أبي القاسم بن أبي بكر اليمني المعروف بابن زيتون، مفتي إفريقية وقاضيها في مدة الأمير أبي زكرياء الأول، وابنه محمد المستنصر. مولده سنة 621 هـ، وقد تخرج عن ابن بزيزة وغيره، ثم رحل إلى المشرق وروى بمصر عن العز بن عبد السلام، والحافظ المنذري، وعاد إلى تونس يحمل تعاليم المشرق وأصوله في التدريس، وله رواية واسعة، وأخذ عنه من أبناء البلاد من لا يعد كثرة، وهو من أشهر تلاميذ الإمام المازري. وهو الذي تولى تحرير عقد الصلح المنبرم بين المستنصر بالله وجيش الفرنسيس بعد موت لويس التاسع ملك فرنسا في قرطاجنة (المحرم سنة 669 هـ / 1270 م). وتوفي ابن زيتون سنة 691 هـ.
قال العلامة ابن خلدون: «وَبَعْدَ انْقِرَاضِ الدَّوْلَةِ بِمَرَّاكُشَ اِرْتَحَلَ إِلَى المَشْرِقِ مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ القَاضِي أبي القَاسِمِ بْنُ زَيْتُونَ لِعَهْدِ أَوَاسِطِ المِائَةِ السَّابِعَةِ فَأَدْرَكَ تِلْمِيذُ الإِمَامِ ابْنِ الخَطِيبِ فَأَخَذَ عَنْهُمْ وَلَقَّنَ تَعْلِيمَهُمْ.
وَحَذِقَ فِي العَقْلِيَّاتِ وَالنَّقْلِيَّاتِ وَرَجَعَ إِلَى تُونِسَ بِعِلْمٍ كَثِيرٍ وَتَعْلِيمٍ حَسَنٍ. وَجَاءَ عَلَى أَثَرِهِ مِنَ المَشْرِقِ أبي عَبْدِ اللهِ بْنُ شُعَيْبٍ الدُّكَّالِيُّ. كَانَ اِرْتَحَلَ إِلَيْهِ مِنَ المَغْرِبِ فَأَخَذَ عَنْ مَشْيَخَةِ مِصْرَ وَرَجَعَ إِلَى تُونِسَ وَاسْتَقَرَّ بِهَا وَكَانَ تَعْلِيمُهُ مُفِيدًا فَأَخَذَ عَنْهُمَا أَهْلُ تُونِسَ. وَاتَّصَلَ سَنَدُ تَعْلِيمِهِمَا فِي تَلاَمِيذِهِمَا جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى القَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ. شَارِحِ " ابن الحاجب " وَ [تِلْمِيذِهِ] ... ».
وقد يناسب هنا أن نورد ما قاله العلامة المقري في كتابه " أزهار الرياض " في سياقة الحديث عن طريقة التعليم بفاس عاصمة المغرب الأقصى، وأنها أقل درجة مما كانت في تونس ولا ريب أن العلامة المقري تفطن إلى أن السر في تفوق الطريقة التونسية يرجع إلى عوامل أكبرها تواصل السند العلمي في الرواية، وإليك مقالته: « ... وَالعِلَّةُ فِي ذَلِكَ كَوْنُ صِنَاعَةَ التَّعْلِيمِ، وَمَلَكَةَ التَّلَقِّي، لَمْ تَبْلَغْ فَاسًا، كَمَا هِيَ بِمَدِينَةِ تُونِسَ، اتَّصَلَتْ إِلَيْهِمْ مِنَ الإِمَامِ المَازَرِيِّ، كَمَا تَلَقَّاهَا عَنْ الشَّيْخِ اللَّخْمِّيِّ، وَتَلَقَّاهَا اللَّخْمِّيُّ عَنْ حُذَّاقِ القَرَوِيِّينَ، وَاِنْتَقَلَتْ مُلْكَةُ هَذَا التَّعْلِيمِ إِلَى الشَّيْخِ اِبْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ - مُفْتِي البِلادِ الإِفْرِيقِيَّةِ [وأصقاعها]-، المَشْهُودِ لَهُ بِرُتَبِ التَّبْرِيزِ وَالإِمَامَةِ، وَاسْتَقَرَّتْ تِلْكَ المُلْكَةُ فِي تِلْميذِهِ اِبْنِ عَرَفَةَ [رَحِمَهُ اللهُ] ... ».
