أحمد بن محمد بن علي الحافظ شهاب الدين أبي العباس

ابن حجر الهيثمي

تاريخ الولادة909 هـ
تاريخ الوفاة974 هـ
العمر65 سنة
مكان الولادةالمحلة - مصر
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • القاهرة - مصر
  • مصر - مصر

نبذة

وفيهَا فِي رَجَب توفّي الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام خَاتِمَة أهل الْفتيا والتدريس ناشر عُلُوم الإِمَام مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْحَافِظ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حجر الهيتمي السَّعْدِيّ الْأنْصَارِيّ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاه فِي تربة الطبريين

الترجمة

وفيهَا فِي رَجَب توفّي الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام خَاتِمَة أهل الْفتيا والتدريس ناشر عُلُوم الإِمَام مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْحَافِظ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حجر الهيتمي السَّعْدِيّ الْأنْصَارِيّ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاه فِي تربة الطبريين وَكَانَ بحراً فِي علم الفقه وتحقيقه لَا تكدره الدلاء وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ كَمَا أجمع على ذَلِك العارفون وانعقدت عَلَيْهِ خناصر الملاء إِمَام اقتدت بِهِ الْأَئِمَّة وَهَمَّام صَار فِي إقليم الْحجاز أمة مصنفاته فِي الْعَصْر آيَة يعجز عَن الاتيان بِمِثْلِهَا المعاصرون فهم عَنْهَا من منهل تدريسه صفاء المشرب وَطَالَ مَا طَاف حول كعبة مَنَاسِكه من الوافدين الْقَارئ كواكب سيارة فِي منهاج سَمَاء الساري يَهْتَدِي بهَا المهتدون تَحْقِيقا لقَوْله تَعَالَى {وبالنجم هم يَهْتَدُونَ} وَأحد الْعَصْر وَثَانِي الْقطر وثالث الشَّمْس والبدر من أَقْسَمت المشكلات أَن لَا تتضح إِلَّا لَدَيْهِ وأكدت المعضلات آليتها أَن لَا تتجلى إِلَّا عَلَيْهِ لَا سِيمَا وَفِي الْحجاز عَلَيْهَا قد حجر وَلَا عجب فَإِنَّهُ الْمُسَمّى بِابْن حجر
ولد فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فكلفه الإمامان الكاملان علما وَعَملا الْعَارِف بِاللَّه شمس الدّين بن أبي الخمائل وشمس الدّين الشناوي ثمَّ أَن الشَّمْس الشناوي نَقله من بَلَده محلّة أبي الهيتم إِلَى مقَام القطب الشريف سَيِّدي أَحْمد البدوي نفع الله بِهِ فقلرأ هُنَالك على عَالمين بِهِ فِي مبادئ الْعُلُوم ثمَّ نَقله فِي سنة أَربع وَعشْرين وَهُوَ فِي سنّ نَحْو أَرْبَعَة عشر سنة إِلَى الْجَامِع الْأَزْهَر مُسلما لَهُ إِلَى رجل صَالح من تلامذة شَيْخه الشناوي وَابْن أبي الحمائل فحفظه حفظا بليغاً وَجمعه بعلماء مصر فِي صغر سنه فَأخذ عَنْهُم وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن الْعَظِيم فِي صغره
وَمن مشايخه الَّذين أَخذ عَنْهُم شيخ الْإِسْلَام القَاضِي زَكَرِيَّا الشَّافِعِي وَالشَّيْخ الإِمَام المعمر الزيني عبد الْحق السنباطي وَالشَّيْخ الإِمَام فَقِيه مجلي النَّفس الشَّافِعِي وَالشَّمْس ابْن أبي الحمائل وَالشَّمْس الشهدي واشمس السمهودي والطبلاوي الشفي وَالشَّيْخ الإِمَام أبي الْحسن الْبكْرِيّ الشَّافِعِي وَالشَّمْس اللقاطي الضيروطي وَالشَّمْس الطهراي وَالشَّمْس الْعباد وَالشَّمْس البدوي وَالشَّمْس بن عبد الْقَادِر الفرضي وَالشَّمْس الدلجي والشهاب التطوي والشهاب الركسي والشهاب بن عبد الْحق السنباطي والشهاب البلقيني والشهاب بن اطحان والشهاب بن النجار الْحَنْبَلِيّ والشهاب بن الصَّائِغ رَئِيس الْأَطِبَّاء واذن لَهُ بَعضهم بالافتاء والتدريس وعمره دون الْعشْرين وبرع فِي عُلُوم كَثِيرَة من التَّفْسِير والْحَدِيث وَعلم اكلام وأصول الْفِقْه وفروعه والفرائض والحساب والنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والتصوف
