إبراهيم الخواص بن أحمد بن إسماعيل أبي إسحاق
إبراهيم الخواص
تاريخ الولادة | 184 هـ |
تاريخ الوفاة | 291 هـ |
العمر | 107 سنة |
مكان الولادة | سر من رأى - العراق |
مكان الوفاة | الري - إيران |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الخواص من أقران الجنيد والنوري وَلَهُ فِي التوكل والرياضات حظ كبير.
مَات بالري سنة إحدى وتسعين ومائتين كَانَ مبطونا فكان كلما قام توضأ وعاد إِلَى الْمَسْجِد وصلى ركعتين فدخل مرة الماء فمات رحمه اللَّه.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي يَقُول: سمعت الخواص يَقُول: لَيْسَ العلم بكثرة الرواية إِنَّمَا العالم من اتبع واستعمله واقتدى بالسنن وإن كَانَ قليل العلم.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن رحمه اللَّه يَقُول: سمعت أَحْمَد بْن عَلِي بْن جَعْفَر يَقُول: سمعت الأزدي يَقُول: سمعت الخواص يَقُول: دواء القلب خمسة أشياء: قراءة الْقُرْآن بالتدبير وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عِنْدَ السحر ومجالسة الصالحين.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
إبراهيم الخواص - 291 للهجرة
ابرهيم بن أحمد الخواص أبو إسحاق، أوحد المشايخ. صحب أبا عبد الله المغربي، وكان من أقران الجنيد والنووى.
مات بالرى سنة إحدى وتسعين ومائتين.
قيل: مرض بالجامع، وكان به علة القيام، وكان إذا قام يدخل الماء، يغتسل ويعود إلى المسجد، ويركع ركعتين، فدخل مرة الماء، فخرجت روحه فيه.
وله رياضات وسياحات وتدقيق في التوكل. وكان لا يفرقه إبرة وخيوط، وركوة ومقارض، وقال: " مثل هذا لا ينقص التوكل، لأجل الإعانة على ستر العورة، واذا رأيت الفقير بلا ذلك فاتهمه في صلاته ".
ومن كلامه: " دواء القلب خمسة: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين ".
وقال: " من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه ".
وقال: " ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العالم من اتبع العلم واستعمله، واقتدى بالسنن، وان كان قليل العلم ".
روى عنه أنه كان إذا دعى إلى دعوة فيها خبز بائت امسك يده، وقال: " هذا قد منع حق الله فيه، إذ بات ولم يخرج من يومه ".
وقال: " تاه بعض أصحابنا أياماً كثيرة في البادية، فوقع على عمارة بعد أيام، فنظر إلى جارية تغتسل فى عين ماء، فلما رأته تجللت بشعرها، وقالت له: " إليك عنى يا إنسان! "، فقال لها: " كيف أذهب عنك، والكل منى
مشغول بك؟ ". فقالت له: " في العين الأخرى جارية أحسن منى، فهل رأيتها؟ ". فالتفت إلى خافه، فقالت له: " ما أحسن الصدق، وأقبح الكذب!. زعمت أن الكل منك مشغول بنا، وأنت تلتفت إلى غيرنا! ". ثم التفت فلم ير أحداً.
وقال: " قرأت في التوراة: ويح ابن آدم!. يذنب الذنب ويستغفرني فأغفر له؛ ثم يعود، ويستغفرني فأغفر له. ويحه!. لا هو يترك الذنب، ولا هو ييأس من رحمتي!. أشهدكم يا ملائكتي أنى قد غفرت له ".
وقال: " أعجب ما رأيت في البادية، أنى نمت على حجر، فإذا بشيطان قد جاء وقال: قم من هنا، فقلت اذهب؛ فقال: اني أرفسك فتهلك؛ فقلت: افعل ما شئت. فرفسني فوقعت رجله على كأنها خرقة. فقال: أنت ولى الله، من أنت؟!. قلت: ابرهيم الخواص؛ قال: صدقت!. ثم قال: يا ابرهيم! معي حلال وحرام، فأما الحلال فرمان من الجبل الفلاني، وأما الحرام فحيتان، مررت على صيادين، فتخاونا، فأخذت الخيانة؛ فكل أنت الحلال ودع الحرام ".
وقال ممشاذ الدينورى: " كنت يوماً في مسجدي بين النائم
واليقظان، فسمعت هاتفاً يهتف: أن أردت أن تلقى ولياً من الأولياء فامض إلى " تل التوبة ". قال: " فقمت وخرجت، فإذا أنا بثلج عظيم، فذهبت إلى تل التوبة، فإذا إنسان قاعد مربع على راس التل، وحوله خال من الثلج قدر موضع خيمة، فتقدمت أليه، فإذا هو ابرهيم الخواص، فسلمت عليه، وجلست إليه، فقلت: بماذا نلت هذه المنزلة؟! فقال: بخدمة الفقراء ".
ومن شعره:
صبرت على بعض الأذى كله ... ودافعت عن نفسي لنفسي فعزت
وجرعتها المكروه حتى تدربت ... ولو جرعته جملة لاشمأزت
ألا رب ذل ساق للنفس عزة ... ويا رب نفس بالتذليل عزت
إذا ما مددت الكف التمس الغنى ... إلى غير من قال: " اسألوني "، فشلت
سأصبر جهدي إن في الصبر عزة ... وأرضى بدنيائى، وان هى قلت
وقال جعفر بن محمد: " بت ليلة معه، فانتبهت فإذا هو يناجى إلى الصباح، وينشد ويقول:
برح الخفاء، وفى التلاقى راحة ... هل يشتفى خل بغير خليله؟
وقال:
عليل ليس يبريه الدواء ... طويل الصبر، يضنيه الشقاء
سرائره بواد، ليس تبدو ... خفيات اذا برح الخفاء
وروى أنه تأوه، فقال له بعض أصحابه: " ما هذا؟! "، فقال: " أوه! كيف يفلح من يسره ما يضره؟! ". وأنشأ يقول:
تعودت مس الضر حتى ألفته ... وأسلمنى حب العراء إلى الصبر
وقطعت أيامى من الناس آيساً ... لعلمي بصنع الله من حيث لا أدرى.
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
إِبْرَاهِيم الْخَواص وَهُوَ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل كنيته أَبُو إِسْحَاق
وَهُوَ أحد من سلك طَرِيق التَّوَكُّل وَكَانَ أوحد الْمَشَايِخ فِي وقته وَمن أَقْرَان الْجُنَيْد والنوري لَهُ فِي السياحات والرياضات مقامات يطول شرحها
مَاتَ فِي جَامع الرّيّ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ إِن صَحَّ وَتَوَلَّى أمره فِي غسله وَدَفنه يُوسُف بن الْحُسَيْن
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ يَقُول مرض إِبْرَاهِيم الْخَواص بِالريِّ فِي الْمَسْجِد الْجَامِع وَكَانَ بِهِ عِلّة الْقيام وَكَانَ إِذا قَامَ يدْخل المَاء ويغتسل وَيعود إِلَى الْمَسْجِد ويركع رَكْعَتَيْنِ فَدخل المَاء ليغتسل فَخرجت روحه وَهُوَ فِي وسط المَاء.
