مصطفى بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد عبد القادر نجا
تاريخ الولادة | 1269 هـ |
تاريخ الوفاة | 1350 هـ |
العمر | 81 سنة |
مكان الولادة | بيروت - لبنان |
مكان الوفاة | بيروت - لبنان |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مصطفى بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد عَبْد القَادِر نجا:
مفتي بيروت (سنة 1327 هـ إلى أن توفي) مولده ووفاته فيها.
له كتب، منها (نصيحة الإيمان في التربية والتعليم - ط) و (كشف الأسرار - ط) تصوف، و (أرجوزة في التربية والتعليم - ط) وثلاثة موالد. و (تفسير جزء عم - خ) و (إرشاد المريد - خ) في التجويد. وله نظم جمع في (ديوان - خ) .
-الاعلام للزركلي-
الشيخ مصطفى بن محيي الدين بن مصطفى نجا الشافعي الشاذلي
شاب نشأ عل كمال الطاعة، وعالم قد اعتزل عن الابتداع والإضاعة، فلا ريب أنه البحر الزاخر والحبر الباهي الباهر، شمس فضائله لم يصبها كسوف، وقمر معارفه لم تلمسه يد خسوف، إن نثر فما أزاهر الرياض غب المزن الهاطل، أو نظم فما جواهر العقود تحلت بها الأجياد العواطل.
ولد ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك سنة تسع وستين ومائتين وألف، وبعد سن التمييز أخذ في تعلم القرآن العزيز، ثم طلب العلم في بيروت البهية، على جماعة من العلماء ذوي مقامات سنية، فاجتهد في الطلب وجد في نوال الأرب، إلى أن فاق أمثاله ونال آماله، ثم توجه إلى مصر بقصد المجاورة في أزهرها الشريف فلم يتيسر له ذلك، بل عاد إلى وظنه بيروت وانكب على الطلب والتحصيل مع الجد والاجتهاد والتفرغ للعبادة حسب المراد، ولم يزل على هذا الحال سالكاً مسلك الفضل والكمال، إلى أن توفي والده وذهب عنه مساعده، فاحتاج إلى تعاطي الأسباب، فتعاطى التجارة بالعطارة، وأخذ الطريقة الشاذلية عن المرشد الكامل والهمام الفاضل، الشيخ علي نور الدين بن يشرط المغربي التونسي، أدام الله وجوده وأغدق علينا وعليه إحسانه وجوده، فاشتغل بالطريق فوق العادة وبذل في الطاعة جده واجتهاده، ولازم الإخوان في مسائه وصباحه، وسلك مسالك نجحه وفلاحه، مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخدمه المريدين بالحظ الأوفر. وفي سنة أربع وثلاثمائة وألف أجازه إجازة عامة، وأذن له بتلقين الذكر وهو لهذا العهد يقيم الحضر في داره، وقد أخذ عنه كثيرون فأوضح لهم الطريقة وعلمهم كيفية السلوك إلى الحقيقة، ودعاهم إلى التمسك بالسنة والكتاب وعرفهم الفرق بين الخطأ والصواب، ومن نظمه يرد على من زعم أن التمسك بالحقيقة يغني عن اتباع الشريعة قوله:
عجباً لمن يعصي أوامر ربه ... ويقول لست بمذنب من عجبه
ويرى خلاف الشرع تحقيقاً ولا ... ينقاد جهلاً بالطريق لحزبه
ويقول إني مطلق من قيده ... فدع المقيد هائماً في حجبه
ويظن مع أهل الضلال بأنه ... عرف الهدى ودرى نهاية دربه
وبأنه ممن يحب الله قد ... فازوا وقد سلكوا مسالك قربه
هيهات هيهات المحب حقيقة ... والله لا يعصي أوامر حبه
والمهتدون العارفون بربهم ... لا يجهلون وليس فيهم ما به
فاترك مصاحبة الذي هو مثله ... تلقي الأمان من الزمان وحربه
واصحب إذا رمت الهدى من يقتدي ... بالمصطفى هادي الورى وبصحبه
فالأجرب المغرور تلتزم النهي ... عنه التجنب خيفة من خطبه
وأخو الفطانة ليس يسلك مسلكا ... حتى يميز سهله. من صعبه
وله أبيات لطيفة وقصائد طريقه، وموشحات حسنة وتوسلات مستحسنة، وقدود تقال على الأذكار، ألطف من نسمات الأسحار، وله شرح على الصلاة الجليلة الممزوجة المنسوبة إلى القطب الكبير، سيدي العارف بالله عبد السلام بن بشيش سماه كشف الأسرار، لتنوير الأفكار، وله منظومة سماها الاستغاثة السنية برجال أهل سلسلة الطريق الشاذلية العلية، وأولها قوله:
بك يستجير العبد من هفواته ... يا واحداً في ذاته وصفاته
حفظنا الله وإياه من الآثام، ورزقنا وإياه حسن الختام.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.