شيخ الأزهر وشیخ الشافعية: شمس الدين محمد ابن محمد بن حسين بن سعد الأنبابي الشافعي، توفي أبوه محمد بن حسين في 15 المحرم ، سنة 1278، وترك المترجم وأخوين، هما حسن، ويحيل وكان مولد المترجم في القاهرة سنة 1240ه، فحفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر سنة 1253ه، فحضر على كبار علماء الأزهر، كالبرهان الباجوري، وهو عمدته ، والبرهان السقا، ومصطفى العروسي، ومصطفى البولاقي، ومصطفى الذهبي، ومحمد عليش، وغيرهم من الأئمة .
واجتهد في الطلب اجتهادا بليغا ، حتى نبغ ومهر وامتاز، وارتفع له قدم في التحقيق ، وسطعت شمس علومه ، فتقلد أمانة الفتوى للشيخ العروسی ، ووكالة الأزهر، وتولى مشيخة السادة الشافعية ، وتولى مشيخة الأزهر سنة 1304ه، وورد في الذكريات والأوامر العلية خبر تعيينه محفوفا بالإكبار والإجلال، ونصه: تعيين حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الأنبابي شيخا للجامع الأزهر الأنور: بناء على ما اعترى حضرة الأستاذ الشيخ محمد المهدي العباسي من عدم الصحة قد استعفی من وظيفتي مشيخة الجامع الأزهر والإفتاء ، وقورن طلبه هذا لدى الحضرة الفخيمة الخديوية بالقبول، وصدر الأمر الكريم بتاريخ 3 ربيع الثاني سنة 1304ه، بتعيين حضرة الأستاذ الشيخ محمد الأنبابي الشافعي شيخا على الجامع الأزهر، لما هو معروف في حضرته من كمال العلم وجليل الفضائل).
وقد تخرج به عدد ج من الأئمة والعلماء النبلاء، حتى قال الأستاذ إلياس خورة في (مرآة العصر ): ومن الغريب أن هذا المفضال صاحب الترجمة قد جمع بين العلم والعمل في أمور الدين والدنيا، فعدا عن رسالاته التي ذكرناها قد ژبني على يديه جم غفير من العلماء ، تصدروا بعناية تعليمه للتدريس في الأزهر).
له رسائل وحواش كثيرة؛ منها: (حاشية على رسالة الصبان في البيان، و(تقرير على حاشية السجاعي على شرح القطر لابن هشام)، و(تقرير على حاشية الأمير على شذور الذهب لابن هشام)، و و(تقرير على حاشية البرماوي على شرح ابن قاسم على متن أبي شجاع)، و(تقرير على حاشية الشرقاوي على تحرير تنقيح اللباب)، وكل ذلك مطبوع، و(تقرير على نهاية المحتاج على المنهاج)، مخطوط في مكتبة الأزهر، و(الصياغة في فنون البلاغة) مخطوط في أربعة مجلدات ، في العراق، و(رسالة البسملة الصغرى) طبع ، ورسالة في (تأديب الاطفال) ورسالة في علم الوضع)، وتحرير في (دفع الزكاة لمن بلغ ولم يصل طول عمره)، و(سؤال رفع إلى الشيخ الأنبابي من اليمن)، و(القول السديد، في صحة نکاح المرأة بلا ولي مع التقليد)، و(مجوع مشتمل على رسائل ومسائل) ، في سبع وستين ورقة ، مخطوطات في مكتبة الأزهر .
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.
(1240 - 1313 هـ = 1824 - 1896 م) محمد بن محمد بن حسين الأنبابي، شمس الدين: فقيه شافعيّ. مولده ووفاته في القاهرة. تعلم في الأزهر، وولي شياخته مرتين. وكان يتجر بالأقمشة. وأصيب بشلل قبل وفاته بسنتين.
له رسائل وحواش كثيرة، منها (حاشية على رسالة الصبان - ط) في البيان، و (تقرير على حاشية السجاعي على شرح القطر لابن هشام - ط) نحو، و (تقرير على حاشية الأمير على شذور الذهب لابن هشام - ط) نحو، و (تقرير على حاشية البرماوي على شرح ابن قاسم على متن أبي شجاع - ط) فقه، و (الصياغة في فنون البلاغة - خ) أربعة مجلدات، في العراق، و (رسالة البسملة الصغرى - ط) ورسالة في (تأديب الأطفال) ورسالة في (علم الوضع) وللسيد أحمد رافع الطهطاوي كتاب (القول الايج أبي في ترجمة العلامة شمس الدين الانب أبي - ط) .
-الاعلام للزركلي-
الإمام الشيخ شمس الدين الأنبابي
إنه الشيخ شمس الدين محمد بن حسين الأنبابي الشافعي، ينسب إلى مدينة أنبابة المعروفة بإمبابة حالياً وهي تقع على الشاطئ الغربي للنيل.
ولد عام 1240هـ - 1824م لأب كان من كبار التجار في ذلك الوقت ونشأ الشيخ على حفظ القرآن الكريم، ومتابعة التجارة مع والده، ثم التحق بالأزهر عام 1253 هـ ليستقبله فيه كبار المشايخ أمثال الشيخ الباجوري، والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ مصطفى البولاقي، ودرس الشيخ على أيدي هؤلاء العلماء العظماء وغيرهم.
ونال الإمام الإنبابي الإجازة بالتدريس، وتولى التدريس بالأزهر عام 1267هـ فشرح كتب النحو، ووضع الحواشي لعشرات الكتب.
