أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني أبي نعيم
تاريخ الولادة | 306 هـ |
تاريخ الوفاة | 430 هـ |
العمر | 124 سنة |
مكان الولادة | أصبهان - إيران |
مكان الوفاة | أصبهان - إيران |
أماكن الإقامة |
|
- محمد بن يعقوب بن يوسف السناني النيسابوري "أبو العباس الأصم"
- محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال "أبو أحمد"
- أبي جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد السمسار
- أبي محمد عبد الله ابن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني
- أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود الرقي أبي بكر
- خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الطرابلسي أبي الحسن
- عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني أبي محمد
- أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني القصار
- محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري أبي بحر
- جعفر بن محمد بن نصير أبي محمد الخلدي
- محمود بن عمرو بن أحمد الزمخشري جار الله أبو القاسم "الزمخشري"
- أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد الخطيب أبي بكر البغدادي "الخطيب البغدادي أحمد"
- الحسن بن أحمد بن الحسن الأصبهاني الحداد أبي علي
- علي بن عبد الواحد بن فاذشاه الأصبهاني أبي طاهر
- عثمان بن أبي بكر بن حمود الصدفي أبي عمرو السفاقسي "ابن الضابط"
- عبد الغفار بن عبد الواحد بن محمد الأرموي أبي النجيب
- يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل اليشكري "أبي القاسم الهذلي"
- أبي الفتح سليم بن أيوب بن سليم الرازي
- أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن حسين بن علي
- عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار أبي يوسف القزويني
- غانم ابن أبي نصر محمد بن عبيد الله البرجي "أبي القاسم"
- محمد بن عبد الله بن أحمد الخرقي "أبي الفتح"
- محمد بن عبد النور أبي عبد الله الخزاز الكوفي "محمد بن عبد النور الخزاز"
نبذة
الترجمة
الحافظ أبو نعيم
أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني الحافظ المشهور صاحب كتاب حلية الأولياء؛ كان من الأعلام المحدثين، وأكابر الحفاظ الثقات، أخذ عن الأفاضل، وأخذوا عنه، وانتفعوا به، وكتابه الحلية من أحسن الكتب، وله كتاب تاريخ أصبهان نقلت منه في ترجمة والده عبد الله نسبته على هذه الصورة، وذكر أن جده مهران أسلم، إشارة إلى أنه أول من أسلم من اجداده، وأنه مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه - وسيأتي ذكر عبد الله بن معاوية، إن شاء الله تعالى - وذكر أن والده توفي في رجب سنة خمس وستين وثلثمائة، ودفن عند جده من قبل أمه.
ولد في رجب سنة ست وثلاثين وثلثمائة، وقيل: أربع وثلاثين، وتوفي في صفر، وقيل: يوم الاثنين الحادي والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة بأصبهان، رحمه الله تعالى.
واصبهان - بكسر الهمزة وفتحها وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة، ويقال بالفاء أيضاً وفتح الهاء بعد الألف نون - وهي من أشهر بلاد الجبال، وإنما قيل لها هذا الاسم لأنها تسمى بالعجمية: سباهان وسبا: العسكر، وهان: الجمع. وكانت جموع عساكر الأكاسرة تجتمع إذا وقعت لهم واقعة في هذا الموضع، مثل عسكر فارس وكرمان والأهواز وغيرها، فعرب فقيل: اصبهان، وبناها إسكندر ذو القرنين، هكذا ذكره السمعاني .
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
أحمَد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن مُوسَى بن مهْرَان الإِمَام الْجَلِيل الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ الصُّوفِي الْجَامِع بَين الْفِقْه والتصوف وَالنِّهَايَة فِي الْحِفْظ والضبط
ولد فِي رَجَب سنة سِتّ وثلاثمائة بأصبهان
وَهُوَ سبط الشَّيْخ الزَّاهِد مُحَمَّد بن يُوسُف الْبَنَّا أحد مَشَايِخ الصُّوفِيَّة
وَأحد الْأَعْلَام الَّذين جمع الله لَهُم بَين الْعُلُوّ فِي الرِّوَايَة وَالنِّهَايَة فِي الدِّرَايَة
رَحل إِلَيْهِ الْحفاظ من الأقطار
واستجاز لَهُ أَبوهُ طَائِفَة من شُيُوخ الْعَصْر تفرد فِي الدُّنْيَا عَنْهُم
أجَاز لَهُ من الشَّام خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان
وَمن بَغْدَاد جَعْفَر الْخُلْدِيِّ
وَمن وَاسِط عبد الله بن عمر بن شَوْذَب
وَمن نيسابور الْأَصَم
وَسمع سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة من عبد الله بن جَعْفَر بن أَحْمد بن فَارس وَالْقَاضِي أبي أَحْمد مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَسَّال وَأحمد بن معبد السمسار وَأحمد بن مُحَمَّد الْقصار وَأحمد بن بنْدَار الشعار وَعبد الله بن الْحسن بن بنْدَار وَالطَّبَرَانِيّ وَأبي الشَّيْخ والجعابي
ورحل سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة فَسمع بِبَغْدَاد أَبَا عَليّ بن الصَّواف وَأَبا بكر بن الْهَيْثَم الْأَنْبَارِي وَأَبا بَحر البربهاري وَعِيسَى بن مُحَمَّد الطوماري وَعبد الرَّحْمَن وَالِد المخلص وَابْن خَلاد النصيبي وحبيبا الْقَزاز وَطَائِفَة كَثِيرَة
وَسمع بِمَكَّة أَبَا بكر الْآجُرِيّ وَأحمد بن إِبْرَاهِيم الْكِنْدِيّ
وبالبصرة فاروق بن عبد الْكَرِيم الْخطابِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُسلم العامري وَجَمَاعَة
وبالكوفة أَبَا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي وَجَمَاعَة
وبنيسابور أَبَا أَحْمد الْحَاكِم وحسينك التَّمِيمِي وَأَصْحَاب السراج فَمن بعدهمْ
روى عَنهُ كوشيار بن لياليروز الجيلي وَتُوفِّي قبله ببضع وَثَلَاثِينَ سنة
وَأَبُو سعد الْمَالِينِي وَتُوفِّي قبله بثماني عشرَة سنة وَأَبُو بكر بن أبي عَليّ الذكواني وَتُوفِّي قبله بِإِحْدَى عشرَة سنة والحافظ أَبُو بكر الْخَطِيب وَهُوَ من أخص تلامذته وَقد رَحل إِلَيْهِ وَأكْثر عَنهُ وَمَعَ ذَلِك لم يذكرهُ فِي تَارِيخ بَغْدَاد وَلَا يخفى عَلَيْهِ أَنه دَخلهَا وَلَكِن النسْيَان طبيعة الْإِنْسَان وَكَذَلِكَ أغفله الْحَافِظ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ فَلم يذكرهُ فِي الذيل
