عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن خَليفَة نور الدّين الدكماري المولد المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بأخي حُذَيْفَة الْآتِي فِي المحمدين. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بدكما من المنوفية وتحول مِنْهَا إِلَى منوف ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وغالب تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَبَعض ألفية الحَدِيث واشتغل فِي الْفِقْه على القاياتي ولازمه فِي العقليات وَغَيرهَا والونائي ولازمه وَابْن الْمجد وَعنهُ أَخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا والبدرشي وَعنهُ أَخذ فِي النَّحْو أَيْضا والشرف السُّبْكِيّ والمحلي والمناوي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض وَفِي النَّحْو أَيْضا على ابْن قديد والأمين الأقصرائي والزين طَاهِر والكرماني شيخ السعدية وسَمعه يَقُول أَنه وقف على مائَة شرح للحاجبية وَفِي الْفَرَائِض أَيْضا على البوتيجي وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا على التقي الشمني ولازم الْعَيْنِيّ حَتَّى أَخذ عَنهُ مَا كتبه على المقامات وَحمله من شَرحه للْبُخَارِيّ وَغير ذَلِك والسعد بن الديري فِي كثير من مجالسه التفسيرية وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِمَا وَكَذَا على القاياتي والأقصرائي وَشَيخنَا والرشيدي والبدر النسابة الحَدِيث بل وعَلى الزَّرْكَشِيّ مُعظم صَحِيح مُسلم وبمكة على الزين الأميوطي والبرهان الزمزمي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من مَكَّة وهم ابْن عَيَّاش والقاضيان أَبُو الْيمن وَأَبُو الْبَقَاء بن الضياء والتقي بن فَهد وَزَوجته خَدِيجَة وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وجود الْقُرْآن على الزين عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي بل سمع الْكثير مِنْهُ جمعا على الشهَاب السكندري وتلقن الذّكر من الْبُرْهَان الأذكاوي وعَلى الرِّفَاعِي وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَابْن الْهمام وَغَيرهمَا من السادات وَكَذَا اخْتصَّ بِغَيْر وَاحِد من الْأُمَرَاء كالدوادار الْكَبِير يُونُس والطاهر تمر بغا وباشر عِنْدهمَا فِي عدَّة جِهَات وناب عَنْهُمَا فِي التحدث بِكَثِير من الْأَمَاكِن بل بَاشر نظر الْمقَام الْمَنْسُوب لعقبة رَضِي الله عَنهُ بالقرافة وَفِي البيبرسية وجامع الْحَاكِم وَالشَّهَادَة بالبيبرسية وَحمد فِي ذَلِك كُله لمزيد عقله وسياسته وتواضعه وتودده وميله للْفُقَرَاء وإحسانه سِيمَا بِالْإِطْعَامِ وقربه من طَرِيق السّلف وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة حَتَّى أَن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ والقمني الصحراوي وَابْن الزواوي، وَقد حج وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وسافر إِلَى قبرص مَعَ الْغُزَاة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.