أحمد عز الدين بن عيسى بن حسن بن بكري البيانوني الحلبي أبي علي
الصياد أبي الرجاء
تاريخ الولادة | 1330 هـ |
تاريخ الوفاة | 1385 هـ |
العمر | 55 سنة |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
مكان الوفاة | حلب - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أحمد عز الدين البيانوني
1329 ـ 1395 هـ
1913 ـ 1975 م
شيخنا الشيخ عز الدين، أبو علي وأبو الرجاء، أحمد الصياد بن الشيخ عيسى بن حسن بن بكري بن أحمد البيانوني ثم الحلبي.
ولد الشيخ المترجم في مدينة حلب، في اليوم الرابع عشر من ربيع الأول، سنة: تسع وعشرين وثلاثمئة وألف للهجرة النبوية الشريفة، في أسرة عرفت بالعلم والصلاح، والاستقامة والتقوى، فوالده العالم، العامل، الفقيه، المربي، المرشد، الزاهد، الداعية، المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الشيخ عيسى البيانوني.([1])- رحمه الله -
في هذه البيئة الصالحة الطاهرة، نشأ الشيخ، وترعرع في كنف والده، الذي دفع به إلى أحد كتاتيب المدينة طفلاً، فتعلم مبادئ القراءة والكتابة الحساب، وأتقن تلاوة القرآن الكريم و تجويده مع حفظ بعضه، و لمّا يتجاوز الخامسة من عمره، ثم ألحقه والده بإحدى المدارس الابتدائية (الأميرية) الحكومية، وتابع دراسته بها حتى تخرج فيها، ثمّ التحق بدار المعلمين وتابع دراسته فيها بناء على رأى شيخه وشيخ والده، الشيخ: محمد أبو النصر خلف الحمصي([2])، الذي أصر أن يبقيه في دار المعلمين رغم ميل والده لإخراجه منها، ليتابع دراسته في إحدى المدارس الشرعية، ويتخرج الشيخ الشاب في دار المعلمين معلماً ناجحاً، ليشق طريقه في هذه الحياة.
أنطلق الشيخ بعدها إلى ميادين الحياة، معلماً وداعياً إلى الله، وذلك في عام: 1931م، وكان على المعلم المتخرج من دار المعلمين، أن يعمل في الريف لمدة سنتين، ثم ينتقل إلى المدينة، ولكنه قضى مدة ثمان سنوات في الريف، متنقلا من قرية إلى أخرى، ينشر العلم بين أهلها وأبنائها التلاميذ بكل رضى و سرور، إذ كان يعتبر هذا البعد عن المدينة عزلة، يوجه قلبه فيها إلى ما أراد من الخير، ولتفتح له مرحلة التكوين العلمي الشرعي([3])، وانتقل بعدها إلى مدينة حلب، وذاع صيته معلماً ناجحاً، فانتقل من ملاك التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي، وعمل مدرساُ لمادة اللغة العربية، في عدد من الاعداديات والثانويات، كما شارك في وضع مناهج التربية الإسلامية، و تأليف بعض كتبها، وعندما حاول بعض خصومه إعادته إلى التعليم الابتدائي، رفض ذلك بشدة، وجلس في بيته بكل عزة و إباء، مما اضطر القائمين على التعليم في ذلك الوقت إلى التراجع عن قرارهم، و إعادته إلى التعليم الثانوي([4])، ولعل من أهم أعماله في مجال التربية و التعليم:
1- مشاركته في أدارة الثانوية الشرعية (المدرسة الخسرويةً) ناظراً (وكيلاً) منتدباً من وزارة المعارف في عهد مديرها أستاذنا الشيخ طاهر خير الله([5])رحمه الله، فكان مثال الإداري الناجح، الذي عمل على أعادة النظام والانضباط إلى المدرسة، وهيأ لطلابها جواً لمتابعة تحصيلهم العلمي، وأصدر فيها العدد الأول من مجلة (صوت الثانوية الشرعية).
