أبي عبد الله عمرو بن عثمان بن كرب المكي
عمرو بن عثمان المكي
تاريخ الوفاة | 291 هـ |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي عَبْد اللَّهِ عَمْرو بْن عُثْمَان الْمَكِّي لقى أبا عَبْد اللَّهِ النباجي وصحب أبا سَعِيد الخراز وغيره شيخ الْقَوْم وإمام الطائفة فِي الأصول والطريقة مَات ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن رحمه اللَّه يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن شاذان يَقُول: سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد يَقُول: سمعت عَمْرو بْن عُثْمَان الْمَكِّي يَقُول: كُل ما توهمه قلبك أو رسخ فِي مجاري فكرتك أَوْ خطر فِي معارضات قلبك من حسن أَوْ بهاء أَوْ أَنَس أَوْ جمال أَوْ ضياء أَوْ شبح أَوْ نور أَوْ شخص أَوْ خيال فالله تَعَالَى بعيد من ذَلِكَ ألا تسمع إِلَى قَوْله تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] وَقَالَ {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ آية 3-4} وبهذا الإسناد قَالَ: العلم قائد والخوف سائق والنفس حرون بَيْنَ ذَلِكَ جموح خداعة رواغة فاحذرها وراعها بسياسة العلم وسقها بتهديد الخوف يتم لَك مَا تريد وَقَالَ: لا يقع عَلَى الواجد عبارة لأنه سر اللَّه عِنْدَ الْمُؤْمِنيِنَ.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
عمرو بن عثمان المكي - 297 للهجرة
عمرو بن عثمان المكي، أبي عبد الله. أحد المشايخ، سكن بغداد، ومات بها.
صحب أبا سعيد الخراز، وغيره من القدماء. زكان عالماً بالأصول؛ وله مصنفات في التصوف، وكلام رائق.
أخذ عنه جعفر الخلدي وغيره. مات قبل الثلثمائة بمكة، قاله السلمي. وصحح الخطيب أنه توفى ببغداد إحدى وتسعين.
من كلامه: " ثلاثة أشياء من صفات الأولياء: الرجوع إلى الله في كل شئ، والفقر إلى الله فى كل شئ، والثقة بالله في كل شئ ".
وقال: " المروءة التغافل عن زلل الأخوان ".
وقيل إنه دخل أصبهان، فصحبه حدث، وكان والده يمنعه من صحبته، فمرض الصبى، فدخل عليه عمرو مع قوال. فنظر الحدث إلى عمرو، وقال: " قل لع يقول شيئاً! " فقال:
ما لي مرضت فلم يعدني عائد ... منكم، ويمرض عبدكم فأعود؟!
فتمطى الحدث على فراشه وقعد، وقال للقوال: " زدنى بحبك لله! "، فقال:
وأشد من مرضى على صدودكم ... وصدود عبدكم على شديد
أقسمت لاعلق الفؤاد بغيركم ... ولكم على بما أقول عهود
فزاد به البر حتى قام، وخرج معهم ".
