محمد بن محمد بن محمد بن علي الدمشقي أبي الخير شمس الدين
ابن الجزري
تاريخ الولادة | 751 هـ |
تاريخ الوفاة | 833 هـ |
العمر | 82 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | شيراز - إيران |
أماكن الإقامة |
|
- محمد بن أبي بكر بن عمر المخزومي الدماميني بدر الدين "البدر الدماميني"
- إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح الجذامي الدمشقي "ابن الإسكندري"
- عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن أبي الفضل زين الدين "الحافظ العراقي"
- عمر بن رسلان بن نصير بن صالح الكناني البلقيني أبي حفص سراج الدين
- محمد بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب الدمشقي الحلبي كمال الدين "الكمال بن حبيب"
- عبد الوهاب بن يوسف بن إبراهيم الشافعي "ابن السلار"
- أحمد بن محمد بن سلمان الشيرجي البغدادي
- إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء القيسي البصروي عماد الدين "أبي الفداء ابن كثير"
- عبد الله بن سعد الله بن محمد القرمي القزويني العفيفي ضياء الدين "ضياء"
- عمر بن محمد بن أحمد بن علي الدمشقي أبي المعالي سراج الدين "ابن اللبان"
- عمر بن حسن بن مزيد بن أميلة المراغي المزي الدمشقي أبي حفص زين الدين "ابن أميلة"
- ست العرب بنت محمد بن علي بن أحمد البخاري أم محمد "حفيدة الفخر ابن البخاري"
- محمد بن عبد البر بن يحيى السبكي أبي البقاء بهاء الدين
- أحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر البعلي الحنبلي شهاب الدين
- محمد بن محمد بن صلح بن إسماعيل الكناني المدني شمس الدين "ابن صلح"
- عبد الرحيم بن الحسن بن على الإسنوي جمال الدين المصري
- أحمد بن علي بن محمد بن أحمد العسقلاني أبي الفضل "ابن حجر العسقلاني"
- محمد بن محمد بن عمر بن إسرائيل الغزي أبي عبد الله شمس الدين "ابن عمر"
- محمد بن أحمد بن قياس بن هند الشيرازي أبي عبد الله ناصر الدين "ابن قياس"
- محمد بن أحمد بن حسن بن إسماعيل الكجكاوي الأمشاطي شمس الدين
- عثمان بن محمد بن خليل الدمشقي أبي عمرو فخر الدين "ابن الصلف"
- علي بن أحمد بن عثمان السلمي نور الدين "ابن المناوي"
- محمد بن أحمد بن أبي الخير محمد القيسي القسطلاني كمال الدين أبي البركات "ابن الزين محمد"
- محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر القرشي العثماني المراغي أبي الفرج ناصر الدين "ابن المراغي"
- عبد الرحيم بن إبراهيم بن محمد الأميوطي أبي علي زين الدين "ابن الأميوطي الأسيوطي"
- محمد بن محمد بن علي الهاشمي العقيلي النويري الملكي أبي المحامد جمال الدين
- عمر بن محمد بن علي العبدري الشيبي الحجبي أبي حفص سراج الدين "شيخ الحجبة"
- محمد بن عبد الصمد بن أبي بكر السكسكي البريهي جمال الدين "ابن عبد الصمد"
- أبي المكارم بن عبد الله بن أحمد بن حسن القيسي القسطلاني المكي
- محمد ولي الدين أبو عبد الله بن ظهيرة الشافعي
- محمد بن محمد بن أحمد القرشي الهاشمي العقيلي النويري أبي القسم شرف الدين "الشهيد الخطيب"
- محمد بن حسن بن علي بن عبد العزيز البدراني أبي الطاهر جمال الدين
- محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام الكازروني المدني أبي عبد الله شمس الدين "أبي الفتح المحب"
- محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح الكناني أبي الفتح فتح الدين "ابن صلح"
- محمد القطب أبو الخير المالكي
- محمد بن علي بن أبي بكر الناشري أبي عبد الله جمال الدين
- محمد بن أبي بكر بن محمد المنوفي السرسي أبي الفتح شمس الدين "ابن الحمصاني"
- محمد بن أبي بكر بن علي بن حسن الحسني السيوطي صلاح الدين
- عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الأبياري أبي الفضل جلال الدين "ابن الأمانة"
- يحيى بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الأقصرائي أبي زكريا أمين الدين
- محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الدميري المكي جمال الدين
- عبد الرحمن بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن الفاسي أبي زيد وجيه الدين
- محمد الجمال أبو عبد الله "الطيب محمد"
- محمد بن عبد القوي بن محمد البجائي المغربي أبي الخير جمال الدين "ابن عبد القوي قطب الدين"
- أبي بكر بن محمد بن علي بن أحمد الحسيني المقدسي تقي الدين "ابن أبي الوفا"
- عمر بن محمد بن علي بن محمد الربعي الجعبري أبي حفص سراج الدين
- عمر بن خلف بن حسن بن علي الأبشيطي أبي عبد الله سراج الدين "الطوخي عمر"
- محمد بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير الحسني الفاسي أبي الخير "ابن أبي السرور"
- أحمد بن عبد الله بن عبد القادر الطاوسي الأبرقوهي الشيرازي "نور الدين أبي الفتوح"
- محمد بن موسى بن علي المراكشي جمال الدين أبي البركات "ابن موسى أبي المحاسن"
- محمد بن محمد بن محمد بن عبد المنعم القاهري القواس شرف الدين
- محمد بن محمد بن محمد التونسي أبي البركات "ابن عزوز"
