أبي عثمان المغربي سعيد بن سلام
أبي عثمان المغربي
تاريخ الوفاة | 373 هـ |
مكان الوفاة | نيسابور - إيران |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي عُثْمَان سَعِيد بْن سلام المغربي أوحد عصره لَمْ يوصف مثله قبله، صحب ابْن الكاتب وحبيبا المغربي وأبا عَمْرو الزجاجي ولقي النهرجوري وابن الصائغ وغيرهم.
مَات بنيسأبير سنة ثَلاث وسبعين وثلاث مائة، وأوصي بأن يصلي عَلَيْهِ الإِمَام أبي بَكْر بْن فورك رحمه اللَّه تَعَالَى.
سمعت الأستاذ أبا بَكْر بْن فورك يَقُول: كنت عِنْدَ أَبِي عُثْمَان المغربي حِينَ قرب أجله وعلى القوال الصغير يَقُول شَيْئًا، فلما تغير عَلَيْهِ الحال أشرنا عَلَى عَلِي بالسكوت ففتح الشيخ أبي عُثْمَان عينيه، وَقَالَ: لَمْ لا يَقُول عَلِي شَيْئًا؟ فَقُلْتُ لبعض الحاضرين: سلوه علام يسمع المستمع فإني أحتشمه فِي تلك الحالة، فسألوه فَقَالَ: إِنَّمَا يسمع من حيث يسمع وَكَانَ فِي الرياضة كبير الشأن.
وَقَالَ أبي عُثْمَان: التقوى هِيَ الوقوف مَعَ الحدود لا يقصر فِيهَا ولا يتعداها، وَقَالَ: من آثر صحبة الأغنياء عَلَى مجالسه الفقراء ابتلاه اللَّه بموت القلب.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
سعيد بن سلام المغربي - 373 للهجرة
سعيد بن سلام القيرواني البغدادي ثم النيسأبيري أبي عمان. من الكبار، وله أحوال وكرامات.
صحب ابن الكاتب، وأبا عمرو الزجاجي، ولقي أبا الخير الأقطع؛ وجاور بمكة سنين. وكان أوحد عصره في الورع والزهد والصبر على العزلة.
مات بنيسأبير سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة؛ وأوصى بان يصلى عليه ابن فورك، ودفن بجنب أبي عثمان الحيري.
من كلامه: " من آثر صحبة الأغنياء على مجالسة الفقراء ابتلاه الله بموت القلب ".
وقال: " من اشتغل باحوال الناس ضيع حاله. ومن مد يده إلى طعام الأغنياء بشره وسهوة لا يفلح أبداً ".
وذكر بين يدي قول الشافعي: " العلم علمان: علم الأديان، وعلم الأبدان ". فقال رحمه الله: " ما احسن ما قال!. علم الأديان علم الحقائق والمعرف، وعلم الأبدان علم السياسات والرياضات والمجاهدات ".
وروى عن على بن محمد الصغير القوال، قال: قال لي جماعة من أصحابنا: " تعال! حتى ندخل على الشيخ أبي عثمان المغربي، فنسلم عليه، فقلت لهم: " انه رجل منقبض، وأنا استحي منه! ". فألحوا علي، فدخلنا عليه، فلما وقع بصره علي قال: " يا أبا الحسن! كان انقباضي بالحجاز، وانبساطي بخراسان.
