يوسف بن عبد القادر بن محمد الصيداوي

الأسير يوسف

تاريخ الولادة1232 هـ
تاريخ الوفاة1307 هـ
العمر75 سنة
مكان الولادةصيدا - لبنان
مكان الوفاةبيروت - لبنان
أماكن الإقامة
  • استانبول - تركيا
  • دمشق - سوريا
  • عكا - فلسطين
  • بيروت - لبنان
  • جبل لبنان - لبنان
  • صيدا - لبنان
  • طرابلس - لبنان
  • القاهرة - مصر

نبذة

العلامة المدقق الأديب التقي الصالح الشيخ يوسف بن السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الأسير الأزهري الشافعي، الصيداوي ثم البيروتي ، والأسير لقب جد له، كان الإفرنج قد أسروه بمالطة، ولما عاد إلى صيدا عرف بالأسير .

الترجمة

العلامة المدقق الأديب التقي الصالح الشيخ يوسف بن السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الأسير الأزهري الشافعي، الصيداوي ثم البيروتي ، والأسير لقب جد له، كان الإفرنج قد أسروه بمالطة. ولما عاد إلى صيدا عرف بالأسير .

ولد سنة 1230ه، الموافق سنة 1815م بمدينة صيدا من ثغور سوريا، على شطوط بر الشام، وحفظ القرآن في السابعة ، ولما بلغ الثامنة عشرة من العمر شخص إلى الديار المصرية، وأقام مجاورا في الجامع الأزهر سبع سنوات ، يأخذ العلم عن أعلامه، كالعلامة حسن القويسني ، ومحمد الدمنهوري ، ومحمد عياد الطنطاوي، ومحمد الشبيني ، فنبغ في العلوم العقلية والنقلية ، وصار إماما كاملا يرجع إليه ويعول عليه.

ثم عاد إلى سوريا فتقلب في خدمة الدولة العثمانية العلية ثم انتقل إلى القسطنطينية حيث صار رئيسا للمصححين في دائرة نظارة المعارف ، ورحل إلى القسطنطينية ، وتولى وظيفة أستاذ العربية في دار المعلمين الكبرى، وتولى رئاسة التصحيح في دائرة نظارة المعارف.

ورجع إلى بيروت ، فعكف على تدريس الفقه وقوانين الدولة العثمانية في مدرسة الحكمة المارونية مدة سنتين ، وكان من أصدقاء کرنیلیوس فنديك ومرشديه في اللغة العربية .

ومن تصانيفه: (رد الشهم ، للسهم)، رد على كتاب السهم الصائب ، لسعيد الشرتوني ، وله: (رائض الفرائض) في الميراث ، طبع سنة 1318ه في بيروت مع شرح له أيضا، (شرح أطواق الذهب ، في المواعظ والخطب) للزمخشري ط في بيروت سنة 1293ه، (ديوان شعر) ط في بيروت سنة 1306ه فيه بعض قصائده ورسائله، (هدية الإخوان، في تفسير ما أبهم على العامة من ألفاظ القرآن)، وهو تفسير للألفاظ اللغوية الواردة في القرآن ، مرتب على حسب ترتيب السور طبع في بيروت - وقيل: بل هو لابنه مصطفی الأسير ، كما في معجم المطبوعات -، وله من التأليف أيضا: (إرشاد الورى ، في نقد کتاب «نار القرى) الناصیف الیازجی).

قال القاباتي في (نفحة البشام): (وله كتابة في الرد على «جوف الفرا»، وشرحه «نار القرى» ، أخمد بها اتقاده بذهنه الوقاد ، وجعله غرضا لتصویب سهام الانتقاد) ، إلى أن قال: (ولقد تخرج عليه كثير من أهالي لبنان في فنون الأدب من نحو وصرف وبيان).

وكان على جانب عظيم من الرقة والدعة ، وحسن العشرة ، زاهدا في الدنيا ، وقد توفي إلى رحمة الله تعالى سنة 1307ه الموافق سنة 1889م، ودفن في مقبرة الباشورة).