2- مشاركته في وضع بعض المناهج التعليمية لمادة التربية الإسلامية، وتأليف بعض كتبها.
3- كما برز مدرساً ناجحاً في عدد من المدارس الخاصة، كالمعهد العربي الإسلامي، وثانوية الغزالي، والثانوية العلمية.
4- قربه من طلابه، ومبادلتهم الحب والتوقير، ولذلك كان خير مرشد وموجه لهم، يغرس في نفوسهم القيم الإسلامية، ويجعل منهم رجالاً يحملون لواء الشريعة والدعوة إلى الله.
كانت المدة التي قضاها الشيخ في الريف من أخصب مراحل حياته، حيث أتاحت له فرصة قراءة الكثير من الكتب في مختلف العلوم العربية والشرعية، أما أهم شيوخه الذين تأثر بهم، وأخذ عنهم هذه العلوم، فوالده العالم الفاضل المربي الشيخ عيسى البيانوني، وشيخه وشيخ والده المربي المرشد الشيخ محمد أبو النصر خلف الحمصي، وكان لهذين الفاضلين أكبر الأثر في توجيهه ورعايته، وقد أخذ عنهما الطريقة (النقشبندية)، بالإضافة إلى صلته بكثير من علماء عصره، ومجالستهم، والأخذ عنهم، والانتفاع بهم، أمثال: الشيخ عبد الله خير الله، والشيخ محمد السلقيني، والشيخ محمد نجيب خياطة([6])، وغيرهم كثير من علماء حلب ودمشق والحجاز والمغرب العربي.
وكان للشيخ المترجم له اهتمام كبير بكل العلوم الشرعية، من التوحيد والتفسير والفقه والحديث والسيرة والأخلاق والتصوف، وبرز ذلك واضحاً في دروسه الدينية، ودعوته إلى الله من خلالها، ومن خلال ما ترك من المؤلفات، والآثار العلمية والتوجيهية.
وكانت أولى نشاطاته الدعوية في الريف، حيث كان يؤم الناس في مسجد القرية التي كان يعلم بها، ويخطب الجمعة، ويلقي دروساً دينية في المسجد، ويحض الناس فيها على العلم، والالتزام بمبادئ الشرع الحنيف وأخلاقه.
وعندما عاد إلى حلب، كان والده الشيخ عيسى يكلفه بالخطابة والإمامة نيابة عنه في جامع (العثمانية)، وعند وفاة والده أسندت إليه الخطابة في الجامع المذكور، والإمامة في جامع أبي ذرفي محلة (الجبلية)، وفي هذا المسجد برز عمله التربوي بشكل واضح، حيث بدأ بأبناء الحي، يقرأ لهم دروساً في الفقه والتلاوة والتجويد والأخلاق الإسلامية.
ثم اتجه للعمل مع إخوان شيخه الشيخ محمد أبو النصر خلف الحمصي، محاولاً التجديد في هذه الدعوة، ونقلها من مجال الوعظ والإرشاد والالتزام بالأوراد والأذكار ومجاهدة النفس، إلى المجال العملي، الذي يقوم على جعل هذا الدين منهجاً عملياً لحياة المسلم اليومية، فوجد بعض أتباع الشيخ في هذا النهج خروجاً على طريقة الشيخ أبي النصر، وطريقة والده الشيخ عيسى، مما جعل المترجم له يعتزل العمل معهم، وينصرف إلى دعوته هذه مع إخوانه وزملائه من العلماء وطلبة العلم، فسعى جاهداً إلى جمع شملهم، وتوحيد كلمتهم، وذلك عن طريق مراسلتهم، ثم زيارتهم والحديث معهم، ومع ذلك لم يلق الشيخ من أكثرهم استجابة صادقة لدعوته هذه، فعدّ ذلك إعذاراً له عند الله.([7])
ولم يأل الشيخ المترجم له جهداّ في الدعوة إلى الله عن طريق مشاركته في الندوات والاجتماعات والجمعيات الثقافية والدينية، بل ومشاركته في تأسيسها، وإنشاء بعضها([8])، ولا بد من القول: إن الشيخ المترجم، كان إيجابياً في معاملاته الاجتماعية، يشارك الناس في أفراحهم وأحزانهم، مع حرصه على استغلال هذه المناسبات الاجتماعية في الدعوة إلى الله، وإرشاد الناس ونصحهم، ووضعهم على المنهج الإسلامي القويم في هذه المناسبات.
