محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال
أبو أحمد
تاريخ الولادة | 269 هـ |
تاريخ الوفاة | 349 هـ |
العمر | 80 سنة |
أماكن الإقامة |
|
- بكر بن سهل بن إسماعيل الهاشمي الدمياطي "أبو محمد"
- عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الله الأموي الحراني "أبو شعيب"
- محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي الرازي أبي عبد الله "ابن الضريس محمد"
- محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي أبي جعفر "مطين"
- أبي عبد الله محمد بن أسد بن يزيد المديني الأصبهاني
- إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري أبي مسلم الكجي
- محمد بن عثمان بن أبي شيبة أبي جعفر العبسي الكوفي
نبذة
الترجمة
العسَّال :
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد القاضي, أبي أحمد الأَصْبَهَانِيُّ, الحَافِظُ المَعْرُوفُ بالعسَّال, صَاحِبُ المصنَّفات.
رَأَيْتُ لَهُ تَرْجَمَةً مُفْرَدَةً فِي جُزْءٍ لِلْحَافِظِ أَبِي مُوْسَى, قَدْ سَمِعَهُ مِنْهُ الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ المَقْدِسِيُّ.
سَمِعَ مِنْ وَالِدِهِ, وَهُوَ مِنْ قُدمَاءِ شُيُوْخِهِ, فَإِنَّ وَالِدَهُ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَيُّوْبَ بنِ الضُّرَيْسِ الرَّازِيِّ, وَأَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَسَدٍ المَدِيْنِيِّ صَاحِبِ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ السُّرِّيِّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ زُهَيْرٍ الحُلْوَانِيِّ، وَمُطَيَّنٍ, وَأَبِي شُعَيْبٍ الحَرَّانِيِّ, وَبَكْرِ بنِ سَهْلٍ الدِّمْيَاطيِّ, وَأَمْثَالِهِم.
وَقَرَأَ القُرْآنَ لِنَافِعٍ عَلَى الأُسْتَاذِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَمْرِو بنِ سَهْلٍ الأَصْبَهَانِيِّ الصُّوْفِيِّ, عَنْ قِراءتِهِ عَلَى الفَضْلِ بنِ شَاذَانَ الرَّازِيِّ.
تَلاَ عَلَيْهِ وَلَدُهُ أبي عَامِرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ, وَكَانَ مِنْ كُبَرَاءِ أَهْلِ أَصْبَهَانَ وَمُتَمَوِّلِيْهِم, طَالَعْتُ كِتَابَ المَعْرِفَةِ لَهُ فِي السُّنَّة, يُنَبِّئُ عَنْ حِفْظِهِ وَإِمَامَتِهِ, وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لِوَالِدِهِ هُوَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَمْرٍو البَجَلِيُّ صَاحبُ مِسْعَرٍ.
حَدَّثَ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ أَولاَدُهُ؛ أبي جَعْفَرٍ أَحْمَدُ, وَأبي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ، وَأبي عَامِرٍ عَبْدُ الوَهَّابِ، وَأبي الفَضْلِ العَبَّاسُ, وَأبي الحُسَيْنِ عَامِرٌ, وَأبي بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ، وَكَانَ أَرْبَعَةٌ مِنْهُم معدلين محدثين, وهم أَحْمَدُ وَإِبْرَاهِيْمُ وَعَامِرٌ وَأبي بَكْرٍ.
وحدَّث عَنْهُ أَيْضاً: أبي أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَدِيٍّ, وَأبي بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ, وَأبي عَبْدِ اللهِ بن مندة، وأبي بكر بن مردويه, وَأبي بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله الرباطي، وأحمد بن إِبْرَاهِيْمَ القَصَّارُ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَةَ المؤدِّب، وَأبي سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُصْعَبٍ، وَأبي نُعَيْمٍ.