سَمِعت مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ يَقُول سَمِعت جَعْفَر بن مُحَمَّد الْخُلْدِيِّ يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم الْخَواص يَقُول من لم يصبر لم يظفر
قَالَ وسمعته يَقُول من لم تبك الدُّنْيَا عَلَيْهِ لم تضحك الْآخِرَة إِلَيْهِ
سَمِعت أَبَا نصر مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب الطوسي يَقُول سَمِعت جَعْفَر ابْن مُحَمَّد يَقُول بت لَيْلَة مَعَ إِبْرَاهِيم فانتبهت فَإِذا هُوَ يُنَاجِي إِلَى الصَّباح وَيَقُول
(برح الخفاء وَفِي التلاقي رَاحَة ... هَل يشتفي خل بِغَيْر خَلِيله)
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم الْخَواص يَقُول لَيْسَ الْعلم بِكَثْرَة الرِّوَايَة إِنَّمَا الْعَالم من اتبع الْعلم وَاسْتَعْملهُ واقتدى بالسنن وَإِن كَانَ قَلِيل الْعلم
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا عُثْمَان الأدمِيّ قَالَ سَمِعت إِبْرَاهِيم الْخَواص وَسُئِلَ عَن الْوَرع فَقَالَ أَلا يتَكَلَّم العَبْد إِلَّا بِالْحَقِّ غضب أم رَضِي وَيكون اهتمامه بِمَا يُرْضِي الله تَعَالَى
قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْعلم كُله فِي كَلِمَتَيْنِ لَا تتكلف مَا كفيت وَلَا تضيع مَا استكفيت
قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيم المتاجر بِرَأْس مَال غَيره مُفلس
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله الرَّمْلِيّ يَقُول سَمِعت الْخَواص يَقُول ليكن لَك قلب سَاكن وكف فارغة وَتذهب النَّفس حَيْثُ شَاءَت
وَسمعت أَبَا بكر يَقُول سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الزنجاني يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم يَقُول رَأَيْت شَيخا من أهل الْمعرفَة عرج بعد سَبْعَة عشر يَوْمًا على سَبَب فِي الْبَريَّة فَنَهَاهُ شيخ كَانَ مَعَه فَأبى أَن يقبل فَسقط وَلم يرْتَفع عَن حُدُود الْأَسْبَاب
سَمِعت أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر يَقُول سَمِعت الأدمِيّ يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم يَقُول دَوَاء الْقلب خَمْسَة أَشْيَاء قِرَاءَة الْقُرْآن بالتدبر وخلاء الْبَطن وَقيام اللَّيْل والتضرع عِنْد السحر ومجالسة الصَّالِحين
قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيم على قدر إعزاز الْمُؤمن لأمر الله يلْبسهُ الله من عزه وَيُقِيم لَهُ الْعِزّ فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَللَّه الْعِزَّة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ} الْمُنَافِقين 29
قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيم عُقُوبَة الْقلب أَشد الْعُقُوبَات ومقامها أَعلَى المقامات وكرامتها أفضل الكرامات وَذكرهَا اشرف الْأَذْكَار وبذكرها تستجلب الْأَنْوَار وَعَلَيْهَا وَقع الْخطاب وَهُوَ الْمَخْصُوص بالتنبيه والعتاب
قَالَ وَقَالَ إِبْرَاهِيم اخْتَار من اخْتَار من عباده لَا لسابقة لَهُم إِلَيْهِ بل لإِرَادَة لَهُ فيهم ثمَّ علم مَا يخرج مِنْهُم وَمَا يَبْدُو عَلَيْهِم فَقَالَ عز وَجل {اخترناهم على علم} الدُّخان 44 أَي منا بِمَا فيهم من أَنْوَاع المخالفات لِأَن من اشْترى سلْعَة يعلم عيوبها لَا يردهَا
طبقات الصوفية - لأبو عبد الرحمن السلمي.
أبو إسحاق إبراهيم الخواص البصري
تراجم الأعلام - السابقون
السيد الجليل صاحب الكرامات والمعارف والمواهب واللطائف, أوحد المشايخ, قدوة الأتقياء وكعبة الإقتداء ,المتكلم بالحق ,المتكرم في الخلق ,المحافظ على الاعتقاد ,جامع الإخلاص السيد االشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الخواص السامرائي البصري خصّه الله تعالى باليمن والأمن يوم العرض.
كان من أقران الجنيد و النوري, أخذ عن أحمد المرواني أبي القاسم وصحب أبا عبد الله المغربي, و من مريديه أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحنفي الشعراني وزين الدين القزويني و له في التوكل و الرياضات حظ كبير وسياحات وكثرة الأسفار إلى مكة وغيرها على التجريد حيث قال: سلكت البادية إلى مكة سبعة عشر طريقاً، منها: طريقٌ من ذهب! وطريقٌ من فضّة! (كناية عن الشريعة والحقيقة, علم الظاهر والباطن, والله أعلم).
ولد في سر من رأى (سامراء) سنة 184هـ / 800م, زمن بداية الدولة العباسية, والخواص نسبة إلى الأخوص، ولعله قيل له الخواص لقصة له في عمله الخوص أوردها الخطيب في تاريخه.
كان إبراهيم الخواص من المحقّقين مجردا في التوكل يدقق فيه و من المنخلعين من حظوظهم التّاركين لأحكام نفوسهم، فكان الحقّ يحملهم ويلطّفهم بلطائف لطفه.
وكان لا يفارقه إبرة وخيوط وركوة ومقراض، فقيل له: يا أبا إسحاق لم تحمل هذا وأنت تمنع من كل شيء؟ فقال: مثل هذا لا ينقض التوكل لان الله سبحانه و تعالى فرض علينا فرائض والفقير لا يكون عليه إلا ثوب واحد فربما يتخرق ثوبه فإذا لم يكن معه إبرة وخيوط تبدو عورته فتفسد عليه صلاته، وإذا لم يكن معه ركوة تفسد عليه طهارته، وإذا رأيت الفقير بلا ركوة ولا إبرة ولا خيوط فاتهمه في صلاته.
كان من عادة إبراهيم الخوّاص أن يخوض مع المريد في كل رياضة كان يأمره بها كيلا يخطر بباله أن الشيخ يأمره بما لم يفعل فينفره ذلك من رياضته.
من حكمه وتوجيهاته رضي الله عنه وأرضاه:
دواء القلب خمسة أشياء:
* قراءة القرآن بالتدبر
* وخلاء البطن
* و قيام الليل
* و التضرع عند السحر
* و مجالسة الصالحين.
ليس العالم بكثرة الرواية, إنما العالم من اتبع العلم واستعمله, واقتدى بالسنن وإن كان قليل العلم.
من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه، والإنسان في خلقه أحسن منه في جديد غيره، والهالك حقاً من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل.
الصبر هو الثبات مع الله سبحانه وتعالى وتلقي بلائه بالرحب والدعة.
المراعاة تورث المراقبة والمراقبة تورث خلوص السر والعلانية لله سبحانه وتعالى.
لا يحسن هذا العلم إلا لمن يعبر عن وجده وينطق به فعله.
العلم كله في كلمتين :"لا تتكلف ما كفيت ولا تضيع ما استكفيت." (2)
المراقبة خلوص السرّ والعلانية لله عزّ وجل من الداخل ومن الخارج.
من صح توكله في نفسه صح توكله في غيره.
الفقر: هو ترك الشكوى و إظهار اثر البلوى.
المحبة هي محو الإرادات وإحراق جميع الصفات والحاجات وإغراق نفسه في بحر الإشارات.
العافية أربعة أشياء: دين بلا بدعة، وعمل بلا آفة، وقلب بلا شغل، ونفس بلا شهوة.
من لم يصبر لم يظفر وإنّ لإبليس وثاقين ما أوثق بنو آدم بأوثق منهما: خوف الفقر والطّمع.
المراقبة : خلوص السر و العلانية لله عز وجل.
أول الذنب الخطوة فإن تداركها صاحبها بالكراهية وإلا صارت وسوسة، فإن تداركها بالمجاهدة وإلا هاج منها الشهوة مع طلب الهوى فتصد العقل والعلم والبيان.
الصوفي اشتق إسمه من الصفاء فصفا ونأى.
الوارد ما يرد على القلوب بعد البادي فيستغرقها, والوارد له فعل وليس للبادي فعل, لأن البوادي بدايات الواردات.
الصادق لا تراه إلا في فرض يؤديه أو فضل يعمل فيه.
على قدر إعزاز المرء لأمر الله يلبسه الله من عزه و يقيم العز في قلوب المؤمنين.
سئل عن التوكل فأطرق ساعة ثم قال: إذا كان المعطي هو المانع فمن يعطي.
{ وتوكّل على العزيز الرّحيم * الّذي يراك حين تقوم * وتقلّبك في السّاجدين } ( سورة الشعراء ,آية 217, 218, 219 ) ما ينبغي للعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير الله ومن تعلق بغير الله أو سكن إلى علمه وعقله ودوائه وتمائمه واعتمد على حوله وقوته وكله الله إلى ذلك وخذله.
إن الله يحب ثلاثاً ويبغض ثلاثاً، فأما ما يحب: فقلة الكلام وقلة النوم وقلة الأكل، وأما ما يبغض: فكثرة الكلام وكثرة الأكل وكثرة النوم.
على قدر إعزاز المؤمن لأمر اللّه يلبسه اللّه من عزّه ويقيم له العزّ في قلوب المؤمنين فذلك قوله تعالى:{وللّه العزّة ولرسوله وللمؤمنين} (سورة المنافقون,آية 11).
عقوبة القلب أشدّ العقوبات ومقامها أعلى المقامات وكرامتها أفضل الكرامات، وذكرها أشرف الأذكار، بذكرها تستجلب الأنوار عليها وقع الخطاب وهي المخصوصة بالتّنبيه والعتاب.
الحركة للمريدين طهارةٌ ولسائر النّاس إباحةٌ وللمخصوصين عقوبةٌ لهم إذا مالوا إلى ما فيه الحظّ لأنفسهم لأنّ الأسباب إنّما تبطئ على العارفين وتمتنع عن الحركة إليهم لما فيهم من الحركة إليها فإذا فنيت آثارها تحرّكت إليهم وأقبل الملك بكلّيّته عليهم، وكفى بالثّقة باللّه مع صدق الانقطاع إليه حياطةً من العبد لنفسه وأهله وولده، وكلّ مريدٍ يتوجّه إلى اللّه وهموم الأرزاق قائمةٌ في قلبه فإنّه لا يفلح ولاينفذ في توجّهه.
علامة حقيقة المعرفة بالقلب خلع الحول والقوّة وترك التّملّك مع اللّه في شيءٍ من ملكه، ودوام حضور القلب بالحياء من اللّه، وشدّة انكسار القلب من هيبة اللّه، فهذه الأحوال دلائل المعارف والحقيقة فمن لم يكن على هذه الأحوال فإنّما هو على الأسماء والصّفات
التّوكّل على ثلاث درجاتٍ: على الصّبر والرّضا والمحبّة لأنّه إذا توكّل وجب عليه أن يصبر على توكّله بتوكّله لمن توكّل عليه وإذا صبر وجب عليه أن يرضى بجميع ما حكم عليه وإذا رضي وجب عليه أن يكون محبًّا لكلّ ما فعل به موافقةً له.
علم العبد بقرب قيام اللّه على العبد يوحشه من الخلق ويقيم له شاهد الأنس باللّه، وعلم العبد بأنّ الخلق مسلّطون مأمورون يزيل عنه خوفهم ويقيم في قلبه خوف المسلّط لهم.
قرأت في التوراة: "ويح ابن آدم ! يذنب الذنب ويستغفرني فأغفر له, ثم يعود ويستغفرني فأغفر له, ويحه ! لا هو يترك الذنب ولا هو ييأس من رحمتي. أشهدكم يا ملائكتي إني قد غفرت له".
من صفة الفقير أن تكون أوقاته مستويةً في الانبساط لفقره صائنًا له محتاطًا لا تظهر عليه فاقةٌ ولا تبدو منه حاجةٌ، أقلّ أخلاقه الصّبر والقناعة راحته في القلّة، وتعذيبه في الكثرة، مستوحشٌ من الرّفاهات متنعّمٌ بالخشونات، فهو بضدّ ما فيه الخليقة يرى ما هو عليه معتمده، وإليه مستراحه ليس له وقتٌ معلومٌ، ولا سببٌ معروفٌ فلا تراه إلا مسرورًا بفقره فرحًا بضرّه مؤنته على نفسه ثقيلةٌ وعلى غيره خفيفةٌ، يعزّ الفقر ويعظّمه ويخفيه بجهده ويكتمه حتّى عن أشكاله يستره، قد عظمت من اللّه تعالى عليه فيه المنّة وجلّ قدرها في قلبه من نعمةٍ فليس يريد بما اختار اللّه له بدلا ولا يبغي عنه حولا.
* فمن نعوتهم (الفقراء) اثنتا عشرة خصلةً :
-أنّهم كانوا بوعد اللّه مطمئنّين
-من الخلق آيسين
-عداوتهم للشّياطين
-كانوا من حيث الحقّ في الأشياء خارجين
-كانوا على الخلق مشفقين
-كانوا لأذى النّاس محتملين
-كانوا لمواضع العداوة لا يدعون النّصيحة لجميع المسلمين
-كانوا في مواطن الحقّ متواضعين
-كانوا بمعرفة اللّه مشتغلين-كانوا الدّهر على طهارةٍ
-كان الفقر رأس مالهم
-كانوا في الرّضا فيما قلّ أو كثر وأحبّوا أو كرهوا عن اللّه واحدًا.
فهذه جملةٌ من صفاتهم يقصر وصف الواصفين عن أسبابهم.
لا يصحّ الفقر للفقير حتّى تكون فيه خصلتان:
* إحداهما الثّقة باللّه
* الشّكر للّه فيما زوي عنه ممّا ابتلى به غيره من الدّنيا
أربع خصالٍ عزيزةٌ:
* عالمٌ مستعملٌ لعلمه
* وعارفٌ ينطق عن حقيقة فعله
* ورجلٌ قائمٌ للّه بلا سببٍ
* ومريدٌ ذاهبٌ عن الطّمع
الحكمة تنزل من السّماء فلا تسكن قلبًا فيه أربعةٌ:
* الرّكون إلى الدّنيا
* وهمّ غدٍ
* وحبّ الفضول
* وحسد أخٍ
ولا يكمل الفقير حتّى يكون نظر اللّه له في المنع أفضل من نظره له في العطاء، وعلامة صدقه في ذلك أن يجد للمنع من الحلاوة ما لا يجد للعطاء، لا يعرفه غير بارئه الّذي خصّه بمعرفته وأياديه فهو لا يرى سوى مليكه ولا يملك إلا ما كان من تمليكه فكلّ شيءٍ له تابعٌ وكلّ شيءٍ له خاضعٌ".
من أراد اللّه للّه بدّل له نفسه وأدناه من قربه ومن أراده لنفسه أشبعه من جنانه وأرواه من رضوانه:
عليلٌ ليس يبرئه الدّواء طويل الضّرّ يفنيه الشّفاء
سرائره بوادٍ ليس تبدو خفيّاتٌ إذا برح الخفاء
قال إبراهيم الخواص: سمعت بضعة عشر من مشايخ الصنعة أهل الورع والدين والتمييز وترك الطمع, كلهم مجمعون على أن القصص في الأصل بدعة ونعمت البدعة, هي الرحمة تنزل في مجالسهم والدموع تذرف من بركة ألفاظهم وتنفر القلوب عن المعاصي بتخويفهم.
الفقير يعمل على الإخلاص وجلاء القلب وحضوره للعمل، والغنيّ يعمل على كثرة الوساوس وتفرقة القلب في مواضع الأعمال، والفقير ضعّف بدنه في العمل قوّة معرفته وصحّة توكّله، والفقير يعمل على إدراك حقيقة الإيمان وبلوغ ذروته، والغنيّ يعمل على نقصانٍ في إيمانه وضعفٍ من معرفته، والفقير يفتخر باللّه عزّ وجلّ ويصول به والغنيّ يفتخر بالمال ويصول بالدّنيا، والفقير يذهب حيث شاء، والغنيّ مقيّدٌ مع ماله، والفقير يكره إقبال الدّنيا، والغنيّ يحبّ إقبالها، والفقير فوق ما يقول والغنيّ دون ما يقول، والنّاس رجلان رجلٌ وعبدٌ، فالرّجل مهمومٌ بتدبير نفسه متعوبٌ بالسّعي في مصلحته والعبد طرح نفسه في ظلّ الرّبوبيّة وكان من حيث العبوديّة وعلى قدر حسن قبول العبد عن اللّه تكون معونة اللّه له، والمتوكّلون الواثقون بضمانه غابوا عن الأوهام وعيون النّاظرين، فعظم خطر ما أوصلهم إليه وجلّ قدر ما حملهم عليه وعظمت منزلتهم لديه، فيا طيب عيشٍ لو عقل، ويا لذّة وصلٍ لو كشف، ويا رفعة قدرٍ لو وصف.
قال: والعارف باللّه يحمله اللّه بمعرفته، وسائر النّاس تحملهم بطونهم ومن نظر الأشياء بعين الفناء كانت راحته في مفارقتها، ولم يأخذ منها إلا لوقته.
قال: والرّزق ليس فيه توكّلٌ إنّما فيه صبرٌ حتّى يأتي اللّه به في وقته الّذي وعد وإنّما يقوى صبر العبد على قدر معرفته بما صبر له أو لمن صبر عليه، والصّبر ينال بالمعرفة وعلى الصّابر حمل مؤونة الصّبر حتّى يستحقّ ثواب الصّابرين ؛ لأنّ اللّه تعالى جعل الجزاء بعد الصّبر قال اللّه تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلماتٍ فأتمّهنّ قال إنّي جاعلك للنّاس إمامًا} (سورة البقرة، آية 124 ) فالجزاء إنّما وقع له عليه السّلام بعد ما أتمّ حمل البلوى".
ما كانت زندقة ولا كفر ولا بدعة ولا جرأة في الدين إلا من قبل الكلام والجدل والمراء والعجب وكيف يجترئ الرجل على الجدال والمراء والله يقول: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}, (سورة غافر, آية85 ).
ما روي عنه من لطائف:
يحكى عن أبي إسحاق، لطائف من صنع اللّه للمتحقّقين المخلصين في التّوكّل اقتصرنا منها على ما وجدناه، ومن وثق باللّه وسكن إلى ضمانه فيما ضمن من الكفاية فالألطاف عنه لا تنقطع، وموادّ إنعامه عليه غير ممتنعٍ.
قال أبا بكرٍ الحربيّ: قلت لإبراهيم الخوّاص: حدّثني بأحسن، شيءٍ مرّ عليك فقال: " خرجت من مكّة عن طريق الجادّة، واعتقدت فيما بيني وبين اللّه تعالى ألا أذوق شيئًا أو أنظر إلى القادسيّة فلمّا صرت بالرّبذة إذ أنا بأعرابيٍّ يعدو وبيده السّيف مسلولٌ وبيده الأخرى قعب لبنٍ فصاح بي: يا إنسان، فلم ألتفت إليه فلحقني فقال: اشرب هذا وإلا ضربت عنقك، فقلت: هذا شيءٌ ليس لي فيه شيءٌ فأخذت فشربته فلا واللّه ما عارضني شيءٌ بعد ذلك إلى أن بلغت القادسيّة.
