محمد بن علي بن جعفر الكتاني البغدادي أبي بكر

تاريخ الوفاة322 هـ
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • بغداد - العراق

نبذة

الكتاني: القُدْوَةُ العَارِفُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، أبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن علي بن جعفر البغدادي، الكتاني. حَكَى عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ الخَرَّازِ، وَإِبْرَاهِيْمَ الخَوَّاصِ. حَكَى عَنْهُ: جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ التَّكْرِيْتِيُّ، وَأبي القَاسِمِ البَصْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ. وَمَاتَ مُجَاوِراً بِمَكَّةَ.

الترجمة

الكتاني:
القُدْوَةُ العَارِفُ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، أبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن علي بن جعفر البغدادي، الكتاني.
حَكَى عَنْ: أَبِي سَعِيْدٍ الخَرَّازِ، وَإِبْرَاهِيْمَ الخَوَّاصِ.
حَكَى عَنْهُ: جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ التَّكْرِيْتِيُّ، وَأبي القَاسِمِ البَصْرِيُّ، وَآخَرُوْنَ.
وَمَاتَ مُجَاوِراً بِمَكَّةَ.
وَمِنْ كَلاَمِهِ، قَالَ: مَنْ يَدْخُلْ فِي هَذِهِ المفَازَةِ يَحْتَاجَ إِلَى أربعٍ: حالٍ تَحْمِيْهِ، وعلمٍ يَسُوْسُهُ، وورعٍ يَحْجُزُهُ، وذكرٍ يُؤنِسُهُ.
وَقَالَ: التَّصَوُّفُ خُلقٌ، فَمَنْ زَادَ عَلَيْكَ فِي الخُلقِ، زَادَ عَلَيْكَ فِي التَّصَوُّفِ.
وَعَنْهُ، قَالَ: مِنْ حُكمِ المُرِيدِ أَنْ يَكُوْنَ نَومُهُ غَلَبَةً، وَأَكْلُهُ فَاقَةً، وَكَلاَمُهُ ضَرُوْرَةً.
قُلْتُ: نَعَمْ لِلصَّادِقِ أَنْ يُقِلَّ مِنَ الكَلاَمِ وَالأَكلِ وَالنَّومِ وَالمُخَالَطَةِ، وَأَنَّ يُكثِرَ مِنَ الأَورَادِ وَالتَّوَاضُعِ، وَذِكْرَ المَوْتِ، وَقَوْلِ لا حول ولا قوة إلَّا بالله.
يُقَالُ: خَتَمَ الكَتَّانِيُّ فِي الطَّوَافِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ خَتْمَةٍ، وَكَانَ مِنَ الأَوْلِيَاءِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وعشرين وثلاث مائة.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايمازالذهبي

 

 

 