وَمِمَّنْ روى عَن أبي نعيم أَيْضا الْحَافِظ أَبُو صَالح الْمُؤَذّن وَالْقَاضِي أَبُو عَليّ الوخشي ومستمليه أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار وَسليمَان بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ وَهبة الله بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ وَأَبُو الْفضل حمد وَأَبُو عَليّ الْحسن ابْنا أَحْمد الْحداد وَخلق كثير آخِرهم وَفَاة أَبُو طَاهِر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد الدشتج الذَّهَبِيّ
وَقد روى أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ مَعَ تقدمه عَن وَاحِد عَن أبي نعيم فَقَالَ فِي كتاب طَبَقَات الصُّوفِيَّة حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْهَاشِمِي حَدثنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله أخبرنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن حُبَيْش المقرىء بِبَغْدَاد أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سهل الأدمِيّ وَذكر حَدِيثا
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن السَّمرقَنْدِي سَمِعت أَبَا بكر الْخَطِيب يَقُول لم أر أحدا أطلق عَلَيْهِ اسْم الْحِفْظ غير رجلَيْنِ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو حَازِم العبدوي الْأَعْرَج
وَقَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مرْدَوَيْه كَانَ أَبُو نعيم فِي وقته مرحولا إِلَيْهِ وَلم يكن فِي أفق من الْآفَاق أسْند وَلَا أحفظ مِنْهُ كَانَ حفاظ الدُّنْيَا قد اجْتَمعُوا عِنْده فَكَانَ كل يَوْم نوبَة وَاحِد مِنْهُم يقْرَأ مَا يُريدهُ إِلَى قريب الظّهْر فَإِذا قَامَ إِلَى دَاره رُبمَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق جُزْء وَكَانَ لَا يضجر لم يكن لَهُ غذَاء سوى التصنيف أَو التسميع
وَقَالَ حَمْزَة بن الْعَبَّاس الْعلوِي كَانَ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ بَقِي أَبُو نعيم أَربع عشرَة سنة بِلَا نَظِير لَا يُوجد شرقا وَلَا غربا أَعلَى إِسْنَادًا مِنْهُ وَلَا أحفظ مِنْهُ
وَكَانُوا يَقُولُونَ لما صنف كتاب الْحِلْية حمل إِلَى نيسابور حَال حَيَاته فاشتروه بأربعمائة دِينَار
وَقَالَ ابْن الْمفضل الْحَافِظ قد جمع شَيخنَا السلَفِي أَخْبَار أبي نعيم وَذكر من حَدثهُ عَنهُ وهم نَحْو ثَمَانِينَ رجلا
قَالَ لم يصنف مثل كِتَابه حلية الْأَوْلِيَاء سمعناه على أبي المظفر القاساني عَنهُ سوى فَوت يسير
وَقَالَ ابْن النجار هُوَ تَاج الْمُحدثين وَأحد أَعْلَام الدّين
قلت وَمن كراماته الْمَذْكُورَة أَن السُّلْطَان مَحْمُود بن سبكتكين لما استولى على أَصْبَهَان ولي عَلَيْهَا واليا من قبله ورحل عَنْهَا فَوَثَبَ أهل أَصْبَهَان وَقتلُوا الْوَالِي فَرجع مَحْمُود إِلَيْهَا
وأمنهم حَتَّى اطمأنوا ثمَّ قصدهم يَوْم الْجُمُعَة فِي الْجَامِع فَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وَكَانُوا قبل ذَلِك قد منعُوا أَبَا نعيم الْحَافِظ من الْجُلُوس فِي الْجَامِع فحصلت لَهُ كرامتان السَّلامَة مِمَّا جرى عَلَيْهِم إِذْ لَو كَانَ جَالِسا لقتل وانتقام الله تَعَالَى لَهُ مِنْهُم سَرِيعا
وَمن مصنفاته حلية الْأَوْلِيَاء وَهِي من أحسن الْكتب كَانَ الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه الله كثير الثَّنَاء عَلَيْهَا وَيُحب تسميعها
وَله أَيْضا كتاب معرفَة الصَّحَابَة وَكتاب دَلَائِل النُّبُوَّة وَكتاب الْمُسْتَخْرج على البُخَارِيّ وَكتاب الْمُسْتَخْرج على مُسلم وَكتاب تَارِيخ أَصْبَهَان وَكتاب صفة الْجنَّة وَكتاب فَضَائِل الصَّحَابَة وصنف شَيْئا كثيرا من المصنفات الصغار
توفّي فِي الْعشْرين من الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله أَربع وَتسْعُونَ سنة رَحْمَة الله عَلَيْهِ
ذكر الْبَحْث عَن وَاقعَة جُزْء مُحَمَّد بن عَاصِم الَّتِي اتخذها من نَالَ من أبي نعيم رَحمَه الله ذَرِيعَة إِلَى ذَلِك
قد حدث أَبُو نعيم بِهَذَا الْجُزْء وَرَوَاهُ عَنهُ الْأَثْبَات وَالرجل ثِقَة ثَبت إِمَام صَادِق وَإِذا قَالَ هَذَا سَمَاعي جَازَ الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ
وَطعن بعض الْجُهَّال الطاعنين فِي أَئِمَّة الدّين فَقَالُوا إِن الرجل لم يُوجد لَهُ سَماع بِهَذَا الْجُزْء
وَهَذَا الْكَلَام سبة على قَائِله فَإِن عدم وجدانهم لسماعه لَا يُوجب عدم وجوده وإخبار الثِّقَة بِسَمَاع نَفسه كَاف
ثمَّ ذكر شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو عبد الله الذَّهَبِيّ أَن شَيخنَا الْحَافِظ أَبَا الْحجَّاج الْمزي حَدثهُ أَنه رأى بِخَط الْحَافِظ ضِيَاء الدّين الْمَقْدِسِي أَنه وجد بِخَط الْحَافِظ أبي الْحجَّاج يُوسُف بن خَلِيل أَنه قَالَ رَأَيْت أصل سَماع الْحَافِظ أبي نعيم لجزء مُحَمَّد بن عَاصِم
فَبَطل مَا اعتقدوه رِيبَة
ثمَّ قَالَ الطاعنون ثَانِيًا وَهَذَا الْخَطِيب أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ الحبر الَّذِي تخضع لَهُ الْأَثْبَات وَله الخصوصية الزَّائِدَة بِصُحْبَة أبي نعيم قَالَ فِيمَا كتب إِلَيّ بِهِ أَحْمد بن أبي طَالب من دمشق قَالَ كتب إِلَيّ الْحَافِظ أَبُو عبد الله بن النجار من بَغْدَاد قَالَ أَخْبرنِي أَبُو عبيد الله الْحَافِظ بأصبهان أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفِي أخبرنَا يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن مندة قَالَ سَمِعت أَبَا الْفضل الْمَقْدِسِي يَقُول سَمِعت عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي يذكر أَنه وجد بِخَط الْخَطِيب سَأَلت مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار مستملي أبي نعيم عَن جُزْء مُحَمَّد بن عَاصِم كَيفَ قرأته على أبي نعيم وَكَيف رَأَيْت سَمَاعه فَقَالَ أخرج إِلَيّ كتابا وَقَالَ هَذَا سَمَاعي
فَقَرَأته عَلَيْهِ