قَالَ البَاطِرقَانِيُّ: أَخْبَرْنَا ابْنُ مَنْدَةَ قَالَ: كَانَ أبي أَحْمَدَ العسَّال يَخْلُفُ الطَّبَرِيَّ وَابْنَهُ, وَكَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ فِي عِلْمِ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ الحَاكِمُ: كَانَ أَحَدَ أَئِمَّةِ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: كَانَ أبي أَحْمَدَ العَسَّالُ المعدَّل يَتَوَلَّى القَضَاءَ خَلِيْفَةً لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَحْمَدَ الطَّبرِيِّ, هُوَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ فِي الحَدِيْثِ, فَهمًا وَإِتْقَاناً وَأَمَانَةً.
وَقَالَ أبي سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ: أَخْبَرَنَا أبي أَحْمَدَ العَسَّالُ: وَلَمْ نَرَ مِثْلَهُ فِي الإِتْقَانِ وَالحِفْظِ.
قُلْتُ: وَقدْ رَأَى النَّقَّاش الحَاكِمَيْنِ، وَالدَّارَقُطْنِيَّ, وَأَبَا بكرٍ الجِعَابِيّ, وَأَبا إِسْحَاقَ بنَ حَمْزَةَ, وَأَخَذَ عَنْهُم وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَقُوْلُ هَذَا القَوْلَ.
قَالَ أبي بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِيُّ القَاضِي: أبي أَحْمَدَ العسَّال الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ الكَبِيْرُ فِي الحِفْظِ وَالإِتْقَانِ.
وَقَالَ أبي نُعَيْمٍ: أبي أَحْمَدَ مِنْ كِبَارِ النَّاسِ فِي المَعْرِفَةِ وَالإِتْقَانِ وَالحِفْظِ, صنَّف الشُّيُوْخَ وَالتَّفْسِيْرَ وَعَامَّةَ المُسْنَدِ, وَلِيَ القَضَاءَ بِأَصْبَهَانَ, مَقْبُولُ القَوْلِ.
وَقَالَ الخَلِيْلِيُّ فِي الإِرْشَادِ: وَمِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ أبي أَحْمَدَ العَسَّالُ, حَافظٌ مُتْقِنٌ, عَالِمٌ بِهَذَا الشَّأْنِ, كَانَ عَلَى قَضَاءِ أَصْبَهَانَ مِنْ شَرْطِ الصِّحَاحِ, لَقِيْتُ ابْنَهُ أَحْمَدَ بِالرَّيِّ فحدَّثني عَنْ أَبِيهِ.
قُلْتُ: وَقَدْ حَدَّثَ العَسَّالُ بِبَغْدَادَ، وَذَكَرَهُ أبي بَكْرٍ الخَطِيْبُ فِي تَارِيْخِهِ، وَقَالَ: أَخْبَرَنَا المَالِيْنِيُّ, أَخْبَرْنَا ابْنُ عَدِيٍّ, حَدَّثَنَا أبي أَحْمَدَ العَسَّالُ بِبَغْدَادَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَمْرو بنِ أَبِي عَاصِمٍ, فَذَكَرَ حَدِيْثاً, قَالَ أبي مُوْسَى المَدِيْنِيُّ: ذَكَرَ أبي غَالِبٍ بنُ هَارُوْنَ الأَدِيْبُ قَالَ: كَانَ يُكْرَه عَلَى تَقَلُّدِ القَضَاءِ, فَكَانَ يَمْتَنِعُ مِنْهُ، وَكَانَ يُلحُّ عَلَيْهِ حَتَّى أَجَابَ خِلاَفَةً وَنيَابَةً, اسْتَخَلَفَهُ الطَّبرِيُّ وَهُوَ مُقِيْمٌ بِحَضْرَةِ رُكْنِ الدِّينِ حَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ بُوَيْه سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فلمَّا اسْتَخْلَفَ الطَبَرِيُّ وَلدَهُ عُتْبَةَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ, وَولِيَ عُتْبَةُ القَضَاءَ بِرَأْسِهِ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِيْنَ, فَاسْتَخْلَفَ أَبَا أَحْمَدَ, وَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ لاَ يُغْلِقُ بَابَهُ عَنْ أَحَدٍ، وَكَانَ إِذَا توجَّه عَلَى الخَصْمِ يَمِينٌ لاَ يُحَلِّفُهُ مَا أَمْكَنَهُ, بَلْ يغرمُ عَنْهُ مَا لَمْ يَبْلُغْ مائَةَ دِيْنَارٍ, فَإِذَا بَلَغَ المائَةَ أَوْ جَاوَزَهَا كَانَ يَتَثَبَّتُ وَيُدَافِعُ وَيُمْهِلُ إِلَى المَجْلِسِ الثَّانِي, وَيُحذِّرُ المدَّعى عَلَيْهِ وَبَالَ اليَمِينِ, وَيُخَوِّفُهُ يَوْمَ الدِّين, وَيُذَكِّرُهُ الوُقُوْفَ بَيْنَ يَدَي رَبِّ العَالَمِينَ, ثُمَّ يُحَلِّفُهُ عَلَى كُرْهٍ.
