حسن بن درويش بن عبد الله بن مطاوع القويسني، برهان الدين:
فاضل من أهل مصر. نسبته إلى قويسنا (قرية بمركز الجعفرية بمصر) ولي مشيخة الجامع الأزهر سنة 1250 هـ واعتراه الجذب في آخر عمره. له رسالة في (المواريث) و (شرح متن السلم) في المنطق سماه (إيضاح المبهم من معاني السلم - ط) .
-الاعلام للزركلي-
الإمام حسن القويسني
إنه الإمام الشيخ برهان الدين حسن بن درويش بن عبد الله بن مطاوع القويسني، ولد في بمدينة قويسنا وإليها نسبه.
كان الشيخ القويسني كفيفاً، ولم تأت لنا كتب التراجم بأي شيء عن نشأته إلا أن بعضها يذكر أنه كان شاذلياً وأنه كان عالماً، عاملاً، تقياً، مدققاً، وأنه اشتهر باسم البرهان القويسني الشافعي، وكان الشيخ القويسني ذا علم وفير مع أنه كان كفيف البصر، لذا فقد كان مهيب الجانب عند الأمراء والعلماء وغيرهم.
وقد اختاره الوالي بعد وفاة الشيخ العطار لشهرته وسعة مداركه وغزارة علمه وثقافته، كان متصوفاً زاهداً ورعاً، عزيز النفس، وقوراً لدرجة أن محمد علي والي مصر أراد أنينعم عليه بشيء ولكن الشيخ رفض وأبت نفسه قبول ذلك.
استغرق الشيخ في تناول الصوفية طيلة حياته إلى أن غلبت عليه، ولم يكن يخرج من ذلك إلا لإلقاء الدرس على تلاميذه الذين اشتهروا بسعة العلم وغزارة الثقافة وتنوعها أمثال الشيخ إبراهيم الباجوري والشيخ رفاعة الطهطاوي أبرز تلاميذه حيث درس على يديه جمع الجوامع في أصول الفقه، ومشارق الأنوار في الحديث، وكان من تلاميذه أيضا الشيخ محمد البناني، والسيد مصطفى الذهبي.
ويذكر الشيخ محمد سليمان نقلاً عن شيخه عبد المجيد اللبان أنه كانت هناك جفوة بين الشيخ القويسني والشيخ الأمير، وبلغ ذلك الحاكم، فأرسل للشيخ الأمير وسأله عن سبب الجفوة وأخبره أن الشيخ القويسني حدثه عنها، إلا أن الشيخ الأمير قال: ليس بيننا إلا الخير، وما أظن الشيخ القويسني حدثك بشيء من هذا، وأثنى الشيخ الأمير على الإمام القويسني، ولما انصرف من عند الوالي ذهب إلى الشيخ القويسني وأخبره بما حدث، فقال له: صدقت في ظنك، ما قلت للحاكم شيئاً.
فقال الشيخ الأمير: هكذا أهل العلم يسوون ما بينهم في خاصتهم وأما مظهرهم فيجب أن يكون قدوة في التآلف والخير، وإمساكاً على عروة الإسلام، وحفظاً لكرامة العلم؛ وبذلك زال ما بينهما من جفاء.
وللشيخ القويسني مؤلفات جليلة صنفها رغم انشغاله بالتدريس ورغم كونه كفيفاً ومع مشاغل الأزهر التي لا يقوم بها إلا أصحاب الشخصية القوية والعزيمة الراسخة.
ومن أهم مصنفاته:
- رسالة في المواريث.
- شرح السلم المنورق لعبد الرحمن بن محمد الصغير الأخضري.
- سند القويسني الذي قال في بدايته: (أخذت صحيح البخاري عن الإمام الفاضل الهمام الشيخ عبد الله الشرقاوي عن الشيخ الرحالة...).
وتوفي الشيخ القويسني عام 1254هـ ودفن على باب ضريح الشيخ البيومي.
شيوخ الأزهر تأليف أشرف فوزي صالح ج/2 – ص 43-45.