أنظر كامل الترجمة في كتاب : جمهرة أعلام الأزهر الشريف في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين للشيخ أسامة الأزهري.

 

 

الشيخ يوسف بن عبد القادر بن محمد المشهور بالأسير
شيخ فاضل، وعالم كامل، ذو أسلوب حسن، وبلاغة ولسن، وقريحة جيدة، وفكرة لما تبديه مجودة، قد سار ذكره مسير المثل، واشتهر أمره اشتهار الأثل، وانتفع به عدد وافر، وأذعن بفضله أعيان الأكابر، ولد في مدينة صيدا في حدود سنة ألف ومائتين واثنتين وثلاثين، وتعلم القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، على الشيخ إبراهيم عارفة، وجوده على الشيخ علي الديربي، ثم شرع في طلب العلم، فقرأ على الشيخ محمد الشرنبالي نحو خمس سنين، ثم توجه إلى دمشق الشام، فحضر على أعيان علمائها الأعلام، وأقام في المدرسة المرادية ستة أشهر، وذلك سنة سبع وأربعين بعد المائتين وألف، ثم بلغه وفاة والده فعاد إلى وطنه وبلده، وأقام بها نحو ثلاث سنين يتعاطى التجارة في مكان أبيه، ويربي إخوته مع عدم تركه لطلب العلم، ثم توجه إلى الأزهر الشريف فأقام به سبع سنين، وقرأ فيه على جملة من العلماء الأعلام، منهم الشيخ محمد الشبيني والشيخ محمد الطنتدائي والشيخ محمد الدمنهوري والشيخ إبراهيم الباجوري والشيخ أحمد الدمياطي وغيرهم، ثم عاد إلى بلده صيدا وقرأ بها الفقه للعموم، ثم توجه إلى طرابلس الشام وأقام بها نحو ثلاث سنين، فحضر عليه بها جماعة من أفاضلها، ثم تقلد القضاء في لبنان نحو سبع سنين، ثم صار معاوناً لقاضي بيروت، ولم يزل يتعاطى التدريس للعموم والخصوص، وقد ألف جملة من الكتب، منها رائض الفرائض، ومنها شرح أطواق الذهب، وغيرهما، ومن نظمه:
لطيبة الغراء ذات النور ... سر بي أسر
فإن بي لتربها الكافور ... شوقاً أسر
أبقى إذا ما لاح للبرق ابتسام ... من نحوها أو فاح لي عرف انتسام
أو مر بي ذكر لتلك الدرو ... كالمحتضر
قد جد بي وجدي وأغراني الغرام ... إلى مقام المصطفى خير الأنام
من جاء كالمصباح في الديجور ... يهدي البشر
وقام يسعى في صلاح المهتدين ... ثم انتحى للماردين المعتدين
مثل انتحاء الباز للعصفور ... حتى قهر
وجاء للخلق بقرآن مجيد ... في الدين والدنيا بلا شك مفيد
ألفاظه كاللؤلؤ المنثور ... فصح غرر
حلو المعاني لذة للسامعين ... يا حبذا هاد إلى الحق المبين
به انمحت آثار كل زور ... لما ظهر