قَالَ أبي بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ يَقُوْلُ: أَحْفَظُ فِي القُرْآنِ خمسين ألف حديث.
قَالَ أبي مُوْسَى: ذَكَرَ أبي غَالِبٍ هِبَةُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ هَارُوْنَ بِخَطِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ أَنَّ مُحَدِّثاً حَضَرَ القَاضِيَ أَبَا أَحْمَدَ قَالَ: إِنِّيْ حَلَفْتُ أَنَّكَ تَحْفَظُ سَبْعِيْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ, فَهَلْ أَنَا بَارٌّ؟ قَالَ: برَّت يَمِينُكَ, إِنِّيْ أَحْفَظُ فِي القُرْآنِ سَبْعِيْنَ أَلفَ حَدِيْثٍ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَمْلَى تَفْسِيراً كَثِيْراً مِنْ حِفْظِهِ, وَقِيْلَ: أَمْلَى أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ بِأَرْدِسْتَانَ, فَلَمَّا رَجعَ إِلَى أَصْبَهَانَ قَابَلَ ذَلِكَ, فَكَانَ كَمَا أَمْلاَهُ.
أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ كِتَابَةً, أَخْبَرَنَا الكِنْدِيُّ, أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ, أَخْبَرَنَا الخَطِيْبُ, حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ، وَكَانَ دَيِّناً ثِقَةً قَالَ: سَمِعْتُ ابنَ مَنْدَةَ يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفِ شَيْخٍ, لَمْ أَرَ فِيهِم أَتْقَنَ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالِ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَنْدَةَ: سَمِعْتُ عمِّي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: كَتَبْتُ عَنْ أَلفٍ وَسَبْعِ مائَةِ شَيْخٍ, فَلَمْ أَجِدْ فِيهِم مِثْلَ أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالِ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ. وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ الفَقِيْهُ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: أَلفٌ وَسَبْعُ مائَةٍ. وَعَنِ ابْنِ مَنْدَةَ قَالَ: طُفْتُ الدُّنْيَا مَرَّتَيْن, فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ العَسَّالِ.