- سعد الدين أسعد الصديقي الدواني
- محمد بن عبد القادر الحسني الفاسي أبي الفتح شرف الدين
- محمد بن علي بن هاشم القرشي الهاشمي أبي سعد جمال الدين
- محمد بن التقي محمد بن محمد الهاشمي المكي أبي زرعة بدر الدين "ابن فهد"
- علي بن محمد بن عمر الشرعبي أبي الحسن موفق الدين
- قاسم بن محمد بن محمد المنشاوي الأخميمي القاهري زين الدين "ابن أبي طاقية"
- علي بن محمد بن بكر الشعبي اليماني
- الزين رضوان بن محمد بن يوسف العقبي الصحراوي أبي النعيم "أبي الرضا رضوان"
- محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن ظهيرة المخزومي أبي السعادات جلال الدين "ابن ظهيرة"
- عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله القرشي المكي
- محمد الرضى أبو حامد بن الضياء
- محمد بن أحمد بن يعقوب الأطفيحي محب الدين
- علي بن محمد بن أحمد بن علي بن الحطابي علاء الدين
- عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود الدمشقي أبي الفرج زين الدين "ابن داود"
- أحمد بن أسد بن عبد الواحد الأميوطي أبي العباس شهاب الدين "ابن أسد"
- كمالية بنت النجم محمد بن أبي الخير ابن فهد الهاشمية المكية أم كمال
- أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطبري المكي أبي الطاهر شهاب الدين
- عبد القادر بن عمر بن محمد الجعبري الخليلي
- محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الحسيني الإيجي أبي عبيد الله علاء الدين "ابن عفيف الدين"
- أحمد بن محمد بن محمد القرشي أبي بكر شهاب الدين "ابن الجزري"
- محمد بن أحمد بن محمد بن محمد المقدسي أبي حامد شمس الدين "ابن حامد"
- خطاب بن عمر بن مهنى الزيني الغزاوي
- أحمد بن محمد بن محمد بن علي النويري الغزي القاهري أبي العباس شهاب الدين
- محمد بن محمد بن علي بن أحمد الهاشمي العقيلي النويري أبي اليمن أمين الدين
- محمد الكمال أبو الفضل المكي
- يحيى بن عبد الرحمن بن محمد الكناني المدني المحيوي أبي زكريا "ابن صالح"
- عمر بن عبد العزيز بن علي بن أحمد الهاشمي النويري سراج الدين
- محمد بن محمد بن محمد النويري الميموني أبي القاسم محب الدين "أبي القسم"
- نجم الدين محمد بن أحمد بن محمد القلقيلي
- أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الدمشقي "ابن الجزري"
- محمد بن محمد بن محمد بن محمد الدمشقي أبي الفتح فتح الدين "ابن الجزري"
- محمد بن أحمد بن علي بن أحمد المقدسي الدمشقي أبي عبد الله شمس الدين "الخطيب ابن أبي عمر"
- الجمال عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الكناني "ابن جماعة عبد الله الكناني"
- محمد بن صدقة بن محمد الناصري "ابن صدقة محمد"
- محمد بن أبي يزيد بن محمد الكيلاني
- عبد الله بن عمر بن عبد الله بن محمد بن عمر بن جعمان "عفيف الدين"
- محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله اليافعي أبي الخير جمال الدين
- محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله القرشي أبي الفتح تقي الدين "ابن ظهيرة"
- محمد بن أحمد بن أبي بكر بن علي اليماني الزبيدي الناشري
- محمد بن أحمد بن داود الدمشقي أبي عبد الله شمس الدين "ابن النجار"
- علي بن أحمد بن علي الكلاعي الحميري الشوائطي نور الدين "ابن الشوائطي"
- محمد بن عبد الله بن أحمد بن حسن القسطلاني أبي الخير جمال الدين
- محمد بن حسن بن إسماعيل البنبي القاهري بدر الدين
- علي بن داود بن علي الكيلاني المكي القادري نور الدين
- محمد بن عثمان بن أيوب اللؤلؤي أبي عبد الله شمس الدين
- إبراهيم بن عمر بن حسن بن الرباط ابن أبي بكر البقاعي
- أبو البقاء بن الزين ابن عبد الله بن أحمد بن حسن القسطلاني
- شمس الدين أبي الفضل محمد بن أحمد بن عمر القاهري "القرافي محمد"
- محمد أبو المكارم الحنبلي
- أبي السعادات حافظ الدين عبد المجيد بن علي بن أبي بكر الناشري
- عفيف الدين عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري الزبيدي
- وجيه الدين عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن العلوي
- الزين عبد الغني بن يوسف بن أحمد الهيثمي
- محمد بن محمد بن أحمد العقبي الصحراوي
- عبد الله بن عمر بن عبد العزيز العقيلي النويري
- عبد الدائم بن علي الحديدي أبي محمد زين الدين
- عبد القادر بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر الزبيدي أبي المفاخر
- عبد الله بن محمد بن علي بن أبي بكر المصري
- أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر الزبيدي الشرجي زين الدين
- جمال الدين عبد العليم بن عبد الله بن علي الخزرجي
- عبد اللطيف بن أبي بكر بن سليمان الحلبي أبي اللطائف معين الدين "ابن الأشقر"
- منصور بن الحسن بن علي بن اختيار الدين فريدون القرشي الكازروني عماد الدين
- البدر أبي الرضى محمد بن يوسف بن علي القاهري "كتكوت محمد"
- شمس الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن جعفر الحسيني "ابن قمر محمد"
- عمر بن يعقوب بن أحمد الطيبي الدمشقي أبي حفص
- محمد بن ناصر الدين محمد بن محمد السالمي الكركي "تاج الدين ابن الغرابيلي محمد"
- أم هانئ ابنة التقي محمد بن النجم محمد بن أبي الخير محمد
- أبي الخير بن الشيخة
- محمد بن علي بن مصباح اللامي شمس الدين
- يوسف بن أبي بكر بن علي القاهري أبي عبد الله جمال الدين "الأمشاطي يوسف"
- علي بن محمد بن علي بن يوسف الزرندي أبي الحسن نور الدين
- محمد بن أحمد بن علي بن محمود الهلالي الشيحي شمس الدين "ابن الخدر إمام قانم"
- محمد الجمال بن محمد بن محمد بن الحسين بن ظهيرة المخزومي أبي السعود جمال الدين "ابن ظهيرة"
- محمد بن أبي بكر بن محمد بن صالح الهمذاني الجبلي "ابن الخياط محمد"
- يحيى بن أحمد بن عمر الكركي "ابن العطار يحيى"
- محمد بن شهاب بن محمود العجمعى الخافي
- يحيى بن محمد بن عبد القوي المحيوي
- يحيى بن أحمد بن محمد اليماني الزبيدي
- مقبل بن عبد الله بن عبد الرحمن البغدادي "سلطان غلة مقبل"
- محمد بن مقبل بن عبد الله المكي
- محمد بن مفتاح بن فطيس القباني
- محمد بن محمد بن عبد الكريم
- محمد بن محمد بن عبد القوي الجمال المكي "ابن عبد القوي محمد"
- محمد الرضي أبو حامد بن المرشدي محمد
- محمد بن محمد بن أحمد الشمس البقاعي
- محمد بن قياس بن هندو الشمس القاهري
- محمد أبو حامد
- محمد بن أبي بكر بن سليمان بن إسماعيل القاهري
- محمد بن أحمد بن عبد العزيز الدمشقي "بيسق محمد"
- عنان بن علي بن عنان الحسيني
- عمر بن عبد الحميد الزين
- علي بن يوسف بن حسب الله البزاز
- علي بن محمد النور الشرعبي التعزي
- علي بن محمد الكمال بن الشمس النايني
- علي بن محمد بن علي نور الدين الجعبري
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن علي بن يُوسُف الدمشقي ثمَّ الشيرازي المقري الشافعي الْمَعْرُوف بِابْن الجزري
نِسْبَة إِلَى جَزِيرَة ابْن عمر قرب الْموصل كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فَمَكثَ أَرْبَعِينَ سنة لَا يُولد لَهُ ولد ثمَّ حج فَشرب مَاء زَمْزَم بنية أَن يرزقه الله ولدا عَالما فولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة فِي لَيْلَة السبت الْخَامِس وَالْعِشْرين من رَمَضَان سنة 751 إحدى وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق فَنَشَأَ بهَا فَأخذ الْقرَاءَات عَن جمَاعَة ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع من جمَاعَة كأصحاب الْفَخر بن البخاري وَأَصْحَاب الدمياطي ورحل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَقَرَأَ على أَهلهَا كَابْن الدماميني وجد فِي طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَكتب الطباق وَأخذ الْفِقْه عَن الأسنوي والبلقيني والبهاء السبكي وَأخذ الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان عَن الضياء القرمي والْحَدِيث عَن الْعِمَاد بن كثير والعراقي وَاشْتَدَّ شغفه بالقراءات حَتَّى جمع الْعشْر ثمَّ الثَّلَاث عشرَة وتصدى للإقراء بِجَامِع بني أُميَّة ثمَّ دخل بِلَاد الروم سنة 798 واتصل بالسلطان بايزيد خَان فَأكْرمه وعظمه فنشر هُنَالك علم الْقرَاءَات والْحَدِيث وانتفعوا بِهِ فَلَمَّا دخل تيمورلنك بِلَاد الروم أَخذه مَعَه إِلَى سَمَرْقَنْد فَأَقَامَ بهَا ناشرا للْعلم وَكَانَ وُصُوله إِلَيْهَا سنة 805 وَلما مَاتَ تيمور فِي شعْبَان سنة 807 خرج من سَمَرْقَنْد إِلَى خُرَاسَان وَدخل هراة ثمَّ دخل مَدِينَة يزدْ ثمَّ أصبهان ثمَّ شيراز وانتفع بِهِ النَّاس فِي جَمِيع هَذِه الْجِهَات لَا سِيمَا فِي الْقرَاءَات وألزمه سُلْطَان شيراز أَن يلي قضاءها فَأجَاب مكْرها ثمَّ خرج مِنْهَا إِلَى الْبَصْرَة ثمَّ جاور بِمَكَّة وَالْمَدينَة سنة 823 ثمَّ قدم دمشق سنة 827 ثمَّ الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بالسلطان الْأَشْرَف فَعَظمهُ وأكرمه وتصدى للإقراء والتحديث ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة وَدخل الْيمن فَعَظمهُ صَاحبهَا وأكرمه وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من عُلَمَاء الْيمن وَعَاد إِلَى مَكَّة ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الشيراز وَله تصانيف كَثِيرَة نافعة مِنْهَا النشر فِي الْقرَاءَات الْعشْر فِي مجلدين والتمهيد فِي التجويد واتحاف المهرة فِي تَتِمَّة الْعشْرَة وإعانة المهرة فِي الزِّيَادَة على الْعشْرَة ونظم طيبَة النشر فِي الْقرَاءَات الْعشْر فِي ألف بَيت ونظم الْمُقدمَة فِيمَا على قاريه أَن يُعلمهُ والتوضيح فِي شرح المصابيح والبداية فِي عُلُوم الرِّوَايَة وَالْهِدَايَة فِي فنون الحَدِيث وطبقات الْقُرَّاء فِي مُجَلد ضخم وغايات النهايات فِي أَسمَاء رجال القراآت والحصن الْحصين من كَلَام سيد الْمُرْسلين وعدة الْحصن الْحصين وجنة الْحصن الْحصين والتعريف بالمولد الشريف وَعقد اللئالى فِي الْأَحَادِيث المسلسلة الغوالى والمسند الأحمد فِيمَا يتَعَلَّق بِمُسْنَد أَحْمد وَالْقَصْد الأحمد فِي رجال مُسْند أَحْمد والمقصد الأحمد فِي ختم مُسْند أَحْمد وأسنى المناقب فِي فضل علي بن أبي طَالب والجوهرة فِي النَّحْو وَغير ذَلِك وَكَانَ تصنيفه لهَذِهِ المصنفات فِي الْجِهَات الَّتِى تقدم ذكرهَا وَقد تفرد بِعلم القراآت فِي جَمِيع الدُّنْيَا ونشره فِي كثير من الْبِلَاد وَكَانَ أعظم فنونه وَأجل مَا عِنْده وَمَات بشيراز يَوْم الْجُمُعَة خَامِس ربيع الأول سنة 833 ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثمان مائَة