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
عَمْرو الْمَكِّيّ وَهُوَ عَمْرو بن عُثْمَان بن كرب بن غصص وكنيته أبي عبد الله
كَانَ ينتسب إِلَى الْجُنَيْد فِي الصُّحْبَة وَلَقي أَبَا عبد الله النباجي وَصَحب أَبَا سعيد الخراز وَغَيره من الْمَشَايِخ القدماء
وَهُوَ عَالم بعلوم الاصول وَله كَلَام حسن روى عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل
وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَسليمَان بن سيف الْحَرَّانِي وَغَيرهم
مَاتَ بِبَغْدَاد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَيُقَال سبع وَتِسْعين وَالْأول أصح وروى الحَدِيث
حَدثنَا أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن شَاذان قَالَ حَدثنَا أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ الْعقيلِيّ حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان الْمَكِّيّ حَدثنَا أبي بكر العائذي المَخْزُومِي حَدثنَا أبي عبد الله المَخْزُومِي وَأبي يَعْقُوب الْبُوَيْطِيّ قَالَا حَدثنَا ابْن عُيَيْنَة عَن الْأَعْمَش عَن مَنْصُور عَن أبي وَائِل عَن عبد الله ابْن مَسْعُود قَالَ كُنَّا نقُول قبل أَن يفْرض علينا التَّشَهُّد السَّلَام على الله السَّلَام على فلَان
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن أَحْمد القناديلي يَقُول قَالَ عَمْرو بن عُثْمَان الْمَكِّيّ التَّوْبَة فرض على جَمِيع المذنبين والعاصين صغر الذَّنب أَو كبر وَلَيْسَ لأحد عذر فِي ترك التَّوْبَة بعد ارْتِكَاب الْمعْصِيَة لِأَن الْمعاصِي كلهَا قد توعد الله عَلَيْهَا أَهلهَا وَلَا يسْقط عَنْهُم الْوَعيد إِلَّا بِالتَّوْبَةِ وَهَذَا مِمَّا يبين أَن التَّوْبَة فرض
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ عَمْرو اعْلَم أَن كل مَا توهمه قَلْبك أَو سنح فِي
مجاري فكرك أَو خطر لَك فِي معارضات قَلْبك من حسن أَو بهاء أَو جمال أَو قبح أَو نور أَو شبح أَو شخص أَو خيال فَالله تَعَالَى ذكره بعيد من ذَلِك كُله بل هُوَ أعظم وَأجل وأكبر أَلا تسمع إِلَى قَوْله تَعَالَى {لَيْسَ كمثله شَيْء} (الشورى 11) وَإِلَى قَوْله {لم يلد وَلم يُولد وَلم يكن لَهُ كفوا أحد} (الأخلاص 34)
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ عَمْرو الْمُرُوءَة التغافل عَن زلل الإخوان
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ عَمْرو لَا يَقع على كَيْفيَّة الوجد عبارَة لِأَنَّهُ سر الله تَعَالَى عِنْد الْمُؤمنِينَ الموقنين
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ عَمْرو لقد علم الله نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا فِيهِ الشِّفَاء وجوامع النَّصْر وفواتح الْعِبَادَة فَقَالَ {وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ فاستعذ بِاللَّه إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} (فصلت 36)
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ عَمْرو الْمعرفَة دوَام محبَّة الله تَعَالَى ودوام مخافته ودوام الإقبال عَلَيْهِ ودوام انتصاب الْقلب بِذكرِهِ وَهِي علم الْقُلُوب بِفَسْخ العزوم وخلع الإرادات وإحياء الفهوم
وَبِه قَالَ عَمْرو الْمعرفَة صِحَة التَّوَكُّل على الله تَعَالَى
وَبِه قَالَ عَمْرو لقد وبخ الله تَعَالَى التاركين للصبر على دينهم بِمَا أخبرنَا عَن الْكفَّار أَنهم قَالُوا {امشوا واصبروا على آلِهَتكُم} (ص 6) فَهَذَا توبيخ لمن ترك الصَّبْر من الْمُؤمنِينَ على دينه
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ عَمْرو اعْلَم أَن الْعلم قَائِد وَالْخَوْف سائق وَالنَّفس حرون بَين ذَلِك جموح خداعة رواغة فاحذرها وراعها بسياسة الْعلم وسقها بتهديد الْخَوْف يتم لَك مَا تُرِيدُ