كم من براهين على صدق الرسول ... فيه وكم داع لأرباب العقول
إلى الهدى والعمل المبرور ... وكم عبر
محمد رسول رب العالمين ... بر رؤوف راحم بالمؤمنين
وقد غزا بجيشه المنصور ... من قد كفر
وعنه قد أخبرنا موسى الكليم ... بأنه رسول مولانا الكريم
وخط في كتابه المسفور ... هذا الخبر
كذاك روح الله عيسى عنه قال ... بأنه ليس لشرعه زوال
وذاك في إنجيله المسطور ... قد انسطر
يا ربنا احشرنا جميعاً آمنين ... ومن نحب من خيار المسلمين
تحت لواء عزه المنشود ... يوم الحذر
عليه من رب الصلاة والسلام ... وآله وصحبه الغر الكرام
ما انتظم الورد مع المنثور ... غب المطر
وغرد القمري مع الشحرور ... فوق الشجر
ومن موشحاته التي عارض بها الأندلسيين قوله:
يا بريقاً من ربى نجد بدا ... حي عني حي ذاك الوطن
لست أنسى حسن أنس أبدا ... كان كالعروس بذاك المسكن
دور
شهد الله شجاني ذكره ... لأريج جاء من أرجائه
فعلي اليوم حقاً شكره ... والثنا مني على أثنائه
لا تلم صبا تبدى سكره ... إن تلا الأنباء عن أبنائه
هم بدور الدور أرباب الندى ... وأولو الحسن وأهل اللسن
سكنوا الوادي دهراً فغدا ... كسما الدنيا كذا في حضن
دور

بينهم لي فرقد قد أشرقا ... ورعى مني الحشا لا ذممي
يتهادى بين غزلان النقا ... كتهادي البدر بين الأنجم
مفرد العصر جمالاً مطلقا ... فلذا أسري إليه ينتمي
منجد لكنه ما أنجدا ... متهما في وصله من شجن
مخلف وعد وصالي سرمدا ... وإذا أوعدني لم يخن
دور
يا له ظبياً بعقلي لعبا ... طلق الوجه وقيد الناظر
فاق إن قيس ببلقيس سبا ... مع سنا بحسن باهر
نونه أبدى سبيلاً عجبا ... صيده الصيد بجفن فاتر
ومن الشام له خال شدا ... بلبلاً في مصر حسن الحسن
ومن الحور له القلب فدا ... طرفه الهندي اليماني اليزني
دور
كنز در ثغره قد حرسا ... بارق رطب أنيق منتظم
عجباً كيف به قد غرسا ... في عقيق وبياقوت ختم
يا حريقي لو أسا مني الأسى ... برحيق فيه بالريق وسم
كنت أروي القلب من حر الصدى ... وأرى طرفي لذيذ الوسن
وأصوغ الشعر شفعا مفردا ... في حلى الشهم الزكي الفطن
دور

هو ذو الفضل سليم سلما ... من عدو وظلوم وحسود
طلب العلم فأمسى حلما ... فيه وازداد ارتقاء في السعود
وهو من قوم فخام كرما ... زانهم مجد وأفضال وجود
فهو في تلك المزيات اقتدى ... بأبيه ذي العلا عبد الغني
من لأهل الفقر أضحى سنداً ... ودواماً عنده الفضل عني
دور
باسم شهر الصوم في القوم اشتهر ... وهو ذو فضل على باقي السنه
وهو في الأعيان ذاك المعتبر ... مدحته في الصدور الألسنه
ذو أياد بهرت جود المطر ... وهو في تلك الوجوه الحسنه
كعبة للجود ركن للجدا ... محمل المدح لكل الألسن
فهو في عصر سعيد وجدا ... ثم لا زال بطول الزمن
دور
ملتقى الأبحر تلقى داره ... وبها المجد ينادي بالفصيح
أبشروا بالسعد يا أقماره ... واهنأوا بالمنزل العالي الفسيح
وتلا بشر بها آثاره ... وبها رونقه زاه صريح
فهي صرح بالمعالي مردا ... والمعالي وعلى التقوى بني
مد باليمن وفيه شيدا ... قصرها دام بذاك المأمن
دور
وبنوا بانيه أبناء العلا ... كنجوم في سماء بل بدور
قصروا الجهد على نيل العلا ... فاستطالوا وسواهم في قصور
واستووا في أوجها حيث علا ... وعلى الأوجه منهم كل نور