يضاف إلى ذلك أنه في أثناء تلك المدة وفد إلى حضرة تونس نخبة كبيرة من وجوه العلماء، نزحوا إليها من بلاد الأندلس بعد سقوط مدينتي «بلنسية» و «إشبيلية» في يد الإسبان نذكر منهم الحافظ محمد بن الأبار، وأبا المطرف بن عُميرة، وأبا بكر بن سيد الناس، وعبد الحق بن برطلة، وعلي بن عصفور، وحازم القرطاجني، وأحمد بن عجلان، وأبا جعفر البلي، والقاضي أحمد بن الغماز الخزرجي، وبني خلدون الإشبيليين، وسواهم ممن لا يحصون عَدًّا، وقد أثار مقدم هؤلاء المهاجرين نشطة كانت نواة حية للنهضة العلمية في تونس. ولا سيما نهضة علوم الشريعة، وكان اللاجئون جميعًا ممن يذهبون مذهب مالك ابن أنس كسائر سكان الأندلس، مما زاد السند العلمي الفقهي المنتقل من القيروان إلى الساحل إلى تونس ثباتًا وقوة، وانتشارًا وسعة.
الكتاب: الإمام المازري - حَسن حُسني بن صالح الصُّمادحي التجيبي. -بتصرف-
قاضي الجمعة تقي الدين أبو القاسم بن أبي بكر بن مسافر اليمني التونسي: ويقال أبو أحمد المعروف بابن زيتون، القاضي العادل العالم الكامل مفتي إفريقية وقطب أصولها وفروعها المرجوع إليه في أحكامها، تفقه بأبي عبد الله السوسي الرعيني وأبي القاسم بن البراء تولى القضاء مرتين ورحل للمشرق مرتين الأولى سنة 648 هـ أخذ فيها عن أعلام منهم سراج الدين الأرموي والعز بن عبد السلام والحافظ المنذري والشرق المرسي والرشيد العطار وعبد الغني بن سليمان وأجازوه والفخر بن الخطيب وأتى بتعاليم المشرق. والثانية سنة 656 هـ ثم رجع لتونس. له رواية واسعة، ترجم له ابن رشيد والعبدري في رحلتيهما وأثنيا عليه كثيراً وكان يرى ادخار العامين بتونس لا ينافى التوكل لفساد أعرابها وقلة المطر بها. موله سنة 621 هـ وتوفي سنة 691 هـ[1291م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
أبو القاسم بن أبي بكر اليمني، ويعرف بابن زيتون:
قاض، من أهل تونس. رحل إلى المشرق مرتين. كان فقيها مجتهدا صدرا. وكان ملوك المغرب يعتمدون عليه في بعض الأعمال السياسية.
وولي قضاء حاضرة إفريقية إلى أن توفي .
-الاعلام للزركلي-
أبو القاسم بن أبى بكر اليمنى المعروف بابن زيتون.
الفقيه القاضى بتونس المحروسة. مولده بها سنة 620 رحل إلى المشرق مرتين، وتفقّه بها في فنون العلم، خصوصا الأصلين، روى فيه عن جماعة كأبى عبد الله: محمد بن الفضل المرسى، وعزّ الدين بن عبد السلام، وبتونس عن أبى محمد: عبد الرحيم بن طلحة أجاز لابن جابر الوادى آشى وكتب له خطه.
توفى يوم الاثنين السابع لشهر رمضان المعظم عام 691 ودفن يوم الثلاثاء بجبل المنارة خارج مدينة تونس.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)
أبي أحمد بن أبي بكر بن مسافر بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الرفيع اليمني المالكي الشهير بابن زيتون قاضي الجماعة بتونس الفقيه الأصولي العلامة الملقب تقي الدين ويكنى أيضاً بأبي الفضل ولي قضاء تونس مرتين وذكره الغرناطي في طبقاته وقال في نسبته: واسمه أبي القاسم تفقه بمدينة تونس على أبي عبد الله السوسي وأبي القاسم بن المروس وغيرهما.