أما قمة نشاطه في الدعوة إلى الله، فتتجلى في دعوة الشباب وتربيتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح، وذلك بعد أن أكسبته الأيام الخبرة التامة في مجال الدعوة، حيث رأى في الشباب التربة الصالحة لغراسه الطيبة، وأنهم الفئة الأصلح لتكوين الشخصية المسلمة بكل خصائصها ومميزاتها، وهكذا انصرف الشيخ لتربيتهم والاهتمام بهم، فكان (جامع أبي ذر)([9])المنارة التي شعت منها أنوار هذه الدعوة المباركة، وكانت هذه الخاتمة الحسنى لحياته في الدعوة إلى الله، واستمر على ذلك إلى أن أدركته المنية، رحمه الله.
وقد كثر طلابه والآخذون عنه، وذلك لطول المدة التي أمضاها في التعليم في مختلف مراحله، ثم في عمله في (الثانوية الشرعية)، وأخيراً جهوده مع تلاميذه الشباب في جامع (أبي ذر)، ولعل من أبرز تلاميذه أبناؤه، الذين حرص على تعليمهم العلوم الشرعية، فنبهوا ونبغوا، ووصلوا إلى أرقى المراتب في العلم والدعوة إلى الله.
وما من رجل لقيته لأسأله عن الشيخ، إلا كان جوابه الثناء العاطر، والإشادة البالغة بعلمه وفضله، ولعل أعظم شهادة فيه، شهادة والده الشيخ عيسى - رحمه الله - حيث كان كثيراً ما يكرر قوله: (ولدي أحمد أفضل مني)، (ولدي أحمد فاقني بمراتب)، جاء في كتاب (فتح المجيب في مدح الحبيب)([10])، بعد ذكر رؤيا رأى فيها السيد أحمد الصياد، يقول: (ولد لي مولود فسميته أحمد، ولقبته بالصياد وعز الدين وكنيته أبو على، وهو الآن في سن الثلاثين من عمره، عالم عامل، موفق كثير الرؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم).
أما أستاذنا الشيخ طاهر خير الله - رحمه الله - فيقول بعد حديثه عن علم الرجل ونجاحه في الإدارة: (وأنا أشهد أني ما لاحظت عليه يوماً من الأيام، اندفاعا لغرض شخصيّ، أو حظّ نفسيّ، أو تذكير بأمر ليس من مرضاة الله تعالى، لقد كان الشيخ قويا أميناً في تحمل المسؤولية والنهوض بأعبائها).([11])
مع انشغال الشيخ بالعمل في التدريس والدعوة إلى الله، فقد أفرد الكثير من وقته للتأليف، لأنه رأى فيه الوسيلة الناجحة في الدعوة إلى الله، وإيصال المعلومة الصحيحة البعيدة عن الزخارف اللفظية، والحشو الذي لا فائدة منه، يربط فيها حقائق الإسلام بأداتها الشرعية، مع الاهتمام بالجانب التربوي والأخلاقي، ويصحح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، و يعرض فيها تجاربه في الدعوة إلى الله، وتربية النشء المسلم، كل هذا مع التركيز والاختصار، الذي لا يخل بالمعنى، ولا يجعل القارئ يشعر بالملل والسآمة.
وقد ناهزت مؤلفاته الأربعين مؤلفاً بين كتاب ورسالة مطبوعة، وكتب ورسائل ما تزال مخطوطة، لم تنشر بعد. فمن مؤلفاته المطبوعة.
أولاً- سلسلة العقائد([12]):
1- الإيمان بالله تعالى، يقع الكتاب في 107 صفحات من القطع الصغير.
2- الإيمان بالرسل، يقع في 203 صفحات من القطع الصغير.
3- الإيمان بالملائكة، ويقع في 231صفحة من القطع الصغير.
4- الإيمان باليوم الآخر، ويقع في 175 صفحة من القطع الصغير.
5- الإيمان - خصائصه - علاماته - ثمراته - وهو في قسمين، يقع في 279 صفحة من القطع الصغير.
6- الكفر والمكفرات، يقع 285 صفحة من القطع الصغير.
ثانياً- سلسة من هدي الإسلام:
1- شؤم المعصية، يقع في 111 صفحة من القطع الصغير.
2- هذا الإنسان، يقع في 160 صفحة من القطع الصغير.
3- الدعوة إلى الإسلام وأركانها، يقع في 199 صفحة.
4- من محاسن الإسلام، يقع في 215 صفحة من القطع الصغير.
5- الفتن، يقع في 229 صفحة من القطع الصغير.
6- الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر، يقع في 189 صفحة.
7- القلب ـ مكانته ـ أحواله ـ مرضه ـ يقع في 232صفحة.
8- منهج التربية الصالحة، يقع في 187صفحة.
9- فضيلة الدعاء والذكر، يقع في 184صفحة.
10- الحق والباطل، يقع في 64 صفحة.
11- التوبة، مطبوع في قسمين الأول: يقع في 127صفحة، والثاني 176 صفحة.
12- العمل الصالح، يقع في192 صفحة.
13- الرؤى والأحلام، يقع في171صفحة.
14- الهدى والضلال، ويقع في 111 صفحة.
15- العشر المهلكات، ويقع في 224 صفحة.
ثالثاًـ كتب ورسائل في موضوعات متنوعة منها:
1- رسالة سبيل الهدى والعمل، وتقع في 100 صفحة من القطع الصغير في طبعتها العاشرة.
2- كتاب الاجتهاد والمجتهدون وضرورة العمل بمذاهب الأئمة الأربعة، وخطر اللامذهبية الضالة، ويقع في 206 صفحة من القطع المتوسط، صدرت الطبعة الأولى منه، سنة: 1388هـ، عن مكتبة الشباب المسلم في حلب.
3- قبسات من نور النبوة، بالاشتراك مع فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، صدرت الطبعة الأولى منه عام 1951 م، وصدرت الطبعة الثانية بعناية الأستاذ الدكتور عبد المجيد بيانوني عام 1999 م، وقد ألحق بها رسالة بعنوان ومضات من هدي النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، وقدم له نجل المترجم له الدكتور محمد أبو الفتح، تقع هذه الطبعة في 146 صفحة من القطع المتوسط.
4- رسالة أخطاء لغوية شائعة، وتقع في 56 صفحة من القطع الصغير، صدرت الطبعة الأولى منها في حلب، عام 1961م.
5- كتاب مجمع العبادات على مذهب أبي حنيفة، رحمه الله، ويقع في 317 صفحة من القطع الكبير.
6- رسالة التكريم الصادق بالإتباع الكامل، تقع في 24 صفحة من القطع الصغير.
7- بالإضافة إلى اشتراكه في تأليف بعض الكتب المدرسية لمادة التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية.
رابعاً- الكتب التي لم تطبع حتى تاريخ كتابة هذه الترجمة (حسب ما أعلم):
1- بلوغ الأمل شرح وصايا سبيل الهدى والعمل.
2- نفحات الرحمن في بيان مواطن العبر في قصص القرآن.
3- من نداء القرآن الكريم.
4- نسائيات.