قُلْنَا لَيْسَ فِي هَذِه الْحِكَايَة طعن على أبي نعيم بل حاصلها أَن الْخَطِيب لم يجد سَمَاعه بِهَذَا الْجُزْء فَأَرَادَ استفادة ذَلِك من مستمليه فَأخْبرهُ بِأَنَّهُ اعْتمد فِي الْقِرَاءَة على إِخْبَار الشَّيْخ وَذَلِكَ كَاف
ثمَّ قَالَ الطاعنون ثَالِثا وَقد قَالَ الْخَطِيب أَيْضا رَأَيْت لأبي نعيم أَشْيَاء يتساهل فِيهَا مِنْهَا أَنه يَقُول فِي الْإِجَازَة أخبرنَا من غير أَن يبين
قلت هَذَا لم يثبت عَن الْخَطِيب وَبِتَقْدِير ثُبُوته فَلَيْسَ بقدح ثمَّ إِطْلَاق أخبرنَا فِي الْإِجَازَة مُخْتَلف فِيهِ فَإِذا رَآهُ هَذَا الْخَبَر الْجَلِيل أَعنِي أَبَا نعيم فَكيف يعد مِنْهُ تساهلا وَلَئِن عد فَلَيْسَ من التساهل المستقبح وَلَو حجرنا على الْعلمَاء أَلا يرووا إِلَّا بِصِيغَة مجمع عَلَيْهَا لضيعنا كثيرا من السّنة
وَقد دفع الْحَافِظ أَبُو عبد الله بن النجار قَضِيَّة جُزْء مُحَمَّد بن عَاصِم بِأَن الْحفاظ الْأَثْبَات رَوَوْهُ عَن أبي نعيم وحكينا لَك نَحن أَن أصل سَمَاعه وجد فطاحت هَذِه الخيالات وَنحن لَا نَحْفَظ أحدا تكلم فِي أبي نعيم بقادح وَلم يذكر بِغَيْر هَذِه اللَّفْظَة الَّتِي عزيت إِلَى الْخَطِيب وَقُلْنَا إِنَّهَا لم تثبت عَنهُ وَالْعَمَل على إِمَامَته وجلالته وَأَنه لَا عِبْرَة بهذيان الهاذين وأكاذيب المفترين
على أَنا لَا نَحْفَظ عَن أحد فِيهِ كلَاما صَرِيحًا فِي جرح وَلَو حفظ لَكَانَ سبة على قَائِله وَقد برأَ الله أَبَا نعيم من معرته
وَقَالَ الْحَافِظ ابْن النجار
فِي إِسْنَاد مَا حُكيَ عَن الْخَطِيب غير وَاحِد مِمَّن يتحامل على أبي نعيم لمُخَالفَته لمذهبه وعقيدته فَلَا يقبل
قَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ والتساهل الَّذِي أُشير إِلَيْهِ شَيْء كَانَ يَفْعَله فِي الْإِجَازَة نَادرا
قَالَ فَإِنَّهُ كثيرا مَا يَقُول كتب إِلَيّ جَعْفَر الْخُلْدِيِّ كتب إِلَيّ أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم أخبرنَا أَبُو الميمون بن رَاشد فِي كِتَابه
قَالَ وَلَكِن رَأَيْته يَقُول أخبرنَا عبد الله بن جَعْفَر فِيمَا قرىء عَلَيْهِ
قَالَ وَالظَّاهِر أَن هَذَا إجَازَة
قلت إِن كَانَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ يَقُول ذَلِك فِي مَكَان غلب على ظَنّه أَن أَبَا نعيم لم يسمعهُ
بِخُصُوصِهِ من عبد الله بن جَعْفَر فَالْأَمْر مُسلم إِلَيْهِ فَإِنَّهُ أعنى شَيخنَا الحبر الَّذِي لَا يلْحق شأوه فِي الْحِفْظ وَإِلَّا فَأَبُو نعيم قد سمع من عبد الله بن جَعْفَر فَمن أَيْن لنا أَنه يُطلق هَذِه الْعبارَة حَيْثُ لَا يكون سَماع ثمَّ وَإِن أطلق إِذْ ذَاك فغايته تَدْلِيس جَائِز قد اغتفر أَشد مِنْهُ لأعظم من أبي نعيم
ثمَّ قَالَ الطاعنون رَابِعا قَالَ يحيى بن مندة الْحَافِظ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن القَاضِي يَقُول سَمِعت عبد الْعَزِيز النخشبي يَقُول لم يسمع أَبُو نعيم مُسْند الْحَارِث بن أبي أُسَامَة بِتَمَامِهِ فَحدث بِهِ كُله
قُلْنَا قَالَ الْحَافِظ ابْن النجار وهم عبد الْعَزِيز فِي هَذَا فَأَنا رَأَيْت نُسْخَة من الْكتاب عتيقة وَعَلَيْهَا خطّ أبي نعيم يَقُول سمع مني فلَان إِلَى آخر سَمَاعي من هَذَا الْمسند من ابْن خَلاد فَلَعَلَّهُ روى الْبَاقِي بِالْإِجَازَةِ
طبقات الشافعية الكبرى للإمام تاج الدين السبكي
أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، أبي نعيم: حافظ، مؤرخ، من الثقات في الحفظ والرواية. ولد ومات في أصبهان. من تصانيفه (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط) عشرة أجزاء، و (معرفة الصحابة) كبير، بقيت منه مخطوطة في مجلدين، عليها قراءة سنة 551 في مكتبة أحمد الثالث، بطوبقبو سراي، باستنبول، الرقم 497 كما في مذكرات الميمني - خ. و (طبقات المحدثين والرواة) و (دلائل النبوة - ط) و (ذكر أخبار أصبهان - ط) مجلدان، وكتاب (الشعراء - خ).-الاعلام للزركلي-
أَبُو نعيم
الْحَافِظ الْكَبِير مُحدث الْعَصْر أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن مُوسَى بن مهْرَان المهراني الْأَصْبَهَانِيّ الصُّوفِي الْأَحول
سبط الزَّاهِد مُحَمَّد بن يُوسُف الْبناء
ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَأَجَازَ لَهُ مَشَايِخ الدُّنْيَا وَله سِتّ سِنِين وَتفرد بهم ورحلت الْحفاظ إِلَى بَابه لعلمه وَضَبطه وعلو إِسْنَاده
قَالَ الْخَطِيب لم أر أحدا أطلق عَلَيْهِ اسْم الْحِفْظ غير أبي نعيم وَأبي حَازِم
وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه لم يكن فِي أفق من الْآفَاق أحفظ وَلَا أسْند مِنْهُ
صنف الْحِلْية والمستخرج على البُخَارِيّ والمستخرج على مُسلم وَدَلَائِل النُّبُوَّة معرفَة الصَّحَابَة وتاريخ أَصْبَهَان وفضائل الصَّحَابَة وَصفَة الْجنَّة والطب وَغَيرهَا مَاتَ فِي حرم سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
أَحْمَد بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ إسحاق بن موسى بن مهران، الإِمَامُ الحَافِظُ، الثِّقَةُ العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو نُعَيْمٍ، المِهْرَانِيُّ، الأَصْبَهَانِيُّ، الصُّوْفِيُّ، الأَحْوَلُ، سِبْطُ الزَّاهِدِ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ البَنَّاءِ، وَصَاحِبُ "الحِلْيَةِ".
وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ عُلَمَاء المُحَدِّثِيْنَ وَالرَّحَّالِيْن، فَاسْتجَازَ لَهُ جَمَاعَةً مِنْ كِبَارِ المُسْنِدِيْن، فَأَجَازَ لَهُ مِنَ الشَّام خَيْثَمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ حَيْدرَة، وَمن نَيْسَابُوْر أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَمن وَاسِط عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ شَوْذَب، وَمن بَغْدَاد أَبُو سَهْلٍ بنُ زِيَاد القَطَّان، وَجَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نُصَيْر الخُلْدِيّ، وَمن الدِّيْنَوَر أَبُو بَكْرٍ بنُ السُّنِّي، وَآخَرُوْنَ.
وَسَمِعَ: مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارس، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَمن القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّال، وَأَحْمَد بنِ بُنْدَار الشَّعَّار، وَأَحْمَدَ بنِ معَبْد السِّمْسَار، وَأَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ القَصَّار، وَعَبْدِ اللهِ بن الحَسَنِ بن بندار المديني، وأحمد بن إبراهيم ابن يُوْسُفَ التَّيْمِيِّ، وَالحَسَنِ بن سَعِيْدِ بنِ جَعْفَرٍ العبَّادَانِي المُطَّوِّعِيّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ بنِ حَمْزَةَ، وَأَبِي القاسم الطبراني، وعبد الله بن محمد ابن إِبْرَاهِيْمَ العُقَيْلِيِّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ سِيَاهُ، وَمُحَمَّدِ بن مَعْمَر بن نَاصِح الذُّهْلِيّ، وَالحَافِظ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ الجِعَابِيّ قَدِمَ عَلَيْهِم، وَأَبِي الشَّيْخ بنِ حيان، وابن المقرىء، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِأَصْبَهَانَ، وَمن أَبِي بَكْرٍ بنِ الهيثم الأنباري، وأحمد بن يوسف بن خلاَّد النَّصِيْبِيّ، وَأَبِي عَلِيِّ بن الصَّوَّاف، وَأَبِي بَحْرِ بن كَوْثَر البَرْبَهَارِيّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ العَبَّاسِ؛ وَالد المُخَلِّص، وَعِيْسَى بن مُحَمَّدٍ الطُّوْمَارِيِّ، وَمَخْلَدِ بن جَعْفَرٍ الدَّقِيْقِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ القَطِيْعِيّ، وَطَبَقَتِهِم بِبَغْدَادَ، وَحَبِيْب بن الحَسَنِ القَزَّاز، وَفَارُوْقِ بنِ عَبْدِ الكَبِيْر الخَطَّابِي، وَعَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ إِسْحَاقَ الجَابرِيُّ، وَأَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ بنِ الرَّيَّانِ اللُّكِّي، وَمُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُسْلِمٍ العَامِرِيِّ، وَطَبَقَتِهِم بِالبَصْرَةِ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي العَزَائِمِ، وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بن يَحْيَى الطَّلْحِيّ، وَعِدَّةٍ بِالكُوْفَةِ، وَمن أَبِي عَمْرٍو ابن حَمْدَان، وَأَبِي أَحْمَدَ الحَاكِم، وَحُسَيْنَك التَّمِيْمِيّ، وَخَلْقٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الكِنْدِيّ، وَأَبِي بَكْرٍ الآجُرِّيّ، وَغيرِهمَا بِمَكَّةَ.
وَعمل مُعْجَم شُيُوْخه، وَكِتَاب الحِلْيَة، وَ"المُسْتخرج عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ"، وَ"تَاريخ أَصْبَهَان"، وَ"صفَة الجَنَّة"، وَكِتَاب "دلاَئِل النُّبُوَّة"، وَكِتَاب "فَضَائِل الصَّحَابَة"، وَكِتَاب "عُلُوم الحَدِيْث"، وَكِتَاب "النِّفَاق". وَمُصَنَّفَاتُهُ كَثِيْرَةٌ جِدّاً.
رَوَى عَنْهُ: كُوشيَار بن ليَاليزور الجِيْلِيّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بِأَزيد مِنْ ثَلاَثِيْنَ سَنَةً، وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بثَمَانِيَةَ عشرَ عَاماً، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الهَمْدَانِيّ، وَأَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الوَخْشِي، وَأَبُو صَالِحٍ المُؤَذِّنُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ المُسْتَمْلِي، وَسُلَيْمَانُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَافِظ، وَهِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الشِّيْرَازِيُّ، وَيُوْسُفُ بنُ الحَسَنِ التَّفَكُّرِي، وَعَبْدُ السَّلاَّم بنُ أَحْمَدَ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الجبار ابن يَيَّا، وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ المُطَرِّز، ومحمد بن عبد الواحد ابن مُحَمَّدٍ الصَّحَّاف، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأَدَمِيُّ الفَقِيْه، وَأَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ القَاضِي، وَأَبُو الفَضَائِل مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ، وَمُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بن ممك العطار، وأبو سعد محمد ابْن سَرْفَرْتج، وَأَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَنْدَوَيْه الشُّرُوطي، وَالأَدِيْبُ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْد الثَّقَفِيّ، وَمُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ بنِ كنْدُوج، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المَرْزُبَان، ومحمد بن حسين بن محمد ابن زيْله، وَأَبُو طَالِبٍ أَحْمَد بن الفَضْلِ الشَّعيرِي، وَأَحْمَد بن مَنْصُوْرٍ القَاص، وَأَبُو الفَتْحِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ رَشِيد الأَدَمِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ اللَّبَّان، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ الحَسَنِ العَلَوِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ إِسْمَاعِيْلُ بنُ المُحسن بن طرَّاق، وَبُنْدَار بن مُحَمَّدٍ الخُلْقَانِي، وَحَمْدُ بنُ عَلِيٍّ البَاهِلِيّ الدَّلاَّل، وَأَبُو العَلاَءِ حَمْد بن عُمَرَ الشَّرَابِيّ، وَحَمْدُ بنُ مُحَمَّدٍ التَّاجِر، وَحَمْد بن مَحْمُوْد البَقَّال، وَأَبُو العَلاَءِ حُسَيْنُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الصَّفَّار، وَحَيْدَرُ بنُ الحَسَنِ السُّلَمِيّ، وَخَالِدُ ابن عَبْدِ الوَاحِدِ التَّاجِرُ، وَأَبُو بَكْرٍ ذُو النُّوْنِ بن سهل الأشناني، وزكريا ابن مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ، وَسَعِيْدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيّ، وَأَبُو زَيْدٍ سَعْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّحَّاف، وَسَهْلُ بنُ مُحَمَّدٍ المَغَازلِيُّ، وَصَالِحُ ابن عَبْدِ الوَاحِدِ البَقَّال، وَأَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَابَجَانِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّزَّاق بن رَرَا، وَأَبُو زَيْدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الخِرقِيّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْد اللهِ بنُ الخَصِيْب الحَلاَوِيُّ، وَأَبُو الرِّجَاء عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ الشَّرَابِيُّ، وَعَبْدُ الجَبَّارِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ فُورُويه الصَّفَّار، وَأَبُو طَاهِرٍ عَلِيُّ بنُ عبد الواحد بن فَاذْشَاهُ، وَعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ البُرْجِي، وَغَانِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ البُرْجِي، وَعَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ المُعَدَّل، وَالفَضْلُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ، وَالفَضْلُ ابن عُمَرَ بنِ سَهْلُوَيْه، وَأَبُو طَاهِرٍ المُحَسَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَمُبِشِّرُ بنُ مُحَمَّدٍ الجُرْجَانِيّ الوَاعِظُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّاد، وَأَخُوْهُ أَبُو الفَضْلِ حَمْدٌ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنْ مَشْيَخة السِّلَفِيّ خَاتِمَتُهُم بَعْد الحَدَّاد أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّشْتَج الذَّهَبِي.
وَكَانَ حَافِظاً مُبَرِّزاً عَالِي الإِسْنَاد، تَفَرَّد فِي الدُّنْيَا بِشَيْءٍ كَثِيْرٍ مِنَ العوَالِي، وَهَاجر إِلَى لُقِيِّه الحُفَّاظُ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ يَقُوْلُ: لَمْ أرَ أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين؛ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو حَازِمٍ العَبْدُويي.