عندهم سوق المعالي والهدى ... نافق والكل بالعلم غني
فهم الغر الكرام السعدا ... والثنا منهم عليهم ينثني
دور
لسليم الطبع أهدي جملا ... ذاك من حلفي ويا نعم الرفيق
هو ممدوحي لدى كل الملا ... وهو حقا كامل حر رقيق
فهو لا زال كريماً مفضلاً ... لذوي الحب ومسرور الصديق
فأهنيه وأهدي منشدا ... بهداء شاديا في العلن
فهنيئاً تم تاريخ بدا ... جليت شمس إلى البدر السني
وله نظم كثير، ونثر بديع شهير، وقد نعاه الناعي ليلة السبت خامس ربيع الثاني سنة سبع وثلاثمائة وألف، فندبه كماله وفضله، وبكاه العلم وأهله، وحزن له البعيد والقريب، وأسف لفقده النسيب والغريب، وانفتح للتعازي والمراثي باب المقال، وانفسح للنوادب في تعداد محاسنه المجال، وعظم الكرب والهم، واشتد الخطب والغم، وقد ألبس الحزن بلدته لباس البوس، ووجه نحوها وجهه العبوس، وفي صباح ذلك اليوم حشر الناس لحضور مناحته، وشهود تشييع جنازته، وبعد تجهيزه والصلاة عليه وتوجيه أعالي الدعوات إليه، سار الناس بنعشه والنوح يحدوه، وصياح اللوعة لا يعدوه، إلى أن دفنوه، في مقبرة البشورة، ولا غرو فإنهم فقدوا من بلدهم فاضلاً عالماً عاملاً كاملاً، كان خير جليس مفيد، وملجأ للمتعلم والمستفيد، وما أحسن ما قيل من بديع الأقاويل:
إلا إنما الدنيا نظارة أيكة ... إذا اخضر منها جانب جف جانب
هي الدار ما الآمال إلا فجائع ... عليها ولا اللذات إلا مصائب
فلا تكتحل عيناك فيها بعبرة ... على ذاهب منها فإنك ذاهب

حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.

 

 

 

ابن الأَسِير
(1232 - 1307 هـ = 1817 - 1889 م)
يوسف بن عبد القادر بن محمد الحسيني، الأزهري، من بني الأسير: كاتب، فرضي، فقيه، شاعر. ولد في " صيدا " وانتقل إلى " دمشق، " سنة 1247 هـ ثم عاد إلى صيدا، فتعاطى التجارة. وتوجه إلى الأزهر (بمصر) فأقام سبع سنين، ورجع إلى بلده. ثم قصد طرابلس الشام، فأقام ثلاث سنوات، تولى في خلالها رئاسة كتاب محكمتها الشرعية، وأخذ العربية عنه بعض المستشرقين، ومنهم الدكتور فان ديك. ثم تولى منصب الإفتاء في عكا، وعين مدعيا عاما مدة أربع سنين في جبل لبنان. وسافر إلى الآستانة، فتولى رئاسة تصحيح الكتب، في نظارة المعارف، وتدريس العربية في " دار المعلمين ". وعاد إلى بيروت، فكان معاونا لقاضيها ومدرسا في بعض مدارسها، كمدرسة الحكمة والكلية الأميركية. ونشر أبحاثا. كثيرة في الصحف، وتولى رياسة التحرير لجريدتي " ثمرات الفنون " و " لسان الحال " مدة. وكانت له منزلة رفيعة في أيامه. والأسير لقب جدّ له كان الإفرنج قد أسروه بمالطة. ولما عاد إلى صيدا عرف بالأسير.
من كتبه " رائض الفرائض - ط " و " شرح أطواق الذهب - ط " و " إرشاد الورى - ط " في نقد كتاب نار القرى لناصيف اليازجي، و " رد الشهم للسهم - ط " في الرد على السهم الصائب لسعيد الشرتوني، و " سيف النصر - ط " قصة، و " ديوان شعر - ط " يشتمل على بعض منظوماته. توفي ببيروت. وللشيخ قاسم الكستي: " مجموعة رثاء الشيخ يوسف الأسير - ط " رسالة .

-الاعلام للزركلي-