَلت مَعْرُوفا الْكَرْخِي عَن الطائعين لله تَعَالَى بِأَيّ شَيْء قدرُوا على الطَّاعَة قَالَ بِإِخْرَاج الدُّنْيَا من قُلُوبهم وَلَو كَانَ مِنْهَا شَيْء فِي قُلُوبهم مَا صحت لَهُم سَجْدَة
وَبِه قَالَ سُئِلَ مَعْرُوف بِمَ تخرج الدُّنْيَا من الْقلب قَالَ بصفاء الود وَحسن الْمُعَامَلَة
وَبِه قَالَ سُئِلَ مَعْرُوف عَن الْمحبَّة فَقَالَ الْمحبَّة لَيست من تَعْلِيم الْخلق إِنَّمَا هِيَ من مواهب الْحق وفضله
وَبِه قَالَ مَعْرُوف للفتيان عَلَامَات ثَلَاث وَفَاء بِلَا خلاف ومدح بِلَا جود وَعَطَاء بِلَا سُؤال
وَبِه قَالَ كَانَ مَعْرُوف يُعَاتب نَفسه وَيَقُول يَا مِسْكين كم تبْكي وتندب أخْلص تخلص
وَبِه قَالَ سُئِلَ مَعْرُوف مَا عَلامَة الْأَوْلِيَاء فَقَالَ ثَلَاثَة همومهم لله وشغلهم فِيهِ وفرارهم إِلَيْهِ
وَبِه قَالَ قَالَ مَعْرُوف لَيْسَ للعارف نعْمَة وَهُوَ فِي كل نعْمَة
سَمِعت أَبَا الْفَتْح القواس الزَّاهِد يَقُول سَمِعت أَبَا عَمْرو الْبزورِي يَقُول قَالَ مَعْرُوف قُلُوب الطاهرين تشرح بالتقوى وتزهر بِالْبرِّ وَقُلُوب الْفجار تظلم بِالْفُجُورِ وتعمى بِسوء النِّيَّة

وَبِه قَالَ مَعْرُوف إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا فتح عَلَيْهِ بَاب الْعَمَل وأغلق عَنهُ بَاب الفترة والكسل.

طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.

 

 

 

