الوزير رئيس الكتاب المشهور صدر الصدور أبو عبد الله محمَّد العزيز بو عتور: تقدم ذكر نسبه وأنه قرشي من بني أمية وزاويتهم بصفاقس مشهورة وبيته معروف بالعلم والنباهة وهذا الفاضل نشأ في بيت مجادته قمراً في أفق سعادته جامعاً للفضائل ناظماً برأيه محاسن الشمائل قطب ذلك السياسة ومركز دائرة أرباب الرئاسة فصيح القلم كريم الأخلاق والشيم مع رأي صائب وفكر ثاقب وعلم ووقار وإناءة واستبصار أخذ عن أعلام منهم الشيخ إبراهيم الرياحي والشيخ ابن ملوكة تردد في الخطط النبيهة بالوزارة منها رئيس الكتبة ثم الصدارة سنة 1300هـ وقام بها بجد واجتهاد. وتوفي وهو على ذلك الحال ناسج على ذلك المنوال سنة 1325هـ[1907م] وقد ناف عن التسعين.
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف
محمد العزيز بن محمد الحبيب بن محمد الطيب ابن الوزير محمد بن محمد بو عتور الصفاقسي التونسي:
وزير، من العلماء الكتاب. أصله من صفاقس، من بني الشيخ عبد الكافي العثماني (نسبة إلى عثمان بن عفان) ومولده ووفاته بتونس. ولي الكتابة في حكومتها سنة 1262 هـ وتقدم، فكان كاتبا خاصا لأسرار الملك، وأحد أعضاء مجلس الشورى الخاص. وكانت الخطب الملكية والرسائل الهامة والمنشورات كلها من إنشائه. وتناول قانون (عهد الأمان) بالشرح والتفريع، وعلق عليه تحريرات أصولية في إجراء بعض كلياته على قواعد الشريعة الإسلامية. وكان عضدا لخير الدين التونسي حين ولي رياسة الوزارة، فسمي في أيامه وزير استشارة (سنة 1290) وكان من العاملين في تأسيس المدرسة الصادقية وجمعية الأوقاف، وفي تنظيم المحاكم الشرعية وسن قانون العدول. ثم تقلد منصب الوزارة الكبرى سنة 1300 فقام بالأعباء قياما حسنا. ولما توفي أمر المولى (محمد الناصر باي) بدفنه في مقبرة الأسرة المالكة .
-الاعلام للزركلي-
بوعتور (1240 - 1325 هـ) (1825 - 1907 م)
محمد العزيز بن محمد الحبيب بن محمد الطيب ابن الوزير محمد بن محمد بوعتور، وزير من العلماء والكتاب، أصل سلفه من صفاقس من ذرية الشيخ عبد الكافي بوعتور العثماني من سلالة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ولد بتونس في رجب ونشأ في رعاية أبيه الشيخ محمد الحبيب فلقنه القرآن حتى حفظه على ظهر قلب، والتحق بجامع الزيتونة في سنة 1254/ 1839 فأخذ عن أعلامه كابراهيم الرياحي، وابنه محمد الطيب، ومحمد بن الخوجة، ومحمد بن سلامة، ومحمد الطاهر بن عاشور، وأخيه محمد الشهير بحمدة، وأحمد عاشور، ومحمد الشاذلي بن صالح، ومحمد النيفر، ووقت طلبه وفد على تونس الامام محمد الصالح الرضوي السمرقندي الشريف ضجيع المدينة المنورة فلازمه ملازمة شديدة، وروى عنه بأسانيده العالية الجامعة، وتلقى عنه من أسرار السنة وآداب الشريعة ما زاد فضائله الغريزية وتربيته الشرعية في نفسه رسوخا وبرع في العلم والذكاء حتى بلغ صيته مجلس المشير الأول أحمد باشا باي فاستدعاه واولاه خطة الكتابة بديوان الانشاء سنة 1262/ 1847.قال صاحب الترجمة عند حكايته طلب أحمد باشا باي له وتردده في قبول الولاية: «ويشهد الله اني ما فكرت قط في وظيفة مدة قراءتي العلم، وما قرأت إلا طلبا للكمال العقلي، ولقد فاجأتني الأقدار بما آل إليه أمري، والانسان مسير لا مخير» وقبل انتخابه للكتابة درس متطوعا بجامع الزيتونة بإجازة شيوخه، ودرس كتبا عديدة منها شرح المختصر للسعد في البلاغة، ولم تمنعه الوظيفة عن الاشغال العلمية والتحريرات والمطالعات، ولا حال مقامه المخزني الجديد بينه وبين الدروس العليا بجامع الزيتونة فكان يحضر دروس استاذه محمد الطاهر بن عاشور في عهد الدولة الصادقية وهو يومئذ وزير ومن كبار رجال الدولة.
