مصطفى بن محمد بن أحمد بن موسى العروسي:
فقيه شافعيّ مصري، ممن ولي مشيخة الأزهر. تولاها سنة 1281 وكان مشغوفا بإبطال البدع، فأبطل الشحاذة بالقرآن في الطرق، وعزم على امتحان المدرسين في الأزهر، فخافته المشايخ والطلبة، وفاجأه العزل سنة 1287 هـ
له كتب، منها (نتائج الأفكار القدسية - ط) حاشية على شرح زكريا الأنصاري للرسالة القشيرية، في التصوف، أربعة أجزاء، و (كشف الغمة في تقييد معاني أدعية سيد الأمة) و (العقود الفرائد في بيان معاني العقائد) و (أحكام المفاكهات في أنواع الفنون المتفرقات - خ) في الأزهرية (6: 278) باسم (مسائل أحكام المفاكهات) و (الأنوار البهية في بيان أحقية مذهب الشافعية) .
-الاعلام للزركلي-
الشيخ مصطفى العروسي
هو الإمام الشيخ مصطفى بن محمد بن أحمد بن موسى بن داود العروسي حفيد المشايخ والعلماء، وقد ورث عنهم المشيخة كما ورث عنهم العلم، فكان أبوه وجده من مشايخ الأزهر، وكذلك أصبح هو.
ولد الشيخ العروسي ونشأ في بيت علم فتلقى العلم على يد والده الإمام محمد العروسي، وعلى أيدى كبار علماء ومشايخ الأزهر.
وأصبح للشيخ مصطفى العروسي شأنه، فلما أضعف المرض الشيخ الباجوري وتقدم في السن صدر القرار بإنابة أربعة وكلاء عنه في القيام بشؤون الأزهر ويكون على رأسهم الشيخ مصطفى العروسي، واستمر هذا الوضع حتى بعد وفاة الإمام الباجوري - رحمه الله - إلى أن وليها الإمام العروسي عام1281هـ.
كان الشيخ العروسي قوي الشخصية حريصاً على النظام والدقة، فخافه الطلاب وهابه المشايخ والأمراء، وكان الشيخ العروسي لا يخشى إلا الله، حرصاً على تنفيذ أوامر الشريعة الإسلامية بدقة متناهية دون تنازل أو تراخي في ذلك، فأبطل البدع الشائعة في عصره، ومنع التسول بالقرآن، وحرم غير الأكفاء من التدريس في الجامع الأزهر، وكان يرى أن هذه المكانة - التدريس بالأزهر - يجب ألا تكون إلا لمن توافر فيه العلم، والثقافة، والخلق، والأدب، والشخصية القوية.
ومضى في تنفيذ ذلك بعزم وصرامة فمنع الكثيرين ممن يحترفون التدريس في الجامع الأزهر، ووضع امتحاناً للمدرسين حتى يميز الصالح من الطالح، ولكن - لأول مرة في تاريخ مشيخة الأزهر - جاء قرار الخديوي إسماعيل بعزل الشيخ العروسي من منصب المشيخة دون تقديم أسباب أو مبررات لذلك العزل، وتم ذلك عام 1287هـ، وكانت هذه الحادثة هي المرة الأولى من نوعها ويعود ذلك إلى ظلم الخديوي إسماعيل، وتدخله في أمور تمس مشاعر الشعب المسلم الذي ينظر إلى شيخ الأزهر نظرة روحية تتصل بعقيدته، وربما خشي إسماعيل من قوة الشيخ العروسي - وقد كان قوي الشخصية - في أن يقوم بثورة ضد الخديوي أو تشجيع ثورة ضده على الأقل خصوصاً.
وقد زادت المظالم في عهده، واشتكى الناس من سوء المعيشة وشظف العيش في حين يعيش الخديوي حياة ترف وبذخ لا تتلاءم مع حال الشعب.
وقد ترك الشيخ العروسي مؤلفات قيمة منها:
- حاشية على شرح الشيخ زكريا الأنصاري الرسالة القشيرية في التصوف (أربعة أجزاء).
- العقود الفرائد في بيان معاني العقائد.
- الفوائد المستحسنة فيما يتعلق بالبسملة والحمدلة.
- الأنوار البهية في بيان أحقية مذهب الشافعية.
- كشف الغمة وتقييد معاني أدعية سيد الأمة.
- أحكام المفاكهات في أنواع الفنون المتفرقات.
- القول الفصل في مذهب ذوي الفضل.
شيوخ الأزهر تأليف أشرف فوزي صالح ج/2 – ص 56 – 57.