الكتاني وَهُوَ مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر الكتاني وكنيته أبي بكر وَيُقَال أبي عبد الله وَأبي بكر اصح
أَصله من بَغْدَاد صحب الْجُنَيْد وَأَبا سعيد الخراز وَأَبا الْحُسَيْن النوري وَأقَام بِمَكَّة مجاورا بهَا إِلَى أَن مَاتَ
وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة حكى عَن أبي مُحَمَّد المرتعش أَنه كَانَ يَقُول الكتاني سراج الْحرم
مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلاثمائة كَذَلِك ذكره لي أبي عبد الله الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر الرَّازِيّ
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن عَليّ الكتاني يَقُول إِن لله ريحًا تسمى الصبيحة مخزونة تَحت الْعَرْش تهب عِنْد الأسحار تحمل الأنين وَالِاسْتِغْفَار إِلَى الْملك الْجَبَّار
قَالَ وسمعته يَقُول إِذا سَأَلت الله تَعَالَى التَّوْفِيق فابدأ بِالْعَمَلِ
قَالَ وَسَأَلَهُ بعض المريدين فَقَالَ لَهُ أوصني فَقَالَ كن كَمَا ترى النَّاس وَإِلَّا فأر النَّاس مَا تكون
قَالَ وَقَالَ الكتاني كن فِي الدُّنْيَا ببدنك وَفِي الْآخِرَة بقلبك
قَالَ وسمعته يَقُول الشُّكْر فِي مَوضِع الاسْتِغْفَار ذَنْب وَالِاسْتِغْفَار فِي مَوضِع الشُّكْر ذَنْب
قَالَ وَسمعت الكتاني يَقُول روعة روعة عِنْد انتباه عَن غَفلَة وَانْقِطَاع عَن حَظّ النفسانية وارتعاد من خوف قطيعة أفضل من عبَادَة الثقلَيْن
قَالَ وسمعته يَقُول وجود الْعَطاء من الْحق شُهُود الْحق بِالْحَقِّ لِأَن الْحق دَلِيل على كل شَيْء وَلَا يكون شَيْء دونه دَلِيلا عَلَيْهِ
سَمِعت أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر يَقُول سَمِعت الكتاني يَقُول الشَّهْوَة زِمَام الشَّيْطَان فَمن أَخذ بزمامه كَانَ عَبده
قَالَ وَسُئِلَ الكتاني عَن حَقِيقَة الزّهْد فَقَالَ فقد الشَّيْء وَالسُّرُور من الْقلب بفقده وملازمة الْجهد إِلَى الْمَوْت وَاحْتِمَال الذل صبرا وَالرِّضَا بِهِ حَتَّى تَمُوت
قَالَ وَقيل للكتاني من الْعَارِف فَقَالَ من يُوَافق معروفه فِي أوامره وَلَا يُخَالِفهُ فِي شَيْء من أَحْوَاله ويتحبب إِلَيْهِ بمحبة أوليائه وَلَا يفتر عَن ذكره طرفَة عين
قَالَ وَسمعت الكتاني يَقُول الصُّوفِيَّة عبيد الظَّوَاهِر أَحْرَار البواطن
قَالَ وسمعته يَقُول سَماع الْعَوام على مُتَابعَة الطَّبْع وَسَمَاع المريدين رَغْبَة وَرَهْبَة وَسَمَاع الْأَوْلِيَاء رُؤْيَة الآلاء وَالنعَم وَسَمَاع العارفين على الْمُشَاهدَة وَسَمَاع أهل الْحَقِيقَة على الْكَشْف والعيان وَلكُل وَاحِد من هَؤُلَاءِ مصدر ومقام
قَالَ وَسمعت الكتاني يَقُول الْمَوَارِد ترد فتصادف شكلا أَو مُوَافقَة فَأَي وَارِد صَادف شكلا مازجه وَأي وَارِد صَادف مُوَافقا ساكنه
قَالَ وَسمعت الكتاني يَقُول المستمع يجب أَن يكون فِي سَمَاعه غير مستروح إِلَيْهِ يهيج مِنْهُ السماع وجدا أَو شوقا أَو غَلَبَة وَارِد عَلَيْهِ يفنيه عَن كل مسكون ومألوف وَأنْشد على أَثَره
(فالوجد والشوق فِي مَكَاني ... قد منعاني من الْقَرار)
(هما معي لَا يفارقاني ... فَذا شعاري وَذَا دثاري)
قَالَ وَقَالَ أبي بكر الكتاني إِن الله نظر إِلَى عبيد من عبيده فَلم يرهم أَهلا لمعرفته فشغلهم بخدمته
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول نظر مُحَمَّد بن عَليّ الكتاني إِلَى شيخ كَبِير أَبيض الرَّأْس واللحية يسْأَل فَقَالَ هَذَا رجل أضاع أَمر الله فِي صغره فضيعه الله فِي كبره
سَمِعت أَبَا الْحسن الْقزْوِينِي يَقُول سَمِعت أَبَا بكر الكتاني يَقُول إِذا صَحَّ الافتقار إِلَى الله صَحَّ الْغنى بِهِ لِأَنَّهُمَا حالان لَا يتم أَحدهمَا إِلَّا بِصَاحِبِهِ
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت الكتاني يَقُول الغافلون يعيشون فِي حلم الله والذاكرون يعيشون فِي رَحْمَة الله والعارفون يعيشون فِي لطف الله والصادقون يعيشون فِي قرب الله
وَسمعت أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر يَقُول سُئِلَ الكتاني عَن السّنة الَّتِي لم يتنازع فِيهَا أحد من أهل الْعلم فَقَالَ الزّهْد الزّهْد فِي الدُّنْيَا وسخاوة النَّفس ونصيحة الْخلق
قالك وَسمعت أَبَا بكر الكتاني يَقُول من كَانَ الله همه لَا يستقطعه من الْكَوْن شَيْء وَلَا يأسره من زينتها قَلِيل وَلَا كثير
قَالَ وَسُئِلَ الكتاني عَن المتقي فَقَالَ من اتَّقى مَا لهج بِهِ الْعَوام من مُتَابعَة الشَّهَوَات وركوب المخالفات وَلزِمَ بَاب الْمُوَافقَة وَأنس براحة الْيَقِين واستند إِلَى ركن التَّوَكُّل وأتته الْفَوَائِد من الله عز وَجل فِي كل حَال فَلم يغْفل عَنْهَا
قَالَ وَسُئِلَ أبي بكر الكتاني عَن الصُّوفِي فَقَالَ من عزفت نَفسه عَن الدُّنْيَا تظرفا وعلت همته عَن الْآخِرَة وسخت نَفسه بِالْكُلِّ طلبا وشوقا إِلَى من لَهُ الْكل
قَالَ وَقَالَ مُحَمَّد بن عَليّ على الكتاني حقائق الْحق إِذا تجلت لسر أزالت عَنهُ الظنون والأماني لِأَن الْحق إِذا استولى على سر قهره وَلَا يبْقى للْغَيْر مَعَه أثر
قَالَ وَقَالَ الكتاني الْعلم بِاللَّه أتم من الْعِبَادَة لَهُ
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.