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
أبي عُثْمَان المغربي وَهُوَ سعيد بن سَلام
من نَاحيَة قيروان من قَرْيَة يُقَال لَهَا كركنت أَقَامَ بِالْحرم مُدَّة وَكَانَ شَيْخه
صحب أَبَا عَليّ بن الْكَاتِب وحبيبا المغربي وَأَبا عَمْرو الزجاجي وَلَقي أَبَا يَعْقُوب النهرجوري وَأَبا الْحسن بن الصَّائِغ الدينَوَرِي وَغَيرهم من الْمَشَايِخ
وَكَانَ أوحد فِي طَرِيقَته وزهده بَقِيَّة الْمَشَايِخ وتاريخهم لم ير مثله فِي علو الْحَال وصون الْوَقْت وَصِحَّة الحكم بالفراسة وَقُوَّة الهيبة ورد نيسأبير وَمَات بهَا سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة
سَمِعت أَبَا عُثْمَان يَقُول الِاعْتِكَاف حفظ الْجَوَارِح تَحت الْأَوَامِر
وسمعته يَقُول لَا يعرف الشَّيْء من لَا يعرف ضِدّه لذَلِك لَا يَصح لمخلص إخلاصه إِلَّا بعد مَعْرفَته الرِّيَاء ومفارقته لَهُ
وسمعته وَقيل لَهُ إِن فلَانا مُسَافر فَقَالَ يجب أَن يُسَافر من عِنْد هَوَاهُ وشهوته وَمرَاده فَإِن السّفر غربَة والغربة ذلة وَلَيْسَ لمُؤْمِن أَن يذل نَفسه
وسمعته وَذكر بَين يَدَيْهِ قَول الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ الْعلم علمَان علم الْأَدْيَان وَعلم الْأَبدَان فَقَالَ رحم الله الشَّافِعِي مَا أحسن مَا قَالَ علم الْأَدْيَان علم الْحَقَائِق والمعارف وَعلم الْأَبدَان علم السياسات والرياضات والمجاهدات
وَسمعت أَبَا عُثْمَان المغربي يَقُول العَاصِي خير من الْمُدَّعِي لِأَن العَاصِي أبدا يطْلب طَرِيق تَوْبَته وَالْمُدَّعِي يتخبط فِي حبال دَعْوَاهُ
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول من مد يَده إِلَى طَعَام الْأَغْنِيَاء بشره وشهوة لَا يفلح أبدا وَلَيْسَ يعْذر فِيهِ إِلَّا الْمُضْطَر
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول الصُّوفِي من يملك الاشياء اقتدارا وَلَا يملكهُ شَيْء اقتهارا
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول من اشْتغل بأحوال النَّاس ضيع حَاله
وسمعته يَقُول ابى المليك إِلَّا اختبارا لأوليائه ومتعرضا لَهُم بأعدائه وَإِنَّمَا اختبرك فِي قربه بعدوه لينْظر كَيفَ صبرك على عدوه فَإِن صبرت على بلوى عدوه جللك بِعِلْمِهِ وحباك بوصله وأسكنك فِي جواره ونعمك بمشاهدته ولذذك بِذكرِهِ وأوصلك بمعرفته وجعلك إِمَامًا يقْتَدى بِهِ وَنَجَاة لِعِبَادِهِ وَرَحْمَة لَهُم فِي أرضه وَجعل محبتك فِي قُلُوبهم وَجعل أنسهم فِي رؤيتك وَجعل لَك حلاوة فِي قُلُوبهم
وَسمعت أَبَا عُثْمَان وَسُئِلَ عَن قَول النَّبِي ﷺ (أَكثر أهل الْجنَّة البله) فَقَالَ الأبلة فِي دُنْيَاهُ الْفَقِيه فِي دينه
وَسمعت أَبَا عُثْمَان سعيد بن سَلام المغربي يَقُول التَّقْوَى هِيَ الْوُقُوف مَعَ الْحُدُود لَا يقصر فِيهَا وَلَا يتعداها قَالَ الله تَعَالَى {وَمن يَتَعَدَّ حُدُود الله فقد ظلم نَفسه} الطَّلَاق 1
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول من آثر على التَّقْوَى شَيْئا حرم لَذَّة التَّقْوَى
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول من تحقق فِي الْعُبُودِيَّة طهر سره بمشاهدة الغيوب وأجابته الْقُدْرَة إِلَى كل مَا يُرِيد
سَمِعت أَبَا عُثْمَان يَقُول ليكن تدبرك فِي الْخلق تدبر عِبْرَة وتدبرك فِي نَفسك تدبر موعظة وتدبرك فِي الْقُرْآن تدبر حَقِيقَة ومكاشفة قَالَ الله تَعَالَى {أَفلا يتدبرون الْقُرْآن} (النِّسَاء 82) جرأك بِهِ على تِلَاوَة خطابه وَلَوْلَا ذَاك لكلت الألسن عَن تِلَاوَته
