علي بن أحمد المغربي اليشرطي الشاذلي

تاريخ الولادة1211 هـ
تاريخ الوفاة1316 هـ
العمر105 سنة
مكان الولادةتونس - تونس
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • المغرب - المغرب
  • قبرص - تركيا
  • تونس - تونس
  • عكا - فلسطين

نبذة

علي بن أحمد المغربي اليشرطي الشاذلي: شيخ الطريقة المعروفة بالشرطية، من طرق الشاذلية. ولد في بنزرت، وتفقه وحج مرات، وتصوف واستقر في عكا (بفلسطين) وترشيحا (من قرى عكا) سنة 1266 هـ وانتشرت طريقته في بعض البلاد الشامية،

الترجمة

علي بن أحمد المغربي اليشرطي الشاذلي:
شيخ الطريقة المعروفة بالشرطية، من طرق الشاذلية. ولد في بنزرت، وتفقه وحج مرات، وتصوف واستقر في عكا (بفلسطين) وترشيحا (من قرى عكا) سنة 1266 هـ وانتشرت طريقته في بعض البلاد الشامية، فخافت الحكومة (العثمانية) الفتنة، فنفاه أحد ولاتها إلى جزيرة قبرس، فأقام ومن معه ثلاث سنين. وسعى الأمير عبد القادر الجزائري للإفراج عنه فعاد إلى عكا، وقد أخذت عليه المواثيق بأن يترك ما كان عليه. ولم يلبث أن تجددت حركته، وظهر من بعض أتباعه " أمور مذمومة واعتقادات مشؤومة " كما يقول مؤرخوه، فنفتهم الحكومة إلى فزان واكتفت بترك " اليشرطي " شبه سجين في منزل الأمير عبد القادر، إجابة لرجائه. ثم أعيدت جمعاته من فزان، وأعيدت إلى حريته، فرجعوا إلى طريفتهم. واستمروا على ذلك إلى أن توفي.
واليشرطي نسبة إلى قبيلة من قبائل المغرب تقول إنها حسنية الأصل  .

-الاعلام للزركلي-


 

 