ذَكَرَ أبي غَالِبٍ أَيْضاً قَالَ: يُحْكَى أَنَّهُ مَا كَانَ يَجْلِسُ لإِملاَءِ الحَدِيْثِ وَلاَ يَمَسُّ جُزْءاً إلَّا عَلَى طَهَارَةٍ, وَأَنَّهُ كَانَ مَرَّةً مَعَ صِهْرهِ فَدَخَلَ مَسْجِداً, وَشَرَعَ فِي الصَّلاَةِ, فَخَتَمَ القُرْآنَ فِي رَكْعَة, قَالَ أبي غَالِبٍ: وَسَمِعْتُ جَدِّي يَقُوْلُ: سَمِعْتُ والدي أبا إسحاق إبراهيم بن القَاضِي أَبِي أَحْمَدَ العَسَّالَ يَقُوْلُ: لَمَّا مَاتَ القَاضِي وَجَلَسَ بَنُوهُ للتَّعْزِيَةِ, فَدَخَلَ رَجُلاَنِ فِي لباس سواد, وأخذا يولولان ويقولان: واسلاماه, فسُئِلَا عَنْ حَالِهِمَا فَقَالاَ: إِنَّا وَرَدْنَا مِنْ أَغْمَاتَ1 مِنَ المَغْرِبِ, لَنَا سَنَةٌ وَنِصْفٌ فِي الطَّرِيْقِ, فِي الرِّحْلَةِ إِلَى هَذَا الإِمَامِ؛ لنَسْمَعَ منه, فوافق ورودنا وفاته.
تَصَانِيْفَهُ: "تَفْسِيْرُ القُرْآنِ", كِتَابُ "التَّارِيْخِ", كِتَابُ "تَارِيخِ النِّسَاءِ", كِتَابُ "مُعْجَمِهِ", كِتَابُ "السُّنَّةِ", كِتَابُ "الأَمْثَالِ", كِتَابُ "الرُّؤْيَةِ", كِتَابُ "العَظَمَةِ", كِتَابُ "الجِزيَةِ", كِتَابُ "الرَّقَائِقِ", كِتَابُ "مُسْنَدِ الأبيابِ", كِتَابُ "الأبيابِ" عَلَى غَرِيْبِ الحَدِيْثِ, كِتَابُ "حُرُوفِ القِرَاءاتِ", كِتَابُ "الآيَاتِ وَكرَامَاتِ الأَولِيَاءِ", كِتَابُ "مَنْ يُجْمَعُ حَدِيْثُهُ مِنَ المُقِلِّيْنَ", "طُرُقِ غُسْلِ يَوْمِ الجُمُعَةِ", "أَحَادِيثُ مَالِكٍ", كِتَابُ "الفَوَائِدِ", "أَحَادِيثُ مَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ وَمُحَمَّدِ بنِ جَحَادَةٍ، وَقُرَّةَ بنِ خَالِدٍ", وَأَشيَاءُ سِوَى ذَلِك.
كَانَ أبيهُ أَحْمَدُ مِنْ كِبَارِ التُّجَّارِ المتمولِّين, وَقَفَ أَمْلاَكَهُ عَلَى أَولاَدِهِ, وَهِيَ بَسَاتِيْنٌ وَدورٌ وَحوَانيتُ, سَمِعَ مِنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَمْرٍو, وَسَهْلِ بنِ عُثْمَانَ، وَعَمْرِو بنِ عَلِيٍّ الفَلاَّسِ.
توفِّي في شوال سنة اثنتين وثمانين مائتين.
قَالَ أبي نُعَيْمٍ الحَافِظُ فِي "تَارِيخِ أَصْبَهَانَ": مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ مَوْلَى العَلاَءِ بنِ كَسِيْبٍ العَنْبَرِيِّ, أبي أَحْمَدَ العَسَّالُ: مَقْبُولُ القَوْلِ, مِنْ كِبَارِ النَّاسِ فِي المعرفَةِ وَالحِفْظِ, صنف الشيوخ والتاريخ والتفسير وعامَّة المسند.
أَخْبَرَنَا عِيْسَى بنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ, أَخْبَرَنَا مَنْصُوْرُ بنُ سَنَدٍ, أَخْبَرَنَا أبي طَاهِرٍ الحَافِظُ, أَخْبَرَنَا الحَافِظُ أبي بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُوْسَى الأَصْبَهَانِيُّ, أَخْبَرَنَا عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَيْثَمِ الوَاعِظُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَربَعِ مائَةٍ, حَدَّثَنَا القَاضِي أبي أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ العَسَّالُ, حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ إِسْحَاقَ, حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنِ يُوْنُسَ, حَدَّثَنَا أبي بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ, عَنْ يَزِيْدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي نُعْم, عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: اسْتَيْقَظَ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ, فَإِذَا الفَأرَةُ قَدْ أَخَذَتِ الفَتِيْلَةَ, وَصَعَدَتْ إِلَى السَّقْفِ لِتُحْرِقَ عَلَيْهِ البَيْتَ, قَالَ: فَلَعَنَهَا، وأحلَّ قَتْلَهَا للمُحْرِمِ هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيْبٌ, مِنَ الأَفرَادِ الحِسَانِ.
