أبي عمرو محمد بن إبراهيم الزجاجي النيسأبوري

محمد بن إبراهيم الزجاجي النيسأبوري

تاريخ الوفاة348 هـ
مكان الولادةنيسابور - إيران
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • نيسابور - إيران
  • مكة المكرمة - الحجاز

نبذة

أبي عَمْرو مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الزجاجي النَّيْسَأبيرِيّ جاور بمكة سنين كثيرة وَمَاتَ بِهَا، صحب الجنيد وأبا عُثْمَان والنوري والخواص ورويما، مَات سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة، سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي رحمه اللَّه يَقُول: سمعت جدى أبا عَمْرو بْن نجيد يَقُول: سئل أبي عَمْرو الزجاجي مَا بالك تتغير عِنْدَ التكبيرة الأولى فِي الفرائض؟ فَقَالَ: لأني أخشي أَن أفتتح فريضتي بخلاف الصدق، فمن يَقُول: اللَّه أكبر وَفِي قلبه شَيْء أكبر منه أَوْ قَدْ كبر شَيْئًا سواه عَلَى مرور الأوقات فَقَدْ كذب نَفْسه عَلَى لسانه، وَقَالَ: من تكلم عَن حال لَمْ يصل إِلَيْهِ كَانَ كلامه فتنة لمن يسمعه، ودعوى تتولد فِي قلبه، وحرمه اللَّه الوصول إِلَى تلك الحال. وَقَدْ جاور بمكة سنين كثيرة لَمْ يتطهر فِي الحرم بَل كَانَ يخرج إِلَى الحل ويتطهر فِيهِ احتراما للحرم.

الترجمة

أبي عَمْرو مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الزجاجي النَّيْسَأبيرِيّ جاور بمكة سنين كثيرة وَمَاتَ بِهَا، صحب الجنيد وأبا عُثْمَان والنوري والخواص ورويما، مَات سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة، سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي رحمه اللَّه يَقُول: سمعت جدى أبا عَمْرو بْن نجيد يَقُول: سئل أبي عَمْرو الزجاجي مَا بالك تتغير عِنْدَ التكبيرة الأولى فِي الفرائض؟ فَقَالَ: لأني أخشي أَن أفتتح فريضتي بخلاف الصدق، فمن يَقُول: اللَّه أكبر وَفِي قلبه شَيْء أكبر منه أَوْ قَدْ كبر شَيْئًا سواه عَلَى مرور الأوقات فَقَدْ كذب نَفْسه عَلَى لسانه، وَقَالَ: من تكلم عَن حال لَمْ يصل إِلَيْهِ كَانَ كلامه فتنة لمن يسمعه، ودعوى تتولد فِي قلبه، وحرمه اللَّه الوصول إِلَى تلك الحال.
وَقَدْ جاور بمكة سنين كثيرة لَمْ يتطهر فِي الحرم بَل كَانَ يخرج إِلَى الحل ويتطهر فِيهِ احتراما للحرم.

الرسالة القشيرية.   لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
 

 

 

 