وَحكى صَاحب الشقائق النعمانية فِي عُلَمَاء الدولة العثمانية أَن صَاحب التَّرْجَمَة لما وصل هُوَ وتيمور إِلَى سَمَرْقَنْد عمل تيمور هُنَالك وَلِيمَة عَظِيمَة وَجعل على يسَاره أكَابِر الْأُمَرَاء وعَلى يَمِينه الْعلمَاء فَقدم صَاحب التَّرْجَمَة على السَّيِّد شرِيف الجرجانى الْمُقدم ذكره فعوتب فِي ذَلِك فَقَالَ فَكيف لَا أقدم رجلا عَارِفًا بِالْكتاب وَالسّنة
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني
ابْن الْجَزرِي
الْحَافِظ المقرىء شيخ الإقراء فِي زَمَانه شمس الدّين أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي
ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة
وَسمع من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وبرع فِي الْقرَاءَات
وَدخل الرّوم فاتصل بملكها أبي يزِيد بن عُثْمَان فَأكْرمه وانتفع بِهِ أهل الرّوم فَلَمَّا دخل تيمورلنك إِلَى الرّوم وَقتل ملكهَا اتَّصل ابْن الْجَزرِي بتيمور وَدخل بِلَاد الْعَجم وَولي قَضَاء شيراز ونتفع بِهِ أَهلهَا فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث وَكَانَ إِمَام فِي الْقرَاءَات لَا نَظِير لَهُ فِي عصره فِي الدُّنْيَا حَافِظًا للْحَدِيث وَغَيره أتقن مِنْهُ وَلم يكن لَهُ فِي الْفِقْه معرفَة
ألف النشر فِي الْقرَاءَات الْعشْر لم يصنف مثله وَله أَشْيَاء أخر وتخاريج فِي الحَدِيث وَعمل جيد وَصفه ابْن حجر بِالْحِفْظِ فِي مَوَاضِع عديدة من الدُّرَر الكامنة مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
وَمِنْهُم الشَّيْخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْجَزرِي
يكنى بَابي الْخَيْر ولد فِيمَا حَقَّقَهُ نَفسه من لفظ وَالِده فِي لَيْلَة السبت الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة احدى وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى بِهِ سنة خمس وَسِتِّينَ وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وافردالقراآت على بعض الشُّيُوخ وَجمع السَّبْعَة فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَحج فِي هَذِه السّنة ثمَّ رَحل الى الديار المصرية فِي سنة تسع وَجمع القراآت الْعشْر والاثنتي عشرَة ثمَّ الثَّلَاث عشرَة ثمَّ رَحل الى دمشق وَسمع الحَدِيث من اصحاب الدمياطي والابرقوهي وَأخذ الْفِقْه عَن الاسنوي وَغَيره ثمَّ رَحل الى الديار المصرية وَقَرَأَ بهَا الاصول والمعاني وَالْبَيَان ورحل الى اسكندرية وَسمع من اصحاب ابْن عبد السلام وَغَيرهم وَأذن لَهُ بالافتاء شيخ الاسلام ابو الْفِدَاء اسمعيل بن كثير سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَكَذَلِكَ الشَّيْخ ضِيَاء الدّين سنة ثَمَان وَسبعين وَكَذَلِكَ شيخ الاسلام البُلْقِينِيّ سنة خمس وَثَمَانِينَ ثمَّ جلس للاقراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ القراآت جمَاعَة كَثِيرُونَ وَولي قَضَاء الشَّام سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة ثمَّ دخل الرّوم لما ناله من الظُّلم من أَخذ أَمْوَاله وَغَيره بالديار المصرية فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَنزل بِمَدِينَة بروسا دَار دَار الْملك الْكَامِل الْمُجَاهِد بايزيد بن عُثْمَان فأكمل عَلَيْهِ القراآت الْعشْر بهَا جمَاعَة كَثِيرُونَ من اهل تِلْكَ الديار وَغَيرهم وَلما كَانَت الْفِتْنَة الْعَظِيمَة الْمَشْهُورَة من قبل تيمور خَان فِي أول سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَأَخذه الامير تيمور مَعَه الى مَا وَرَاء النَّهر وأنزله بِمَدِينَة كش ثمَّ الى سَمَرْقَنْد وقرا عَلَيْهِ فِي كل مِنْهَا جمَاعَة كَثِيرُونَ وَلما توفّي الامير تيمور خَان فِي شعْبَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة خرج من بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر فوصل الى خُرَاسَان وَدخل الى هراة ثمَّ الى مَدِينَة يزدْ ثمَّ الى اصبهان ثمَّ الى شيراز فقرا عيه فِي كل مِنْهَا جمَاعَة بَعضهم السَّبْعَة وَبَعْضهمْ الْعشْرَة وألزمه صَاحب شيرازبير مُحَمَّد قَضَاء شيراز ونواحيها فَبَقيَ فِيهَا كرها حَتَّى فتح الله عَلَيْهِ فَخرج مِنْهَا الى الْبَصْرَة ثمَّ فتح الله لَهُ الْمُجَاورَة بِمَكَّة وَالْمَدينَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَحين اقامته بِالْمَدِينَةِ قَرَأَ عَلَيْهِ شيخ الْحرم وَألف فِي القراآت كتاب النشر فِي القراآت الْعشْر فِي مجلدين ومختصره التَّقْرِيب وتحبير التَّيْسِير فِي القراآت الْعشْرَة وطبقات الْقُرَّاء وتاريخهم كبرى وصغرى الَّتِي نقلت هَذِه التَّرْجَمَة من صغراها وَلما أَخذه الامير تيمور خَان الى مَا وَرَاء النَّهر ألف هُنَاكَ شرح المصابيح فِي ثَلَاثَة اسفار وَألف فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه ونظم قَدِيما غَايَة المهرة فِي الزِّيَادَة على الْعشْرَة ونظم طيبَة النشر فِي القراآت الْعشْر والجوهرة فِي النَّحْو والمقدمة فِيمَا على قَارِئ الْقُرْآن ان يُعلمهُ وَغير ذَلِك فِي فنون شَتَّى هَذَا مَا حَكَاهُ الْجَزرِي عَن نَفسه فِي طبقاته الصُّغْرَى نقلته عَن خطه وَقَالَ بعض تلامذته بِخَطِّهِ قَالَ الْفَقِير المغترف من بحاره توفّي شَيخنَا رَحمَه الله ضحوة الْجُمُعَة لخمس خلون من أول الربيعين سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَدِينَة شيراز وَدفن بدار الْقُرَّاء الي انشأها وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة تبادر الاشراف والخواص الى حملهَا وتقبيلها ومسها تبركا بهَا وَمن لم يُمكنهُ الْوُصُول الى ذَلِك كَانَ يتبرك بِمن يتبرك بهَا وَقد اندرس بِمَوْتِهِ كثير من مهام الاسلام رَضِي الله عَنهُ وَعَن اسلافه واخلافه وَمن جملَة تصانيف الشَّيْخ الْمَذْكُور كتاب الْحصن الْحصين فِي الدَّعْوَات الماثورة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ كتاب نَفِيس جدا ثمَّ اخْتَصَرَهُ اختصارا غير مخل
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الشَّمْس أَبُو الْخَيْر الْعمريّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن الْجَزرِي / نِسْبَة لجزيرة ابْن عمر قريب الْموصل. كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فَمَكثَ أَرْبَعِينَ سنة لَا يُولد لَهُ ثمَّ حج فَشرب مَاء زَمْزَم بنية ولد عَالم فولد لَهُ هَذَا بعد صَلَاة التَّرَاوِيح من لَيْلَة السبت خَامِس عشرى رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة دَاخل خطّ القصاعين بن السورين بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأكمله سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى بِهِ فِي الَّتِي بعْدهَا وَحفظ التَّنْبِيه وَغَيره وَأخذ القراآت إفرادا عَن عبد الْوَهَّاب بن السلار وجمعا على أبي الْمَعَالِي بن اللبان وَحج فِي سنة ثَمَان فقرأها على أبي عبد الله مُحَمَّد بن صلح خطيب طيبَة وإمامها، وَدخل فِي الَّتِي تَلِيهَا الْقَاهِرَة فَأَخذهَا عَن أبي عبد الله بن الصَّائِغ والتقى الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين بِهَذِهِ الْأَمَاكِن وَغَيرهَا وَاشْتَدَّ اعتناؤه بهَا وَسمع على بقايا من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَجَمَاعَة من أَصْحَاب الدمياطي والأبرقوهي فِي آخَرين بِدِمَشْق والقاهرة وإسكندرية وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه ابْن أميلة وَابْن الشيرجي وَابْن أبي عمر وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فلاح والعماد بن كثير وَأَبُو الثَّنَاء مَحْمُود المنيجي والكمال بن حبيب والتقي عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ الْمشَار إِلَيْهِ وَمن أهل إسكندرية الْبَهَاء عبد الله الدماميني وَابْن مُوسَى وَمن أهل بعلبك أَحْمد بن عبد الْكَرِيم، وَطلب بِنَفسِهِ وقتا وَكتب الطباق وَأخذ الْفِقْه عَن الأسنوي والبلقيني والبهاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان عَن الضياء القرمي والْحَدِيث عَن الْعِمَاد بن كثير وَابْن الْمُحب والعراقي، وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإفتاء والتدريس والإقراء بالعادلية ثمَّ مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية ثمَّ مشيخة تربة أم الصَّالح بعد شَيْخه ابْن السلار وَعمل فِيهِ إجلاسا بِحُضُور الْأَعْلَام كالشهاب بن حجي وَقَالَ كَانَ درسا جَلِيلًا، وباشر للأمير قطلوبك وسافر بِسَبَب ذَلِك لمصر غير مرّة، وَولي من برقوق خطابة جَامع التوتة عَن الشهَاب الحسباني وتنازعا ثمَّ قسمت بَينهمَا ثمَّ ولي تدريس الصلاحية القدسية فِي سنة خمس وَتِسْعين عوضا عَن الْمُحب بن الْبُرْهَان بن جمَاعَة فدام فِيهَا إِلَى ابْتِدَاء سنة سبع وَتِسْعين وَوَقع بَينه وَبَين قطلوبك الْمَذْكُور وَادّعى عَلَيْهِ أَنه صرف أَمْوَالًا فِي غير مستحقها وَعقد لَهُ بِسَبَب ذَلِك عدَّة مجَالِس وَولي قبل ذَلِك توقيع الدست فِي سنة تسع وَسبعين، وابتنى بِدِمَشْق لِلْقُرْآنِ مدرسة بل ولي قضاءها بِمَال وعد بِهِ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين عوضا عَن الشّرف مَسْعُود وَكتب توقيعه فِيمَا قيل مِمَّا يحْتَاج لتحرير الْعِمَاد بن كثير وعزل بعد أَيَّام قبل دُخُولهَا ثمَّ امتحن بِسَبَب