وَمن محفوظاته فِي الْفِقْه الْمِنْهَاج للنووي ومقروءاته كَثِيرَة لَا يُمكن تعدادها وَأما اجازات الْمَشَايِخ لَهُ فكثيرة جدا وَقد استوعبها رَحمَه الله فِي مُعْجم مشايخه وَقدم إِلَى مَكَّة فِي آخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فحج وجاور بهَا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عَاد إِلَى مصر ثمَّ حج بعياله فِي آخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ ثمَّ حج سنة أَرْبَعِينَ وجاور من ذَلِك الْوَقْت بِمَكَّة المشرفة وَأقَام بهَا يؤلف ويفتي ويدرس إِلَى أَن توفّي فَكَانَت مُدَّة اقامته بهَا ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة وَذكر رَحمَه الله فِي مُعْجم مشايخه قَالَ كنت بِحَمْد الله مِمَّن وقف بُرْهَة من الزَّمَان فِي أَوَائِل الْعُمر باشارة مَشَايِخ أَرْبَاب الْأَحْوَال وأعيان الْأَعْيَان لسَمَاع الحَدِيث من المسندين وَقِرَاءَة مَا تيَسّر من كتب هَذَا الْفَنّ على الْمُفَسّرين وَطلب الْإِجَازَة بأنواعها المقررة فِي هَذَا الْعلم الواسعة أرجاؤه الاسعة أنحاؤه مَعَ النَّاس والملازمة فِي تَحْصِيل الهلوم الآلية والعلوم الْعَقْلِيَّة والقوانين الشَّرْعِيَّة لَا سِيمَا علم الْفِقْه وَأَصله تَفْرِيعا وتأصيلاً إِلَى أَن فتح الْكَرِيم من تِلْكَ الْأَبْوَاب مَا فتح ووهب مَا وهب ومنح وتفضل بِمَا لم بكن فِي الْحساب ومراعاة نتيجة الإكتساب حَتَّى أجازني أكَابِر أسادستي باقراء تِلْكَ الْعُلُوم وافادتها وبالتصدي لتحرير المشكلة مِنْهَا بالتقرير وَالْكِتَابَة واإشارتها ثمَّ بالافتاء والتدريس على مَذْهَب الإِمَام المطلبي الشَّافِعِي ابْن إِدْرِيس رَضِي الله عَنهُ وارضاه وَجعل جنَّات المعارف منقلبه ومثواه ثمَّ بالتصنيف والتأليف وكتبت من الْمُتُون والشروح مَا يغنى رُؤْيَته عَن الاطناب فِي مدحه والإعلام بشرحه كل ذَلِك وسنى دون سنّ الْعشْرين بحلول نظر جمَاعَة عَليّ من العارفين اولي التَّصَرُّف وَالشُّهُود والتمكين وأرباب الامداد الوافر وكنوز الاسعاف والاسعاد الباهر ثمَّ جردت صَارف عزمي وأرهقت حد فهمي فِي خدمَة السّنة المطهرة باقراء علومها وإفادة مرسومها المستكتمة لاسيما بعد الاتيان إِلَى حرم الله تَعَالَى واستيطان بَلَده والتفرغ لاسماع المقيمين والواردين حِيَازَة لنشر الْعلم والفوز بعلاه ومدده صادعا فَوق رُؤُوس الأشهاد ليعلم الْحَاضِر والباد أَن من يبع نَفسه لمولاها يقطعهَا عَن سَائِر الْأَغْرَاض إِلَى حِيَازَة الْعُلُوم وأولاها الَّتِى آل التغفل عَنْهَا إِلَى اندراسها والتشاغل بالحظوظ الفانية إِلَى تزلزل قواعدها وأساسها منادياً فِي كل مجمع وناد وَسمر وعداد عباد الله هلموا إِلَى شرف الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَإِنَّهُ لَا طَرِيق أقرب فِي الْوُصُول إِلَى الله من الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة المنزهة من أَن يشوبها أدنى شوب من المطامع الدُّنْيَوِيَّة وَمن ثمَّ قَالَ أَئِمَّة الْفِقْه والعرفان كَالْإِمَامِ الْأَعْظَم أبي حنيفَة النُّعْمَان ان لم تكن الْعلمَاء أَوْلِيَاء فَلَيْسَ ببه ولي فِي زمن من الْأَزْمَان لكِنهمْ لم يُرِيدُوا صور الْعلم بل حقائق تَطْهِير الْقُلُوب ثمَّ ملأها من معارف الْقَوْم دون شقاشق أهل الرسوم وكما أَن للصوفية سياحات لَا بُد مِنْهَا كَذَلِك لأئمة السّنة حالات لَا يسْتَغْنى أَكْثَرهم عَنْهَا وشتان مَا بَينهمَا شتان لِأَن نفع تِلْكَ قَاصِر على أَهلهَا وَهَذِه عَامَّة النَّفْع وَالْإِحْسَان وَلذَا دَعَا لَهُم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأعظم دَعْوَة وحباهم عَن غَيرهم بِأَفْضَل حبوة فَقَالَ نضر الله امْرَءًا سمع مَقَالَتي فوعاها فأداها كَمَا سَمعهَا وَمَعَ هَذَا الْعُلُوّ الشامخ والشرف الراسخ تقهقر الزَّمَان فركدت الهمم لاسيما عَن هَذَا الْعلم الْعلي الشَّأْن حَتَّى كَاد النَّاس بعد أَن فقدتالرحلة فِي طلب الاسناد إِلَى شاسع الأقطار يطْلبُونَ الْإِجَازَة بالاستدعاء بِالْكِتَابَةِ من الأساتذة الْبعدَاء الديار وَأما الْآن فقد زَالَ ذَلِك التقاحم فِي طلبه وَنسي هذاالتزاحم فِي نيل رتبه وتقاعدت عَنهُ الهمم إِلَى الْغَايَة فاخلدت إِلَى أَرض شهواتها عَن طلب الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة وَذهب المسندون الجلة وَمن كَانَت تزدهي يوجودهم الْملَّة شعر ... كَانَ لم يكن بَين الجحون إِلَى الصَّفَا ... أنيس وَلم يسمر بِمَكَّة سامر ...

