محيي الدين بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الدمشقي
العاني محيي الدين
تاريخ الولادة | 1221 هـ |
تاريخ الوفاة | 1290 هـ |
العمر | 69 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ محيي الدين بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن هديب الدين بن فرج الدين بن عضد الدين الدمشقي الشافعي الشهير بالعاني، ونسبته إلى عانة قرية من قرى بغداد دار السلام
ولد بدمشق الشام سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، ونشأ في كنف والده وأخذ عنه وعن الشيخ سعيد الحلبي وعن الشيخ عبد الرحمن الكزبري وعن الشيخ عبد الرحمن الطيبي وعن الشيخ حامد العطار وعن الشيخ هاشم التاجي وعن غير هؤلاء من الفضلاء الكبار والعلماء الأخيار، واشتهر بين الناس بالصدق والصلاح والرفق والنجاح، والزهد والتقوى بالسر والنجوى، والتفكر الموصول والدعاء المقبول، والهمة العالية والطاعة السامية والكشف عن المغيبات، والإخبار بالصدق عما هو آت، وكان له قرناء يذكرون له من الشمائل ما لم يكن لكمل الأولياء، إلى أن استوى على عرش علاه وظن أنه لا أحد يساويه في حلاه، فصار يصدق لهم على أقوالهم، ويذكر لهم من ممدوح صفاته ما لم يكن خاطراً في بالهم، وكأنه لم يتنبه لما قيل من بديع الأقاويل:
لا تصاحب من الأنام لئيما ... ربما أفسد الطباع اللئيم
فالهواء البسيط في جمرة القي ... ظ سموم وفي الربيع نسيم
وابغ منهم مجانساً يوجب الض ... م فقد يصحب الكريم الكريم
واعتبر حال عالم الطير طرا ... كل جنس مع جنسه مضموم
فخضعوا إليه وخفضوا رؤوسهم، وأطاعوه وجعلوه رئيسهم، وشدوا في وسطهم الإزار، للإعانة والانتصار، وتوجه كل منهم إلى مكان، يمدحه فيه ويقول ليس في الإمكان، فعلا قدره وانتشر في الناس ذكره، إلى أن صار إذا عمل أكبر الكبائر يقول الناس هذه لا تعد من الصغائر، لأن الشيخ له أحوال، لا نعرف ما يقصد عند بعض الأفعال، فهو من أهل الكشف والشهود، ونحن من أهل الحجاب المسدول والممدود!! فحينئذ أطلق أقواله وأظهر أفعاله، وأتى بما لا يصدر مثله عن أهل الشقا فضلاً عن ذوي الطاعة والتقى، وما ضره إلا من كان يجلس حوله، ويستصوب له قوله وفعله:
لعمرك لا يغني الفتى طيب أصله ... وقد خالف الآباء في القول والفعل
فقد صح أن الخمر رجس محرم ... وما شك خلق أنه طيب الأصل
فسلك سبيل خلاف الصواب، معتمداً على شهرته من غير ارتياب:
ما كل من حسنت في الناس سمعته ... وحاز ذكراً جميلاً أدرك الأملا
فالإنسان كل الإنسان، هو الذي كل أعماله قد وزنت بميزان، فلا يعتمد على قول أي قائل زان أو شان، إلا أن وجده موافقاً للسنة والقرآن.
هذا وإني مرة قد دخلت إلى داره ومحل قراره، فما زال يذكر لي العلماء والسادة الفضلاء، إلى أن توصل إلى ذم الفاضل الأوحد، والعالم العامل المفرد، قطب الأولياء، وكعبة الأصفياء، سيدي الشيخ خالد شيخ الحضرة النقشبندي؛ فطعن في حقه وأكثر، فما وسعني إلا أن قلت الله أكبر؛ وفارقته وأنا مما صدر في غاية الهم والكدر، فلما رأى مني ذلك حقد علي، وصار يتفقد فرصة يوجه بها سهام أذيته إلي.
وكانت وفاته بدمشق في الليلة الثانية والعشرين من رمضان المبارك ليلة الثلاثاء نصف الليل سنة تسعين ومائتين وألف، ودفن في مرج الدحداح بالذهبية، وكانت جنازته حافلة، وخلف ثلاثة أولاد من خلف مثلهم ما مات، نسأل الله العفو والعافية، والنعمة الكافية الوافية.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.