ابن فارس:
الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّثُ الصَّالِحُ, مُسنِدُ أَصْبَهَانَ, أبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ ابْنُ المحدِّث جَعْفَرِ بنِ أَحْمَدَ بنِ فَارِسٍ الأَصْبَهَانِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّد بنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيّ، وَيُوْنُس بنِ حَبِيْب, وَأَحْمَد بن يُوْنُسَ الضَّبِّيّ، وَهَارُوْن بن سُلَيْمَانَ, وَأَحْمَدَ بنَ عِصَام, وَإِسْمَاعِيْل سَمُّويه، وَيَحْيَى بن حَاتِمٍ, وَحُذَيْفَة بن غِيَاث, وَالكِبَار, وتفرَّدَ بِالرِّوَايَة عَنْهُم.
وقَارب المائَة، وَكَانَ مِنَ الثِّقَات العبَّاد.
حدَّث عنه: أبي عبد الله بن مندة، وأبي ذَر بن الطَّبَرَانِيّ, وَأبي بَكْرٍ بنُ أَبِي عَلِيٍّ الذَّكْوَانِي، وَأبي بَكْرٍ بنُ فُورك, وَابْن مَرْدُويه, وَالحُسَيْنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الجَمَّال، وَمُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُصْعب، وَغُلاَم محسن أَحْمَدُ بنُ يزدَاد, وَأبي نُعَيْمٍ الحَافِظُ, وَانْتَهَى إِلَيْهِ عُلُوّ الإسناد.
مولده في سنة ثمان وأربعين.
وَقَالَ أبي بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ: رَأَيْتهُ يحدِّث بِمَكَّةَ فِي أَيَّام المُفَضَّل بن مُحَمَّدٍ الجَنَدِي.
وَقَالَ ابْنُ مَنْدَة: كَانَ شُيُوْخ الدُّنْيَا خَمْسَة: ابْنُ فَارس بِأَصْبَهَانَ, وَالأَصَمّ بِنَيْسَأبيرَ، وَابْنُ الأعرَابِي بِمَكَّةَ, وَخَيْثَمَة بِأَطْرَابُلُس, وَإِسْمَاعِيْل الصفَّار بِبَغْدَادَ.
قَالَ ابْنُ مَرْدُوَيْه، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ السُّوْذَرْجَانِيّ فِي تَاريخهُمَا: كَانَ ثِقَةً.
وَقَالَ أبي الشَّيْخ: حَكَى أبي جَعْفَرٍ الخَيَّاط لَنَا قَالَ: حَضَرْتُ موتَ عَبْدِ الله بنِ جَعْفَر، وكنَّا جُلوساً عِنْدَهُ, فَقَالَ: هَذَا مَلَكُ المَوْت قَدْ جَاءَ، وَقَالَ بِالفَارِسِيَّة: اقْبِضْ روحِي كَمَا تَقْبِضُ رُوحَ رَجُلٍ يَقُوْلُ تسعين سنَة: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلَّا اللهَ, وَأَشْهَدُ أن محمد عبدُه وَرَسُوْلُه.
قَالَ أبي الشَّيْخ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بن جَعْفَرٍ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لِي وَأَنزلنِي منَازل الأَنْبِيَاء.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ست وأربعين وثلاث مائة.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي