يوسف بن محمد بن يوسف القصري الفاسي
أبي المحاسن الفاسي
تاريخ الولادة | 937 هـ |
تاريخ الوفاة | 1013 هـ |
العمر | 76 سنة |
مكان الولادة | القصر - المغرب |
مكان الوفاة | فاس - المغرب |
أماكن الإقامة |
|
- محمد بن محمد بن عبد الله معن "أبي النصائح"
- عبد الرحمن بن أبي القاسم المكناسي الفاسي أبي زيد "ابن القاضي"
- محمد العربي بن أبي المحاسن يوسف الفاسي أبي عبد الله "العربي الفاسي"
- عبد الرحمن بن محمد العارف الفاسي أبي زيد
- أحمد بن يوسف بن محمد بن يوسف أبو العباس الفهري القصري الفاسي "أبي العباس"
- محمد بن علي القنطري القصري أبي عبد الله
- علي بن قاسم البطوئي "أبي الحسن"
- محمد بن محمد بن عطية الزناتي الفاسي "أبي عبد الله"
نبذة
الترجمة
سيدي الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي رحمه الله تعالى .
هو سيدي يوسف بن محمد بن يوسف الفاسي ثم القصري المكنَّى بأبي المحاسن العلامة الكبير والقطب الشهير العارف الواصل شيخ وقته وإمام عصره . أصله من الأندلس ولكن رحل جده إلى المغرب وسكن القصر الكبير - إحدى بلاد المغرب -
مولده رضي الله عنه : ولد رضي الله عنه ليلة الخميس لتسع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول عام 937.
نشأته وصباه رضي الله عنه : نشأ رضي الله عنه في القصر - إحدى بلاد المغرب - وحفظ القرآن في وقت مبكرة من عمره وتعلم مباديء العلوم ورحل بعدها لفاس ، وواصل دراسته ورجع إلى القصر بعلوم غزيرة واشتغل بالتدريس والإفادة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأقبل على الناس إقبالاً عظيما وحصل له صيتٌ وجاهٌ ورجع إلى فاس موطنه الأخير وبقي فيها إلى آخر حياته .
شيوخه في العلم : لقد أخذ سيدي يوسف رضي الله عنه العلم قبل تصوفه على عددٍ من شيوخ عصره منهم الشيخ أبو زيد عبد الرحمن الخباز القصري حيث قرأ عليه رسالة ابن أبي زيد وألفية ابن مالك واللامية والصغرى للسنوسي ، ومنهم الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الزقاق والشيخ عبد الرحمن الدكالي وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن التلمساني خطيب القرويين والأندلس حيث قرأعليه التفسير والتوحيد والفقه ولازمه كثيراً وقرأعليه الكثير .
تصوفه رضي الله عنه : حبب لسيدي يوسف التصوف فأخذ الطريق و انتسب إليه مع أهله ولقد كان انتسابه في أول مرة على يدي العارف سيدي محمد بن علي الهواري ثم أخذ عن العلامة سيدي عبد الله الهيطي والعارف سيدي سعيد بن أبي بكر المشتراني وغيرهم .
لقاءه مع شيخ الوقت : ولكن مازال سيدي يوسف ينتقل في زوايا الصوفية من شيخٍ إلى شيخ حتى يبحث عن صاحب الوقت شيخ التربية حتى التقى بسيدي الوارث المحمدي عبد الرحمن المجذوب وعليه يعول في الطريق والتربية والسلوك وهو شيخه الوحيد الذي رباه وسلكه وكان ينتسب إليه .
قصة تعرفه على شيخه : تعود معرفة سيدي يوسف الفاسي إلى شيخه سيدي عبد الرحمن المجذوب إلى سن متقدمة من حياته عندما كان لا يزال صغيرا في الكتب فقد جاءه وجعل يراقبه وكان يذكر للناس ما سيؤول إليه أمره وكان يقول : سبقت إليه قبل أن يأتيه غيري وجاءه يوم وهو بالمكتب فمسح رأسه وقال له : (علمك الله علم الظاهر والباطن ) ثلاثا وقال لمعلمه : ( لابد نواره هذا تفتح وإذا أحياك الله ترى ) وكان يأتي دار الفاسي ويقول : ( نواره لا بد أن تفتح ) وكان يقول فيه : ( مصباح الأمة ) ويقول : ( أنه لا بد أن يكون في مقام الغزالي ) ويقول : ( لا يوجد قبله ولو فتش المفتش ما عسى أن يفتش ) ويقول : ( من أحب أن ينظر إلى قلبي فلينظر أين الفاسي ) وكان يقول أواخر أمره : ( سيدي يوسف كنت أنا شيخه واليوم هو شيخي ) .
