يحيى بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الأقصرائي أبي زكريا أمين الدين
تاريخ الولادة | 797 هـ |
تاريخ الوفاة | 880 هـ |
العمر | 83 سنة |
مكان الولادة | القاهرة - مصر |
مكان الوفاة | القاهرة - مصر |
أماكن الإقامة |
|
- أبي بكر عبد الله بن الحسين بن عمر المراغي زين الدين أبي محمد "ابن الحسين المراغي"
- محمد بن محمد بن محمد بن محمد الزبيري السكندري تاج الدين "ابن التنسي"
- محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد الربعي التكريتي أبي الطاهر شرف الدين "ابن الكويك"
- عائشة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسي أم محمد
- أحمد بن خاص الحنفي شهاب الدين
- محمد بن محمد بن محمد بن علي الدمشقي أبي الخير شمس الدين "ابن الجزري"
- أحمد بن علي بن عمر بن أحمد الكلاعي الحميري الشوايطي اليمني المكي شهاب الدين "الشوائطي"
- محمد بن محمد بن محمد بن علي الخوافي أبي بكر زين الدين
- محمد بن حمزة بن محمد الفناري شمس الدين
- محمد بن محمد بن محمود بن محمد الجعفري البخاري شمس الدين "خواجه بارسا الشهاب بن عربشاه"
- محمد فارصا
- محمد بن أحمد بن حسن بن إسماعيل الكجكاوي الأمشاطي شمس الدين
- محمد بن أحمد بن طاهر الخجندي شمس الدين "ابن الجلال"
- علي بن أحمد بن علي الدكماري المنوفي نور الدين "أخي حذيفة"
- عبد الله بن محمد بن أبى القاسم بن علي الزيدي العبسي العكي "النجري عبد الله"
- محمد بن محمد بن أبي بكر السدرسي القاهري بدر الدين "السعدي سبط البويطي"
- محمد بن أحمد بن محمد الدخلي التونسي أبي الكرم
- حسن بن علي بن أحمد الدماطي الأزهري أبي علي بدر الدين
- محمد بن يحيى بن عبد الرحمن العجيسي المغربي بدر الدين
- محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن القاهري شمس الدين "إمام الكاملية"
- محمد بن علي بن أحمد الحلبي القاهري ناصر الدين
- محمد بن عبد اللطيف بن أحمد الأقصري شمس الدين "المحلي"
- محمد بن شاذي حجا ناصر الدين المحمدي
- محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب المدني أبي المعالي نجم الدين "ابن يعقوب"
- محمد بن جمعة بن محمد الحصني بدر الدين
- محمد بن سعيد بن محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الزرندي أبي الفتح فتح الدين
- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الخجندي أبي إسحاق برهان الدين
- محمد بن أحمد بن محمد بن محمد المصري أبي السعادات شمس الدين "ابن الخطيب"
- محمد بن الجيبغا الناصري نظام الدين أبي اليسر "أبي المعالي"
- محمد بن يحيى بن محمد بن إبراهيم الأقصرائي أبي السعود بدر الدين
- علي بن حجاج السفطي القاهري نور الدين "الوراق"
- محمد بن أحمد بن عبد الله بن رمضان القاهري أبي النجا شمس الدين "المخلصي أبي المعالي"
- محمد بن محمد بن أحمد البلقيني أبي السعادات بدر الدين "ابن العجيمي"
- محمد بن إبراهيم بن علي الحسيني الحلبي أبي الفضل كمال الدين "ابن أبي الصفا دموع"
- أبي بكر بن علي بن محمد القرشي المكي فخر الدين "ابن ظهيرة"
- محمد بن إبراهيم بن عثمان الخراشي شمس الدين "الخطيب الوزيري"
- محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عمر القمني شمس الدين
- عبد الغني بن أحمد بن محمد الدميري أبي الفضل تقي الدين "ابن تقي"
- محمد بن إبراهيم بن أحمد الأبودري شمس الدين
- علي بن محمد بن محمد بن محمد المحلي أبي الحسن نور الدين "ابن قريبة"
- علي بن عبد الله بن عبد القادر البحيري الديروطي نور الدين
- علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي الفيومي
- محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الزرندي مجد الدين
- عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي شرف الدين "ابن عبد الحق"
- عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود الحلبي سري الدين أبي البركات "ابن الشحنة"
- علي بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الخجندي أبي الحسن نور الدين
- عثمان بن إبراهيم بن أحمد الكفر حيوي الطرابلسي
- يحيى بن شاكر بن عبد الغني القاهري أبي زكريا شرف الدين "ابن الجيعان"
- محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى القمني أبي الفتح فتح الدين
- عبد القادر بن عبد اللطيف الأصغر بن محمد الفاسي المكي أبي صالح محيي الدين
- عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد العباسي الحموي أبي الفتح بدر الدين
- جلال الدين أبي النجاح محمد بن أحمد بن يحيى الصالحي "ابن رسلان محمد"
- محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم النويري أبي الفضل بدر الدين
- محمد بن أحمد بن إينال العلائي
- محمد بن محمد بن محمد بن خليل القاهري أبي اليسر بدر الدين "ابن الغرس"
- محمد بن محمد بن علي بن محمد القاهري جلال الدين أبي اليسر "ابن الردادي"
- محمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر السخاوي "ابن القصبي محمد"
- محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر السخاوي "ابن القصبي محمد"
- عبد القادر بن محمد المحيوي "ابن الدهانة عبد القادر"
- محيي الدين عبد القادر بن علي بن مصلح القاهري "ابن مصلح وابن النقيب عبد القادر"
- إبراهيم بن محمد بن أبي بكر المقدسي برهان الدين "ابن أبي شريف"
- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن علي القاهري "ابن الخطيب"
- محمد بن محمد بن محمد الحسني الرميثي
- علي بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق البارزي علاء الدين
- أبي الثناء مظفر الدين محمود بن أحمد بن حسن العيني "ابن الأمشاطي محمود"
- مجلي بن أبي بكر بن عمر الشباسي أبي المعالي ضياء الدين
- علي بن محمد بن خضر المحلي "العلاء ابن الجندي"
- محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد القاهري "ابن أبي القسم النويري محمد"
- علي بن داود بن إبراهيم الجوهري القاهري نور الدين "ابن داود ابن الصيرفي"
- عبد الرحمن بن أحمد بن علي الورداني
- عبد الرحمن بن عبد الغني بن محمد الحريري "ابن العقاد عبد الرحمن"
- محمد الغزي القاهري أبي عبد الله شمس الدين "بن المغربي أبي الجود"
- عبد الباسط بن محمد بن محمد القرشي أبي المفاخر زين الدين "ابن ظهيرة"
- يس بن محمد بن مخلوف الجلالي "يس المكتب"
- أحمد بن علي بن إبراهيم القريصاتي الشهاب القاهري "اللالي"
- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الخجندي
- أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الخجندي شهاب الدين أبي المحاسن
- عبد الملك بن علي بن علي بن مبارك شاه الصديقي النيريزي
- الزين عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد المقدسي "الهمامي عبد الرحمن"
- العلاء علي بن أحمد بن علي الميموني
- محمد بن إبراهيم بن أحمد بن مخلوف البرسيقي "السمديسي محمد"
- محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن أبي علي المغربي النقاوسي
- محمد بن عمر الشمس الكركي "الكركي محمد بن عمر"
- محمد بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب الجلال المرجوشي
- محمد بن محمد بن عبد اللطيف القاهري المحلي أبي الفضل "البدر"
- محمد بن أبي بكر بن أحمد القاهري شمس الدين "ابن السقاء"
- إبراهيم بن محمد بن سليمان الطيبي برهان الدين أبي إسحاق
- موسى بن أحمد بن عمر الأنصاري السنكلومي البرنكيمي
- أبي الحسن نور الدين علي بن عبد الله بن علي النطوبسي السنهوري
- زينب ابنة يحيى بن محمد الأقصرائي القاهري
- عبد الله بن أحمد الفرنوبي المكي "الأقصرائي"
- عمر بن محمد بن أحمد بن محمد المكي "ابن الضياء عمر"
- محمد بن أحمد بن عمران ناصر الدين البوصيري
- محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المقدسي
- محمد بن أحمد بن علي بن إدريس البدر أبو الفضل
- محمد بن أحمد بن علي بن خليفة الشمس الدكماوي "حذيفة محمد"
- محمد بن قاسم بن أبي بكر الخانكي "الجوهري محمد"
- محمد بن كمال الخانكي
- محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يعقوب القاهري
- محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر الأنصاري السوهائي "الجلالي محمد بن محمد"
- محمد بن محمد بن محمد بن عمر القاهري
- يحيى بن شاهين القيسي
- محمد المحب الصوفي
- محمد بن أبي بكر بن حسن غياث الدين الحسيني
- عطية بن إبراهيم بن محمد الأبناسي
- نور الدين عبد الوهاب بن علي بن حسن النطوبسي "التاج السكندري ابن المكين عبد الوهاب"
- خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الجرجاوي الأزهري "زين الدين الوقاد خالد"
نبذة
الترجمة
يحيى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْأمين أَبُو زَكَرِيَّا بن الشَّمْس أبي مُحَمَّد الأقصرائي الأَصْل نِسْبَة لأقصرا إِحْدَى مدن الرّوم القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر الْمَاضِي وَيعرف بالأقصرائي . ولد فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة الَّتِي توفّي فِيهَا أَبوهُ أَو الَّتِي بعْدهَا وَجزم مرّة بِالْأولَى بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنظومة والكنز والمنار والحاجبية وتلا لأبي عَمْرو بِمَكَّة وَهُوَ كَبِير فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين على الشهَاب أَحْمد الْيَمَانِيّ تلميذ الشهَاب بن عَيَّاش وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب بن خَاص ثمَّ أَخِيه الْبَدْر والسراج قَارِئ الْهِدَايَة وَكَذَا أَخذ عَن أَخِيه الْأُصُول وَعَن عبد اللَّطِيف البُخَارِيّ النَّحْو وَالصرْف وَعَن الشَّمْس الخواقي بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف قَاف وَقَرَأَ على الشَّمْس الفنري تَلْخِيص الْجَامِع، وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة ابْن أُخْته الْمُحب الْمَاضِي فِي توضيح صدر الشَّرِيعَة فِي أصُول الْفِقْه، وبالقراءة أَيْضا على حفيد ابْن مَرْزُوق التسهيل لِابْنِ ملك ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها كالنحو والأصلين وَالتَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا مُلَازمَة طَوِيلَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لمختصر جده لِابْنِ الصّلاح وَأخذ فِي الْأُصُول والمعاني وَغَيرهمَا أَيْضا عَن الْبِسَاطِيّ وَطَرِيق الْقَوْم عَن الزين الخوافي بِالْفَاءِ لما قدم الْقَاهِرَة واستفاد مِنْهُ وتلقن مِنْهُ الذّكر وَسمع على الشّرف بن الكويك الْخَتْم من السّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَمن مُسْند أبي حنيفَة للحارثي وعَلى تغرى برمش التركماني شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وعَلى مُحَمَّد فارصا قَالَ وَكَانَ مَشْهُورا بالتقوى وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا بِمَكَّة من صَحِيح مُسلم وَكَذَا سمع بهَا على شَيْخه الفنري من صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى ابْن الْجَزرِي فِي آخَرين وروى البُخَارِيّ إجَازَة عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْجَعْفَرِي الطياري الحافظي البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ إجَازَة فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنى ومولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين بروايته لَهُ عَن أبي طَاهِر مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الطاهري الخالدي الأوشي ووالده أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد قِرَاءَة على أَولهمَا لبعضه وسماعا لبعضه وإجازة بسائره وإجازة من الْآخِرَة وَقَالَ ثَانِيهمَا أَنا بِهِ إجَازَة حَافظ الدّين أَبُو الْعِفَّة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله القلانسي النَّسَفِيّ البُخَارِيّ بسندهما وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والتاج بن التنسي والكمال ابْن خير وَخلق وَنَشَأ فِي غَايَة التصون وَعدم التدنس بِحَيْثُ كَانَ ابْن الْهمام يَقُول أَنه مَازِن بريبة، وشمر عَن ساعده فِي الْعُلُوم حَتَّى فاق، وَأذن لَهُ الْعِزّ وَغَيره من الشُّيُوخ فِي الإقراء والإفتاء والإفادة، وَلم يستكثر من السماع وَلَا من الشُّيُوخ فِي الْعلم بل اقْتصر على من انْتفع بِهِ علما وتهذيبا وَأول مَا تنزل طَالبا فِي الطَّحَاوِيّ بالمؤيدية ثمَّ اسْتَقر بعد وَفَاة أَخِيه الْبَدْر فِي وَظِيفَة إسماعه بهَا وَابْن أختهما الْمُحب فِي تدريس التَّفْسِير بهَا وَقَالَ قَارِئ الْهِدَايَة حِينَئِذٍ لَو عكس كَانَ أولى إِشَارَة لتقدم الْأمين فِي الْفُنُون، وَكَذَا اسْتَقر فِي الإيتمشية عوضا عَن أَخِيه أَيْضا وَفِي تدريس الجانبكية من واقفها مَعَ الإسماع فِيهَا بل يُقَال أَنه لم يبنها إِلَّا لأَجله وَبَلغنِي أَن الكلوتات دَخلهَا فَوجدَ شَيخنَا الرَّشِيدِيّ يقْرَأ عَلَيْهِ بهَا فَقَالَ لَهُ عَمَّن تروي فَقَالَ إِنَّمَا أَقرَأ تبركا بِالْحَدِيثِ، وَفِي مشيخة تربة قجا خَارج بَاب الْوَزير عوضا عَن الْجمال مَحْمُود بن مصطفى القرماني وَفِي تدريس الأشرفية برسباي ومشيخة صوفيتها أَيْضا من واقفها عقب إِعْرَاض ابْن الْهمام عَنْهَا وسر الْوَاقِف بقبوله لِأَنَّهُ كَانَ أَولا توقف أدبا مَعَ ابْن الْهمام فراسله يحضه على الْقبُول وَحِينَئِذٍ رغب الْأمين عَن الجانبكية لِابْنِ أُخْته فَلَمَّا مَاتَ عَادَتْ إِلَيْهِ وَكَذَا أضيف إِلَيْهِ بعد ابْن أُخْته مَا كَانَ باسمه من تدريس التَّفْسِير بالمؤيدية وَالْفِقْه مَعَ الحَدِيث بالصرغتمشية وَالْفِقْه بالجمالية وَغير ذَلِك، وَحج مرَارًا أَولهَا مَعَ أَخِيه فِي سنة خمس عشرَة وجاور بعد ذكل وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَدخل دمياط وإسكندرية وَتلك النواحي مودعا لِابْنِ أُخْته لما سَافر غازيا إِلَى قبرس، وَلَقي بإسكندرية بعض المعمرين إِلَى غَيرهَا من الْأَمَاكِن وتصدى للإقراء فانثالت عَلَيْهِ الْفُضَلَاء من كل مَذْهَب فَأخذُوا عَنهُ وارتحل النَّاس بِسَبَب لقِيه من غَالب الْأَمَاكِن وأقرأ الْفِقْه والأصلين وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَحدث بِكَثِير من المطولات وَغَيرهَا وَخرجت لَهُ من مروياته أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا، وَحدث بهَا غير مرّة سَمعهَا مِنْهُ الْأَئِمَّة وفهرستا تداول الطّلبَة تَحْصِيله.