ورحل إلى المشرق رحلتين: الأولى في سنة ثمان وأربعين وستمائة أخذ فيها عن شمس الدين الخسروشاهي: أخذ عنه الأصلين وسراج الدين الأرموي وعز الدين بن عبد السلام الشافعي وفخر الدين البندهي وسمع الحديث من الحافظ عبد العظيم المنذري وجماعة غيره وحج ورجع إلى تونس بعلم كثير ورواية واسعة ثم رحل ثانية سنة ست وخمسين فأقام بالقاهرة بالمدرسة الفاضلية وبمدرسة الصاحب بن شكر ثم حج ورجع إلى تونس فولي بها قضاء القضاة وعظم محله ونبل قدره وانتفع الناس به كان إماماً عالماً ذا فضل ودين حسن الخلق والخلق.
قال أبي عبد الله بن رشيد: كان أبي القاسم ممن أعز العلم وصان نفسه عن الضعة والابتذال وأعانه على ذلك الجدة والمال وسعة الحال. وكان المفزع إليه في الفتيا بتونس وهو أول من أظهر تآليف فخر الدين بن الخطيب الأصولية بإقرائه إياها بمدينة تونس: قاله الشيخ عفيف الدين عن الشيخ أبي الطيب النفزاوي وكان مجلسه يغص بصدور طلاب العلم وكان مهيباً وقوراً مولده في سنة إحدى وعشرين وستمائة وتوفي بتونس سنة إحدى وتسعين وستمائة
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري
ابن زيتون (620 - 690 هـ) (1223 - 1291 م)
أبو الفضل، أبو القاسم بن أبي بكر بن مسافر بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الرفيع اليمني المعروف بابن زيتون، الملقب تقي الدين، الفقيه النظار، المعقولي، له علم بالمنطق والجدل وله مشاركة في الحكمة (الفلسفة)، قاضي الجماعة بتونس.
تفقه بتونس على المحدّث الراوية أمين الدين عبد الرحيم بن أحمد ابن طلحة المعروف بابن عليم الأنصاري السبتي نزيل تونس، وشيخ الجماعة محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، وابن القاسم بن البراء.
رحل إلى المشرق مرتين الأولى سنة 648/ 1250 - 51 أخذ فيها الأصلين عن شمس الدين الخسروشاهيّ تلميذ الإمام فخر الدين الرازي، وسراج الدين الأرموي، وسمع من عزّ الدين بن عبد السلام تأليفيه «مختصر الرعاية» والقواعد المسماة «بمصالح الطاعات»، وسمع من فخر الدين البندهي، وسمع الحديث من الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري، ومن الحافظ رشيد الدين العطار، ومحمد بن أبي الفضل المرسي، وعبد الغني بن سليمان بن بنين، وغيرهم، وحج، ورجع إلى تونس بعلم كثير ورواية واسعة، ثم رحل ثانية سنة 656/ 1258 فأقام في القاهرة بالمدرسة الضيائية، وبمدرسة الصاحب ابن شكر، ثم حج ورجع إلى تونس، ويفهم من كلام ابن خلدون أنه آب إلى تونس بأسلوب جديد حسن في التعليم، وجاء بعده من المشرق أبو عبد الله بن شعيب الدكالي ذو الأسلوب المفيد في التعليم، وأخذ عنها أهل تونس، واتصل سند تعليمهما جيلا بعد جيل حتى انتهى إلى القاضي محمد بن عبد السلام، ثم انتقل هذا السند التعليمي من تونس إلى تلمسان. قال ابن خلدون: «وبعد انقراض الدولة بمراكش ارتحل إلى المشرق من افريقية القاضي أبو القاسم بن زيتون لعهد المائة السابعة فأدرك تلميذ الإمام ابن الخطيب، فأخذ عنهم واتقن تعليمهم، وحذق في العقليات والنقليات، ورجع إلى تونس بعلم كثير وتعليم حسن، وجاء على أثره من المشرق أبو عبد الله بن شعيب الدكالي كان ارتحل من المغرب فأخذ عن مشيخة مصر، ورجع إلى تونس، واستقر بها، وكان تعليمه مفيدا فأخذ عنهما أهل تونس واتصل سند تعليمهما في تلاميذهما جيلا بعد جيل، حتى انتهى إلى القاضي محمد بن عبد السلام شارح ابن الحاجب وتلميذه، وانتقل من تونس إلى تلمسان في ابن الإمام وتلميذه، فإنه قرأ مع ابن عبد السلام على مشيخة واحدة، ومجالس بأعيانها. وتلميذ ابن عبد السلام بتونس وابن الإمام بتلمسان لهذا العهد إلا أنهم من القلة بحيث يخشى انقطاع سندهم».