وَسمعت أَبَا عُثْمَان فِي مَرضه يَقُول إِنَّمَا مثلي وَمثل أطبائي كإخوة يُوسُف ويوسف كَانَ يُوسُف مُدبرا بِالْقُدْرَةِ وَإِخْوَته يدبرون فِيهِ وأنى يُغني تَدْبِير الْخلق من تَدْبِير الْقُدْرَة
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول السَّاكِت بِعلم أَحْمد أثرا من النَّاطِق بِجَهْل
وَسمعت أَبَا عُثْمَان المغربي يَقُول لَا تصْحَب إِلَّا أَمينا أَو معينا فَإِن الْأمين يحملك على الصدْق والمعين يعينك على الطَّاعَة
وَسمعت عبد الله الْمعلم يَقُول سَأَلت أَبَا عُثْمَان مَا عقدَة الْوَرع فَقَالَ الشَّرِيعَة تَأمره وتنهاه فَيتبع وَلَا يُخَالف
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول لما بذل المحبون مجهودهم فِي طَاعَة رَبهم عطف عَلَيْهِم الْحق بِالْإِحْسَانِ وَمرَّة بعد أُخْرَى حَتَّى أحبوه رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ (جبلت الْقُلُوب على حب من أحسن إِلَيْهَا)
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول قُلُوب أهل الْحق قُلُوب حَاضِرَة وأسماعهم أسماع مَفْتُوحَة
وسمعته يَقُول من حمل نَفسه على الرَّجَاء تعطل وَمن حمل نَفسه على الْخَوْف قنط وَلَكِن سَاعَة وَسَاعَة وَمرَّة وَمرَّة
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول بدايات المقامات أرفاق وغنى وكفاية وَلَكِن إِذا تمكن أَتَتْهُ البلايا لذَلِك قَالَ بعض المريدين مَا زَالُوا يرفقون بِي حَتَّى وَقعت فَلَمَّا وَقعت قَالُوا لي استمسك كَيفَ أستمسك إِن لم يمسكني
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول الْحِكْمَة هِيَ النُّطْق بِالْحَقِّ
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول الْغَنِيّ الشاكر يكون كَأبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ شكر فَقدم مَاله وآثر الله عَلَيْهِ فأورثه الله غنى الدَّاريْنِ وملكهما وَالْفَقِير الصابر مثل أويس الْقَرنِي ونظرائه صَبَرُوا فِيهِ حَتَّى ظَهرت لَهُم براهينه
وَسمعت أَبَا عُثْمَان المغربي يَقُول من أعْطى نَفسه الْأَمَانِي قطعهَا بالتسويف والتواني
وسمعته يَقُول علم الْيَقِين يدل على الْأَفْعَال فَإِذا فعلهَا وأخلص فِيهَا وَظَهَرت لَهُ بَيِّنَات ذَلِك صَار لَهُ علم الْيَقِين عين الْيَقِين
وسمعته يَقُول التَّقْوَى تتولد من الْخَوْف
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول أَفْوَاه قُلُوب العارفين فاغرة لمناجاة الْقُدْرَة
وَسمعت أَبَا عُثْمَان يَقُول سَأَلَني سَائل مَتى يقوم الْحق بِالْحَقِّ فَقلت إِذا بلغ الْمِيقَات حِينه وَاسْتوْفى الْحق مجاري أَحْكَامه من ظَاهر هيكله أوقد سرج الْإِيمَان فِي قلبه واكتسى ظَاهر هيكله بِنور حَقه وانتصر لَهُ من ظالمه فتعجب السَّائِل وَسكت
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.
أبي عثمان سعيد بن سلام المغربي - 373 للهجرة
أبي عثمان المغرب.
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الشيخ أبو عثمان سعيد بن سلام المغربي رحمه الله تعالى .
أبو عثمان سعيد بن سلام المغربي القيرواني , واحد عصره، لم يوصف مثله قبله، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف في القرن الرابع الهجري، قال عنه أبو عبد الرحمن السلمي: «كَانَ أوحد فِي طَرِيقَته وزهده بَقِيَّة الْمَشَايِخ وتاريخهم، لم يُرَ مثلَه فِي علوّ الْحَال وصون الْوَقْت وَصِحَّة الحكم بالفراسة وَقُوَّة الهيبة»، وقال عنه أبو القاسم القشيري: «واحد عصره، لم يوصف مثله قبله، وكان في الرياضة كبير الشأن»، وقال عنه الخطيب البغدادي: «كان من كبار المشايخ له أحوال وكرامات».
أصله من نَاحيَة قيروان (في تونس) من قَرْيَة يُقَال لَهَا "كركنت"، وأَقَامَ بِالْحرم مُدَّة .