قَالَ ابْنُ المُفَضَّلِ الحَافِظ: جَمَعَ شَيْخُنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ أَخْبَارَ أَبِي نُعَيْمٍ وَذكر مِنْ حَدَّثَهُ عَنْهُ، وَهُم نَحْو الثَّمَانِيْنَ، وَقَالَ: لَمْ يُصَنَّف مثل كتابه "حلية الأولياء"، سمع: ناه مِنْ أَبِي المُظَفَّر القَاسَانِي عَنْهُ سِوَى فَوْتٍ يسير.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَرْدَوَيْه: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي وَقتِهِ مرحُولاً إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ أَسندُ وَلاَ أَحفظُ مِنْهُ، كَانَ حُفَّاظُ الدُّنْيَا قَدِ اجتمعُوا عِنْدَهُ، فَكَانَ كُلّ يَوْم نَوْبَة وَاحِد مِنْهُم يقرأُ مَا يُرِيْدُهُ إِلَى قَرِيْب الظُّهر، فَإِذَا قَامَ إِلَى دَاره، رُبَّمَا كَانَ يُقْرَأ عَلَيْهِ فِي الطَّرِيْق جُزءٌ، وَكَانَ لاَ يَضْجَرُ، لَمْ يَكُنْ لَهُ غَدَاءٌ سِوَى التَّصْنِيف وَالتَّسْمِيع.
قَالَ حَمْزَةُ بنُ العَبَّاسِ العَلَوِيُّ: كَانَ أَصْحَابُ الحَدِيْث يَقُوْلُوْنَ: بَقِيَ أَبُو نُعَيْمٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بِلاَ نَظِير، لاَ يُوجد شرقاً وَلاَ غرباً أَعْلَى مِنْهُ إِسْنَاداً، وَلاَ أَحفَظُ مِنْهُ. وَكَانُوا يَقُوْلُوْنَ: لَمَّا صَنَّفَ كِتَابَ "الحِلْيَة" حُمِلَ الكِتَابُ إِلَى نَيْسَابُوْرَ حَالَ حَيَاتِهِ، فَاشترَوهُ بِأَرْبَع مائَة دِيْنَارٍ.
قُلْتُ: رَوَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، فَقَالَ فِي كِتَاب "طبقَات الصُّوْفِيَّة": حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حبيش المقرىء بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلٍ الأَدَمِيُّ فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
قَالَ أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا العَلاَء مُحَمَّدَ بن عَبْدِ الجَبَّارِ الفُرْسَانِيَّ يَقُوْلُ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيّ المُعَدَّل فِي صِغَرِي مَعَ أَبِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ إِملاَئِه، قَالَ إِنسَانٌ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْضُرَ مَجْلِسَ أَبِي نُعَيْمٍ، فَلْيَقُم. وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مَهْجُوراً بِسبب المَذْهَب، وَكَانَ بَيْنَ الأَشْعَرِيَّةِ وَالحنَابِلَة تعصب زَائِدٌ يُؤَدِّي إِلَى فِتْنَة، وَقِيْلٍ وَقَالٍ، وَصُدَاعٍ طَوِيْلٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ الحَدِيْث بسكَاكين الأَقْلاَم، وَكَادَ الرَّجُلُ يُقْتَل.
قُلْتُ: مَا هَؤُلاَءِ بِأَصْحَابِ الحَدِيْث، بَلْ فَجرَةٌ جَهَلَة، أَبعد اللهُ شَرَّهُم.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو القاسم بن عَسَاكِر: ذكر الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ عَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ شُيُوْخِ أَصْبَهَان أَنَّ السُّلْطَانَ مَحْمُوْدَ بنَ سُبُكْتِكِيْن لَمَّا اسْتولَى عَلَى أَصْبَهَان، أَمَّر عَلَيْهَا وَالِياً مِنْ قِبَله، وَرَحَلَ عَنْهَا، فَوَثَبَ أَهلُهَا بِالوَالِي، فَقتلُوهُ، فَرَجَعَ السُّلْطَانُ إِلَيْهَا، وآمَنَهُم حَتَّى اطمأَنُّوا، ثُمَّ قصدهُم فِي يَوْم جُمُعَةٍ وَهُم فِي الجَامع، فَقَتَلَ مِنْهُم مَقْتَلَةً عَظِيْمَةً، وَكَانُوا قَبْل ذَلِكَ منعُوا الحَافِظَ أَبَا نُعَيْمٍ مِنَ الجُلُوس فِي الجَامع، فَسَلِمَ مِمَّا جَرَى عَلَيْهِم، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ كَرَامِتِهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الوَهَّاب الأَنْمَاطِيَّ يَقُوْلُ: رَأَيْتُ بخطِّ أَبِي بَكْرٍ الخَطِيْب: سَأَلتُ مُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ العَطَّار مُستملِي أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ جُزء مُحَمَّدِ بنِ عَاصِم: كَيْفَ قرأْتَه عَلَى أَبِي نُعَيْمٍ، وَكَيْفَ رَأَيْتَ سَمَاعَه؟ فَقَالَ: أَخرجَ إِليَّ كِتَاباً، وَقَالَ: هُوَ سَمَاعِي، فَقرأْتُه عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ الخَطِيْبُ: قَدْ رَأَيْتُ لأَبِي نُعَيْم أَشْيَاء يَتَسَاهَلُ فِيْهَا، مِنْهَا أَنْ يَقُوْلَ فِي الإِجَازَةً: أَخْبَرَنَا. من غير أن يبين.
قال الحافظ أبو عبد الله ابن النَّجَّار: جُزْءُ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِم قَدْ رَوَاهُ الأَثبَاتُ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَالحَافِظُ الصَّادِقُ إِذَا قَالَ: هَذَا الكِتَابُ سَمَاعِي، جَازَ أَخذهُ عَنْهُ بِإِجمَاعِهم.
قُلْتُ: قَوْلُ الخَطِيْب: كَانَ يَتَسَاهلُ ... إِلَى آخرِهِ، هَذَا شَيْءٌ قَلَّ أَنْ يَفْعَلَه أَبُو نُعَيْمٍ، وَكَثِيْراً مَا يَقُوْلُ: كَتَبَ إِلَيَّ الخُلْدِيّ. وَيَقُوْلُ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو العَبَّاسِ الأَصَمُّ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو المَيْمُوْنِ بنُ رَاشِد فِي كِتَابِهِ. وَلَكِنِّي رَأَيْتهُ يَقُوْلُ فِي شَيْخِهِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ فَارس الَّذِي سَمِعَ: مِنْهُ كَثِيْراً وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بن جعفر فيما قرىء عَلَيْهِ. فيُوهِمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ، وَيَكُونُ مِمَّا هُوَ لَهُ بِالإِجَازَةِ، ثُمَّ إِطلاَقُ الإِخبارِ عَلَى مَا هُوَ بِالإِجَازَةِ مَذْهَبٌ مَعْرُوفٌ قَدْ غلب اسْتَعمَالُهُ عَلَى مُحَدِّثِي الأَنْدَلُس، وَتَوَسَّعُوا فِيْهِ. وَإِذَا أَطلق ذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مِثْل الأَصَمِّ وَأَبِي المَيْمُوْنِ البَجَلِيّ وَالشُّيُوْخِ الَّذِيْنَ قَدْ عُلم أَنَّهُ مَا سَمِعَ: مِنْهُم بَلْ لَهُ مِنْهُم إِجَازَة، كَانَ لَهُ سَائِغاً، وَالأَحْوَطُ تجنّبهُ.
حَدَّثَنِي أَبُو الحَجَّاج الكَلْبِيُّ الحَافِظُ أَنَّهُ رَأَى خَطَّ الحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّيْنِ قَالَ: وَجدتُ بخطِّ أَبِي الحَجَّاج بنِ خَلِيْل أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ أَصل سَمَاع الحَافِظ أَبِي نُعَيْمٍ لجُزء مُحَمَّدِ بنِ عَاصِم.
