أبو عبد الله محمَّد الشاذلي ابن الشيخ عثمان بن صالح: شيخنا وشيخ شيوخنا وشيخ الشيوخ وعمدة أهل التحقيق والرسوخ ملحق الأصاغر بالأكابر وغدا كل الأكابر له أصاغر وعقد عليه العلماء بالخناصر. كان من العلماء الأفاضل ومن أهل الفتوى والشورى في الأحكام والنوازل. تولى الفتيا سنة 1277هـ بعد أن كان قاضياً بباردو ثم رئيس المفتين ثم صرف عنها سنة 1302هـ. أخذ عن أعلام منهم الشيخ إبراهيم الرياحي والشيخ البنا والشيخ ابن ملوكة وشيخ الإِسلام الثالث محمَّد بيرم، وعنه جماعة منهم الشيخ عمر ابن الشيخ وأجازه والشيخ الطاهر النيفر والشيخ سالم بو حاجب والشيخ محمَّد النجار. قرأت عليه أوائل شرح الشيخ التاودي على التحفة وإذ ذاك أنهكت قواه عشر التسعين. له فتاوى ورسائل محررة منها رسالة في المحابات. توفي في ربيع الأول سنة 1308هـ[1890م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف.
ابن صالح (نحو 1225 - 1308 هـ) (1810 - 1891 م)
محمد الشاذلي ابن الشيخ عثمان، المسند، الفقيه المحقق، الصوفي، هو شريف النسب ينحدر من عائلة صوفية فاضلة معتقد في صلاحها هي عائلة سيدي بو عزيز بن الشيخ بالريش الوافد على الحاضرة التونسية أثناء القرن الحادي عشر من عوالي جبال السلسلة الأطلسية في أقصى الجنوب التونسي.
تلقى تعليمه الابتدائي بالكتاب فاستظهر القرآن الكريم ثم التحق بجامع الزيتونة والمدارس المتصلة به فأخذ عن اسماعيل التميمي أدركه في السنين الأخيرة من حياته، وابراهيم الرياحي، ومحمد بيرم الثالث، ومحمد البناء، وعن الصوفي المربي محمد بن ملوكة قال العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «ولعل أوثق هؤلاء الشيوخ صلة به هو شيخ الإسلام محمد بيرم الثالث، فقد كتب له في إجازته «لمن لازم العبد الضعيف السنين العديدة في كتب مفيدة» وهذه الإجازة هي التي وصلت سند مترجمنا بإجازة الشيخ عبد القادر الفاسي الشهيرة المنقحة الجامعة من طريق شيخ الإسلام أحمد المكودي عن الشيخ أحمد بن مبارك السجلماسي والشيخ علي المرسيشي.
وهي التي عمت بها إجازة الشيخ عبد القادر الفاسي في الأسانيد التونسية بإجازة مترجمنا بها لاثنين من تلاميذه هما العلامة المفتي عمر بن الشيخ والعالم الوزير محمد العزيز بوعتور».
لقيه الشيخ المحدث الأديب الصوفي علي بن طاهر الوتري المدني الحنفي عام 1287/ 1870 وأجازه.
وبعد تخرجه انتصب للتدريس بجامع الزيتونة، وتخرج به جماعة كسالم بو حاجب، والطاهر النيفر، وعمر بن الشيخ، ومحمد مخلوف، ومحمد النجار، وغيرهم. ودرس بالمدرسة الحسينية الكبرى.
وكان يعقد حلقات ذكر وتذكير بالخلوة الشاذلية بمسجد سوق البلاط، وانتخب مدرسا ومشرفا على تربية المهيئين لقيادة الجيش التونسي، وكان له أثر عميق في تكوينهم الديني والنفسي.
تولى قضاء باردو، ثم الافتاء بالحاضرة سنة 1277/ 1860 ثم رئاسة الفتوى سنة 1290/ 1876، ورئاسة المجلس الشرعي المالكي. واختلفت الأنظار في تطبيق النصوص على القضايا بينه وبين المفتي الشيخ محمد الشاهد، والقاضي الشيخ محمد الطاهر النيفر. فكان هذا الاختلاف داعيا لتحرير رسائل وتقارير هي من أنفس الآثار الفقهية.
وقد كان لهذه المنازعات العلمية أثر في استحكام الخلاف بين رجال المجلس المالكي ومدعاة تعطيل وقال وقيل مما دعته نفسه الأبية إلى الاستعفاء من منصب رئاسة الفتوى فقدم استقالته سنة 1302/ 1884 م، فرجع إلى التدريس بجامع الزيتونة إلى أن فارق الحياة.
تآليفه:
رسائل فقهية ذكر فيها حكم اعطاء اراضي الوقف المشجرة على وجه الانزال، توجد ضمن مجموعة من الرسائل الفقهية ترتيبها السادسة بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة العبدلية).
فتاوى.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - صفحة 225 - للكاتب محمد محفوظ