الشيخ علي بن أحمد المغربي اليشرطي الشاذلي الترشيحي
شيخ الطريقة، ومعدن السلوك والحقيقة، ولد في بيزرت من أعمال تونس الغرب، سنة ألف ومائتين وإحدى عشرة. ووالده الحاج أحمد اليشرطي، قيل نسبته إلى بني يشرط قبيلة بالمغرب، قيل إنها تنسب إلى سيدنا الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قائداً كبيراً للجيش التونسي، ولم يترك ولداً غير المترجم المشار إليه، فالتفت المترجم من صغره إلى الطلب وحضور دروس العلماء والفضلاء إلى أن نال مطلوبه وملك مرغوبه. ثم أخذ الطريقة الشاذلية عن أستاذ العصر، وفرد الدهر، الأستاذ الكبير والعالم الشهير، أبي محمد بن حمزة ظافر المدني، فاشتغل بهمة قوية وسيرة مرضية، ودأب على الذكر في السر والجهر، وكان مقدماً عند الشيخ على الجماعة لما شاهده منه من كمال الانقياد والطاعة، ولم تزل مرتبته تتعالى، وخوارقه في الطريق تتوالى، إلى أن تأهل للإرشاد وارتقى مقامه وساد، وبعد وفاة شيخه وأستاذه وعمدته وملاذه، قصد مكة المكرمة للنسك، وبعد أن أتم حجه وعجه وثجه، توجه لزيارة أشرف إنسان، وأفضل مخلوق من ملك وأنس وجان، وجاور في تلك البلدة الشريفة ذات الرتبة العالية المنيفة، أربع سنوات، وكان يحج في كل عام، بعد التمام يرجع لمدينة خير الأنام، ثم قصد زيارة القدس الشريف، فلما وصل يافا في مركب شراعي تعسر عليه النزول إليها لأن النور كان شديداً غير لطيف، فطلع إلى عكا وكان قد مرض لشدة ما أصابه من الأهوال والعناء، فذهب منها إلى ترشيحا لتبديل الهواء، وكان ذلك سنة ألف ومائتين وست وستين، وأخذ أمره من ذلك العهد بالانتشار، فقصدته الناس من القرايا والأمصار، وأخذوا عنه الطريق باذلين همتهم في حفظ فلك العهد الوثيق، وف كل يوم يشتهر أمره ويزداد علوه وقدره، إلى أن انتشر الطريق في الآفاق، فلم يدخل الإنسان من البلاد السورية إلى محل إلى ويجد مرشداً منهم قد وقف للترغيب على ساق، وفي حدود سنة ألف ومائتين وثمانين أيام ولاية رشدي باشا الشرواني رأى منهم اجتماعاً منافياً للسياسة العثمانية، فنفاه هو وبعض جماعته إلى الجزيرة القبرصية، ولم يزل بها ثلاثة أعوام إلى أن تداخل في الرجا في إحضاره الأمير عبد القادر الجزائري فاستجلبه إلى الشام، وقد أجرت الحكومة عليه شديد التنبيهات في ترك ما كانوا يفعلونه من الاجتماع وأنه من الممنوعات. ثم عاد إلى عكة ورجع، بعد أن أعطى المواثيق بأنه ترك ما كان عليه ونزع، ثم بعد أن انفصل ذاك الوالي المشار إليه رجع المترجم إلى ما كان من الظهور عليه، إلى أن وجهت الولاية على رشدي باشا وكان قد حصل من جماعته في بعض المحلات أمور مذمومة واعتقادات مشؤومة، فاستحضر الوالي المترجم تحت الحفظ إلى الشام وأراد نفيه إلى فزان، وقبض على نحو عشرين شخصاً من جماعته المعدومين من خلاصة الإخوان، فبذل الأمير عبد القادر رجاه لحضرة الوالي المرقوم أن يجعله محبوساً في داره، وأن يسمع عن نفيه رحمة لذله وانكساره، فحقق الوالي رجاه لما له عنده من الفضل والجاه، وأما جماعته فإنه نفاهم إلى فزان وأذاقهم بذلك الذل والهوان، ثم إن حضرة الأمير بعد مدة أطلقه من حبسه، وأرجعه إلى محله مشمولاً بسروره وكمال أنسه.
وحاصل الكلام في سيرة هذا المترجم المفضال فإنها اختلفت فيه أقوال الرجال، فمنهم من طعن به وزاد، ومنهم من برأه من كل ما يوجب الملام والفساد، وأن الحق يقال ما علمنا عليه سوى ما يوجب الكمال، غير أن بعضاً من جماعته قد خرجوا في الظاهرة عن دائرة الأدب، وتكلموا بما هو لكل ملام سبب، وتركوا في الظاهر كل مأمور، وارتكبوا أقبح الأمور.
ثم أن المنفيين إلى فزان أحسنت عليهم الدولة بالإطلاق فرجعوا إلى الشام، ولم يزل بعض أهل هذه لطريقة يفتخرون بمخالفة الشريعة الغراء، وبترك كل مأمور به وبفعل كل ما يوصل فعله إلى كل شقاء، ويقولون بأن الشريعة حجاب، وفعل المنكرات موصل إلى رب الأرباب، فلاطوا بالأبناء وزنوا بالأمهات، وأكلوا الحرام وانهمكوا في المنكرات، واعتقدوا بأنفسهم أنهم صوفية الزمان، وأن من سواهم قد ألبس نفسه ثياب الحرمان، ويفسرون كلام الله ورسوله بكل تفسير فاسد، ويقولون بأن هذا التفسير قد ألقاه إليهم الوارد، فما أعظمها مفسدة في الدين، وما أجسمها فتنة على المسلمين، فيا عباد الله من يقول بأن المنهي عنه طريق الوصول، وهو المرضي عند الله تعالى وعند الرسول؟ وأما المأمور به فهو حجاب، ولا يتمسك به إلا المحجوبون عن طريق الصواب!! فإننا نبرأ إلى الله من هذا الاعتقاد، ونعوذ به مما يوصل إلى كل شر وفساد، ونتمسك بما جاء به النبي الأمين ونقول " ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " ثم أن كثيراً من الناس قد شكا هؤلاء الجماعة إلى المترجم، فيقتصر على قوله عظوهم وعرفوهم أن هذا أمر محرم وإذا وعظهم إنسان، يسخرون به ويعدونه من أهل الجهالة والخسران، نسأل الله العفو والعافية، والمعافاة الدائمة والنعمة الوافية، وأن يحفظنا والمسلمين من مخالفة الملة والدين. وفي ليلة الأربعاء التاسع عشر من رمضان المبارك توفي هذا المترجم عام ألف وثلاثمائة وستة عشر رحمه الله تعالى.

حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.