تقي الدين أبي بكر بن إبراهيم بن يوسف البعلي

ابن قندس أبي بكر

تاريخ الولادة809 هـ
تاريخ الوفاة861 هـ
العمر52 سنة
مكان الولادةبعلبك - لبنان
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • حمص - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • بعلبك - لبنان
  • مصر - مصر

نبذة

(أَبُو بكر) بن إبراهيم بن يُوسُف التقي البعلي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن قندس بِضَم الْقَاف والمهملة بَينهمَا نون وَآخره مُهْملَة ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فتعانى الحياكة كأبيه ثمَّ أقبل على الْقُرْآن فحفظه فِي وَمن يسير عِنْدَمَا قَارب الْبلُوغ مَعَ استمراره لمعاونة أَبِيه فِي الحياكة ثمَّ قَرَأَ بعض الْعُمْدَة فِي الْفِقْه على مَذْهَب أَحْمد وَالْتمس من وَالِده شِرَاء نُسْخَة بالمقنع فَمَا تيَسّر فَأعْطَاهُ بعض الطّلبَة نسخته بالتنبيه للشَّافِعِيَّة فحفظ بعضه ثمَّ تَركه وَحفظ الْمقنع والطوفى فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو والملحة وَغَيرهَا

الترجمة

(أَبُو بكر) بن إبراهيم بن يُوسُف التقي البعلي ثمَّ الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن قندس بِضَم الْقَاف والمهملة بَينهمَا نون وَآخره مُهْملَة ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فتعانى الحياكة كأبيه ثمَّ أقبل على الْقُرْآن فحفظه فِي وَمن يسير عِنْدَمَا قَارب الْبلُوغ مَعَ استمراره لمعاونة أَبِيه فِي الحياكة ثمَّ قَرَأَ بعض الْعُمْدَة فِي الْفِقْه على مَذْهَب أَحْمد وَالْتمس من وَالِده شِرَاء نُسْخَة بالمقنع فَمَا تيَسّر فَأعْطَاهُ بعض الطّلبَة نسخته بالتنبيه للشَّافِعِيَّة فحفظ بعضه ثمَّ تَركه وَحفظ الْمقنع والطوفى فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو والملحة وَغَيرهَا وتفقه بالتاج بن بردس ولازمه مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى أذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا صَحِيح البُخَارِيّ والسيرة لِابْنِ هِشَام وَكَذَا أذن لَهُ من قبله الشّرف بن مُفْلِح وَحج فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا جدا ثمَّ قدم دمشق فاستوطنها وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن القطب اليونيني وَغَيره والمعاني وَالْبَيَان عَن جمَاعَة من الدمشقيين والقادمين إِلَيْهَا مِنْهُم يُوسُف الرُّومِي وَالْأُصُول عَن الْبَدْر العصياتي والمنطق عَن الشريف الْجِرْجَانِيّ وتلا بِالْقُرْآنِ تجويدا على إبراهيم بن صَدَقَة وَقَرَأَ على الشَّمْس بن نَاصِر الدّين منظومته فِي عُلُوم الحَدِيث وَشَرحهَا وَأخذ الْيَسِير عَن شَيخنَا وَسمع فِي مُسْند إِمَامه على الشهَاب بن نَاظر الصاحبة وَكَذَا سمع على غَيره وَلزِمَ الإقبال على الْعُلُوم حَتَّى تفنن وَصَارَ متبحرا فِي الْفِقْه وأصوله وَالتَّفْسِير والتصوف والفرائض والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان مشاركا فِي أَكثر الْفَضَائِل مَعَ الذكاء المفرط واستقامة الْفَهم وَقُوَّة الْحِفْظ والفصاحة والطلاقة فَحِينَئِذٍ عكف الطّلبَة عَلَيْهِ وَأَقْبلُوا بكليتهم لَهُ وانتدب لإقرائهم حَتَّى كَبرت تلامذته ونبغ مِنْهُم غير وَاحِد وَأَحْيَا الله بِهِ هَذَا الْمَذْهَب بِدِمَشْق وَوعظ النَّاس بِجَامِع الْحَنَابِلَة وَغَيره فَانْتَفع بِهِ الْخَاص وَالْعَام كل ذَلِك مَعَ الدّين المتين والورع الثخين ومزيد التقشف والتواضع والزهد والورع والعفاف والتحري فِي الطَّهَارَة وَغَيرهَا والمثابرة على أَنْوَاع الْخَيْر كَالصَّوْمِ والتهجد والحرص على الِانْقِطَاع والخمول وَعدم الشُّهْرَة وغزارة الْمُرُوءَة والإيثار وَالتَّصَدُّق مَعَ الْحَاجة والإعراض عَن بني الدُّنْيَا جملَة وَعَن وظائف الْفُقَهَاء بِالْكُلِّيَّةِ والتكسب بالحياكة غَالِبا والتودد للطلبة بل وَإِلَى سَائِر الْفُقَهَاء حَتَّى صَار مُنْقَطع القرين واشتهر اسْمه وَبعد صيته وَصَارَ لأهل مذْهبه بِهِ مزِيد فَخر وَلم يشغل نَفسه بتصنيف بل لَهُ حواش وتقييدات على بعض الْكتب كفروع ابْن مُفْلِح بِحَيْثُ جردت فِي مُجَلد وَقد امتحن بهَا بَين الشَّافِعِيَّة والحنابلة بِدِمَشْق وَعقد لَهُ مجْلِس حافل عِنْد النَّائِب وتعصبوا عَلَيْهِ فَلم ينهضوا لمقاومته وَقدم مصر فَعَظمهُ الأكابر خُصُوصا شَيخنَا وابتهج بقدومه عَلَيْهِ وَأهْدى لَهُ شَيْئا من ملبوسه وَكتبه ولقيته إِذْ ذَاك وَسمع بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وانتفعت بلحظه ودعائه ثمَّ لَقيته بصالحية دمشق فَبَالغ فِي إكرامي بِمَا لَا أنهض لوصفه واغتبط بمحبتي وَلزِمَ السماع معي هُوَ والأعيان من طلبته وأعانني فِي تَحْصِيل بعض الْكتب والأجزاء وعزم على السّفر معي إِلَى حلب وبعلبك ثمَّ أعرض عَن ذَلِك بِسَبَب يرجع إِلَى الْإِخْلَاص وَلما رجعت إِلَى الْقَاهِرَة أرْسلت إِلَيْهِ هَدِيَّة فَأحْسن بقبولها وَأظْهر سُرُورًا وَقد وَصفه تِلْمِيذه الْعَلَاء المرداوي بِأَنَّهُ عَلامَة زَمَانه فِي الْبَحْث وَالتَّحْقِيق وَقَالَ ابْن أبي عذيبة شيخ الْحَنَابِلَة بِالشَّام وإمامهم ومفتيهم وعالمهم وزاهدهم مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَدفن بالروضة جوَار الْمُوفق بن قدامَة وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.