قال همّام بن الحارث قال: سمعت إبراهيم الخوّاص، يقول: ركبت البحر وكان معي في المركب رجلٌ يهوديٌّ فتأمّلته أيّامًا كثيرةً لا أراه يذوق شيئًا ولا يتحرّك ولا ينزعج من مكانه ولا يتطهّر ولا يشتغل بشيءٍ وهو ملتفٌّ بعباءٍ مطروحٌ في زاويةٍ ولا يفاتح أحدًا ولا ينطق فسألته وكلّمته فوجدته مجرّدًا متوكّلا يتكلّم فيه بأحسن كلامٍ ويأتي بأكمل بيانٍ، فلمّا أنس بي وسكن إليّ قال لي: يا أبا إسحاق، إن كنت صادقًا فيما تدّعيه فالبحر بيننا حتّى نعبر إلى السّاحل وكنّا في اللّجج فقلت في نفسي: وأذلاه إن تأخّرت عن هذا الكافر فقلت له: قم بنا فما كان بأسرع بأن زجّ بنفسه في البحر ورميت بنفسي خلفه فعبرنا جميعًا إلى السّاحل فلمّا خرجنا قال: يا إبراهيم، نصطحب على شريطة ألا نأوي المساجد ولا البيع ولا الكنائس ولا العمران فنعرف فقلت: لك ذلك حتّى أتينا مدينةً فأقمنا على مزبلةٍ ثلاثة أيّامٍ فلمّا كان يوم الثّالث أتاه كلبٌ في فمه رغيفان فطرحهما بين يديه وانصرف فأكل ولم يقل لي شيئًا ثمّ أتاني شابٌّ ظريفٌ نظيفٌ حسن الوجه والبزّة طيّب الرّائحة ومعه طعامٌ نظيفٌ في منديلٍ فوضعه بين يديّ وقال لي: كل وغاب عنّي فلم أر له أثرًا فقلت لليهوديّ: هلمّ، فلم يفعل ثمّ أسلم وقال لي: يا إبراهيم، أصلنا صحيحٌ إلا أنّ الّذي لكم أحسن وأصلح وأظرف، وحسن إسلامه وصار أحد أصحابنا المتحقّقين بالتّصوّف.
سأل يوماً: ما أعجب ما رأيت في البادية يا أبا إسحاق؟ قال: كنت ليلة من الليالي في البادية فنمت على حجر, فإذا بشيطان قد جاء وقال: قم من هنا. فقلت: اذهب. فقال: إني أرفسك فتهلك. فقلت: افعل ما تشاء. فرفسني فوقعت رجله عليّ كأنها خرقة. فقال: أنت وليّ الله, من أنت؟ قلت: إبراهيم الخوّاص. قال: صدقت, ثم قال: يا إبراهيم, معي حلال وحرام, فأما الحلال فرمّان من الجبل الفلاني, وأمّا الحرام فحيتان, مررت على صيّادين, فتخاونا, فأخذت الخيانة, فكل أنت الحلال ودع الحرام.
بينما أنا أسير في البادية وإذا بهاتف يهتف فالتفت إليه فإذا أعرابي يسير فقال لي: يا إبراهيم التوكل عندنا حتى يصح توكلك ألم تعلم أن رجاءك لدخول بلد فيه أطعمة يحملك قطع رجاءك عن البلدان وتوكل.
قال الحسين بن منصور لإبراهيم الخواص: ماذا صنعت في هذه الأصفار وقطع هذه القفار؟ قال: بقيت في التوكل أصحح نفسي عليه. فقال الحسين: أفنيت عمرك في عمران باطنك فأين الفناء في التوحيد.
كنت في طريق مكة فرأيت شيخا وحشيا فقلت: جني أو إنسي فقال: جني فقلت إلى أين؟ فقال: إلى مكة فقلت: بلا زاد؟ فقال: نعم فينا أيضاً من يسافر على التوكل فقلت: إيش التوكل؟ فقال: الأخذ من الله تعالى.
رأيت في طريق الشام شابا حدثا حسن المراعاة، فقال لي: هل لك في الصحبة، فقلت: إني أجوع، فقال: إن جعت جعت معك، فبقينا أربعة أيام ففتح علينا بشيء، فقلت: هلم، فقال: اعتقدت أني لا آخذ بواسطة فقلت: يا غلام دققت، فقال: يا إبراهيم لا تتبهرج، فإن الناقد بصير مالك والتوكل ثم قال: أقل التوكل أن ترد عليك موارد الفاقات فلا تسمو نفسك إلا إلى من إليه الكفايات وقيل: التوكل نفي الشكوك والتفويض إلى ملك الملوك.
تاه بعض أصحابنا أياما كثيرة في البادية, فوقع على عمارة بعد أيام, فنظر إلى جارية تغتسل في عين ماء فلما رأته تجللت بشعرها وقالت له: إليك عني يا إنسان, فقال لها: كيف أذهب عنك, والكل مني مشغول بك؟ فقالت له: في العين الأخرى جارية أحسن مني, فهل رأيتها؟ فالتفت إلى خلفه, فقالت له: ما أحسن الصدق وأقبح الكذب ! زعمت أن الكل منك مشغول بناو وأنت تلتفت إلى غيرنا. ثم التفت فلم ير أحدا.
كنت في جبل اللُّكام فرأيت رماناً فاشتهيته، فأخذت منه واحدة فشققتها فوجدتها حامضة، فمضيت وتركت الرمان ، فرأيت رجلاً مطروحاً قد اجتمعت عليه الزنابير فقلت : السلام عليك ، فقال لي: وعليك السلام يا إبراهيم. فقلت : من أين عرفتني؟
فقال: من عرف الله لا يخفى عليه شي. فقلت : أرى لك مع الله حالا فهلا سألته أن ينجيك من هذه الزنابير ؟ فقال: وإني أرى لك مع الله حالا ، فهلا سألته أن ينجيك من شهوة الرمان ؟ فإن الرمان يجد الإنسان ألمه في الآخرة، ولذع الزنابير يجد ألمه في الدنيا ، ولذع الزنابير على النفوس، ولذع الشهوات على القلوب. فمضيت وتركته.
يروى أن إبراهيم الخوّاص سمع يوما صوت لهو ومجون وعبث ينبعث من احد البيوت فهمّ بنصح أهله فتوجه إليه وإذا بكلب شرس يعترضه فعاد من حيث أتى وهو مطأطئ الرأس و دخل المسجد و صلى ثم خرج و عاود المحاولة بعدها فلم يجد للكلب أثرا. فلما اقترب من باب البيت خرج إليه شاب مشرق الوجه مبتسما وهو يرحب به معتذرا: لو أرسلت في طلبي لأتيتك ولك عليّ عهد الله إلا أعود لما يزعجك أبدا ووفى الشاب بعهده.
ولما سئل إبراهيم:ما منعك من الدخول أول مرّة؟ قال: لو كانت نيتي في المرة الأولى خالصة لما اعترضني شيء فكان عليّ أن أصححها ففعلت واستغفرت ربي فوفّقت لما أريد.
لقيت غلاما في التيه (اسم مكان) كأنه سبيكة فضة, فقلت: إلى أين يا غلام؟ فقال: إلى مكة حرسها الله, فقلت: هل تسير بلا زاد ولا راحلة ولا نفقة ؟ فقال لي: يا ضعيف اليقين ,الذي يقدر على حفظ السموات والأرض ,ألا يقدر أن يوصلني إلى مكة المكرمة بلا علاقة؟ قال: فلما دخلت مكة المكرمة حرسها الله فإذا أنا به في الطواف.
ويحكى عن المزن الكبير (ت328هـ) أنه كان في سفره مع إبراهيم الخوّاص فإذا عقرب يسعى على فخذه، فقام ليقتله فمنعه إبراهيم الخواص قائلا: "دع كل شيء مفتقر إلينا ولسنا مفتقرين إلى شي ء".