وَبِه قَالَ عَمْرو اعْلَم أَن الرِّعَايَة مصحوبة لَك فِي كل الْأَحْوَال من الْعِبَادَة إِلَى أَن تلقى رَبك كَذَلِك التَّقْوَى
وَبِه قَالَ عَمْرو الصدْق فِي الْوَرع مفترض كافتراض الصَّبْر فِي الْوَرع وَمعنى الصدْق الِاعْتِدَال وَالْعدْل
وَبِه قَالَ عَمْرو اعْلَم أَن رَأس الزّهْد وَأَصله فِي الْقُلُوب هُوَ احتقار الدُّنْيَا واستصغارها وَالنَّظَر إِلَيْهَا بِعَين الْقلَّة وَهَذَا هُوَ الأَصْل الَّذِي يكون مِنْهُ حَقِيقَة الزّهْد
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ عَمْرو إِذا كَانَ أَنِين العَبْد إِلَى ربه عز وَجل فَلَيْسَ بشكوى وَلَا جزع
وَبِه قَالَ عَمْرو اعْلَم أَن الْمحبَّة دَاخِلَة فِي الرِّضَا وَلَا محبَّة إِلَّا بِالرِّضَا وَلَا رضَا إِلَّا بمحبة لِأَنَّك لَا تحب إِلَّا مَا رضيت وارتضيت وَلَا ترْضى إِلَّا مَا أَحْبَبْت
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ عَمْرو الرَّجَاء دَاخل فِي تَحْقِيق الرِّضَا
قَالَ وَقَالَ عَمْرو واغماه من عهد لم نقم لَهُ بوفاء وَمن خلْوَة لم نصحبها بحياء وَمن مَسْأَلَة مَا الْجَواب فِيهَا غَدا وَمن أَيَّام تفنى وَيبقى مَا كَانَ فِيهَا أبدا
سَمِعت مُحَمَّد بن جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا عَليّ الاصفهاني يَقُول سَمِعت عَمْرو بن عُثْمَان الْمَكِّيّ يَقُول مَا صَحِبت أحدا كَانَ أَنْفَع لي صحبته ورؤيته من أبي عبد الله النباجي
سَمِعت مُحَمَّد بن جَعْفَر يَقُول بَلغنِي أَن عمرا الْمَكِّيّ دخل أصفهان
فصحبه حدث وَكَانَ وَالِده يمنعهُ من صحبته فَمَرض الصَّبِي فَدخل عَلَيْهِ عَمْرو مَعَ قَوَّال فَنظر الْحَدث إِلَى عَمْرو وَقَالَ لَهُ قل لَهُ يَقُول شَيْئا فَقَالَ القوال
(مَا لي مَرضت فَلم يعدني عَائِد ... مِنْكُم ويمرض عبدكم فأعود)
فتمطى الْحَدث على فرَاشه وَقعد فَقَالَ للقوال زِدْنِي بحقك فَقَالَ القوال
(وَأَشد من مرضِي عَليّ صدودكم ... وصدود عبدكم عَليّ شَدِيد)
فَزَاد بِهِ الْبُرْء حَتَّى قَامَ وَخرج مَعَهم فَسئلَ عَمْرو عَن ذَلِك فَقَالَ إِن الْإِشَارَة إِذا كَانَت قبل السماع كَانَت من فَوق فالقليل مِنْهَا يشفي وَإِذا كَانَت بعد السماع كَانَت من تَحت والقليل مِنْهَا يهْلك.
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.
عَمْرُو بن عثمان بن كرب بن غصص، الإِمَامُ، الرَّبَّانِيُّ، شَيْخُ الصُّوْفِيَّةِ، أبي عَبْدِ اللهِ المَكِّيُّ، الزَّاهِدُ.
لَقِيَ النِّبَاجِيَّ -فِيْمَا قِيْلَ- وَصَحِبَ أبا سعيد الخراز، وله تصانيف في الطَّرِيْقِ. وَسَمِعَ مِنْ: يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَالرَّبِيْعِ المُرَادِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ سَيْفٍ الحَرَّانِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ، وَأبي الشَّيْخِ، وَجَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ.
قَالَ أبي نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ بَعْدَ الثَّلاَثِ مائَةٍ.
وَمِنْ كَلاَمِهِ: العِلْمُ قَائِدٌ، وَالخَوفُ سَائِقٌ، وَالنَّفْسُ بَيْنَهُمَا حَرُوْنٌ خَدَّاعَةٌ.
وَقِيْلَ: كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الفِقْهِ، وَلَمَّا وَلِيَ قَضَاءَ جَدَّةَ، هَجَرَهُ الجُنَيْدُ.
وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى الحَلاَّجِ، وَيَذُمُّهُ.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايمازالذهبي
عمرو بن عثمان بن كرب، أبو عبد الله المكيّ:
صوفي عالم بالأصول، من أهل مكة.
له مصنفات في " التصوف " وأجوبة لطيفة في العبارات والاشارات. زار أصبهان. ومات ببغداد، وقيل: بمكة. قال أبو نعيم: " معدود في الأولياء، أحكم الأصول، وأخلص في الوصول ". من كلامه " المروءة التغافل عن زلل الإخوان " .
-الاعلام للزركلي-