أول برلماني معارض ، يسقط حكومة في مصر، الشيخ عبد السلام عبد الخالق المويلحي باشا ، حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر الشريف، فتلقى العلم هنالك ، وتتلمذ لعدد من شيوخه الأئمة المتبحرین ، کالأشموني ، والبرهان السقا ، والعروسي ، والبحراوي ، وغيرهم من الأئمة .
وقد تخرج ، فلم يشتغل بالأدب كأخيه إبراهيم، بل اتجه إلى تجارة الحرير ، حتى كان شيخ التجار جميعا ، أو رئيس الغرفة التجارية باصطلاح اليوم
وقد تألف مجلس شورى النواب ، ليعبر عن آمال الشعب ، وكان المترجم عضوا في البرلمان، أيام أن كانت وزارة نوبار باشا تضم أعضاء من الوزراء الأجانب الإنجليز والفرنسيين، وقد تألفت منهم لجنة التحقيق، التي تضع مشروعات القوانين المالية للبلاد، فخولت اللجنة لنفسها سلطات هائلة ، وسرحت الموظفين المصريين أبناء الوطن وأحلت مكانهم الأجانب بدعوى أنهم أخبر ، حتى تحكم الأجانب في الوطن فتقدم محمود بك العطار وصاحب الترجمة عبد السلام المويلحي باعتراض جريء على إغفال مجلس من النواب في المرسوم الصادر بتأليف اللجنة ، فأراد نوبار باشا أن يلتف على الأمر ويزعمه سیاسیا محضا وتصاعدت المناقشات في البرلمان يقودها المويلحي، حتى أحالت الحكومة بتحريك من اللجنة ألفين و وخمس مئة ضابط مصري للإيداع ، فقامت ثورة علنية هاجمت نوبار باشا والوزيرين الأجنبيين ، وتضامن معهم الخديوي إسماعيل ، فسقطت الوزارة مدحورة ، وكان عبد السلام المويلحي أول معارض برلماني وطني أصيل ، يحاصر تغلغل الأجانب والإنجليز في إدارة شئون البلاد، ويتمكن من إسقاط الحكومة.
توفي المترجم يوم الاثنين، 10 ذو الحجة ، سنة 1328ه، الموافق 12 ديسمبر، سنة 1910م).
أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.