سعيد بن سلام وقيل بن سالم أبو عثمان المغربي الصوفي ورد بغداد وأقام بها مدة ثم خرج منها إلى نيسابور فسكنها وكان من كبار المشايخ له أحوال مأثورة وكرامات مذكورة حدثنا أبو سعيد الشيرازي قال سمعت غالب بن على يقول سمعت على بن محمد الصغير القوال يقول قال لي جماعة من أصحابنا تعال حتى ندخل على الشيخ أبى عثمان المغربي فنسلم عليه فقلت انه رجل منقبض وانا استحى منه فالحوا على فلما دخلنا على أبى عثمان فلما وقع بصره على قال يا أبا الحسن كان انقباضى بالحجاز وانبساطى بخراسان .
حدثنا أبو سعد قال سمعت غالب بن على يقول دخلت على أبى عثمان يوما في مرضه الذي مات فيه فقيل له كيف تجد نفسك قال أجد مولى كريما رحيما الا ان القدوم عليه شديد ثم حكى عن شعوانة انها قالت عند موتها انى أكره لقاء الله فقيل لها ولم قالت مخافة ذنوبى .
ذكر صاحبنا أبو النجيب الأرموي انه سمع أبا ذر عبد بن احمد الهروي يقول كنت في مجلس أبى سليمان الخطابي فجاءه رجل وعزاه بأبي عثمان المغربي وذكر وفاته بنيسابور فسمعت أبا سليمان يقول قال النبي صلى الله عليه و سلم قد كان في الأمم ناس محدثون فان يكن في امتى فعمر وانا أقول فان كان في هذا العصر أحد كان أبو عثمان المغربي .
أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري قال سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول سمعت أبا عثمان المغربي وقد سئل عن الخلق فقال قوالب واشباح تجرى عليهم احكام القدرة .
أخبرنا إسماعيل بن احمد الحيري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال سعيد بن سلام أبو عثمان المغربي كان مقيما بمكة سنين فسعى به إلى العلوية في زور نسب إليه وحرش عليه العلوية حتى أخرجوه من مكة فرجع إلى بغداد واقام بها سنة ثم خرج منها إلى نيسابور ومات بها سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ودفن بجنب أبى عثمان الحيري.
أخبرني محمد بن على المغربي أخبرني محمد بن عبد الله النيسابوري قال سعيد بن سالم العارف أبو عثمان الزاهد ولادته بالقيروان في قرية يقال لها كركنت وكان أوحد عصره في الورع والزهد والصبر على العزله لقى الشيوخ بمصر ثم دخل بلاد الشام وصحب أبا الخير الأقطع وجاور بمكة سنين فوق العشر وكان لا يظهر في المواسم ثم انصرف إلى العراق لمحنة لحقته بمكة في السنة فسئل المقام بالعراق فلم يجبهم إلى ذلك فورد نيسابور وتوفى بنيسابور ليلة الأحد ودفن عشية يوم الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وكان قد أوصى بأن يصلّي عليه الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله تعالى.
صحب أَبَا عَليّ بن الْكَاتِب وحبيباً المغربي وَأَبا عَمْرو الزجاجي، وَلَقي أَبَا يَعْقُوب النهرجوري وَأَبا الْحسن بن الصَّائِغ الدينَوَرِي وَغَيرهم من الْمَشَايِخ.
سمعت الأستاذ أبو بكر بن فورك يقول: كنت عند أبي عثمان المغربي حين قرب أجله، وعلي القوال الصغير يقول شيئاً، فلما تغير عليه الحال أشرنا على علي بالسكوت، ففتح الشيخ أبو عثمان عينيه، وقال: لم لا يقول علي شيئاً؟ فقلت لبعض الحاضرين: سلوه، علام يسمع المستمع، فإني أحتشمه في تلك الحالة فسألوه، فقال: إنما يسمع من حيث يسمع.
وكان في الرياضة كبير الشأن.
سمعت الإمام أبا بكر محمد بن الحسن بن فورك، رحمه الله تعالى، يقول: سمعت محمد بن المحبوب - خادم أبي عثمان المغربي - قول: قال لي أبو عثمان المغربي يوماً: يا محمد، لو قال لك أحد: أين معبودك؟ إيش
تقول؟ قال: قلت: أقول حيث لم يزل.
قال: فإن قال: أين كان في الأزل؟ إبش تقول؟ قال: قلت: أقول حيث هو الآن، يعني: أنه كما كان ولا مكان فهو الآن كما كان.قال: فارتضى مني ذلك، ونزع قميصه وأعطانيه.