قُلْتُ: فَبطَلَ مَا تَخَيَّلهُ الخَطِيْبُ، وَتَوهَّمَهُ، وَمَا أَبُو نُعَيْمٍ بِمُتَّهَم، بَلْ هُوَ صَدُوْقٌ عَالِمٌ بِهَذَا الْفَنّ، مَا أَعلمُ لَهُ ذَنْباً -وَاللهِ يعْفُو عَنْهُ- أَعظَم مِنْ روَايتِهِ للأَحَادِيْثِ المَوْضُوْعَة في تواليفه، ثم يسكت عن توهيتها.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ أَبِي عَمْرٍو: سَمِعْتُ أَبَا الحُسَيْن القَاضِي، سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز النَّخْشَبِيّ يَقُوْلُ: لَمْ يَسْمَعْ: أَبُو نُعَيْمٍ مُسْند الحَارِثِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ بِتَمَامِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ خَلاَّد، فَحَدَّثَ بِهِ كُلِّهِ، فقال الحافظ ابن النَّجَّار: قَدْ وَهمَ فِي هَذَا، فَأَنَا رَأَيْتُ نسخة الكتاب عتيقةً وخط أبي نعيم عليها يَقُوْلُ: سَمِعَ: مِنِّي فُلاَنٌ إِلَى آخر سَمَاعِي مِنْ هَذَا المُسْنَد مِنِ ابْنِ خَلاَّد، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُوْنَ رَوَى البَاقِي بِالإِجَازَةِ، ثُمَّ قَالَ:
لَوْ رَجَمَ النَّجْمَ جمِيْعُ الوَرَى ... لَمْ يَصِلَ الرّجم إلى النّجم
قلت: قد كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ مَنْدَة يُقذِعُ فِي المَقَال فِي أَبِي نُعَيْمٍ لمَكَان الاعْتِقَادِ المُتَنَازع فِيْهِ بَيْنَ الحَنَابِلَةِ وَأَصْحَابِ أَبِي الحَسَنِ، وَنَال أَبُو نُعَيْمٍ أَيْضاً مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ فِي تَارِيْخِهِ، وَقَدْ عُرف وَهنُ كَلاَم الأَقرَانِ المُتَنَافِسين بَعْضِهُم فِي بَعْض. نَسْأَلُ اللهَ السَّمَاح.
وَقَدْ نقل الحَافِظَان ابْنُ خَلِيْل وَالضِّيَاءُ جُمْلَةً صَالِحَةً إِلَى الشَّامِ مِنْ توَالِيف أَبِي نُعَيْمٍ وَرِوَايَاتِهِ، أَخذهَا عَنْهُمَا شُيُوْخُنَا، وَعِنْد شَيْخِنَا أَبِي الحَجَّاجِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ كَثِيْرٌ بِالإِجَازَةِ العَالِيَةِ كَالحِلْيَة، وَ"المُسْتَدرك عَلَى صَحِيْح مُسْلِم".
مَاتَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ: فِي العِشْرِيْنَ مِنَ المُحَرَّم سَنَة ثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وتسعون سنة.
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ وَسُلَيْمَانُ بنُ قُدَامَة قَالاَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ مُنِيْرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَرْدَوَيْه، وَحَمْدُ بنُ سَهْلُوَيْه الشَّرَابِيُّ، وَأَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ الشَّعِيْرِي، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ ابنَ عُمَرَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القِيَامَةِ إلَّا سَبَبِي وَنَسَبِي".
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الآنمِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَخْبَرَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أبي مَنْصُوْرٍ الجَمَّال "ح". وَأَنْبَأَنِي ابْنُ سَلاَمَةَ عَنِ الجَمَّال، أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى القَصَّار، حَدَّثَنَا صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ سُفْيَانَ، سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، سَمِعْتُ ابْنَ المُسَيِّب يَقُوْلُ: طُوبَى لمَنْ كَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً وَقَوْلُهُ سَدَاداً.
وَمَاتَ مَعَهُ فِي سَنَةِ ثَلاَثِيْنَ مُسْنِدُ العِرَاق؛ أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ بِشْرَان الوَاعِظُ، وَمِسْنِدُ الأَنْدَلُس أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هِشَام بن جَهْور لَهُ إِجَازَةُ الآجُرِّيّ، وَشَيْخُ التَّفْسِيْر أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَحْمَدَ الحِيْرِيُّ الضَّرِيْرُ، وصاحب الآداب أَبُو مَنْصُوْرٍ عَبْدُ الْملك بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الثَّعَالِبِيُّ، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الحَوْفِيُّ المِصْرِيُّ؛ صَاحِبُ كِتَاب "الإِعرَاب"، وَالعَلاَّمَةُ أَبُو عِمْرَانَ مُوْسَى بنُ عِيْسَى بنِ أَبِي حَاج الفَاسِيُّ شَيْخُ المالكية بالقيروان.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.
احْمَد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن مُوسَى بن مهْرَان الإِمَام الْجَلِيل الْحَافِظ أَبُي نعيم الْأَصْبَهَانِيّ الصُّوفِي الْجَامِع بَين الْفِقْه والتصوف وَالنِّهَايَة فِي الْحِفْظ والضبط
ولد فِي رَجَب سنة سِتّ وثلاثمائة بأصبهان
وَهُوَ سبط الشَّيْخ الزَّاهِد مُحَمَّد بن يُوسُف الْبَنَّا أحد مَشَايِخ الصُّوفِيَّة
وَأحد الْأَعْلَام الَّذين جمع الله لَهُم بَين الْعُلُوّ فِي الرِّوَايَة وَالنِّهَايَة فِي الدِّرَايَة
رَحل إِلَيْهِ الْحفاظ من الأقطار
واستجاز لَهُ أَبوهُ طَائِفَة من شُيُوخ الْعَصْر تفرد فِي الدُّنْيَا عَنْهُم
أجَاز لَهُ من الشَّام خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان
وَمن بَغْدَاد جَعْفَر الْخُلْدِيِّ
وَمن وَاسِط عبد الله بن عمر بن شَوْذَب
وَمن نيسابور الْأَصَم
وَسمع سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة من عبد الله بن جَعْفَر بن أَحْمد بن فَارس وَالْقَاضِي أبي أَحْمد مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَسَّال وَأحمد بن معبد السمسار وَأحمد بن مُحَمَّد الْقصار وَأحمد بن بنْدَار الشعار وَعبد الله بن الْحسن بن بنْدَار وَالطَّبَرَانِيّ وَأبي الشَّيْخ والجعابي
ورحل سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة فَسمع بِبَغْدَاد أَبَا عَليّ بن الصَّواف وَأَبا بكر بن الْهَيْثَم الْأَنْبَارِي وَأَبا بَحر البربهاري وَعِيسَى بن مُحَمَّد الطوماري وَعبد الرَّحْمَن وَالِد المخلص وَابْن خَلاد النصيبي وحبيبا الْقَزاز وَطَائِفَة كَثِيرَة
وَسمع بِمَكَّة أَبَا بكر الْآجُرِيّ وَأحمد بن إِبْرَاهِيم الْكِنْدِيّ