قال المقري: «له تمكن من ملكة التعليم، وقدم إلى تونس فانتفع به أهلها» ولاحظ أيضا أن طريقته النظرية تلفاها تلميذه محمد بن عبد السلام، ثم استقل بها محمد بن عرفة، ولما رجع إلى تونس من رحلته المشرقية الثانية تولى بها قضاء الجماعة، فعظم محله ونبل قدره، وانتفع به الناس، وكان إماما عالما، حسن الخلق والخلق.
قال ابن رشيد: «كان أبو القاسم ممن أعزّ به العلم، وصان نفسه عن الضعة والابتذال، وأعانه على ذلك الجد وسعة الحال، وكان المفزع إليه في الفتيا بتونس».
وهو أول من أظهر بتونس تآليف الإمام فخر الدين الرازي، وأول من نشر طريقته في الأصول.
درّس بالمدرسة الشماعية، وبسقيفة منزله أين تغص الدكاكين بالطلاب، ومما قرئ عليه الموطأ، ومختصر الرعاية لشيخه عزّ الدين بن عبد السلام، وكتاب الأسامي والغايات في شرح الآيات البيّنات لفخر الدين الرازي بشرح سراج الدين الأرموي.
أخذ عنه ابن رشيد، والعبدري، ومحمد بن جابر الوادي آشي، وغيرهم.
وفي سنة 670/ 1271 توجه رسولا في مهمة إلى الملك يغمراسن الزياني العبدوادي ملك تلمسان.
وهو الذي تولى كتابة الصلح المنعقد بين المستنصر الحفصي ولويس التاسع ملك فرنسا، ومعاهدة الصلح هذه محفوظة إلى الآن في وزارة الخارجية الفرنسية، وأثبت صورة شمسية منها الشيخ محمد المقداد الورتتاني في كتابه النفحة الندية ص 28
وتوجه لبعض ملوك المغرب عن المستنصر بالله مرتين فشكرت رسالته، وحمدت همته العلية وسياسته، وكان قبل ولايته القضاء من أشياخ البيت (أي الحفصي الموحدي) في المدة التي كان فيها البيت بيتا.
وكان يقول إن ادخار القوت عامين بتونس لا ينافي التوكل لفساد اعرابها، وعدم أمن الاعراب بها ، وحكى ابن عبد السلام أن ابن زيتون كان يتخذ العصافير في الأقفاص لسماع نغماتها، فإذا مضت عليها مدة - أظنه قال ستة أشهر - أطلقها
ولما دخل على الأمير أبي عبد الله المستنصر سلطان افريقية سأله عن اسمه فعرفه به فقال له: كيف هذا؟ وقد صح حديث تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فقال: إنما تسميت بكنيته، ولم أتكن بكنيته، فاستحسن جوابه هذا أبناء عصره من شيوخ شيوخنا (أي الأبي) ولا يخفى عليك ما في هذا الجواب من النظر على هذا الحديث على هذا القول، وإذا روعي الاشتقاق فلا فرق بين كون القاسم كنية أو اسما
توفي يوم الاثنين صبيحة رمضان، ودفن بجبل المنارة
له: أمثلة التعارضات، بين فيه امثلة المسائل التي وضعها فخر الدين الرازي في «المعالم» في مدارات الاحتمال بين النقل والمجاز والاضمار والتخصيص ولم يبين لها أمثلة.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 432 - للكاتب محمد محفوظ