إبراهيم بن شيبان القرميسيني أبي إسحاق الكرمانشاهي
تاريخ الوفاة | 337 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
إِبْرَاهِيم بن شَيبَان وَهُوَ أبي إِسْحَاق القرميسيني
شيخ الْجَبَل فِي وقته لَهُ مقامات فِي الْوَرع وَالتَّقوى يعجز عَنْهَا الْخلق إِلَّا مثله صحب أَبَا عبد الله المغربي وَإِبْرَاهِيم الْخَواص وَكَانَ شَدِيدا على المدعين متمسكا بِالْكتاب وَالسّنة لَازِما لطريقة الْمَشَايِخ وَالْأَئِمَّة
سَمِعت عبد الله بن مُحَمَّد الْمعلم يَقُول سُئِلَ عبد الله بن مُحَمَّد بن منَازِل عَن إِبْرَاهِيم بن شَيبَان فَقَالَ إِبْرَاهِيم حجَّة الله تَعَالَى على الْفُقَرَاء وَأهل الْآدَاب والمعاملات وَأسْندَ الحَدِيث
حَدثنَا الشَّيْخ أبي زيد مُحَمَّد بن أَحْمد الْفَقِيه الْمروزِي قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم ابْن شَيبَان الزَّاهِد بقرميسين قَالَ حَدثنَا عَليّ بن الْحسن بن أبي الْغمر قَالَ حَدثنَا مَنْصُور بن أبي مُزَاحم قَالَ حَدثنَا أبي شيبَة عَن الحكم عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ (نظر رَسُول الله ﷺ إِلَى حَنْظَلَة الراهب وَحَمْزَة تغسلهما الْمَلَائِكَة)
وَسمعت الشَّيْخ أَبَا زيد يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم بن شَيبَان يَقُول من أَرَادَ أَن يتعطل ويتبطل فليلزم الرُّخص
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم يَقُول إِن الْخَوْف إِذا سكن الْقلب أحرق مَوَاضِع الشَّهَوَات فِيهِ وطرد عَنهُ رَغْبَة الدُّنْيَا وَبعده عَنْهَا فَإِن الَّذِي قطعهم وأهلكهم محبَّة الراكنين إِلَى الدُّنْيَا
قَالَ وَسمعت إِبْرَاهِيم يَقُول علم الفناء والبقاء يدورعلى إخلاص الوحدانية وَصِحَّة الْعُبُودِيَّة وَمَا كَانَ غير هَذَا فَهُوَ المغاليط والزندقة
قَالَ وَسمعت إِبْرَاهِيم يَقُول السفلة من لَا يخَاف الله تَعَالَى
قَالَ وسمعته مرّة أُخْرَى يَقُول السفلة من يَعْصِي الله تَعَالَى
قَالَ وسمعته مرّة يَقُول السفلة من يُعْطي لعوض
قَالَ وسمعته مرّة أُخْرَى يَقُول السفلة من يمن بعطائه على آخذه
سَمِعت أَبَا بكر الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم بن شَيبَان يَقُول التَّوَكُّل سر بَين الله وَبَين العَبْد فَلَا يَنْبَغِي أَن يطلع على ذَلِك السِّرّ أحد
قَالَ وَسمعت إِبْرَاهِيم يَقُول من أَرَادَ أَن يكون حرا من الْكَوْن فَلْيخْلصْ فِي عبَادَة ربه فَمن تحقق فِي عبَادَة ربه صَار حرا مِمَّا سواهُ
سَمِعت أَبَا عَليّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم القصري يَقُول سَمِعت إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن شَيبَان يَقُول قَالَ لي أبي يَا بني تعلم الْعلم لِآدَابِ الظَّاهِر وَاسْتعْمل الْوَرع لِآدَابِ الْبَاطِن وَإِيَّاك أَن يشغلك عَن الله شاغل فَقل من أعرض عَنهُ فَأقبل عَلَيْهِ
قَالَ وَسمعت إِسْحَاق يَقُول قلت يَا أبي بِمَاذَا أصل إِلَى الْوَرع فَقَالَ لي بِأَكْل الْحَلَال وخدمة الْفُقَرَاء فَقلت لَهُ من الْفُقَرَاء فَقَالَ الْخلق كلهم فُقَرَاء فَلَا تميز فِي خدمَة من يمكنك من خدمته واعرف فَضله عَلَيْك فِي ذَلِك
قَالَ وَسمعت إِسْحَاق يَقُول سَمِعت أبي يَقُول التَّوَاضُع من تصفية الْبَاطِن تلفى بركاته على الظَّاهِر والتكبر من كدورة الْبَاطِن تظهر ظلمته على الظَّاهِر
قَالَ وَسمعت إِبْرَاهِيم يَقُول أهل الْمُشَاهدَة لَا يغيبون عَنهُ قيَاما وَلَا قعُودا وَلَا نائمين وَلَا منتبهين وَلَهُم أَحْوَال يشْتَمل عَلَيْهِم أنوار قربه فيغرقون فِيهَا وَلَا يتفرغون إِلَى الْخلق وَمَا هم فِيهِ وَتلك أَحْوَال الدهشة تراهم دهشين متحيرين غائبين حاضرين غائبين بأسرارهم حاضرين بأبدانهم
سَمِعت الشَّيْخ أَبَا زيد الْفَقِيه يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم بن شَيبَان يَقُول عوض الله الْمُؤمنِينَ فِي الدُّنْيَا مِمَّا لَهُم فِي الْآخِرَة بشيئين عوضهم عَن الْجنَّة بِالْجُلُوسِ فِي الْمَسَاجِد وعوضهم عَن النّظر إِلَى وَجهه تَعَالَى النّظر إِلَى إخْوَانهمْ من الْمُؤمنِينَ
قَالَ وَسمعت إِبْرَاهِيم يَقُول من ترك حُرْمَة الْمَشَايِخ ابْتُلِيَ بالدعاوي الكاذبة وَافْتَضَحَ بهَا
قَالَ وَسمعت إِبْرَاهِيم يَقُول من تكلم فِي الْإِخْلَاص وَلم يُطَالب نَفسه بذلك ابتلاه الله بهتك ستره عِنْد إخوانه وأقرانه
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.