أبي عَمْرو الزجاجي واسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف ابْن مُحَمَّد
نيسأبيري الأَصْل صحب أَبَا عُثْمَان والجنيد والنوري ورويما وَإِبْرَاهِيم الْخَواص دخل مَكَّة وَأقَام بهَا وَصَارَ شيخها والمنظوم إِلَيْهِ فِيهَا حج قَرِيبا من سِتِّينَ حجَّة
سَمِعت جدي رَحمَه الله يَقُول كنت بِمَكَّة وَكَانَ بهَا الكتاني والنهرجوري والمرتعش وَغَيرهم من الْمَشَايِخ فَكَانُوا يعقدون حَلقَة وَصدر الْحلقَة لأبي عَمْرو وَإِذا تكلمُوا فِي شَيْء رَجَعَ جَمِيعهم إِلَى مَا يَقُول أبي عَمْرو
وَسمعت ابا عُثْمَان المغربي يَقُول كَانَ أبي عَمْرو من السالكين وآياته وفضائله أَكثر من أَن تحصى وتعد وَقيل إِنَّه لم يبل وَلم يتغوط فِي الْحرم أَرْبَعِينَ سنة وَهُوَ مُقيم بِهِ توفّي بِمَكَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا عَمْرو الزجاجي يَقُول الْمعرفَة على سِتَّة أوجه معرفَة الوحدانية وَمَعْرِفَة التَّعْظِيم وَمَعْرِفَة الْمِنَّة وَمَعْرِفَة الْقُدْرَة وَمَعْرِفَة الْأَزَل وَمَعْرِفَة الْأَسْرَار
سَمِعت جدي يَقُول سُئِلَ أبي عَمْرو الزجاجي مَا بالك تَتَغَيَّر عَن التَّكْبِيرَة الأولى فِي الْفَرَائِض فَقَالَ لِأَنِّي افْتتح فريضتي بِخِلَاف الصدْق فَمن يقل الله أكبر وَفِي قلبه شَيْء أكبر مِنْهُ أَو قد كبر شَيْئا سواهُ على مُرُور الْأَوْقَات كذب نَفسه على لِسَانه
قَالَ وَسمعت أَبَا عَمْرو الزجاجي يَقُول من تكلم على حَال لم يصل إِلَيْهِ كَانَ كَلَامه فتْنَة لمن يسمعهُ وَدَعوى تتولد فِي قلبه وَحرمه الله الْوُصُول إِلَى ذَلِك الْحَال وبلوغه
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَبَا عَمْرو يَقُول قسم الله الرَّحْمَة لمن اهتم بِأَمْر دينه
قَالَ وَسُئِلَ أبي عَمْرو عَن الحمية فَقَالَ الحمية فِي الْقُلُوب تَصْحِيح الْإِخْلَاص وملازمته وَالْحمية فِي النُّفُوس ترك الدَّعْوَى ومجانبتها
قَالَ وَسمعت أَبَا عَمْرو يَقُول الحمية ترك الشكوى من الْبلوى بل استلذاذ الْبلوى إِذْ الْكل مِنْهُ فَمن أسخطه وَارِد من محبوبه يبين عَلَيْهِ نُقْصَان محبته
قَالَ وَسُئِلَ أبي عَمْرو عَن السماع فَقَالَ مَا أدون حَال من يحْتَاج إِلَى مزعج يزعجه إِلَيْهِ السماع من ضعف الْحَال وَلَو قوي لاستغنى عَن السماع والأوتار
سَمِعت مَنْصُور بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَبَا عمر الزجاجي يَقُول من جاور بِالْحرم وَقَلبه مُتَعَلق بِشَيْء سوى الله تَعَالَى فقد أظهر خسارته
قَالَ وَسمعت أَبَا عَمْرو الزجاجي يَقُول من تشوف بِالْحرم رفقا من غير من جاوره بعده الله تَعَالَى عَن جواره ووكل بِقَلْبِه الشُّح وَأطلق لِسَانه بالشكوى وَمسح قلبه عَن المعارف وأظلمه عَن أنوار الْيَقِين ووكله إِلَى حوله وقوته ومقته عِنْد خلقه
قَالَ وَسمعت أَبَا عَمْرو الزجاجي يَقُول الضَّرُورَة مَا تمنع صَاحبهَا عَن القال والقيل وَالْخَبَر والاستخبار وتشغله بالاهتمام بوقته عَن التفرغ إِلَى أَوْقَات غَيره
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَبَا عَمْرو الزجاجي يَقُول كَانَ النَّاس فِي الْجَاهِلِيَّة يتبعُون مَا تستحسنه عُقُولهمْ وطبائعهم فجَاء النَّبِي ﷺ فردهم إِلَى الشَّرِيعَة والاتباع فالعقل الصَّحِيح هُوَ الَّذِي يستحسن محَاسِن الشَّرِيعَة ويستقبح مَا تستقبحه
سَمِعت أَبَا عبد الله الْكرْمَانِي يَقُول قَالَ رجل لأبي عَمْرو الزجاجي كَيفَ الطَّرِيق إِلَى الله تَعَالَى فَقَالَ لَهُ أبي عَمْرو أبشر فشوقك إِلَيْهِ أزعجك لطلب دَلِيل يدلك عَلَيْهِ

قَالَ قَالَ أبي عَمْرو قَلْبك أعرف أدلتك إِذا ساعده التَّوْفِيق فدع مَا أنكرهُ قَلْبك فَقل قلب يسكن إِلَى الْمُخَالفَة على دوَام الْأَوْقَات
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.