وبالبصرة فاروق بن عبد الْكَرِيم الْخطابِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُسلم العامري وَجَمَاعَة
وبالكوفة أَبَا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي وَجَمَاعَة
وبنيسابور أَبَا أَحْمد الْحَاكِم وحسينك التَّمِيمِي وَأَصْحَاب السراج فَمن بعدهمْ
روى عَنهُ كوشيار بن لياليروز الجيلي وَتُوفِّي قبله ببضع وَثَلَاثِينَ سنة
وَأَبُو سعد الْمَالِينِي وَتُوفِّي قبله بثماني عشرَة سنة وَأَبُو بكر بن أبي عَليّ الذكواني وَتُوفِّي قبله بِإِحْدَى عشرَة سنة والحافظ أَبُو بكر الْخَطِيب وَهُوَ من أخص تلامذته وَقد رَحل إِلَيْهِ وَأكْثر عَنهُ وَمَعَ ذَلِك لم يذكرهُ فِي تَارِيخ بَغْدَاد وَلَا يخفى عَلَيْهِ أَنه دَخلهَا وَلَكِن النسْيَان طبيعة الْإِنْسَان وَكَذَلِكَ أغفله الْحَافِظ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ فَلم يذكرهُ فِي الذيل
وَمِمَّنْ روى عَن أبي نعيم أَيْضا الْحَافِظ أَبُو صَالح الْمُؤَذّن وَالْقَاضِي أَبُو عَليّ الوخشي ومستمليه أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار وَسليمَان بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ وَهبة الله بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ وَأَبُو الْفضل حمد وَأَبُو عَليّ الْحسن ابْنا أَحْمد الْحداد وَخلق كثير آخِرهم وَفَاة أَبُو طَاهِر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد الدشتج الذَّهَبِيّ
وَقد روى أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ مَعَ تقدمه عَن وَاحِد عَن أبي نعيم فَقَالَ فِي كتاب طَبَقَات الصُّوفِيَّة حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْهَاشِمِي حَدثنَا أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله أخبرنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن حُبَيْش المقرىء بِبَغْدَاد أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سهل الأدمِيّ وَذكر حَدِيثا
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن السَّمرقَنْدِي سَمِعت أَبَا بكر الْخَطِيب يَقُول لم أر أحدا أطلق عَلَيْهِ اسْم الْحِفْظ غير رجلَيْنِ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو حَازِم العبدوي الْأَعْرَج
وَقَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مرْدَوَيْه كَانَ أَبُو نعيم فِي وقته مرحولا إِلَيْهِ وَلم يكن فِي أفق من الْآفَاق أسْند وَلَا أحفظ مِنْهُ كَانَ حفاظ الدُّنْيَا قد اجْتَمعُوا عِنْده فَكَانَ كل يَوْم نوبَة وَاحِد مِنْهُم يقْرَأ مَا يُريدهُ إِلَى قريب الظّهْر فَإِذا قَامَ إِلَى دَاره رُبمَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق جُزْء وَكَانَ لَا يضجر لم يكن لَهُ غذَاء سوى التصنيف أَو التسميع
وَقَالَ حَمْزَة بن الْعَبَّاس الْعلوِي كَانَ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ بَقِي أَبُو نعيم أَربع عشرَة سنة بِلَا نَظِير لَا يُوجد شرقا وَلَا غربا أَعلَى إِسْنَادًا مِنْهُ وَلَا أحفظ مِنْهُ
وَكَانُوا يَقُولُونَ لما صنف كتاب الْحِلْية حمل إِلَى نيسابور حَال حَيَاته فاشتروه بأربعمائة دِينَار
وَقَالَ ابْن الْمفضل الْحَافِظ قد جمع شَيخنَا السلَفِي أَخْبَار أبي نعيم وَذكر من حَدثهُ عَنهُ وهم نَحْو ثَمَانِينَ رجلا
قَالَ لم يصنف مثل كِتَابه حلية الْأَوْلِيَاء سمعناه على أبي المظفر القاساني عَنهُ سوى فَوت يسير
وَقَالَ ابْن النجار هُوَ تَاج الْمُحدثين وَأحد أَعْلَام الدّين
قلت وَمن كراماته الْمَذْكُورَة أَن السُّلْطَان مَحْمُود بن سبكتكين لما استولى على أَصْبَهَان ولي عَلَيْهَا واليا من قبله ورحل عَنْهَا فَوَثَبَ أهل أَصْبَهَان وَقتلُوا الْوَالِي فَرجع مَحْمُود إِلَيْهَا
وأمنهم حَتَّى اطمأنوا ثمَّ قصدهم يَوْم الْجُمُعَة فِي الْجَامِع فَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وَكَانُوا قبل ذَلِك قد منعُوا أَبَا نعيم الْحَافِظ من الْجُلُوس فِي الْجَامِع فحصلت لَهُ كرامتان السَّلامَة مِمَّا جرى عَلَيْهِم إِذْ لَو كَانَ جَالِسا لقتل وانتقام الله تَعَالَى لَهُ مِنْهُم سَرِيعا وَمن مصنفاته حلية الْأَوْلِيَاء وَهِي من أحسن الْكتب كَانَ الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد رَحمَه الله كثير الثَّنَاء عَلَيْهَا وَيُحب تسميعها وَله أَيْضا كتاب معرفَة الصَّحَابَة وَكتاب دَلَائِل النُّبُوَّة وَكتاب الْمُسْتَخْرج على البُخَارِيّ وَكتاب الْمُسْتَخْرج على مُسلم وَكتاب تَارِيخ أَصْبَهَان وَكتاب صفة الْجنَّة وَكتاب فَضَائِل الصَّحَابَة وصنف شَيْئا كثيرا من المصنفات الصغار
توفّي فِي الْعشْرين من الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله أَربع وَتسْعُونَ سنة رَحْمَة الله عَلَيْهِ
ذكر الْبَحْث عَن وَاقعَة جُزْء مُحَمَّد بن عَاصِم الَّتِي اتخذها من نَالَ من أبي نعيم رَحمَه الله ذَرِيعَة إِلَى ذَلِك
قد حدث أَبُو نعيم بِهَذَا الْجُزْء وَرَوَاهُ عَنهُ الْأَثْبَات وَالرجل ثِقَة ثَبت إِمَام صَادِق وَإِذا قَالَ هَذَا سَمَاعي جَازَ الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ
وَطعن بعض الْجُهَّال الطاعنين فِي أَئِمَّة الدّين فَقَالُوا إِن الرجل لم يُوجد لَهُ سَماع بِهَذَا الْجُزْء
وَهَذَا الْكَلَام سبة على قَائِله فَإِن عدم وجدانهم لسماعه لَا يُوجب عدم وجوده وإخبار الثِّقَة بِسَمَاع نَفسه كَاف
ثمَّ ذكر شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو عبد الله الذَّهَبِيّ أَن شَيخنَا الْحَافِظ أَبَا الْحجَّاج الْمزي حَدثهُ أَنه رأى بِخَط الْحَافِظ ضِيَاء الدّين الْمَقْدِسِي أَنه وجد بِخَط الْحَافِظ أبي الْحجَّاج يُوسُف بن خَلِيل أَنه قَالَ رَأَيْت أصل سَماع الْحَافِظ أبي نعيم لجزء مُحَمَّد بن عَاصِم فَبَطل مَا اعتقدوه رِيبَة