وَقصد بالفتاوى فِي النَّوَازِل الْكِبَار وَغَيرهَا ونفع الله بِهِ فِي ذَلِك كُله، واشتهر بِحُسَيْن التَّعْلِيم والإرشاد وإيضاح الْمُشكل بِاللَّفْظِ الْيَسِير والتأني من غير صخب وَلَا مزِيد حَرَكَة كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة التَّامَّة وَكَثْرَة التَّعَبُّد والتلاوة وَالذكر والتهجد ومحبة الصَّالِحين ومزيد الِاعْتِقَاد فيهم وزيارتهم والحرص على زِيَارَة ضريح إمامنا الشَّافِعِي وَاللَّيْث فِي كل جُمُعَة وَكَذَا سَيِّدي عبد الله المنوفي وعد التَّرَدُّد لبني الدُّنْيَا إِلَّا فِي فعل سنة وَنَحْوهَا والتواضع والتودد والاستجلاب للخواطر وَالِاحْتِمَال لمن يجافيه أَو ينتقصه وَالصَّبْر على مَا يبلغهُ من أَذَى والنصح التَّام لخلق الله وتعظيم أَبنَاء جنسه وَالِاجْتِهَاد فِي إِزَالَة الوحشة بَينهم والمسارعة إِلَى إغاثة الملهوف وَالرَّغْبَة التَّامَّة فِي إِيصَال الْبر للْفُقَرَاء وطلبة الْعلم من مَاله وبسفارته خُصُوصا أهل الْحَرَمَيْنِ والغرباء حَتَّى أَنه صَار محط رحالهم والمحبة فِي الْإِطْعَام بِحَيْثُ أَنه قل أَن يَأْكُل وَحده، والصدق فِي الْحق بِلِسَانِهِ وقلمه ومشافهته للملوك بالمواعظ والتخويفات فِي المواطن الَّتِي لَا يشركهُ فِي الْمُعَارضَة فِيهَا غَيره فَصَارَ بِهَذِهِ الْأَوْصَاف الحميدة والمناقب العديدة إِلَى ضخامة وعلو مكانة وأوامر مطاعة، واشتهر ذكره وَبعد صيته وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء مذْهبه مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ يمْتَنع، ثمَّ أسْند ذَلِك لأجل جماعته الشمسي الأمشاطي فَكَانَ لَهُ بذلك أتم فَخر وَجلسَ القَاضِي تَحْتَهُ بِمَجْلِس السُّلْطَان وَأمره وَالْتمس مِنْهُ الشهَاب حفيد الْعَيْنِيّ الِاسْتِقْرَار فِي مشيخة مدرسة جده قصدا للتجمل بِهِ وَحفظ مَا جدده بِسَبَبِهَا من الْأَوْقَاف فَمَا خَالف، وَفِي أثْنَاء ذَلِك رغب عَن وَظِيفَة الأشرفية لوَلَده أبي السُّعُود وباشرها تدريسا ومشيخة فَكَانَ ذَلِك من تتمات علوه وَلما هم الْأَشْرَف قيتباي للاستيلاء على فائض الْأَوْقَاف وَنَحْوه من الْأُمُور الَّتِي رام إحداثها محتجا بالاحتياج فِي تجهيز الْعَسْكَر لدفع بعض الخارجين، وَجمع الْقُضَاة عِنْده بِسَبَب ذَلِك كَانَ من جملَة من حضر فَقَامَ بأعباء دفع هَذِه النَّازِلَة أعظم قيام وَكفى الله الْمُؤمنِينَ شَرّ الْقِتَال وَمَا نَهَضَ غَيره لمشاركته فِي ذَلِك وكف الله عَنهُ ألسن المفسدين وأيديهم بِحسن نِيَّته وَجَمِيل سَرِيرَته وَلم يجد الْأَعْدَاء سَبِيلا إِلَى الْحَط من مِقْدَاره بل كَانَ ذَلِك سَببا فِي ارتقائه فَإِنَّهُ توعك بعد ذَلِك وَوصل علمه إِلَى السُّلْطَان الْمشَار إِلَيْهِ فَنزل إِلَيْهِ منزله فَسلم عَلَيْهِ وَبَالغ فِي التَّوَاضُع مَعَه ثمَّ كَانَ بسفارته وإشارته تجددي إيوَان الْمدرسَة الْمُجَاورَة لضريح الشَّافِعِي وَلزِمَ من ذَلِك استقامة مِحْرَابهَا