وعرف الشيخ بالدقة وسعة العلم، وذاع صيته بين العلماء، والتف حوله مئات الطلبة وأصبح لحلقته مكانتها المرموقة التي يشهد بها خيرة المشايخ وصفوة العلماء، ولم يكتف الشيخ بذلك، بل عمل على توسعة اطلاعاته، وتنوع قراءاته وثقافاته، فبلغ شأنا عظيماً، فتم انتخابه أمينا للجنة الفتوى ووكيلاً لشيخ الأزهر، وتم تعيين الشيخ الأنبابي شيخاً للجامع الأزهر يوم الأحد 19 من المحرم عام 1299 هـ = 1882م، وكان ذلك أثناء الثورة العربية، فمنحه السلطان عبد الحميد الرتب والهدايا، وأنعم عليه بالخلع السلطانية وذلك تكريماً للشيخ وعرفانا بمكانته العلمية، والأدبية والأخلاقية المعروفة لدى الجميع ولكن الشيخ الأنبابي لم يستمر طويلاً في منصب المشيخة، فقد قدم استقالته عقب انتهاء الثورة العرابية لأن الخديوي كان قريباً من الشيخ المهدي، وكانت لديه رغبة في إعادته إلى منصبه الذي أقيل منه.
وفي 3 من ربيع الأول عام 1304هـ، تم إعادة الشيخ الإنبابي إلى منصب مشيخةالجامع الأزهر وأنعم عليه الخديوي بالنياشين الرفيعة والهدايا الثمينة.
وعرف عن الشيخ التقوى والصلاح وحبه للخير ومساعدته للضعفاء والمحتاجين واستمر في منصب المشيخة تسع سنوات ظهرت فيها سماحته، وزاد إحسانه وتضاعف عدد طلابه وتلامذته أضعافاً كثيرة.وفى شهر ذي الحجة عام 1312 هـ قدم الشيخ الإنبابي استقالته من منصب المشيخة لظروفه الصحية التي ساءت، فأرسل إليه الخديوي عباس الثاني خطابا جاء فيه:
[...وقد أسفنا لأمر الاستقالة، لما أنتم متصفون به من الفضل وخدمة العلم، إلا أنه بناء على ما لحضرتكم لدينا من المكانة المعتبرة، وإيثارنا مراعاة جانب صحتكم قد قبلنا التماس فضيلتكم، وأقلناكم من مشيخة الجامع المشار إليه لحصولكم على الراحة من عناء الإشغال، واعلموا دائما أنكم حائزون على حسن رعايتنا، وكمال توجيهاتنا، نسأل الله أن يمنحكم السلام والعافية، إنه الكريم المنان، الثالث من المحرم عام 1313هـ] حدث ذلك وقد تخرج على يديه زمرة من خيرة العلماء الذين استقوا من معينه الذي لا ينضب، ونهلوا من فيض عقليته الواسعة المفكرة ... ومن أبرز تلامذته الأعلام كان الشيخ حسونه النواوي، والشيخ السيد الببلاوي، والشيخ عبد الرحمن النواوي، والإمام أبو الفضل الجيزاوي، والشيخان أحمد ومحمد القياتي، والشيخ حسن الطويل، والشيخ عبد الله عليش، والشيخ المطيعي، والشيخ البولاقي، والشيخ عبد الرحمن قراعة.
ومع مرضه وطلبه للراحة التي قدم من أجلها استقالته من مشيخة الجامع الأزهر لم يركن العلامة الإمام الشيخ شمس الدين الأنبابي إلى الكسل والراحة، بل راح يبحث في أمهات الكتب طلباً للمزيد من المعرفة فقرأ كتب السنة المستة، وكتاب الشفاء في السيرة وغيرها من الكتب التي عكف على قراءتها والبحث فيها.
وفي ليلة السبت الحادي والعشرين من شوال عام 1313 هـ فاضت روح العلامةالكبير والشيخ الجليل الإمام شمس الدين الأنبابي إلى ربها، تاركاً خلفه خيرة العلماء ممن تربوا على يديه وأخذوا منه العلم.
كما ترك الشيخ خلفه خلاصة فكرة، وعصارة عقله في عشرات الكتب القيمة لتكون نبراساً لمن يأتي بعده.
ومن أهم هذه الكتب العديدة نورد الآتى:
- رسالة في بيان الربا وأقسامه.
- رسالة في علم الوضع.
- رسالة في مبادئ علم النحو.
- رسالتان في البسملة.
- رسالتان في تحقيق الاستعارة في قولهم: (زيد أسد).
- رسالة في إفادة تعريف المسند والمسند إليه.
- حاشية على التجريد شرح مختصر السعد في البلاغة.
- تقرير على حاشية الباجوري في المنطق.
- حاشية على آداب البحث.
- تقرير على شرح الشيخ خالد للأجرومية.
- تقرير على حواشي السمرقندية في البلاغة.
- رسالة في قوله تعالى: [وآية لهم الليل نسلخ منه النهار].
- رسالة في دفع الزكاة لمن بلغ.
- شرح على مقدمة سلم العلوم.
- رسالة في تزويج المرأة بلا ولي.
- رسالة في مداواة الطاعون.
- رسالة في شرح حاشية البرماوي في فقه الشافعية.
- رسالة في مقدمة القسطلاني في شرح صحيح البخاري.
- رسالة في شرح رسالة الدردير في البيان.
- رسالة على حواشي الأمير الملوي.
شيوخ الأزهر تأليف أشرف فوزي صالح ج/2 – ص 66 – 69.