ثمَّ قَالَ الطاعنون ثَانِيًا وَهَذَا الْخَطِيب أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ الحبر الَّذِي تخضع لَهُ الْأَثْبَات وَله الخصوصية الزَّائِدَة بِصُحْبَة أبي نعيم قَالَ فِيمَا كتب إِلَيّ بِهِ أَحْمد بن أبي طَالب من دمشق قَالَ كتب إِلَيّ الْحَافِظ أَبُو عبد الله بن النجار من بَغْدَاد قَالَ أَخْبرنِي أَبُو عبيد الله الْحَافِظ بأصبهان أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل الصَّيْرَفِي أخبرنَا يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن مندة قَالَ سَمِعت أَبَا الْفضل الْمَقْدِسِي يَقُول سَمِعت عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي يذكر أَنه وجد بِخَط الْخَطِيب سَأَلت مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار مستملي أبي نعيم عَن جُزْء مُحَمَّد بن عَاصِم كَيفَ قرأته على أبي نعيم وَكَيف رَأَيْت سَمَاعه فَقَالَ أخرج إِلَيّ كتابا وَقَالَ هَذَا سَمَاعي فَقَرَأته عَلَيْهِ
قُلْنَا لَيْسَ فِي هَذِه الْحِكَايَة طعن على أبي نعيم بل حاصلها أَن الْخَطِيب لم يجد سَمَاعه بِهَذَا الْجُزْء فَأَرَادَ استفادة ذَلِك من مستمليه فَأخْبرهُ بِأَنَّهُ اعْتمد فِي الْقِرَاءَة على إِخْبَار الشَّيْخ وَذَلِكَ كَاف
ثمَّ قَالَ الطاعنون ثَالِثا وَقد قَالَ الْخَطِيب أَيْضا رَأَيْت لأبي نعيم أَشْيَاء يتساهل فِيهَا مِنْهَا أَنه يَقُول فِي الْإِجَازَة أخبرنَا من غير أَن يبين
قلت هَذَا لم يثبت عَن الْخَطِيب وَبِتَقْدِير ثُبُوته فَلَيْسَ بقدح ثمَّ إِطْلَاق أخبرنَا فِي الْإِجَازَة مُخْتَلف فِيهِ فَإِذا رَآهُ هَذَا الْخَبَر الْجَلِيل أَعنِي أَبَا نعيم فَكيف يعد مِنْهُ تساهلا وَلَئِن عد فَلَيْسَ من التساهل المستقبح وَلَو حجرنا على الْعلمَاء أَلا يرووا إِلَّا بِصِيغَة مجمع عَلَيْهَا لضيعنا كثيرا من السّنة
وَقد دفع الْحَافِظ أَبُو عبد الله بن النجار قَضِيَّة جُزْء مُحَمَّد بن عَاصِم بِأَن الْحفاظ الْأَثْبَات رَوَوْهُ عَن أبي نعيم وحكينا لَك نَحن أَن أصل سَمَاعه وجد فطاحت هَذِه الخيالات وَنحن لَا نَحْفَظ أحدا تكلم فِي أبي نعيم بقادح وَلم يذكر بِغَيْر هَذِه اللَّفْظَة الَّتِي عزيت إِلَى الْخَطِيب وَقُلْنَا إِنَّهَا لم تثبت عَنهُ وَالْعَمَل على إِمَامَته وجلالته وَأَنه لَا عِبْرَة بهذيان الهاذين وأكاذيب المفترين
على أَنا لَا نَحْفَظ عَن أحد فِيهِ كلَاما صَرِيحًا فِي جرح وَلَو حفظ لَكَانَ سبة على قَائِله وَقد برأَ الله أَبَا نعيم من معرته
وَقَالَ الْحَافِظ ابْن النجار
فِي إِسْنَاد مَا حُكيَ عَن الْخَطِيب غير وَاحِد مِمَّن يتحامل على أبي نعيم لمُخَالفَته لمذهبه وعقيدته فَلَا يقبل
قَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ والتساهل الَّذِي أُشير إِلَيْهِ شَيْء كَانَ يَفْعَله فِي الْإِجَازَة نَادرا
قَالَ فَإِنَّهُ كثيرا مَا يَقُول كتب إِلَيّ جَعْفَر الْخُلْدِيِّ كتب إِلَيّ أَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم أخبرنَا أَبُو الميمون بن رَاشد فِي كِتَابه
قَالَ وَلَكِن رَأَيْته يَقُول أخبرنَا عبد الله بن جَعْفَر فِيمَا قرىء عَلَيْهِ
قَالَ وَالظَّاهِر أَن هَذَا إجَازَة
قلت إِن كَانَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ يَقُول ذَلِك فِي مَكَان غلب على ظَنّه أَن أَبَا نعيم لم يسمعهُ بِخُصُوصِهِ من عبد الله بن جَعْفَر فَالْأَمْر مُسلم إِلَيْهِ فَإِنَّهُ أعنى شَيخنَا الحبر الَّذِي لَا يلْحق شأوه فِي الْحِفْظ وَإِلَّا فَأَبُو نعيم قد سمع من عبد الله بن جَعْفَر فَمن أَيْن لنا أَنه يُطلق هَذِه الْعبارَة حَيْثُ لَا يكون سَماع ثمَّ وَإِن أطلق إِذْ ذَاك فغايته تَدْلِيس جَائِز قد اغتفر أَشد مِنْهُ لأعظم من أبي نعيم
ثمَّ قَالَ الطاعنون رَابِعا قَالَ يحيى بن مندة الْحَافِظ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن القَاضِي يَقُول سَمِعت عبد الْعَزِيز النخشبي يَقُول لم يسمع أَبُو نعيم مُسْند الْحَارِث بن أبي أُسَامَة بِتَمَامِهِ فَحدث بِهِ كُله
قُلْنَا قَالَ الْحَافِظ ابْن النجار وهم عبد الْعَزِيز فِي هَذَا فَأَنا رَأَيْت نُسْخَة من الْكتاب عتيقة وَعَلَيْهَا خطّ أبي نعيم يَقُول سمع مني فلَان إِلَى آخر سَمَاعي من هَذَا الْمسند من ابْن خَلاد فَلَعَلَّهُ روى الْبَاقِي بِالْإِجَازَةِ
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي
أبو نعيم [ أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد الأصبهاني، أبو نعيم حافظ، مؤرخ من الثقات في الحفظ والرواية، ولد ومات في أصبهان من تصانيفه «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» . و «معرفة الصحابة» ، توفي سنة 430 هـ.
وينظر في ابن خلكان 1/ 26، ميزان الاعتدال 1/ 52، لسان الميزان 1/ 201، طبقات الشافعية 3/ 7، الأعلام 1/ 127. ].
وهو من العلماء الّذين ألّفوا في الصّحابة الكرام عليهم رضوان الله تعالى
(الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.)
الحافظ أَبو نعيم أحمدُ بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني، الحافظ المشهور، صاحب كتاب "حلية الأولياء".
كان من الأعلام المحدثين، وأكابر الحفاظ، أخذ عن الأفاضل، وأخذوا عنه، وانتفعوا به، وكتابه "الحلية" من أحسن الكتب، وله كتاب "تاريخ أصبهان"، نقلتُ منه في ترجمة والده عبد الله نسبتَه على هذه الصورة.
وذكر أن جده مهران أسلم إشارة إلى أنه أولُ من أسلم من أجداده، وأنه مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وذكر أن والده توفي في رجب سنة 365، ودفن عند جده من قبل أمه.
ولد في رجب سنة 336، وقيل: سنة 334، وتوفي في صفر، وقيل: يوم الاثنين الحادي والعشرين من المحرم سنة 430 بأصبهان، وأصبهان: - بكسر الهمزة وفتحها، وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة، ويقال: - بالفاء أيضًا، وفتح الهاء بعد الألف نون -، وهي من أشهر بلاد الجبال، وإنما قيل لها هذا الاسم؛ لأنها تسمى بالعجمية: سباهان، وسباه: العسكر، وهان: الجمع، وكانت جموع عساكر الأكاسرة تجتمع إذا وقعت لهم واقعة في هذا الموضع؛ مثل عسكر فارس، وكرمان، والأهواز، وغيرها، فعرِّب، فقيل: أصبهان، وبناها: إسكندر ذو القرنين، هكذا ذكره السمعاني هكذا في "وفيات الأعيان" تاريخ ابن خلكان.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.