5- مراحل حياتي بقلمي.
6- مجموع العبادات على المذهب الشافعي.
7- كتاب آداب الإسلام.
8- كتاب مختارات من كلام السلف.
9- تتمة العشر المهلكات.
10- بالإضافة إلى عدد من الرسائل الدعوية والتربوية والخطب المنبرية ودروسه الأسبوعية، وديوان شعر وغيرها من المخطوطات القيمة.
كريم النفس واليد، عالي الهمة، صبور عند الشدائد، حليم على من يجهل عليه، لين الجانب، متواضع في حديثه لإخوانه، وفي ملبسه ومأكله ومشيته، وتعامله مع من حوله، ورحمته وشفقته على الضعفاء والصغار والأيتام، وبره بأهله، وصلته لرحمه، حاضر البديهة، حكيم، مسدد الإجابة، مع ذوق رفيع، وفكاهة محببة، أما إذا انتهكت حرمة من حرمات الله، فما أسرع غضبه وأشده.
جميل الوجه، حنطي البشرة، واسع العينين، أقني الأنف، ضليع الفم، خفيف اللحية، سوي الخلقة، يزين رأسه بعمامة بيضاء، زادته بهاء وجمالاً، ربعة بين الرجال، إلى الطول أقرب، مع صحة و امتلاء في الجسم، وتناسب في الأعضاء.
بقي الشيخ المترجم له على هذه الأخلاق العظيمة، والهمة العالية في الدعوة إلى الله، ونشر العلم، وتربية الشباب، إلى أن أصيب بمرض عضال، أقعده عن مواصلة العمل في الدعوة ونشر العلم، وقد عانى منه معاناة كبيرة، تلقاها بالصبر والاحتساب، حتى إذا كان فجر يوم الجمعة، الواقع في السابع عشر من ذي الحجة، عام: خمسة وتسعين وثلاثمئة وألف للهجرة، الموافق للعشرين من شهر كانون الأول، عام: خمسة وسبعين وتسعمئة وألف للميلاد، فاضت روحه الطاهر إلى بارئها، وهو في ذكر دائم لله سبحانه، وفي صباح اليوم التالي، شيع الشيخ بجنازة حافلة، انطلقت من جامع (أبي ذر) حضرها جلّ شيوخ حلب وعلمائها وطلبة العلم فيها، بالإضافة إلى آلاف المشيعين الذين حملوا الجنازة على أكتافهم إلى جامع (بانقوسا) حيث صلي عليه، وواصلت الجنازة طريقها إلى (مقبرة الأعرابي)، وهناك وري الثرى بين دموع المشيعين ودعائهم.
وأقيمت للشيخ مجالس عزاء في (جامع أبي ذر)، تحدث فيها كثير من العلماء الذين أشادوا بعلم الشيخ، وعمله في الدعوة إلى الله، وكان مما قاله فضيلة أستاذنا الشيخ نور الدين عتر: (إن مصاب الناس اليوم وفاجعتهم فادحة، حيث فقدوا إماما وقدوة، كان يحمل منهجا يمثل التمسك بالحق، والحرص على الحق مهما كانت الظروف، حتى مع أحبّ الناس إليه، لقد كان أستاذنا الجليل ـ- رحمه الله -ـ إنساناً مربياً، قلّ أمثاله في هذا الزمان، كانت التربية النبوية هدفه ومقصده وكان يسلك في هذا تخطيطاً جميلاً وبنّاءً وتربوياً).([13])
وممن رثاه شعراً في هذه المجالس، شاعر الدعوة الأستاذ ضياء الدين الصابوني، في قصيدة طويلة مؤثرة، نختار منها هذه الأبيات:
طأطئ الرأس خاشعاً لجهاده
كم أحب الشباب حباً كريماً
وهو يمتاز بالتواضع والحلم
فعلى ثغره ابتسامة بشر
يتولى غراسها بيديه
وهو خطب على البلاد جليل
ينزع العلم بانتزاع رجال
فهو رمز للدين من أوتاده
ورعاهم بحبه وفؤاده
يضحي للدين في إسعاده
ويفيض الحنان من أبراده
ليرى جنيها يوم حصاده
هدّ ركن الدين من أطواده
حملوه قد صحّ في إسناد
المصادر المراجع
1. كتاب علماء من حلب في القرن الرابع عشر لمحمد عدنان كاتبي
كتاب سلاسل الذهب من الأسر العلمية التي تزينت بها حلب لمحمد عدنان
([1]) انظر ترجمته في الجزء الأول من كتابنا (علماء من حلب في القرن الرابع عشر) ص 154.