ثم اختاره أحمد باشا لتلاوة التقارير والحجج التي تعرض عليه لما رأى فيه من فصاحه اللسان وحسن الايجاز، وكان يصاحب ولي العهد محمد باي عند تجوله في البلاد، ولما توفي أحمد باشا باي كانت مكانة صاحب الترجمة عند الامير الجديد محمد باي راسخة حتى أن هذا الامير كان يحليه في بعض أوامره بقوله «محبنا».
وبعد ولاية المشير الثاني محمد باي سمي رئيسا لكتبة وزارة المال في شوال 1276/ 1860، وفي سنة 1277 تألف المجلس الأكبر الذي اقتضاه قانون عهد الامان فكان من أعضائه، ثم سمي بأثر ذلك كاتبا خاصا لاسرار الملك وعضوا في مجلس الشورى الملكي الخاص، وبذلك أصبح الواسطة بين الملك ونواب الامة. وفي سنة 1281/ 1865 سمي باش كاتب ووزيرا للقلم فكان أول من حمل هذا اللقب الأخير في الدولة التونسية.
وفي سنة 1283/ 1867 سمي وزير مال فكان أول من تقلده وآخره.
ولما تأسست اللجنة الدولية المشتركة (الكومسيون المالي) لمراقبة مالية الدولة التونسية سنة 1286/ 1869 وانقسمت إلى قسمين قسم العمل وقسم النظر كان رئيس قسم النظر الوزير المباشر خير الدين، وكان المترجم رئيس قسم العمل.
ولما تولى خير الدين الوزارة الكبرى كان المترجم أول اعضاده فكان عمدته في الأعمال الادارية والتحريرات الدولية والمسائل الشرعية، وسمي وزير استشارة سنة 1290/ 1873، ووجد فيه خير الدين عضدا قويا ونصيرا كبيرا فشاركه في تنظيم التعليم بجامع الزيتونة، وفي تأسيس المدرسة الصادقية، وفي تأسيس جمعية الأوقاف، وتنظيم المحاكم الشرعية، وسن قانون العدول، إلى غير ذلك من المؤسسات النافعة. بعد انتصاب الحماية الفرنسية واعتلاء علي باشا العرش قلد منصب الوزارة الكبرى في المحرم
سنة 1300/ 1883 فأظهر من المهارة السياسية ما جعله محل إكبار ورضا من الأهالي والمقيم العام على خطورة هذا المنصب وما فيه من توفيق بين المتناقضات في ذلك الظرف الدقيق الحرج.
أصيب بنزلة صدرية وتوفي يوم الخميس غرة محرم 1325/ 4 فيفرى 1907، ودفن يوم السبت 3 محرم في موكب ملكي عسكري، وكان دفنه بمقبرة الامراء الحسينيين برغبة من الأمير محمد الناصر باشا باي.
له كنش أدبي مخطوط بالمكتبة الوطنية (أصله من مكتبة الخلدونية).
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - من صفحة 355 الى صفحة 357 - للكاتب محمد محفوظ