قَالَ أبي مَنْصُوْرٍ مَعْمَرُ بنُ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ:
لَقَدْ مَاتَ مَنْ يَرْعَى الأَنَامَ بِعِلْمِهِ ... وَكَانَ لَهُ ذِكْرٌ وَصِيْتٌ فَيَنْفَعُ
وَقَدْ مَاتَ حُفَّاظُ الحَدِيْثِ وَأَهْلُهُ ... وَمِمَّنْ رَأَيْنَا وَهُوَ فِي النَّاسِ مقنع
أبي أَحْمَدَ القَاضِي وَقَدْ كَانَ حَافِظاً ... وَلَمْ يَكُ مِنْ أَهْلِ الضَّلاَلَةِ يتْبَعُ
وَكَانَ أبي إِسْحَاقَ ممّنْ شهرتُهُ ... يدرِّس أَخْبَارَ الرَّسُولِ ويوسِعُ
وثَالِثُهُمْ قطبُ الزَّمَانِ وَعَصْرهُ ... أبي القَاسِمِ الَّلخْمِيُّ قَدْ كَانَ يُبْدِعُ
وَرَابِعُهُمْ كَانَ ابنَ حَيَّانَ آخراً ... وَمَاتَ فَكَيْفَ الآنَ فِي العِلْمِ يُطْمَعُ
فَأبي إِسْحَاقَ هُوَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَةَ الأَصْبَهَانِيُّ الحَافِظُ, تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَالَّلخْمِيُّ هُوَ سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ الحَافِظُ, مَاتَ سَنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ مائَةِ سَنَةٍ.
وَابنُ حَيَّانَ هُوَ الحَافِظُ أبي الشَّيْخِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَيَّانَ الأَصْبَهَانِيُّ, ذُو التَّصَانِيْفِ, تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ بِضْعٍ وَتِسْعِيْنَ سَنَةٍ.
قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه الحَافِظُ فِي تَارِيْخِهِ: توفِّي القَاضِي أبي أَحْمَدَ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَأَنَا بِبَغْدَادَ.
قَالَ أبي بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ: مَاتَ فِي تَاسعِ رَمَضَانَ -رَحِمَهُ الله تعالى.
قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْه: وَكَانَ مَوْلِدُهُ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ.
قُلْتُ: عَاشَ ثَمَانِيْنَ سَنَةً, وَرَوَى فِي مُعْجَمِهِ عَنْ أَرْبَعِ مائَةِ شَيْخٍ.
سَمِعَ بِأَصْبَهَانَ وَهَمَذَانَ وَبَغْدَادَ وَالكُوْفَةِ وَالبَصْرَةِ وَالحَرَمَيْنِ وَوَاسِطَ وَالرَّيِّ وَخوزستَانَ.
وَلهُ ثَلاَثَةُ إِخْوَةٍ: إِبْرَاهِيْمُ وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ, وَلِكُلٍ مِنْهُم نَسْلٌ وَعَقِبٌ.
أَمَا أبي سَعِيْدٍ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ فَرَوَى عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ وَأَحْمَدَ بنِ يُوْنُسَ الضَّبِّيِّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ أَخِيْهِ سَعِيْدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ.
