عَليّ بن عبد الله بن عبد الْقَادِر نور الدّين الْبُحَيْرِي الديروطي الْمَالِكِي الْمقري نزيل مَكَّة وَيعرف بالديروطي، وَرَأَيْت ابْن فَهد سمى جده إِسْمَاعِيل بن عبد الْقَادِر بل وبخط نَفسه أَنه عَليّ بن عبد الْقَادِر بن عبد الله فالتزلزل مِنْهُ. ولد بعد الثَّمَانمِائَة بِيَسِير فِي الْبحيرَة وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى ديروط فاستوطنها وَكَذَا استوطن فوة ونطوبس وَلكنه إِنَّمَا اشْتهر بِالْأولَى، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الْبُرْهَان التركي وببعضها على ابْن الزين، وَحج مرَارًا ثمَّ استوطن مَكَّة من نَحْو سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا وتلا فِيهَا بالعشر إفرادا وجمعا على الزين بن عَيَّاش وَالشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني من طَرِيق الشاطبية والطيبة وَبِالثَّلَاثَةِ عشر على أَحْمد الْمَدْعُو حَافظ الْأَعْرَج لكنه لم يكمل عَلَيْهِ الثَّلَاثَة الزَّائِدَة على الْعشْر وَهِي الْأَعْمَش وَابْن مُحَيْصِن وقتيبة وَكَذَا قَرَأَ على نَائِب إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة أَحْمد الأريجي وَغَيره وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا، وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَقَرَأَ هُنَاكَ على الْأمين الأقصرائي صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى الْمُحب المطري صَحِيح مُسلم وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَرجع إِلَى مَكَّة وتصدر للإقراء فِي الْقرَاءَات فَانْتَفع بِهِ النَّاس خُصُوصا بعد وَفَاة الشهَاب الشوائطي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أخي المحيوي عبد الْقَادِر فِي مجاورتنا يَسِيرا وَكَانَ إنْسَانا خيرا عفيفا منعزلا عَن النَّاس سِيمَا بعد ضعف حركته فَإِنَّهُ صَار لَا يخرج لِلْمَسْجِدِ إِلَّا للْجُمُعَة وَنَحْوهَا قانعا بِمَا يستفيده من التكسب وَله وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَقد زرته وَبَالغ فِي إكرامي. مَاتَ فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة رَحمَه الله وإيانا.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.