امتحانه في طريقه : ولما سلك على يدي شيخه تعرض لأذيات بالغة من طرف الكثيرين من أهل العلم والطريق وكانوا يلومونه على صحبته له ، ولكن يجيبهم والله لو ضربتموني بسيوف النار ما رجعت عنه ولما لم يرجع عن صحبته رفعوا به شكاية لعلماء فاس وشيوخه ليرغموه على مفارقة شيخه ولكنهم فشلوا فرجعوا خائبين وانتصر علهيم أبو المحاسن رضي الله عنه .
صبره في الطريق والتربية : وكان سيدي عبد الرحمن المجذوب صعب التربية لا يطيق أحد منه ذلك ولم يصبر عليها غير سيدي يوسف فكان يمتحنه بالأمور العظام فيقف ويثبته الله تعالى .
ويذكر أنه عندما تزوج سيدي يوسف جاءه وأجلسه في بيت الزفاف وهو مزين مفروش فقال للحاضرين إيتوني بحطب فأتوه به فأوقد النار في ذلك البيت ليصطلي بها وكثر الدخان وغص الناس به وجعل ينظر إلى سيدي يوسف فلم يتغير لذلك فقال له سر معي فسار معه حتى وصل بيته فتركه به وسلط عليه الحمى الباردة فبقي على حالته كذلك أربعين يوماً فلما أتمها أخرجه وقال قم إلى أهلك .
ملازمته لشيخه وخدمته له : لازم سيدي شيخ يوسف شيخه حتى آخر حياته وكان يخدمه بنفسه وماله حتى أنفق عليه ماله كله فلما افتقر جاءه بمفاتيح الدار وسلمها له وقال له بعها واصرفها في مصالحك فأمره بإمساكها وقال له : الدار دارنا إن احتجنا إليها أخذناها .
إرثه من شيخه وخلافته له : ولما توفي الشيخ المجذوب رحمه الله حصل لسيدي الشيخ إرث شيخه ففاضت عليه الأنوار وأشرقت عليه شمس الحقائق والمعارف وفتح عليه الفتح الأكبر فانتقل إلى مدينة فاس وكان ذلك بإعلام شيخه أيام حياته فأقبل عليه الناس ودخلوا في طريقته وكثرت الجموع لديه وتصدى للإرشاد والتربية .
مقامه وحاله رضي الله عنه : ذكر ولده في المرآة أن من رسائله إلى العارف سيدي محمد الشرقي يعرفه بنفسه وحاله ومقامه ، قال كنت من صغري مستغرق الأوقات في تعلم علم الظاهر حتى حصلت منه ما يسر الله سبحانه وتعالى وحصل لي به في بلادي صيت عظيم وجاه في الخلق ثم إن الله تعالى أخذني إليه وغسل من قلبي الأكوان ولم تقف همتي على شيء دونه وحببني فيه و رفع همتي إليه وشغلني به عما سواه واستوى عندي منه العز و الذل والفقر والغنى وغير ذلك من الأضداد أستحليه وأتلذذ به وهذا كله على سبيل الاضطرار لا على سبيل الاختيار ثم كنس وجودي ، أفناني عن شهودي لغيبتي من مشهودي تارة بكشف صفاته وتارةً بمشاهدة آثار عظمة ذاته ، واستولى على باطني أمر الحق تعالى وتقدس حتى لم يبق هاجس ولا وسواس وكادت تستولي علي الغيبة عن الإحساس ثم ردني إلى الوجود وأبقاني به لبعض مصالح عباده فأنا مع الخلق بالحق نشاهد الجمع في بساط الغرق ......ولما بلغ هذا الكلام لسيدي محمد الشرقي قال هذا صاحب الوقت وشيخ الطريقة ورأسي تحت قدميه.