لَكِن بِحَمْد الله تَعَالَى قد بقى من آثَارهم بقايا وَفِي زَوَايَا الزَّمَان مِمَّا تحمل عَنْهُم خبايا وَأَنا أَرْجُو أَن أكون إِن شَاءَ الله من متبعيهم بِحَق ووارثيهم بِصدق لِأَنِّي أَخَذته رِوَايَة واتقنته دراية عَن الْأَئِمَّة المسندين مِمَّن يضيق الْمقَام عَن استيعابهم ويحجب الِاقْتِصَار على مسانيد أشهر مشاهيرهم شَيخنَا شيخ الْإِسْلَام زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي ثمَّ شَيخنَا الزيني عبد الْحق السنباطي ثمَّ شيخ مَشَايِخنَا بالاجازة الْخَاصَّة وَشَيخنَا بالاجازة الْعَامَّة لِأَنَّهُ أجَاز لمن أدْرك حَيَاته وَأَنِّي ولدت قبل وَفَاته بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين فَكنت مِمَّن شملته اجازته واشتملته عنايته حَافظ عصره بِاتِّفَاق أهل مصره الْجلَال السُّيُوطِيّ انْتهى
وَمن مؤلفاته شرح الْمشكاة نَحْو الرّبع وَشرح الْمِنْهَاج فلإمام النَّوَوِيّ فِي مجلدين ضخمين وشرحين على الارشاد للمقوى كَبِير وَهُوَ الْمُسَمّى بالامداد وَالصَّغِير وَهُوَ الْمُسَمّى فتح الْجواد وَشرح الهمزية البوصيرية وَشرح الاربعين النواوية وَالصَّوَاعِق المحرقة فِي الرَّد على أهل الْبدع والضلال والزندقة وكف الرعاع عَن مُحرمَات اللَّهْو وَالسَّمَاع والزواجر عَن اقتراب الْكَبَائِر ونصيحة الْمُلُوك وَشرح مُخْتَصر الْفَقِيه عبد الله أَبَا فضل الْحَاج الْمُسَمّى الْمنْهَج القويم فِي مسَائِل التَّعْلِيم وَالْأَحْكَام فِي قواطع الْإِسْلَام وَشرح الْعباب الْمُسَمّى بالايعاب وتحذير الثِّقَات عَن أكل الكفتة والقات وَشرح قِطْعَة صَالِحَة من ألفية ابْن مَالك وَشرح مُخْتَصر أبي الْحسن الْبكْرِيّ فِي الْفِقْه وَشرح الْمِنْهَاج وحاشية على الْعباب وَاخْتصرَ الْإِيضَاح والإرشاد وَالرَّوْض والأخير لم يتم ومناقب أبي حنيفَة ومؤلف فِي الْأَصْلَيْنِ والتصوف ومنظومة فِي أصُول الدّين وَشرح عين الْعلم فِي التصوف لم يتم
والهيتمي نِسْبَة إِلَى محلّة أبي الهيتم من اقليم الغربية بِمصْر وَالسَّعْدِي نِسْبَة إِلَى سعد باقليم الشرقية من إقليم مصر أَيْضا ومسكنه بالشرقية لَكِن انْتقل إِلَى محلّة أبي الهيتم غي الغربية
وَأما شهرته بَاب حجر فَقيل ان أحد أجداده كَانَ ملازماً للصمت لَا يتَكَلَّم إِلَّا عَن ضروروة أَو حَاجَة فشبهوه بِحجر ملقى لَا ينْطق فَقَالُوا حجر ثمَّ اشْتهر بذلك وَقد اشْتهر بِهَذَا اللقب أَيْضا شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي وَكَاد صَاحب التَّرْجَمَة يُشبههُ فِي فنه الَّذِي اشهر بِهِ وَهُوَ الحَدِيث مَعَ مَا منحه الله بِهِ من الزِّيَادَة عَلَيْهِ من علم الْفِقْه الَّذِي لم يشْتَهر بِهِ الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي هَذَا الاشتهار كَيفَ وَهُوَ سميه فاشبهه اسْما ووصفاً وزادته نِسْبَة إِلَى جوَار الْحرم الشريف شرفاً وَقد كنت نثرت فِيهِ قَدِيما مُشِيرا إِلَى هَذَا الِاسْم الشريف فَقلت ابْن حجر فِي الْبشر كالياقوت فِي الْحجر يشاركها فِي الِاسْم ويفارقها فِي الرَّسْم وللشيخ الْعَلامَة عبد الْعَزِيز بن عَليّ الزمزمي الْمَكِّيّ فِيهِ شعر ... مِنْك المعارف فاضت عذبة وَلكم ... عذباً زلالاً فاض من حجر ...
ولصاحبنا الْفَقِيه أَحْمد بن الْفَقِيه الصَّالح مُحَمَّد أَبَا جَابر ... قد قيل من أَصمّ تَفَجَّرَتْ ... لِلْخلقِ بِالنَّصِّ الْجَلِيّ أَنهَار
وتفجرت يَا معشر الْعلمَاء من ... حجر الْعُلُوم فبحرها زخار
أكْرم بِهِ قطباً محيطاً بالعلا ... ورحآؤه حَقًا عَلَيْهِ تدار                                                     

    -النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.

 

الإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي المَكِّي المصري، مفتي الشافعية، المتوفى بها في رجب سنة أربع وسبعين وتسعمائة عن خمس وستين سنة.
كان إمامًا متقنًا حافظًا، له تصانيف مقبولة منها "شرح الشمائل" و"شرح الهمزية" و"كف الرعاع" و"رسالة في رد من أنكر ترميم البيت الشريف" و"فتح المبين في شرح الأربعين" و"شرح المنهاج" مجلدين و"شرح العباب" و"شرح الإرشاد".
وقال الشهاب: علاّمة الدنيا حتى الحجاز، حجّت وفود الفضلاء إلى كعبته وتوجهت وجوه الآمال لقبلته وتآليفه غرر منيرات، أضاءت في وجوه دهم المشكلات وأقلام فتواه مفاتيح ما أرتج من المسائل المشكلة. انتهى.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، شهاب الدين شيخ الإسلام، أبو العباس:
فقيه باحث مصري، مولده في محلة أبي الهيتم (من إقليم الغربية بمصر) وإليها نسبته. والسعدي نسبة إلى بني سعد من عرب الشرقية (بمصر) تلقى العلم في الأزهر، ومات بمكة. له تصانيف كثيرة، منها (مبلغ الأرب في فضائل العرب - ط) و (الجوهر المنظم - ط) رحلة إلى المدينة، و (الصواعق المحرقة على أهل البدع والضلال والزندقة - ط) و (تحفة المحتاج لشرح المنهاج - ط) في فقه الشافعية، و (الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان - ط) و (الفتاوي الهيتمية أربع مجلدات، و (شرح مشكاة المصابيح للتبريزي - خ) و (الإيعاب في شرح العباب - خ) و (الإمداد في شرح الإرشاد للمقري) و (شرح الأربعين النووية - ط) و (نصيحة الملوك) و (تحرير المقال في آداب وأحكام يحتاج إليها مؤدبو الأطفال - خ) و (أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل - خ) و (خلاصة الأئمة الأربعة - خ) في دمشق 14 ورقة و (المنح المكية - خ) في شرح همزية البوصيري، رأيته في مكتبة الفاتيكان (1574 عربي) و (المنهج القويم في مسائل التعليم - ط) شرح لمقدمة الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن فضل الحضرميّ. و (الدرر الزاهرة في كشف بيان الآخرة - خ) رسالة، عندي (ضمن مجموعة) و (كف الرعاع عن استماع آلات السماع - ط) و  (الزواجر عن اقتراف الكبائر - ط) و (تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات - خ) رسالة لطيفة كتبت سنة 950 في الرباط (آخر المجموع 2262 كتاني) و (المنح المكية - ط) شرح لهمزية البوصيري .