([2]) انظر ترجمته في الجزء الأول من كتابنا (علماء من حلب في القرن الرابع عشر) ص 182.
([3]) أحمد عز الدين البيانوني الداعية المربي ص 45.
([4]) انظر تفصيل ذلك في كتاب أحمد عز الدين البيانوني ص 46.
([5]) انظر ترجمته في الجزء الأول من كتابنا (علماء من حلب في القرن الرابع) عشر ص 441.
([6]) انظر ترجمتهم في الجزء الأول من كتاب (علماء من حلب في القرن الرابع عشر) للمؤلف.
([7]) انظر تفصيل ذلك في كتاب (أحمد عز الدين بيانوني الداعية المربي)، ص 55.
([8]) انظر الحديث عن مشاركته في إنشاء دار الأرقم في المصدر السابق، ص 56.
([9]) في هذه المرحلة من حياة الشيخ تعرفت عليه وأنا في المرحلة الثانوية وحضرت بعض دروسه في (جامع أبي ذر) مع رفاقي من طلاب الثانوية الشرعية بحلب.
([10]) ديوان شعر لوالده، قام المترجم بالاعتناء به وطبعة، وعندي صورة عنه. (المؤلف)
([11]) كتاب (الشيخ أحمد عز الدين بيانوني الداعية المربي) ص 39.
([12]) طبعت هذه السلسلة مع سلسة من هدي الإسلام في حلب عام: 1973 م، ثمّ أعيد طبعها طبعة ثانية في مصر عام: 1985 م.
([13]) أحمد عز الدين البيانوني، الدعية المربي ص 37.
من صفحة الاستاذ: محمد عدنان كاتبي.
أحمد البيانونی
1913م – 1975م.
حياته العلمية
- أحمد عز الدين البيانوني ، الملقب : أحمد الصياد .
- ولد في مدينة حلب عام 1330 ه / 1913م.
- توفي – رحمه الله تعالى - صباح يوم الجمعة ، السابع عشر من ذي الحجة عام 1385 ه ، الموافق للتاسع عشر من كانون الأول عام 1975م، ودفن في مقبرة الأعرابي في مدينة حلب .
حياته العملية
- عمل في حقول التربية والتعليم المختلفة ستة وثلاثين عاما ( 1932 – 1968).
- كان مهتما بالدعوة الإسلامية عامة ، والتربية العملية خاصة .
- انطلق عام 1386ه / 1966م في تكوين مدرسة دعوية خاصة نسبت في بدايتها إليه ، وعرفت فيما بعد باسم " جماعة أبي ذر " نسبة إلى مكان تأسيسها ، حيث نشأت في جامع أبي ذر الكائن في حي الجبيلة بمدينة حلب ، مقر الجماعة الأصلي، ثم اتخذ قرار في الجماعة بتسميتها : " جماعة الهدى الإسلامي " . - عني يتأليف ونشر الكتب الإسلامية ذات الحجم الصغير .
إنتاجه الأدبي
1-سلسلة العقائد.
2- سلسلة العبادات .
3- معاملة من هدي الإسلام .
مقتطفات من كتاب : معجم الأباء الإسلاميين المعاصرين ، تأليف :أحمد الجدع.