القِرْمِيسينيّ:
شَيْخُ الصُّوْفِيَّة, أبي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَيْبَان القِرْمِيْسِينِيُّ, زَاهدُ الجَبَل.
صَحِبَ إِبْرَاهِيْم الخَوَّاص، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ المَغْرِبِيّ.
وحدَّث عَنْ عَلِيِّ بنِ الحَسَن بنِ أَبِي العَنْبَر.
رَوَى عَنْهُ: الفَقِيْه أبي زَيْد المَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الرَّازِيّ, وَمُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ثَوَابَة, وَغَيْرهُم، وَسَاح بِالشَّامِ وَغَيْرهَا.
سُئِلَ عَبْدُ اللهِ بنُ منَازل الزَّاهِد عَنْهُ فَقَالَ: هُوَ حُجَّةٌ الله عَلَى الفُقَرَاء وَأَهْلِ المعَاملاَت وَالآدَاب.
وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يتعطَّل وَيتبطَّل فليلزمِ الرُّخَص.وَقَالَ: عِلْمُ الفَنَاء وَالبَقَاء يَدُور عَلَى إِخْلاَص الوَحْدَانيَّة وَصحَّةِ العبوديَّة، وَمَا كَانَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مِنَ المُغَالطَة وَالزَّنْدقَة.
قُلْتُ: صَدَقتَ وَاللهِ, فَإِنَّ الفَنَاء وَالبَقَاء مِنْ تُرَّهات الصُّوْفِيَّة أَطْلَقَهُ بَعْضهُم, فَدَخَلَ مِنْ بَابه كُلُّ زِنْدِيْق، وَقَالُوا: مَا سِوَى الله بَاطِلٌ فانٍ, وَاللهِ تَعَالَى هُوَ البَاقِي، وَهُوَ هَذِهِ الكَائِنَات, وَمَا ثَمَّ شَيْء غَيْره.
ويَقُوْلُ شَاعرهُم:
وَمَا أَنْتَ غَيْرَ الكُون ... بَلْ أَنْتَ عَيْنُه
ويَقُوْلُ الآخر:
وَمَا ثَمَّ إلَّا اللهُ لَيْسَ سِوَاهُ
فَانظر إِلَى هَذَا الْمُرُوق وَالضَّلاَل, بَلْ كُلُّ مَا سِوَى الله محدَثٌ مَوْجُود, قَالَ الله تَعَالَى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّام} . [الفرقان: 59] .
وَإِنَّمَا أَرَادَ قُدَمَاء الصُّوْفِيَّةِ بِالفَنَاء نسيَانَ المخلوقَات وَتركَهَا, وَفنَاء النَّفس عَنِ التَّشَاغُل بِمَا سِوَى الله، وَلاَ يُسَلَّمُ إِلَيْهِم هَذَا أَيْضاً, بَلْ أَمرنَا اللهُ وَرَسُوْلُه بِالتَّشَاغل بِالمخلوقَات وَرؤيتهَا وَالإِقبال عَلَيْهَا, وَتعَظِيْمِ خَالِقهَا, وَقَالَ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْء} وَقَالَ: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} .
وقال -صلى الله عليه وسلم: "حُبِّبَ إليَّ النِّسَاء وَالطِّيب" .
وَقَالَ: "كَأَنَّك علمتَ حُبَّنَا لِلْحم".
وَكَانَ يحِبُّ عَائِشَة, وَيحبُّ أَباهَا، وَيحبُّ أُسَامَة، وَيحبُّ سِبْطَيْه، وَيحبّ الحَلْوَاء وَالعَسَل، وَيحبّ جَبَل أُحُد, وَيحبُّ وَطَنه, وَيحبُّ الأَنْصَار, إِلَى أَشيَاء لاَ تحصَى مِمَّا لاَ يغنِي المُؤْمِن عَنْهَا قَطُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وثلاث مائة.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
الشيخ أبو إسحق إبراهيم بن شيبان الكرمانْشَاهي، المتوفى سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. وهو من مشايخ الجبل من أصحاب أبي عبد الله المغربي وإبراهيم الخَوَّاص وكان له شان عظيم في الوَرعَ والتَّقوى. ذكره الجَامي في "النفحات".
وقال الشيخ زكريا في "شرح القشيرية": مات [سنة] ثلاثين وثلاثمائة ويقال في نسبته القِرْمِيسيني وهو مُعَرَّب كرمانشاه.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.