أوصافه الجسدية : كان رضي الله عنه جميل الصورة معتدل القامة مهيباً معظماً محترماً تلحظه العيون ويتسابق إليه الناس للتبرك والتسليم عليه قميصاً حسناً وسراويل ويزيد بالصيف قميصاً لا أكمام له ثم يشتمل على ذلك بكساء صوف رفيق وكانت ثيابه إلى أنصاف ساقيه أو تحتها بيسير .
أخلاقه : كان رضي الله عنه جميل العشرة لين الجانب حسن الأخلاق شديد الحرص على العمل بالسنة محافظاً عليها لا يتميز عن الناس في شيء ، يجالس أصحابه ويتحدث معهم ويضحك مما يضحكون ، وكان متوكلاً على الله راضياً بقضاء الله دائم العكوف على الحضرة الإلهية ، متحققاً بالعبودية متذللا لربه ، وكان يقول : إن العبد حقيق أن يعفر وجهه في التراب بين يدي سيده وقليل ذلك في حقه .
كراماته : له كرامات عديدة منها أن رجلاً كان من جيرانه بفاس وكان له ولد صغير مقعد لا يقوم فجاء به يوماً للشيخ والفقراء يقرؤون حزب الفداة وأجلسه بجنب الشيخ وجعل يبكي ويطلب من الشيخ بركته وبعد مدة قال له : قم معافى بإذن الله فقام من حينه ومشى على قدميه .
وفاته : توفي رضي الله عنه ليلة الأحد 18 ربيع الأول سنة 1013 ودفن بمقبرة باب الفتوح في فاس وضريحه معروفً هناك .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أبو المحاسن يوسف بن محمَّد القصري الفاسي: العالم الفقيه النوازلي القطب الكامل المجدد على رأس الألف العارف بالله الواصل. أخذ عن ابن جلال واليسيتني وأبي القاسم بن إبراهيم وعبد الوهاب الزقاق وخروف وابن مجبر والمنجور والمصمودي وغيرهم مما هو كثير وكان وارثاً لمقام أستاذه الأكبر الشيخ عبد الرحمن المجذوب. وعنه من لا يعد كثرة منهم أبناؤه أحمد وعلي والعربي وأخوه عبد الرحمن وأبو عبد الله بن عزيز وأبو الحسن بن عمران وأبو العباس ابن القاضي، وبالجملة فهو الحافظ الأكبر أفرد أخباره وما له من الشيوخ والتلامذة وأخبار أخيه عبد الرحمن وحفيده عبد القادر الشيخ عبد الرحمن بن عبد القادر المذكور. وترجم لآل هذا البيت غير واحد منهم المولى أبي الربيع السلطان سليمان سماه عناية أولي المجد في ذكر آل الفاسي ابن الجد. مولده سنة 937 هـ وتوفي في ربيع الثاني سنة 1013 هـ. وتوفي في حياته أكبر أولاده:
1159 - العلامة الفاضل محمَّد: سنة 998 هـ[1589م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
أَبُو المَحَاسِن
(937 - 1013 هـ = 1530 - 1604 م)
يوسف بن محمد القصري الفاسي، أبو المحاسن:
فقيه متصوف، كان شيخ وقته في المغرب. ولد ونشأ في القصر الكبير، وانتقل إلى موطن أسلافه (فاس) واشتهر بعلوم العربية والفقه، ثم تصوف وزاد ذلك في شهرته. وجمع ابنه محمد العربيّ أخباره في كتابه " مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن - ط " أورد فيه طائفة من رسائله إلى بعض أصحابه وأجوبته على أسئلة وردت عليه، وجملة من كلامه كقوله: " ليست الطريق بكثرة القيل والقال ولا بكثرة الأعمال وإنما هي بفراغ القلب مما سوى الرب " وقوله: " كل باطن لم يشهد للظاهر فهو باطل " وقوله: " حب الشئ على قدر الحاجة إليه " وقوله، " من انزرعت محبة الله في قلبه لم يتتبع عورات الناس " وقوله: " الجولان في المحسوسات يسمى تخيلا، والجولان في المعقولات يسمى تفكيرا " .
-الاعلام للزركلي-