وقال ممشاذ الدينوري: كنت يوماً في مسجدي بين النائم واليقضان, فسمعت هاتفاً يهتف: إن أردت أن تلقى وليًّا من الأولياء فامضي إلى تلّ التوبة. قال: فقمت وخرجت, فإذا أنا بثلج عظيم, فذهبت إلى تلّ التوبة, فإذا إنسان قاعد مربع على رأس التلّ وحوله خالٍ من الثلج قدر موضع خيمةٍ, فتقدمت إليه, فإذا هو إبراهيم الخوّاص, فسلّمت عليه وجلست إليه, فقلت: بماذا نلت هذه المنزلة؟ فقال: بخدمة الفقراء.
يقول عبد الله بن علي: سمعت منصور بن أحمد الحربي يقول: حكا لنا ابن أبي شيخ قال: سمعت عمر بن سنان يقول: اجتاز بنا إبراهيم الخواص فقلنا له: حدثنا بأعجب ما رأيته من أسفار فقال: لقيني الخضر عليه السلام فسألني الصحبة فخفت أن يفسد على توكلي بسكوني إليه ففارقته. وفي رواية أخرى: كنت في تيه بني إسرائيل فإذا رجل يماشيني فتعجبت منه وألهمت انه الخضر عليه السلام فقلت له: بحق الحق من أنت؟ قال: أخوك الخضر فقلت:أريد أن أسالك قال:سل قلت: ما تقول في الشافعي؟ قال هو من الأوتاد قلت فما تقول في احمد بن حبل إمام السنة؟ قال هو رجل صدّيق قلت : فما تقول في بشر بن الحارث؟ قال: رجل لم يخلق بعده مثله قلت: فبأي وسيلة رأيتك؟ قال: ببرّك أمك (فسألني الصحبة فخفت أن يفسد على توكلي بسكوني إليه ففارقته.)
يقول إبراهيم الخواص: طلبت المعاش لأكل الحلال ,فاصطدت السمك ,و ذات يوم وقعت في الشبكة سمكة فأخرجتها و طرحت الشبكة في الماء فوقعت فيها سمكة أخرى فرميت بها ثم عدت ,فهتف بي هاتف: لم تجد معاشاً إلا أن تأتي من يذكرنا فتقتلهم ,قال: فكسرت القصبة و تركت الصيد.
قال النّسّاج: قال لي إبراهيم الخوّاص: عطشت عطشًا شديدًا بالحاجز فسقطت من شدّة العطش فإذا أنا بماءٍ، قد سقط على وجهي وجدت برده على فؤادي ففتحت عيني فإذا أنا برجلٍ ما رأيت أحسن منه قطّ على فرسٍ أشهب عليه ثيابٌ خضرٌ وعمامةٌ صفراء وبيده قدحٌ أظنّه قال من ذهبٍ أو من جوهرٍ فسقاني منه شربةً وقال لي: ارتدف خلفي فارتدفت فلم يبرح من مكانه حتّى قال لي: ما ترى ؟ قلت: المدينة، قال: انزل واقرأ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم السّلام وقل له: أخوك رضوانٌ يقرأ عليك السّلام.
يروى عن حذيفة المرعشي: وكان قد خدم إبراهيم الخواص وصحبه مدة, فقيل له ما أعجب ما رأيت منه؟ فقال: بقينا في طريق مكة أياما لم نأكل طعاما, فدخلنا الكوفة فأوينا إلى مسجد فنظر إلي إبراهيم وقال: يا حذيفة أرى بك أثر الجوع, فقلت: هو كما ترى. فقال: علي بدواة وقرطاس, فأحضرتهما إليه فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم, أنت المقصود بكل حال, والمشار إليه بكل معنى, ثم كتب:
أنا حامد أنا شاكر أنا ذاكر أنا جائع أنا ضائع أنا عاري
هي ستة وأنا الضمين لنصفها فكن الضمين لنصفها يا باري
مدحي لغيرك لهب نار خضتها فأجر عبيدك من لهيب النار
قال حذيفة: ثم دفع إلي الرقعة وقال: أخرج بها ولا تعلق قلبك بغير الله تعالي ,وادفعها إلى أول من يلقاك. فخرجت فأول من لقيني رجل على بغلة فناولته الرقعة فأخذها وقرأها وبكى, وقال: ما فعل بصاحب هذه الرقعة ؟ قلت: هو في المسجد الفلاني. فدفع إلي صرة فيها ستمائة درهم, فأخذتها ومضيت فوجدت رجلا فسألته: من هذا الراكب علي البغلة ؟ فقال: هو رجل نصراني, قال: فجئت إبراهيم وأخبرته بالقصة, فقال: لا تمس الدراهم فإن صاحبها يأتي الساعة ,فلما كان بعد الساعة, أقبل النصراني راكبا علي بغلته, فترجل على باب المسجد ودخل فأكب على إبراهيم يقبل رأسه ويديه ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله, قال: فبكي إبراهيم الخواص فرحا وسرورا, وقال: الحمد لله الذي هداك للإسلام وشريعة محمد عليه أفضل الصلاة و السلام.
عن حامد الأسود صاحب إبراهيم الخواص قال: كان إبراهيم إذا أراد سفراً لم يحدث به أحداً ولم يذكره وإنما يأخذ ركوته ويمشي. فبينما نحن معه في مسجده تناول ركوته ومشى فاتبعته فلم يكلمني حتى وافينا الكوفة فأقام بها يومه وليلته ثم خرج نحو القادسية فلما وافاها قال لي: يا حامد! إلى أين؟ قلت: يا سيدي! خرجت بخروجك قال: أنا أريد مكة إن شاء الله! قلت وأنا إن شاء الله أريد مكة. فمشينا يومنا وليلتنا فلما كان بعد أيام إذا شاب قد انضم إلينا في بعض الطريق فمشى يوماً وليلة لا يسجد لله عز وجل سجدة, فعرفت إبراهيم وقلت: إن هذا الغلام لا يصلي!! فجلس وقال له: يا غلام! مالك لا تصلي والصلاة أوجب عليك من الحج؟! فقال: يا شيخ! ما عليّ صلاة!! قال: ألست برجل مسلم؟ قال: لا!! قال: أي شيء أنت؟ قال: نصراني، ولكن إشارتي في النصرانية إلى التوكل, وادّعت نفسي أنها قد أحكمت حال التوكل فلم أصدقها فيما ادّعت حتى أخرجتها إلى هذه الفلاة التي ليس فيها موجود غير المعبود، أثير ساكني، وأمتحن خاطري!! فقام إبراهيم ومشى، وقال: دعه يكون معك. فلم يزل يسايرنا إلى أن وافينا بطن مرّ, فقام إبراهيم ونزع خلقانه، وطهرها بالماء ،ثم جلس وقال له: ما اسمك؟ قال: عبد المسيح! فقال: يا عبد المسيح! هذا دهليز مكة ،وقد حرم الله على أمثالك الدخول إليه وقرأ: {إنّما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هٰذا} (سورة التوبة, آية 28 ) والذي أردت أن تستكشف من نفسك فقد بان لك، فاحذر أن تدخل مكة! فإن رأيناك بمكة أنكرنا عليك. قال حامد: فتركناه ودخلنا مكة، وخرجنا إلى الموقف، فبينما نحن جلوس بعرفات إذا هو قد أقبل وعليه ثوبان وهو محرم يتصفح الوجوه، حتى وقف علينا فأكب على إبراهيم، يقبل رأسه فقال: له ما وراءك يا عبد المسيح؟ فقال: هيهات! أنا اليوم عبد من المسيح عبده! فقال له إبراهيم: حدثني حديثك. فقال: جلست مكاني حتى أقبلت قافلة الحاج فقمت وتنكرت في زي المسلمين كأني محرم, فساعة وقعت عيني على الكعبة اضمحل عندي كل دين سوى الإسلام فأسلمت واغتسلت وأحرمت وها أنا أطلبك يومي. فالتفت إلينا إبراهيم وقال: يا حامد: انظر إلى بركة الصدق في النصرانية كيف هداه إلى الإسلام. وصحبنا حتى مات رحمه الله.