مُبَاشَرَته تعلقات أيتمش على يَد أستاداره قطلبك وَسلم لوالي الْقَاهِرَة ليعْمَل لَهُ الْحساب فَوقف عَلَيْهِ مَال عجز عَنهُ ففر فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَركب الْبَحْر من إسكندرية وَلحق بِبِلَاد الرّوم فاتصل الْمُؤَيد أبي يزِيد بن عُثْمَان صَاحب مَدِينَة برصافأ كرمه وعظمه وأنزله عِنْده بضع سِنِين فنشر علم القراآت والْحَدِيث وانتفعوا بِهِ فَلَمَّا دخل تمر الرّوم وَقتل ابْن عُثْمَان توصل إِلَيْهِ وَدخل مَعَه سَمَرْقَنْد فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فتحول لشيراز وَنشر بهَا أَيْضا القراآت والْحَدِيث وانتفعوا بِهِ وَولي قضاءها وَغَيرهَا من الْبِلَاد من جِهَة أَوْلَاد تمر مُدَّة طَوِيلَة، ثمَّ قصد الْحَج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فنهب فِي الطَّرِيق بِحَيْثُ تعوق عَن إِدْرَاك الْحَج وَأقَام بينبع ثمَّ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى مَكَّة فَدَخلَهَا مستهل رجبها فجاور فِيهَا بقيتها وَحدث فِي كل مِنْهُمَا ثمَّ سَافر مَعَ العقليين طَالبا بِلَاد الْعَجم ثمَّ قدم دمشق فِي سنة سبع وَعشْرين فَاسْتَأْذن مِنْهَا فِي قدوم الْقَاهِرَة فَأذن لَهُ فَقَدمهَا وَاجْتمعَ بالسلطان الْأَشْرَف فَعَظمهُ وأكرمه وتصدى للإقراء والتحديث وَكَانَ كَاتب الْمُؤَيد قبل ذَلِك فِي دُخُولهَا فَمَاتَ الْمُؤَيد فِي تِلْكَ السّنة إِلَى أَن كَانَ دُخُوله الْآن ثمَّ توجه فِيهَا لمَكَّة مَعَ الْحَاج ثمَّ سَافر فِي الْبَحْر لبلاد الْيمن تَاجِرًا فَأَسْمع الحَدِيث عِنْد صَاحبهَا وَوَصله بِحَيْثُ رَجَعَ بِبَضَائِع كَثِيرَة وَعَاد لمَكَّة فحج سنة ثَمَان ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَدَخلَهَا من أول الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ سَافر مِنْهَا على طَرِيق الشَّام ثمَّ على طَرِيق الْبَصْرَة إِلَى شيراز فَكَانَت منيته بهَا قبل ظهر يَوْم الْجُمُعَة خَامِس ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بمنزله من سوق الإسكافيين مِنْهَا وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا هُنَاكَ. وَله تصانيف مفيدة كالنشر فِي القراآت الْعشْر فِي مجلدين والتقريب مُخْتَصره وتحبير التَّيْسِير فِي القراآت الْعشْر والتمهيد فِي التجويد وهما مِمَّا أَلفه قَدِيما وَله سبع عشرَة سنة كَذَلِك نظم الْهِدَايَة فِي تَتِمَّة الْعشْرَة وَسَماهُ الدرة وَله ثَمَان عشرَة سنة وَرُبمَا حفظهَا أَو بَعْضهَا بعض شُيُوخه، وإتحاف المهرة فِي تَتِمَّة الْعشْرَة وإعانة المهرة فِي الزِّيَادَة على الْعشْرَة نظم وطيبة النشر فِي الْقرَاءَات الْعشْر فِي ألف بَيت والمقدمة فِيمَا على قَارِئ الْقُرْآن أَن يُعلمهُ فِي التجويد ومنجد المقرئين وطبقات الْقُرَّاء فِي مُجَلد ضخم وغايات النهايات فِي أَسمَاء رجال القراآت والحصن الْحصين من كَلَام سيد الْمُرْسلين فِي الْأَذْكَار والدعوات غَايَة فِي الِاخْتِصَار وَالْجمع وعدة الْحصن الْحصين وجنة الْحصن الْحصين والتعريف بالمولد الشريف وَعرف التَّعْرِيف مُخْتَصره والتوضيح فِي شرح المصابيح والبداية فِي عُلُوم الرِّوَايَة وَالْهِدَايَة فِي فنون الحَدِيث أَيْضا نظم والأولوية فِي أَحَادِيث الأولية وَعقد اللآلئ فِي الْأَحَادِيث المسلسلة العوالي والمسند الأحمد فِيمَا يتَعَلَّق بِمُسْنَد أَحْمد وَالْقَصْد الأحمد فِي رجال مُسْند أَحْمد والمصعد الأحمد فِي ختم مُسْند أَحْمد والإجلال والتعظيم فِي مقَام إِبْرَهِيمُ والإبانة فِي الْعمرَة من الْجِعِرَّانَة والتكريم فِي الْعمرَة من التَّنْعِيم وَغَايَة المنى فِي زِيَارَة منى وَفضل حراء وأحاسن المنن وأسنى المطالب فِي مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب والجوهرة فِي النَّحْو غير ذَلِك، وَقد ذكره الطاوسي فِي مشيخته وَقَالَ أَنه تفرد بعلو الرِّوَايَة وَحفظ الْأَحَادِيث وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل وَمَعْرِفَة الروَاة الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين يَعْنِي بِالنِّسْبَةِ لتِلْك النواحي وَأورد أسانيده بالصحيحين وَأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وبمسانيد الدَّارمِيّ وَالشَّافِعِيّ وَأحمد وبموطأ ملك عَن طَرِيق يحيى بن يحيى وَأبي مُصعب والقعنبي وَابْن بكير وبمصنفات الْبَغَوِيّ وَالنَّوَوِيّ كَمَا سقتها فِي التَّارِيخ الْكَبِير. وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَنه حدث بسنن أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن ابْن أميلة سَمَاعا وبمسند أَحْمد عَن الصّلاح بن أبي عمر سَمَاعا وَأَن من أحسن مَا عِنْده الْكَامِل فِي القراآت لِابْنِ جبارَة، وسَاق سَنَده وَأَنه سمع على ابْن أميلة أمالي ابْن سمعون قَالَ وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ عشارية لَفظهَا من أربعي شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وعير فِيهَا أَشْيَاء وَوهم فِيهَا كثيرا وَخرج جُزْءا فِيهِ مسلسلات بالمصافحة وَغَيرهَا جمع أَوْهَامه فِيهِ فِي جُزْء الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين وقفت عَلَيْهِ وَهُوَ مُفِيد وَكَذَا انتقد عَلَيْهِ شَيخنَا فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني من تَخْرِيجه قَالَ وَقد أجَاز لي ولولدي وَكتب فِي الاستدعاء مَا نَصه ونقلته من خطه:
(إِنِّي أجزت لَهُم رِوَايَة كل مَا ... أرويه من سنَن الحَدِيث ومسند)
(وَكَذَا الصِّحَاح الْخمس ثمَّ معاجم ... والمشيخات وكل جُزْء مُفْرد)
(وَجَمِيع نظم لي ونثر وَالَّذِي ... ألفت كالنشر الزكي ومنجد)
(فَالله يحفظهم ويبسط فِي حَيا ... ة الْحَافِظ الحبر الْمُحَقق أَحْمد)
(وَأَنا المقصر فِي الورى العَبْد الفقي ... ر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد)
قَالَ وَكنت لَقيته فِي سنة سبع وَتِسْعين وحرضني على الرحلة إِلَى دمشق وَقد حدثت عَنهُ فِي حَيَاته بكتابه الْحصن الْحصين يَعْنِي بالوجادة فَقَالَ قَالَ صاحبنا فلَان لكَونه لم تكن سبقت لَهُ مِنْهُ إجَازَة وَحصل لَهُ فِي الْبِلَاد اليمنية بِسَبَب ذَلِك رواج عَظِيم وتنافسوا فِي تَحْصِيله وَرِوَايَته، ثمَّ دخل بعد نَيف وَعشْرين وَقد مَاتَ كثير مِمَّن سَمعه فَسَمعهُ الْبَاقُونَ وَأَوْلَادهمْ عَلَيْهِ قَالَ وَلما أَقَامَ بِمَكَّة نسخ بِخَطِّهِ من أول الْمُقدمَة الَّتِي جمعتها أول شرح البُخَارِيّ واستعان بِجَمَاعَة حَتَّى أكملها تحصيلا وَكَانَ أرسل إِلَى صاحبنا التقي الفاسي فِي مَكَّة من شيراز يسْأَله عَن تَعْلِيق التَّعْلِيق الَّذِي خرجته فِي وصل تعاليق البُخَارِيّ فاتفق وُصُول كِتَابه وَأَنا بِمَكَّة وَمَعِي نُسْخَة من الْكتاب فجهزتها إِلَيْهِ فجَاء كِتَابه يذكر ابتهاجه وفرحه بهَا وَأَنه شهر الْكتاب بِتِلْكَ الْبِلَاد وَأهْدى إِلَى بعد ذَلِك كِتَابه النشر الْمَذْكُور، قلت وَهُوَ فِي مجلدين وَكتب على كل مُجَلد مِنْهُمَا بِالْإِجَازَةِ لشَيْخِنَا قَالَ وَالْتمس أَن ينشر فِي الديار المصرية وَقدر مَجِيئه هُوَ فنشره وعلما كثيرا ثمَّ أرسل إِلَيّ من شيراز بالمقدمة وَالتَّعْلِيق فألحقت بهما مَا كَانَ تجدّد لي بعد حصولهما لَهُ وَكتب عني شَيْئا من أول مَا علقته متعقبا على جمع رجال مُسْند أَحْمد وَبَالغ فِي اسْتِحْسَان مَا وَقع لي من ذَلِك. قلت حَسْبَمَا أوردته مَعَ كِتَابَته على مجلدي النشر فِي الْجَوَاهِر، قَالَ وَلما قدم الْقَاهِرَة انثال النَّاس للسماع عَلَيْهِ وَالْقِرَاءَة وَكَانَ قد ثقل سَمعه قَلِيلا وَلَكِن بَصَره صَحِيح يكْتب الْخط الدَّقِيق على عَادَته وَلَيْسَ لَهُ فِي الْفِقْه يَد بل فنه الَّذِي مهر فِيهِ القراآت وَله عمل فِي الحَدِيث ونظم وسط، وَوَصفه فِي الإنباء بِالْحَافِظِ الإِمَام الْمُقْرِئ وَقَالَ أَنه لهج بِطَلَب الحَدِيث والقراآت وبرز فِي القراآت وَأَنه كَانَ مثريا وشكلا حسنا وفصيحا بليغا كثير الْإِحْسَان لأهل الْحجاز انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة علم القراآت فِي الممالك، وَقَالَ عَن طَبَقَات الْقُرَّاء أَنه أَجَاد فِيهِ وَعَن النشر أَنه جوده وَعَن الْحصن أَنه لهج بِهِ أهل الْيمن واستكثروا مِنْهُ ثمَّ قَالَ وَذكر أَن ابْن الخباز أجَاز لَهُ واتهم فِي ذَلِك، وقرأت بِخَط الْعَلَاء بن خطيب الناصرية أَنه سمع الْحَافِظ أَبَا إِسْحَق البرهابن سبط ابْن العجمي يَقُول لما رحلت إِلَى دمشق قَالَ لي الْحَافِظ الصَّدْر الياسوفي لَا تسمع مَعَ ابْن الْجَزرِي شَيْئا انْتهى. وَبَقِيَّة مَا عِنْد ابْن خطيب الناصرية أَنه كَانَ يتهم فِي أول الْأَمر بالمجازفة وَأَن الْبُرْهَان قَالَ لَهُ أَخْبرنِي الْجلَال بن خطيب داريا أَن ابْن الْجَزرِي مدح أَبَا الْبَقَاء السُّبْكِيّ بقصيدة زعم أَنَّهَا لَهُ بل وَكتب خطه بذلك ثمَّ بيّنت للممدوح أَنَّهَا فِي ديوَان ابْن قلاقس قَالَ شَيخنَا وَقد سَمِعت بعض الْعلمَاء يتهمه بالمجازفة فِي القَوْل وَأما الحَدِيث فَمَا أَظن بِهِ ذَلِك إِلَّا أَنه كَانَ إِذا رأى للعصريين شَيْئا أغار عَلَيْهِ وَنسبه لنَفسِهِ وَهَذَا أَمر قد أَكثر الْمُتَأَخّرُونَ مِنْهُ وَلم ينْفَرد بِهِ، قَالَ وَكَانَ يلقب فِي بِلَاده الإِمَام الْأَعْظَم وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة فِي الْقَضَاء وأوقفني بعض الطّلبَة من أهل تِلْكَ الْبِلَاد على جُزْء فِيهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثا عشاريات فتأملتها فَوَجَدته خرجها بأسانيده من جُزْء الْأنْصَارِيّ وَغَيره وَأخذ كَلَام شَيخنَا فِي أربعينه العشاريات بفصه فَكَأَنَّهُ عمل عَلَيْهَا مستخرجا بعضه بِالسَّمَاعِ وَأَكْثَره بِالْإِجَازَةِ وَمِنْه مَا خرجه شَيخنَا من جُزْء ابْن عَرَفَة فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن ابْن الخباز بِالْقِرَاءَةِ فَأخْرجهُ ابْن الْجَزرِي عَن ابْن الخباز بِالْإِجَازَةِ. قلت أما إجَازَة ابْن الخباز لَهُ فمحتملة فقد كَانَ خَال جده فِيمَا رَأَيْته فِي مشيخة الطاوسي وَأما سَرقَة النّظم فَلم يكن بمدفوع عَن النّظم فكم لَهُ من تصنيف نظما وَكَذَا أوردت من نظمه فِي تَرْجَمَة أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشّحْنَة من الذيل على الْقُضَاة شَيْئا من لغز ومطارحات وَمن رجزه فِي أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد السيرجي وَكَذَا من نظمه فِي الِاكْتِفَاء مِمَّا سبق بِمُجَرَّد الِاكْتِفَاء مِنْهُ القيراطي:
(شيطاننا المغوي عَدو فاعتصم ... بِاللَّه مِنْهُ والتجئ وتعوذ)
(وعدوك الأنسي دَار وداده ... تملكه وادفع بِالَّتِي فَإِذا الَّذِي)
وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا:
(أَلا قُولُوا لشخص قد تقوى ... على ضعْفي وَلم يخْش رقيبه)
(خبأت لَهُ سهاما فِي اللَّيَالِي ... وَأَرْجُو أَن تكون لَهُ مصيبه)
وَكتب فِي إجَازَة لِلشِّهَابِ بن هَاشم وَولده من أَبْيَات:
(وَذَا عَام تسع بعد عشْرين قبلهَا ... ثَمَان مئين فِي ربيع لَدَى مصر)
(ومولدي الْمَزْبُور إِذن وَقَالَهُ ... مُحَمَّد الْمَشْهُور بالجزري ادر)
وَله فِي ختم الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة:
(أخلاي إِن شط الحبيب وربعه ... وَعز تلاقيه وناءت مَنَازِله)
(وفاتكم إِن تبصروه بعينكم ... فَمَا فاتكم بِالسَّمْعِ هذي شمائله)
وَكَذَا لَهُ جَوَاب فِيمَا التمسه مِنْهُ ابْن مُوسَى المراكشي بالنظم أودعهُ الفاسي فِي تَرْجَمَة ابْن مُوسَى، وَقد روى لنا عَنهُ خلق مِنْهُم الزين رضوَان والتقي بن فَهد والأبي وَمن لَا يُحْصى كَثْرَة وَفِي الْأَحْيَاء سنة سِتّ وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا بِمَكَّة وَغَيرهمَا مِمَّن أَخذ عَنهُ جمَاعَة رَحمَه الله وإيانا. ومدحه النواحي بقوله:
(أيا شمس علم بالقراآت أشرقت ... وحقك قد من الْإِلَه على مصر)
(وَهَا هِيَ بالتقريب مِنْك تضوعت ... عبيرا وأضحت وَهِي طيبَة النشر)
وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ شكلا حسنا فصيحا بليغا لَهُ نظم ونثر وخطب.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.
(751 - 833 هـ = 1350 - 1429 م) محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقيّ ثم الشيرازي الشافعيّ، الشهير بابن الجزري: شيخ الإقراء في زمانه. من حفاظ الحديث. ولد ونشأ في دمشق، وابتنى فيها مدرسة سماها (دار القرآن) ورحل إلى مصر مرارا، ودخل بلاد الروم، وسافر مع تيمورلنك إلى ما وراء النهر. ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها. ومات فيها. نسبته إلى (جزيرة ابن عمر) .
من كتبه (النشر في القراآت العشر - ط) جزان، و (غاية النهاية في طبقات القراء - ط) مجلدان، اختصره من كتاب آخر له اسمه (نهاية الدرايات في أسماء رجال القراآت) ، و (التمهيد في علم التجويد - ط) و (ملخص تاريخ الإسلام - خ) و (ذات الشفاء في سيرة النبي والخلفاء - خ) منظومة، و (فضائل القرآن - خ) جزء منه، و (سلاح المؤمن - خ) في الحديث، و (منجد المقرئين - ط) و (الحصن الحصين - ط) في الأدعية والأذكار المأثورة، وحاشية عليه سماها (مفتاح الحصن الحصين - خ) و (مختصر عدة الحصن الحصين - خ) في مغنيسا (الرقم 1082) كتبت سنة 877، و (التتمة في القراآت - خ) و (تحبير التيسير - خ) في القراآت العشر، و (تقريب النشر في القراآت العشر - خ) و (الدرة المضية - ط) في القراآت، و (طيبة النشر في القراآت العشر - ط) منظومة، و (المقدمة الجزرية - ط) أرجوزة في التجويد، و (أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب) و (الهداية في علم الرواية - خ) في المصطلح، و (المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد - ط) في الحديث. وله نظم، أكثره أراجيز في القراآت .
-الاعلام للزركلي-
محمد بن محمد، الدمشقيُّ، الشيرازيُّ، الشافعيُّ، المعروف بابن الجزري.
كان أبوه تاجرًا، لم يولد له أربعين سنة، فلما حج، شرب ماء زمزم، ونوى حصول ولد، فأعطاه الله تعالى هذا الابن السعيد، قال في "البدر الطالع": جَدَّ في طلب الحديث بنفسه، وأخذَ الفقه والأصول والمعاني والبيان، وتصدَّر للإقراء بجامع بني أمية، ثم دخل بلاد الروم، واتصل بالسلطان بايزيد خان، فأكرمه وعظَّمه، فنشر هنالك علم القرآن والحديث، ولما مات تيمور في سنة 807، خرج من سمرقند إلى خراسان، ودخل هراة، ثم يزد، ثم أصبهان، ثم شيراز، ثم بصرة، ثم جاور بمكة، ثم قدم دمشق، ثم القاهرة، ودخل اليمن. وله تصانيف كثيرة نافعة (منها: "النشر في القراءات العشر"، هو سفر جليل، ليس له نظير في هذا الفن، جزآن، ص 992، طبع بالشام وبمصر.)، منها: "الحصن الحصين"، و"جنة الحصن"، و"المسند الأحمد فيما يتعلق بمسند أحمد".
ولد سنة 751، ومات بشيراز يوم الجمعة سنة 833 - رحمة الله تعالى عليه -.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.