-الاعلام للزركلي-

 

أحمد بن محمد بن علي بن حجر كان بحراً في الفقه إماما اقتدى به الأئمة وهماما صار في إقليم الحجاز مصنفات في العصر يعجز عن الإتيان بمثلها المعاصرون وأبحاثه في المذهب كالطراز المذهب وُلد في رجب سنة 909 ومات أبوه وهو صغير فكفله الإمامان العارف بالله شمس الدين بن أبي الحائل وشمس الدين الشناوي ونقله الشناوي من بلده محلة أبي الهيثم إلى مقام القطب الشريف أحمد البدوى فقرأ هناك مبادي العلوم ثم نقله سنة 924 إلى الجامع الأزهر مسلماً له إلى رجل صالح فحفظه حفظاً صالحاً وجمعه بعلماء مصر فأخذ عنهم ومن مشايخه القاضى زكريا الأنصاري والإمام المعمر الزنبي عبد الحق السنباطي والشمس السمهودي وابن القز والشهاب الرملى والطبلاوي وأبو الحسن البكري والشمس اللقاني والشمس المدلجي والشهاب البلقينى وغيرهم وبرع في علوم كثيرة من التفسير والحديث والكلام وأصول الفقه وفروعه والفرائض والحساب والنحو والصرف والتصوف والمنطق وغير ذلك وقدم إلى مكة في أواخر سنة 933 فجاور ثم عاد إلى مصر ثم حج بعياله سنة 937 ثم حج سنة 940 وجاور من ذلك الوقت بمكة وأقام بها يفتي ويدرس إلى أن توفي فيها ومن مؤلفاته شرح منهاج النووى وشرحان على الإرشاد كبير مسمى بالأمداد وصغير مسمى بفتح الجواد وشرح الهمزاة وشرح أربعين النووي والصواعق المحرقة وكف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع والزواجر عن اقتراف الكبار ونصيحة الملوك والمنهج القويم في مسائل التعليم والأعلام بقواطع الإسلام وشرح العباب وتحذير الثقات عن استعمال الكفتات وشرح قطعة من ألفية ابن مالك ومناقب أبي حنيفة وشرح عين العلم وغير ذلك ويقال في نسبته الهيتمي نسبة لمحلة إلى الهيثم من أقاليم مصر الغربية والسعدي نسبة لبنى سعد كذا في النور السافر في أخبار القرن العاشر ووفاته على ما يفهم من كلام صاحب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر في ترجمة عبد العزيز الملك الزمنى كانت سنة 995 وذكر بعضهم أنها كانت سنة 975 وقد طالعت من تصانيفه شرح المنهاج المسمى تحفة المحتاج وشرح الأربعين المسمى بفتح المبين وشرح الهمزية المسمى بالمنح المكية والأعلام بقواطع الإسلام وشن الغارة والإيضاح والبيان لما جاء في ليلة النصف من شعبان والصواعق المحرقة وفتح الجواد والزواجر والخيرات الحسان في مناقب النعمان والجوهر المنظم في زيارة قبر النبيّ المكرم.

 الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.