حدث أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الشاهد المعروف بابن الطبري قال: حدثنا إبراهيم الخواص رحمه الله تعالى قال: ركبت البحر مع جماعة فكسر بنا المركب فنجوت وقوم على لوح من خشب المركب, فوقفنا على ساحل لا ندري في أي مكان هو فأقمنا فيه أياماً لا نجد ما نقتاته فأحسسنا بالموت وأيقنا بتلفنا من الجوع لا محالة, فقال بعضنا لبعض: تعالوا نجعل لله تعالى على أنفسنا أن ندع له شيئاً، فلعله أن يرحمنا فيخلصنا من هذه الشدة, فقال بعضنا: أصوم الدهر كله, وقال الآخر: أصلي كل يوم كذا وكذا ركعة, وقال بعضنا: أدع لذات الدنيا إلى أن قال كل واحد منهم شيئاً وأنا ساكت, فقالوا: قل أنت شيئاً, فلم يجر على لساني إلا أن قلت: أنا لا آكل لحم فيل ٍ أبداً, فقالوا: ما هذا القول في مثل هذا الحال , فقلت: والله لم أتعمد هذا ولكني منذ بدأتم فعاهدتم الله تعالى عليه وأنا أعرض على نفسي أشياء كثيرة فلا تطاوعني نفسي بتركها ولا خطر ببالي شيء أدعه لله تعالى ولا مر على قلبي غير الذي لفظت به وما أجري الله هذا على لساني إلا لأمر , فلما كان بعد ساعة قال أحدنا : لم لا نطوف هذه الأرض متفرقين فنطلب قوتاً فمن وجد شيئاً أنذر به الباقين، والموعد هذه الشجرة , قال: فتفرقنا في الطواف فوقع بعضنا على ولد فيل ٍ صغير فلوح بعضنا لبعض فاجتمعنا فأخذه أصحابنا واحتالوا فيه حتى شووه وقعدوا يأكلون, فقالوا لي: تقدم وكل معنا, فقلت: أنتم تعلمون أني منذ ساعة تركته لله عز وجل وما كنت لأرجع فيه ولا يراني الله عز وجل أنقض عهده ولو مت جوعاً فاعتزلتهم وأكل أصحابي, وأقبل الليل فأويت إلى أصل شجرة كنت أبيت عندها وتفرق أصحابي للنوم, فلم يكن إلا لحظة وإذا بفيل ٍ عظيم قد أقبل وهو ينعر والصحراء تتدكك بنعيره وشدة سعيه وهو يطلبنا, فقال بعضنا لبعض: قد حضر الأجل فتشهدوا فأخذنا في الاستغفار والتسبيح وطرح القوم نفوسهم على وجوههم, فجعل الفيل يقصد واحداً واحداً منهم فيشتممه من أول جسده إلى آخره فإذا لم يبق منه موضعاً إلا شمه برك عليه ففسخه, فإذا علم انه قد تلف قصد إلى آخر ففعل به مثل فعله بالأول إلى أن لم يبق غيري وأنا جالس منتصب أشاهد ما جرى وأستغفر الله عز وجل وأسبح, فقصدني الفيل فحين قرب مني رميت بنفسي على ظهري ففعل بي من الشم كما فعل بأصحابي ثم عاد فشمني دفعتين أو ثلاثاً ولم يكن فعل ذلك بأحد منهم غيري وروحي في خلال ذلك تكاد تخرج فزعاً, ثم لف خرطومه علي وشالني في الهواء فظننته يريد قتلي برضخي بالأرض فجهرت بالاستغفار صائحًا, فجعلني فوق ظهره فانتصبت جالساً واجتهدت في حفظ نفسي بموضعي, وانطلق الفيل، يهرول تارة ويسعى تارة وأنا تارة أحمد الله تعالى على تأخير الأجل وأطمع في الحياة وتارة أتوقع أن يثور بي فيقتلني فأعاود الاستغفار والتشهد وأنا أقاسي في خلال ذلك من الألم والجزع أمراً عظيماً لشدة سعي الفيل, فلم أزل على ذلك إلى أن طلع الفجر وانتشر ضوءه فإذا به قد لف خرطومه علي, فقلت: قد دنا الأجل وحضر الموت وأكثرت من الاستغفار والتشهد, فإذا به قد أنزلني عن ظهره برفق وتركني على الأرض ورجع إلى الطريق التي جاء منها وأنا لا أصدق, فلما غاب عني حتى لا أسمع له حساً خررت ساجداً لله تعالى فما رفعت رأسي حتى أحسست بالشمس, فإذا أنا على محجة عظيمة فمشيت نحو فرسخين فانتهيت إلى بلد كبير فدخلته, فعجب أهلها مني وسألوني عن قصتي فأخبرتهم واستطرفوا سلامتي, فأقمت عندهم حتى صلحت من تلك الشدة التي قاسيتها وتندى بدني ثم سرت عنهم مع التجار فركبت في مركب ورزقني الله السلامة إلى أن عدت إلى بلدي.
دخلت خربة في بعض الأسفار في طريق مكة بالليل فإذا فيها سبع عظيم فخفت، فهتف بي هاتف: اثبت فإن حولك سبعين ألف ملك يحفظونك.
مر إبراهيم الخوّاص بمصروع فأذن في أذنه فناداه الشيطان من جوفه دعني أقتله فإنه يقول القرآن مخلوق. (3)
روي عنه انه كان إذا دعي إلى دعوة فيها خبز باءت أمسك يده, وقال: هذا قد منع حق الله فيه, إذ بات ولم يخرج من يومه.