 

 

أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن قندس الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة ذُو الْفُنُون تقى الدّين البعلى
قَرَأَ الْقرَان على الشَّيْخ تَاج الدّين بن بردس وَغَيره وتفقه فى الْمَذْهَب وَحفظ فِيهِ الْمقنع للشَّيْخ موفق الدّين وعنى بِعلم الحَدِيث كثيرا وَقَرَأَ الْأُصُول على ابْن العصبانى بحمص وَأذن لَهُ فى الْإِفْتَاء والتدريس جمَاعَة مِنْهُم جدى الشَّيْخ شرف الدّين ثمَّ قَرَأَ الْمعَانى وَالْبَيَان على الشَّيْخ يُوسُف الرومى شَيخنَا والنحو على ابْن أَبى الْجوف وَكَانَ مفتنا فى الْعُلُوم وذهنه ثاقب ثمَّ بعد وَفَاة جدى طلبه الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَأَجْلسهُ فى مدرسة شيخ الْإِسْلَام أَبى عمر فتصدى لإقراء الطّلبَة ونفعهم ثمَّ ولى نِيَابَة الحكم لشَيْخِنَا قاضى الْقُضَاة عز الدّين البغدادى مُدَّة ثمَّ ترك ذَلِك وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فى الْعلم وَكسب يَده وَكَانَ من الصلحاء لَهُ عمل فى الْفِقْه جيد وَكتب فِيهِ حَاشِيَة على الْفُرُوع وحاشية على الْمُحَرر وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن لحق بِاللَّه تَعَالَى فى يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَنَابِلَة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَدفن بالروضة قَرِيبا من الشَّيْخ موفق رَحْمَة الله عَلَيْهِم

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.