سمعت الإمام أبا بكر بن فورك، رحمه الله تعالى، يقول: سمعت أبا عثمان المغربي، يقول: كنت أعتقد شيئاً
من حديث الجهة، فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي، فكتبت إلي أصحابنا بمكة: أنى أسلمت الآن إسلاماً جديداً.
قال أبو عثمان المغربي: ما رأيت من المشايخ أنور من أبي يعقوب النهرجوري، ولا أكثر هيبة من أبي الحسن بن الصائغ.
من أقواله رحمه الله تعالى:
- من مد يَده إِلَى طَعَام الْأَغْنِيَاء بشره وشهوة لَا يفلح أبدا وَلَيْسَ يعْذر فِيهِ إِلَّا الْمُضْطَر.
- ليكن تدبرك فِي الْخلق تدبر عِبْرَة وتدبرك فِي نَفسك تدبر موعظة وتدبرك فِي الْقُرْآن تدبر حَقِيقَة ومكاشفة قَالَ الله تَعَالَى ﴿أَفلا يتدبرون الْقُرْآن﴾ جرأك بِهِ على تِلَاوَة خطابه وَلَوْلَا ذَاك لكلت الألسن عَن تِلَاوَته.
- التقوى هي الوقوف مع الحدود، لا يقصر فيها ولا يتعداها.
- من آثر صحبة الأغنياء على مجالسة الفقراء ابتلاه الله بموت القلب.
أبو عثمان المَغْرِبِيّ :
الإِمَامُ القُدْوَةُ, شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ, أَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدُ بنُ سلَّام المَغْرِبِيُّ القَيْرَوَانِيُّ, نزيلُ نَيْسَابُوْرَ.
سَافرَ وحَجَّ وَجَاورَ مُدَّةً, وَلَقِيَ مشَايخَ مِصْرَ وَالشَّامِ, وَكَانَ لاَ يظهرُ أَيَّامَ الحَجِّ.
قَالَ الحَاكِمُ: خَرجْتُ مِنْ مَكَّةَ متحسِّرًا عَلَى رُؤيَتِهِ, ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا لِمِحْنَةٍ، وقَدِمَ نَيْسَابُوْرَ, فَاعتزلَ النَّاسَ أَوَّلاً, ثُمَّ كَانَ يَحْضُرُ الجَامعَ.
وَقَالَ السُّلَمِيُّ: كَانَ أَوحدَ المشَايِخِ فِي طَريقَتِهِ, لَمْ نَرَ مِثلَهُ فِي علوِّ الحَالِ، وَصَوْنِ الوَقْتِ, امتُحِنَ بِسببِ زُورٍ نُسِبَ إِلَيْهِ, حَتَّى ضُربَ وشُهِرَ عَلَى جملٍ, فَفَارقَ الحرمَ.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: وَكَانَ من كبار المشايخ, له أحوال وكرامات.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ وَقَدْ سُئِل: الملاَئِكَةُ أَفضلُ أَمِ الأَنْبِيَاءُ؟
فَقَالَ: القُربَ القُربَ, هُمْ أَقربُ إِلَى الحَقِّ وَأَطهرُ.
صَحِبَ أَبُو عُثْمَانَ بِالشَّامِ أَبَا الخَيْرِ التِّينَاتِيّ، وَلَقِيَ أَبَا يَعْقُوْبٍ النَّهْرَجُوري.
قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: لِيَكُنْ تدبُّرك فِي الخلقِ تَدَبُّرَ عِبْرَةٍ، وتدبُّرك فِي نَفْسِكَ تَدَبُّرَ مَوْعِظَةٍ, وَتَدَبُّرُكَ فِي القُرْآنِ تَدَبُّرَ حقيقَةٍ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن} [النِّسَاء: 82] . جَرَّأَكَ بِهِ عَلَى تلاَوتِهِ, وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَكَلَّتِ الأَلسُنُ, عَنْ تلاَوتِهِ.
وَقَالَ: مَنْ أَعطَى الأَمَانِيَ نَفْسَهُ قطعَتْها بِالتَّسويفِ وَبَالتَّوَانِي.
وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: عُلومُ الدَّقَائِقِ عُلومُ الشَّيَاطينِ، وَأَسلمُ الطُّرقِ مِنَ الاغترَارِ لزومُ الشَّريعَةِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائة
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)