 

 

 


محمد بن علي بن جعفر، أبو بكر الكتاني:
أحد مشايخ الصوفية. سكن مكة وكان فاضلا نبيلا حسن الشارة. حكى عن أبي سعيد الخراز، وجنيد بن محمد وغيرهما.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن الحَسَن السلمي قَالَ: محمد بن علي بن جعفر الكتاني أبو بكر، ويقال أبو عبد الله، أصله بغدادي أقام بمكة ومات بها. وكان أحد الأئمة والسادة، حكى عن المرتعش أنه كان يقول: الكتاني سراج الحرم.
قَالَ أبو عبد الرحمن: وسَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان يَقُولُ: كان يقال إن الكتاني ختم في الطواف اثنى عشر ألف ختمة.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَزَّارُ بِهَمَذَانَ، حَدَّثَنَا أبو الحسن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن جهضم الهمذاني، حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن داود. قَالَ: كنت عند محمد بن علي الكتاني أبو بكر فسئل: أيش الفائدة في مذاكرة الحكايات؟ فقال: الحكايات جند من جنود الله، يقوى بها أبدان المريدين، فقيل له:
هل لهذا من شاهد؟ قَالَ: نعم! قَالَ الله تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ [هود 120] .
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن قَالَ:
سمعت الحسين بن أحمد الرازي يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عَلِيّ الكتاني يَقُولُ:
التصوف خلق، من زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف.
وَقَالَ أبو عبد الرحمن أيضا: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عَلِيّ الكتاني يَقُولُ: من طلب الراحة بالراحة عدم الراحة.
أخبرنا أبو علي عبد الرّحمن بن فضالة النّيسابوريّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان المذكر قَالَ: سمعت محمد بن علي الكتاني- وسئل عن التوبة- فقال: البعد عن المذمومات كلها، إلى الممدوحات كلها، ثم المكابدات، ثم المجاهدات، ثم الثبات، ثم الرشاد، ثم يدرك من الله الولاية وحسن المعونة.
وأخبرنا ابن فضالة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان قَالَ: سمعت أبا بكر الكتاني يقول: سألت ابن الفرجي فقلت: إن لله صفوة، وإن لله خيرة. فمتى يعرف العبد أنه من صفوة الله، ومن خيرة الله؟ فقال: كيف وقعت بهذا؟ قلت: جرى على لساني. قَالَ: إذا خلع الراحة، وأعطى المجهود في الطاعة، وأحب سقوط المنزلة، وصار المدح والذم عنده سواء.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيم العبدوي بنيسابور قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الرازي يَقُولُ: سمعت مُحَمَّد بن عَلِيّ الكتاني يَقُولُ: لولا أن ذكره على فرض ما ذكرته إجلالا له، مثلي يذكره ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة.
أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بْن أَبِي الْحَسَن القرميسيني، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم الهمذاني بمكة، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد العيشي قَالَ: سمعت الكتّانيّ يقول: النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والبدلاء أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب، ومسكن النجباء مصر، ومسكن الأبدال الشام، والأخيار سياحون في الأرض، والعمد في زوايا الأرض، ومسكن الغوث مكة، فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء، ثم النجباء، ثم الأبدال، ثم الأخيار، ثم العمد، ثم أجيبوا وإلا ابتهل الغوث؛ فلا يتم مسألته حتى تجاب دعوته.
وحدّثنا عبد العزيز، حدّثنا علي بن عبد الله، حدّثنا أحمد بن فارس، حَدَّثَنِي أبو بكر الكتاني قَالَ: كنت أنا وأبو سعيد الخراز وعباس بن المهتدى وآخر- لم يذكره- نسير بالشام على ساحل البحر، إذا شاب يمشي معه محبرة ظننا أنه من أصحاب الحديث، فتثاقلنا به. فقال له أبو سعيد: يا فتى على أي طريق تسير؟ فقال: ليس أعرف إلا طريقين، طريق الخاصة وطريق العامة، فأما طريق العامة فهذا الذي أنتم عليه، وأما طريق الخاصة فبسم الله، وتقدم إلى البحر ومشى حيالنا على الماء، فلم نزل نراه حتى غاب عن أبصارنا.
أخبرنا إسماعيل الحيرى، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن السلمي قَالَ: كان الكتّانيّ صاحب أبي سعيد الخراز. وعباس بن المهتدى، وعمر المكي، وغيرهم. ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة
ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

 


أبي بَكْر مُحَمَّد بْن عَلِيّ الكتاني بغدادي الأصل صحب الجنيد والخراز والنوري وجاور بمكة إِلَى أَن مَات سنة اثنين وعشرين وثلاث مائة.
سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: نظر الكتاني إِلَى شيخ أبيض الرأس واللحية يسأل النَّاس فَقَالَ: هَذَا رجل أضاع حق اللَّه فِي صغره فضيعه اللَّه فِي كبره، وَقَالَ الكتاني: الشهوة زمام الشَّيْطَان من أخذ بزمامه كَانَ عبده.
الرسالة القشيرية.   لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.