من شعره رضي الله عنه وأرضاه:
قال محمّد بن عبد اللّه: سمعت إبراهيم الخوّاص، وقد سأله بعض أصحابنا وهو يتأوّه: ما هذا التّأوّه ؟ فقال: " أوّه كيف يفلح من يسرّه ما يضرّه ؟ ثمّ أنشأ يقول:
تعوّدت مسّ الضرّ حتى ألفته وأسلمني حبّ العراء إلى الصّبر (4)
وقطّعت أيامي من الناس آيساً لعلمي بصنع الله من حيث لا أدري
قال جعفر بن محمد: بتّ ليلة معه, فانتبهت فإذا هو يناجي إلى الصباح, وينشد ويقول:
برح الخفاء وفي التلاقي راحةٌ هل يشتفي خلٌّ بغير خليله (5)
عليلٌ ليس يبريه الدواء طويل الصبر يضنيه الشقاء
سرائره بوادٍ ليس تبدو خفيّات إذا برح الخفاء
صبرت على بعض الأذى خوف كلهودافعت عن نفسي لنفسي فعزت
وجرعتها المكروه حتى تدربت ولو جرعته جملة لاشمأزت
ألا رب ذل ساق للنفس عزة ويا رب نفس بالتذلل عزت
إذا ما مددت الكف ألتمس الغنى إلى غير من قال : "اسألوني" فشُلَّت
سأصبر جهدي إن في الصبر عزة وأرضى بدنيائي ، وإن هي قلت
معطّلةٌ أجسامهم لا عيونهم ترى ما عليهم من قضاياه قد يجري
جوارحهم عن كلّ لهوٍ وزينةٍ محجبةٌ ما أن تمرّ إلى أمر
فهم أمناء اللّه في أهل أرضه ملوككرامٌ في البراري وفي البحر
رءوسهم مكشوفةٌ في بلادهم وهم بصواب الأمر أسبابهم تجري
عدولٌ ثقاتٌ في جميع صفاتهم أرقّ عباد اللّه مع صحّة السّرّ
هنيئًا لمغبوطٍ يصول بسيّدٍ يعادل قرب الأمر والبعد في الفكر
فيا زلفةً للعبد عند مليكه فصار كمن في المهد ربّي وفي الحجر
ويا حسرة المحجوب عن قدر ربّه بأدناسه في نفسه وهو لا يدري
أنا حامد أنا شاكر أنا ذاكر أنا جائع أنا ضائع أنا عاري
هي ستة وأنا الضمين لنصفها فكن الضمين لنصفها يا باري
مدحي لغيرك لهب نار خضتها فأجر عبيدك من لهيب النار
وفاته رضي الله عنه وأرضاه:
كان إبراهيم الخواص يكثر البكاء أواخر عمره ويقول: يا رب قد كبرت وقد ضعف جسمي وقلت عبادتي فأعتقني بفضلك من النار فإني لا أقدر على أن أمكث فيها لحظة. مرض رضي الله عنه وأرضاه بالري في الجامع وكان به علة القيام فكان إذا قام يدخل الماء ويغتسل ويعود إلى المسجد فركع ركعتين فدخل مرة الماء ليغتسل فخرجت روحه وهو في وسط الماء (بالري) سنة 291 هـ/904م. وموقع قبره ببغداد, الكرخ, داخل ضريح الشيخ الجنيد (والله أعلم).
الهوامش:
(1) هذه الصورة لمقام الخواص غرب دير غسانة وهو مقام قديم يعود إلى إبراهيم الخواص وكان له موسم خاص يحتفل به أهالي المنطقة ويشرف على قسم كبير من الساحل الفلسطيني بمواجهة مدينة يافا.
(2) فقوله لا تتكلف ما كفيت هو القسم الأول المذموم وقوله ولا تضيع ما استكفيت هو القسم الثاني المطلوب.
(3) هذه الحكاية موافقة لأصول السنة وقد ذكروا نحوها حكايات واعترض في ذلك الغزالي وغيره بأن هذا الاستدلال بكلام الشياطين في أصول الدين وذكر عن الإمام أحمد في ذلك حكاية باطلة ذكرها في المنخول فقال رب رجل يعتقد الشئ دليلا وليس بدليل كما يذكر وجواب هذا أن الجن فيهم المؤمن والكافر كما دل على ذلك القرآن ويعرف ذلك بحال المصروع ويعرف بأسباب قد يقضي بها أهل المعرفة فإذا عرف ان الجني من أهل الإيمان كان هذا مثل ما قصه الله في القرآن من إيمان الجن بالقرآن وكما في السيرة من أخبار الهواتف وإبراهيم الخواص من أكبر الرجال الذين لهم خوارق فله علمه بأن هذا الجني من المؤمنين لما ذكر هذه الحكاية على سبيل الذم لمن يقول بخلق القرآن.
(4) وفي حلية الأولياء: وأحوجني طول البلاء إلى الصبر.
(5) وفي حلية الأولياء: أخبرني محمّد بن نصيرٍ، في كتابه، وأخبرني عنه أبو الفضل الطّوسيّ قال: بتّ ليلةً مع إبراهيم فانتبهت فإذا هو يناجي إلى الصّباح وهو يقول.
المصادر:
حلية الأولياء
طبقات الأولياء لابن الملقن المصري.
كتاب "التوابين" لابن قدامة رحمه الله
الرسالة القشيرية
إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي
ربيع الأبرار للزمخشري
الفرج بعد الشدة للقاضي المحسن بن على التنوخي أنّهم كانوا بوعد اللّه مطمئنّين من الخلق آيسين عداوتهم للشّياطين كانوا من حيث الحقّ في الأشياء خارجين كانوا على الخلق مشفقين كانوا لأذى النّاس محتملين كانوا لمواضع العداوة لا يدعون النّصيحة لجميع المسلمين كانوا في مواطن الحقّ متواضعين كانوا بمعرفة اللّه مشتغلين كانوا الدّهر على طهارةٍ كان الفقر رأس مالهم كانوا في الرّضا فيما قلّ أو كثر وأحبّوا أو كرهوا عن اللّه واحدًا.
الشيخ الزاهد إبراهيم بن إسمعيل المعروف بالخوّاص البغدادي، المتوفى بالرَّي سنة أربع وثمانين ومائتين أو تسعين (يعني أو تسعين ومائتين).
كان من أقران الجُنيد، له شأن عظيم في التصوف والتوكل، صحب أبا عبد الله المغربي وغيره وطاف البلاد.
قال الجنيد يوم وفاته: طُوي بساط التوكل بموته. وفي "شرح الرسالة" أن اسمه إبراهيم بن أحمد.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل ، أبي إسحاق الخواص من أهل سر من رأى ، وهو أحد شيوخ الصوفية مات سنة إحدى وتسعين ومائتين ، وتولى غسله ودفنه يوسف بن الحسين. قلت: ذكر غيره أنه مات سنة أربع وثمانين ومائتين. ينظر : تاريخ بغداد :/ 6 / 7 والاعلام :1/28 - له ملف
-طبقات الصوفية.