وَعدم ارتضاء عوده كمحاريب تِلْكَ النَّاحِيَة وَكَانَ فِي ذَلِك منقبة للْإِمَام فَإِنَّهُ لم يكن بِالْوَقْفِ مَا يَفِي بعمارة الإيوان الْمَذْكُور لزِيَادَة المصروف فِيهِ على ألف دِينَار وَكَذَا اتّفق من إجلال الْمُلُوك لَهُ أَن الظَّاهِر خشقدم أرسل يستشيره فِيمَن يصلح لقَضَاء الشَّافِعِيَّة وَصَارَ يُرَاجِعهُ فِي ذَلِك حَتَّى تعين من وَافق على ولَايَته. وَبِالْجُمْلَةِ فَقل أَن ترى الْعُيُون فِي مَجْمُوعه مثله وَلِلنَّاسِ فِيهِ جمال، وَلم يزل على جلالته وَلَكِن ثقل أمره على الْأَشْرَف لمشافهته لَهُ مرّة بعد اخرى بِمَا لم ينْهض غَيره لذكره بِحَيْثُ قَالَ لَهُ بحضرتي مرّة لَا تتلفت لما فِي أَيدي النَّاس، وعاضر فِي الْمجْلس الْمَعْقُود بِسَبَب الْكَنِيسَة عِنْد الدوادار الْكَبِير بل فَارق الْمجْلس وَعز ذَلِك على الْمُتَّقِينَ وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ لما حج فِي الركب الْمُضَاف للأتابك أزبك الظَّاهِرِيّ وَهُوَ ضَعِيف الْحَرَكَة أمده السُّلْطَان بستمائة دِينَار والدوادار الْمشَار إِلَيْهِ بِنَقْد خَمْسمِائَة وبأزيد مِنْهَا فِي مَصْرُوف الِاحْتِيَاج، وسافر فِي محفة بأبهة وزار فِي جملَة الركب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي توجهه ثمَّ حج وَرجع إِلَى وَطنه فَمَاتَ وَلَده أَبُو السُّعُود وَهُوَ رَاجع فَصَبر وتجلد حَتَّى دخل الْقَاهِرَة وَهُوَ محزون مكروب مَعَ كَونه لَا يظْهر إِلَّا التجلد بِحَيْثُ أَنه كلف للطلوع إِلَى السُّلْطَان للسلام عَلَيْهِ فَأجَاب والبسه جندة ثمَّ لم يلبث أَن تعلل أَيَّامًا. وَمَات فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بسبيل المؤمني فِي محفل شهده السُّلْطَان فَمن دونه وَدفن بتربة خَارج بَاب الْوَزير قَرِيبا من التنكزية وتأسف النَّاس على فَقده وَكثر ثناؤهم عَلَيْهِ وَلم يخلف بعده مثله وقفل بَيت الأقصرائي، وَكنت مِمَّن صحبته قَدِيما وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكنت عِنْده بمَكَان حَسْبَمَا أثْبته فِي مَكَان آخر رَحمَه الله ونفعنا ببركاته. وَقد بَالغ البقاعي فِي الْحَط عَلَيْهِ وعَلى وَلَده وأتى بأكاذيب جَريا على عَادَته فِيمَن لم ينجر مَعَه إِلَى مقاصده الْفَاسِدَة هَذَا بعد ثنائه عَلَيْهِ وإجلاله لَهُ وَمَا تَأمل أَن التَّنَاقُض بِلَا سَبَب ديني يَقْتَضِيهِ يقْدَح فِي الْعَدَالَة نسألة الله كلمة الْحق فِي السخط والرضى.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
الأَقْصَرَائي
(797 - 880 هـ = 1397 - 1475 م)
يحيى بن محمد بن إبراهيم، أبو زكريا، أمين الدين الأقصرائي:
فاضل. من الحنفية. تركي الأصل، من بلدة أقصرا (آق سراي؟) مولده ووفاته بالقاهرة. أقرأ وأفتى. وكان من تلاميذه السخاوي (المؤرخ) فخرّج له من مروياته " أربعين حديثا عن أربعين شيخا " حدث بها الأقصرائي غير مرة، و " فهرستا " قال السخاوي: تداول الطلبة تحصيله .
-الاعلام للزركلي-