وَلِلْحَسَنِ وَلَدٌ حدَّث أَيْضاً, فَقَالَ أبي بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه فِي تَارِيْخِهِ: حَدَّثَنَا أبي عُمَرَ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ, حَدَّثَنَا عَبْدَانُ, حَدَّثَنَا ابْنُ سَأبيرَ الرَّقِّيُّ, فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
وأمَّا سَعِيْدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ العسَّالُ: فَهُوَ أبي مُحَمَّدٍ, مَشْهُوْرٌ, رَوَى عَنْ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ رُسْتُمٍ، وَأَبِي الحَسَنِ اللُّنْبَانِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ علي بن الجارود, وطائفة.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ مَرْدَوَيْه وَأبي نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمَا, مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وأمَّا أبي جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ أَبِي أَحْمَدَ: فَرَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بن نَصْرٍ, وجماعة.
ومات ابنه أبي عامر سنة سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَةٍ, يَرْوِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الجَابِرِيِّ المَوْصِلِيِّ, وَاللهُ أَعْلَمُ.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
محمد بن أحمد بن إبراهيم بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عبد الله، أبي أحمد العسال الأصبهاني:
سمع محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن زهير الحلواني، والحسن بن علي السري. وبكر بن سهل الدمياطي، ونحوهم. وقدم بغداد وحدث بها.
أنبأنا أبي سعد الماليني قال أنبأنا عبد الله بن عدي الجرجاني قَالَ سمعت محمد بن أحمد بن إبراهيم أبا أحمد العسال الأصبهاني ببغداد يقول حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبِي عاصم النبيل فذكر عنه حديثا.
وقد حدّثنا عنه أبي نعيم يقول: ولي أبي أحمد العسال القضاء وكان من كبار الناس في الحفظ والإتقان والمعرفة.
حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ على السّوذرجاني بأصبهان- وكان دينا ثقة صالحا- قَالَ سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال. قَالَ لي أبي نعيم الحافظ: توفي أبي أحمد العسال في شهر رمضان من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.
الْعَسَّال الْحَافِظ الْعَلامَة القَاضِي أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْأَصْبَهَانِيّ
صَاحب التصانيف سمع أَبَا مُسلم الْكَجِّي
وَمِنْه ابْن عدي وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن مَنْدَه وَابْن الْمُقْرِئ
وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي علم الحَدِيث فهما وإتقاناً وَأَمَانَة
قَالَ النقاش لم ير مثله فِي الْحِفْظ والإتقان
وَقَالَ أَبُو نعيم من الْكِبَار فِي الْمعرفَة والاتقان وَالْحِفْظ صنف الشُّيُوخ وَالتَّفْسِير وَعَامة الْمسند من شَرط الصِّحَاح
وَقَالَ الخليلي حَافظ متقن عَالم بِهَذَا الشَّأْن كَانَ على قَضَاء أَصْبَهَان
وَقَالَ ابْن مرْدَوَيْه سمعته يَقُول أحفظ فِي الْقُرْآن خمسين ألف حَدِيث وَيُقَال إِنَّه أمْلى تَفْسِيرا كَبِيرا من حفظه وأملى بأردستان أَرْبَعِينَ ألف حَدِيث فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَلَده قَابل ذَلِك فَإِذا هُوَ كَمَا أمْلى
وَقَالَ ابْن مَنْدَه كتبت عَن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن مِنْهُ
وَله تَارِيخ ومعجم والمعرفة فِي السّنة والمسند على الْأَبْوَاب وَحَدِيث مَالك وَأَشْيَاء كَثِيرَة
ولد يَوْم التَّرويَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَمَات فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني، أبو أحمد المعروف بالعسال:
قاض، من العلماء بالحديث، متفنن، من أهل أصبهان. ولي القضاء بها وأخذ عن شيوخها وشيوخ همذان وبغداد والكوفة والبصرة والحرمين وواسط والري وخوزستان.
من كتبه " الشيوخ " و " التفسير " و " التاريخ " و " الأمثال " و " المسند " على الأبواب، و " غريب الحديث " و " وأحاديث مالك " و " المعرفة " و " الرقائق " .
-الاعلام للزركلي-