معروف الكرخي:
عَلَمُ الزُّهَّادِ بَرَكَةُ العَصْرِ أبي مَحْفُوْظٍ البَغْدَادِيُّ. وَاسْمُ أَبِيْهِ فَيْرُوْزٌ. وَقِيْلَ: فَيْرُزَانُ مِنَ الصَّابِئَةِ.
وَقِيْلَ: كَانَ أبياهُ نَصْرَانِيَّيْنِ فَأَسلَمَاهُ إِلَى مُؤَدِّبٍ كَانَ يَقُوْلُ لَهُ قُل: ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ فَيَقُوْلُ مَعْرُوْفٌ: بَلْ هُوَ الوَاحِدُ. فَيَضرِبُهُ فَيَهْرُبُ فَكَانَ وَالِدَاهُ يَقُوْلاَنِ: لَيْتَهُ رَجَعَ ثُمَّ إِنَّ أبييْهِ أَسْلَمَا.
وَذَكَرَ السُّلَمِيُّ أَنَّهُ صَحِبَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ ولم يصح.
رَوَى عَنِ: الرَّبِيْعِ بنِ صَبِيْحٍ وَبَكْرِ بنِ خُنَيْسٍ، وَابْنِ السَّمَّاكِ وَغَيْرِهِم شَيْئاً قَلِيْلاً.
وَعَنْهُ: خَلَفُ بنُ هِشَامٍ وَزَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى بنِ أَسَدٍ، وَيَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ.
ذُكِرَ مَعْرُوْفٌ عِنْدَ الإِمَامِ أَحْمَدَ فَقِيْلَ: قَصِيْرُ العِلْمِ. فَقَالَ: أَمْسِكْ وَهَلْ يُرَادُ مِنَ العِلْمِ إلَّا مَا وَصَلَ إِلَيْهِ مَعْرُوْفٌ؟.
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ شَدَّادٍ: قَالَ لَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: مَا فَعَلَ ذَلِكَ الحَبْرُ الَّذِي فِيْكُم بِبَغْدَادَ? قُلْنَا: مَنْ هُوَ? قَالَ: أبي مَحْفُوْظٍ مَعْرُوْفٌ. قُلْنَا: بِخَيْرٍ. قَالَ: لاَ يَزَالُ أَهْلُ تِلْكَ المَدِيْنَةِ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ فِيْهِم.
قَالَ السَّرَّاجُ: حَدَّثَنَا أبي بَكْرٍ بنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ معروف، فخرج
وَقَالَ: حَيَّاكُمُ اللهُ بِالسَّلاَمِ، وَنَعِمْنَا وَإِيَّاكُم بِالأَحزَانِ. ثُمَّ أَذَّنَ فَارْتَعَدَ، وَقَفَّ شَعرُهُ، وَانْحَنَى حَتَّى كَادَ يَسْقُطُ. عَنْ مَعْرُوْفٍ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبدٍ شَرّاً أَغلَقَ عَنْهُ بَابَ العَمَلِ وَفَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ الجَدَلِ.
وَقَالَ جُشَمُ بنُ عِيْسَى: سَمِعْتُ عَمِّي مَعْرُوْفَ بنَ الفَيْرُزَانِ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بَكْرَ بنَ خُنَيْسٍ يَقُوْلُ: كَيْفَ تَتَّقِي وَأَنْتَ لاَ تَدْرِي مَا تَتَّقِي? رَوَاهَا: أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ عَنْ مَعْرُوْفٍ. قَالَ: ثُمَّ يَقُوْلُ مَعْرُوْفٌ: إذا كنت لا تحسن تَتَّقِي أَكَلتَ الرِّبَا، وَلقِيْتَ المَرْأَةَ فَلَمْ تَغُضَّ عَنْهَا وَوَضَعتَ سَيْفَكَ عَلَى عَاتِقِك. إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَجْلِسِي هَذَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّقِيْهِ فِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوْعِ وَذِلَّةٌ لِلتَّابِعِ.
قِيْلَ: أَتَى رَجُلٌ بِعَشْرَةِ دَنَانِيْرَ إِلَى مَعْرُوْفٍ فَمَرَّ سَائِلٌ فَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا. وَكَانَ يَبْكِي ثُمَّ يَقُوْلُ: يَا نَفْسُ كَمْ تَبْكِيْنَ؟ أَخْلِصِي تَخْلُصِي.
وَسُئِلَ: كَيْفَ تَصُوْمُ? فَغَالَطَ السَّائِلَ وَقَالَ: صَوْمُ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ كَذَا وَكَذَا وَصَوُمُ دَاوُد كَذَا وَكَذَا. فَأَلَحَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: أُصْبِحُ دَهْرِي صَائِماً فَمَنْ دَعَانِي أَكَلتُ وَلَمْ أَقُلْ: إِنِّيْ صَائِمٌ.
وَقَصَّ إِنْسَانٌ شَارِبَ مَعْرُوْفٍ فَلَمْ يَفتُرْ مِنَ الذِّكْرِ فَقَالَ: كَيْفَ أَقُصُّ? فَقَالَ: أَنْتَ تَعْمَلُ وَأَنَا أَعمَلُ.
وَقِيْلَ: اغْتَابَ رَجُلٌ عِنْدَ مَعْرُوْفٍ فَقَالَ: اذْكُرِ القُطْنَ إِذَا وُضِعَ عَلَى عَيْنَيْكَ.
وَعَنْهُ قَالَ: مَا أَكْثَرَ الصَّالِحِيْنَ، وَمَا أَقَلَّ الصَّادِقِيْنَ.
وَعَنْهُ: مَنْ كَابَرَ اللهَ صَرَعَهُ، وَمَنْ نَازَعَهُ، قَمَعَهُ، وَمَنْ مَاكَرَهُ خَدَعَهُ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ مَنَعَهُ وَمَنْ تَوَاضَعَ لَهُ رَفَعَهُ كَلاَمُ العَبْدِ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْه خِذْلاَنٌ مِنَ الله.
وَقِيْلَ: أَتَاهُ مَلْهُوْفٌ سُرِقَ مِنْهُ أَلفُ دِيْنَارٍ لِيَدعُوَ لَهُ فَقَالَ: مَا أَدْعُو أَمَا زَوَيْتَهُ عَنْ أَنْبِيَائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ فَرُدَّهُ عَلَيْهِ.
قِيْلَ: أَنْشَدَ مَرَّةً فِي السَّحَرِ:
مَا تَضُرُّ الذُّنُوْبُ لَوْ أَعْتَقْتَنِي ... رَحْمَةً لِي فَقَدْ عَلاَنِي المَشِيْبُ
وَعَنْهُ: مَنْ لَعَنَ إِمَامَهُ حُرِمَ عَدْلَهُ.

وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيِّ قَالَ: قَعَدْتُ مرة إلى معروف فلعله قال: وا غوثاه يَا اللهُ عَشْرَةَ آلاَفِ مَرَّةٍ، وَتَلاَ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُم} [الأَنْفَالُ: 9] .
وَعَنِ ابْنِ شِيْرَوَيْه: قُلْتُ لِمَعْرُوْفٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَمْشِي عَلَى المَاءِ. قَالَ: مَا وَقعَ هَذَا وَلَكِن إِذَا هَمَمْتُ بِالعُبُوْرِ جُمِعَ لِي طَرَفَا النَّهْرِ فَأَتَخَطَّاهُ.
أبي العَبَّاسِ بنُ مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الطُّوْسِيُّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَعْرُوْفٍ، ثُمَّ جِئْتُ، وَفِي وَجْهِهِ أَثَرٌ، فَسُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ لِلسَّائِلِ: سَلْ عَمَّا يَعْنِيْكَ، عَافَاكَ اللهُ فَأَقسَمَ عَلَيْهِ فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ: صَلَّيْتُ البَارِحَةَ وَمَضَيْتُ فَطُفتُ بِالبَيْتِ، وَجِئْتُ لأَشرَبَ مِنْ زَمْزَمٍ، فَزَلِقْتُ فَأَصَابَ وَجْهِي هَذَا.
ابْنُ مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ ابْنُ أَخِي مَعْرُوْفٍ: أَنَّ مَعْرُوْفاً اسْتَسْقَى لَهُم فِي يَوْمٍ حَارٍّ فَمَا اسْتَتَمُّوا رَفْعَ ثِيَابِهِم حَتَّى مُطِرُوا. وَقَدِ اسْتُجِيْبَ دُعَاءُ مَعْرُوْفٍ فِي غَيْرِ قَضِيَّةٍ، وَأَفْرَدَ الإِمَامُ أبي الفَرَجِ بن الجَوْزِيِّ مَنَاقِبَ مَعْرُوْفٍ فِي أَرْبَعِ كَرَارِيْسَ.
قَالَ عُبَيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ: مَرَّ مَعْرُوْفٌ، وَهُوَ صَائِمٌ بِسَقَّاءٍ يَقُوْلُ: رَحِمَ اللهُ مَنْ شَرِبَ فَشَرِبَ رَجَاءَ الرَّحْمَةِ.
وَقَدْ حَكَى أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ شَيْئاً غَيْرَ صَحِيْحٍ، وَهُوَ أَنَّ مَعْرُوْفاً الكَرْخِيَّ كَانَ يَحْجُبُ عَلِيَّ بنَ مُوْسَى الرِّضَى. قَالَ: فَكَسَرُوا ضِلْعَ مَعْرُوْفٍ، فَمَاتَ فَلَعَلَّ الرِّضَى كَانَ لَهُ حَاجِبٌ اسْمُهُ مَعْرُوْفٌ، فَوَافَقَ اسْمُهُ اسْمَ زَاهِدِ العِرَاقِ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ الحَرْبِيِّ قال: قبر معروف الترياق المجرب1. يريد إجابة دعاء المضطر
عِنْدَهُ لأَنَّ البِقَاعَ المُبَارَكَةِ يُسْتَجَابُ عِنْدَهَا الدُّعَاءُ، كَمَا أَنَّ الدُّعَاءَ فِي السَّحَرِ مَرْجُوٌّ، وَدُبُرَ المَكْتُوْبَاتِ، وَفِي المَسَاجِدِ بَلْ دُعَاءُ المُضْطَرِ مُجَابٌ فِي أَيِّ مَكَانٍ اتَّفَقَ، اللَّهُمَّ إِنِّيْ مُضْطَرٌ إِلَى العَفْوِ فَاعْفُ عَنِّي.
قَالَ أبي جَعْفَرٍ بنُ المُنَادِي، وَثَعْلَبٌ: مَاتَ مَعْرُوْفٌ سَنَةَ مائَتَيْنِ قَالَ الخَطِيْبُ: هَذَا هُوَ الصَّحِيْحِ، وَقَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا البَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ المَقْدِسِيُّ أَخْبَرَتْنَا تَجَنِّي مَوْلاَةُ ابْنِ وَهْبَانَ أَخْبَرَنَا الحُسَيْنُ بنُ أحمد النعالي، أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَزْقُوَيْه أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بنُ يَحْيَى المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بنُ خُنَيْسٍ: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً تَتَعَوَّذُ جَهَنَّمُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَإِنَّ فِي الوَادِي لَجُبّاً يَتَعَوَّذُ الوَادِي وَجَهَنَّمُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَإِنَّ فِيْهِ لَحَيَّةً يَتَعَوَّذُ الجُبُّ وَالوَادِي، وَجَهَنَّمُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، يُبدَأُ بِفَسَقَةِ حَمَلَةِ القُرْآنِ، فَيَقُوْلُوْنَ: أَيْ رَبِّ بُدِئَ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ? قِيْلَ لَهُم: لَيْسَ مَنْ يَعْلَمُ كَمَنْ لاَ يَعْلَمُ.
أَنْبَأَنَا مُؤَمَّلُ بنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أبي مَنْصُوْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أبي بَكْرٍ الخَطِيْبُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رِزْقٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَنَا مَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ حَدَّثَنِي الرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ أَدْرَكْتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، مَا سَأَلْتُ اللهَ إلَّا العَفْوَ وَالعَافِيَةَ.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي

 

 

 

مَعْرُوف الكَرْخي
(000 - 200 هـ = 000 - 815 م)
معروف بن فيروز الكرخي، أبو محفوظ:
أحد أعلام الزهاد والمتصوفين. كان من موالي الإمام علي الرضى بن موسى الكاظم. ولد في كرخ بغداد، ونشأ وتوفي ببغداد. اشتهر بالصلاح وقصده الناس للتبرك به حتى كان الإمام أحمد ابن حنبل في جملة من يختلف إليه. ولابن الجوزي كتاب في (أخباره وآدابه) .

-الاعلام للزركلي-
 

 

 

- مَعْرُوف بن الفيرزان أبي مَحْفُوظ الكرخى مَنْسُوب إِلَى كرخ بَغْدَاد وَكَانَ أحد الْمَشْهُورين بالزهد وَالصَّلَاح مجاب الدعْوَة وَحكى عَنهُ كرامات وَأسْندَ بعض أَحَادِيث
وَذكر عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ يحيى بن أَكْثَم سَمِعت مَعْرُوفا وَذكر عِنْده أَحْمد ابْن حَنْبَل فَقَالَ رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل فَتى عَلَيْهِ اثار النّسك يَقُول كلَاما جمع فِيهِ الْخَيْر سمعته يَقُول من علم أَنه إِذا مَاتَ نسى أحسن وَلم يسىء
وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ مَعْرُوف من الأبدال وَهُوَ مجاب الدعْوَة
وَذكر فى مجْلِس أَحْمد مَعْرُوف الكرخى فَقَالَ بعض الْحَاضِرين هُوَ قصَّة الْعلم
قَالَ أَحْمد أمسك عافاك الله وَهل يُرَاد من الْعلم إِلَّا مَا وصل إِلَيْهِ مَعْرُوف وفى رِوَايَة أَنه سَأَلَهُ ابْنه عبد الله هَل كَانَ مَعَ مَعْرُوف من الْعلم فَقَالَ لَهُ يَا بنى كَانَ مَعَه رَأس الْعلم خشيَة الله تَعَالَى
وَقَالَ أَحْمد للمروزى إِذا أجزت عَن مَعْرُوف بشىء من أَخْبَار السَّمَاء فاقبله
ومعروف كَانَ أستاذ السرى السقطى وَصَحب مَعْرُوفا دَاوُد الطائى وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى قبر مَعْرُوف الترياق المجرب
وَقَالَ مَعْرُوف إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا فتح لَهُ بَاب الْعَمَل
وأغلق عَنهُ بَاب الجدل وَإِذا أَرَادَ بِعَبْد شرا فتح لَهُ بَاب الجدل وأغلق عَنهُ بَاب الْعَمَل
قَالَ مَعْرُوف من أدام النّظر فى الْمُصحف متعهُ الله ببصره وخفف عَن وَالِديهِ الْعَذَاب وَلَو كَانَا كَافِرين
وَقَالَ مَعْرُوف من قَالَ حِين يَسْتَيْقِظ من النّوم سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه العلى الْعَظِيم
قَالَ الله تَعَالَى لجبريل اقْضِ حَاجَة عبدى وَجِبْرِيل هُوَ الْمُوكل بحوائج بنى ادم
ومناقبه وماثره كَثِيرَة
مَاتَ سنة مِائَتَيْنِ وَقبل سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.