جار الله الرحلة أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل خروف الأنصاري التونسي: نزيل فاس شيخ الجماعة بها الشيخ الإمام الكامل واحد الزمان المنفرد بالمنطق والكلام وأصول الفقه والمعاني والبيان مع التحقيق والإتقان. أخذ بتونس عن المفتي الخطيب حسن الزندبوي وبفاس عن سفين وبمصر عن الشمس والناصر اللقانيين بسندهما وعن غيرهم وعنه أعلام من أهل تونس وفاس منهم المنجور والقصار وانتفعا به وأبو المحاسن يوسف الفاسي وسعيد المقري بالسند المقرر في فهرسته الشيخ عبد القادر الفاسي وفي خلاصة الأثر عند ترجمة الشيخ القصار المذكور كان سوق المعقول كاسداً بفاس فضلاً عن سائر أقطار المغرب فنفق في زمانه ما كان كاسداً من سوق الأصلين المنطق والبيان وسائر العلوم لأن أهل المغرب كانوا لا يعتنون بما عدا القرآن والفقه والنحو وما يوصل إلى الرئاسة الدنيوية إلى أن رحل اليسيتني إلى المشرق فأتى بشيء من ذلك ثم ورد عليهم الشيخ خروف التونسي وكان إمام ذلك كله والمقدم فيه إلا أنه جاء من غير كتب لابتلائه بالأسر وغرق كتبه في البحر ومع ذلك كان بلسانه عجمة مع ميله إلى أحمول فلم يقدروا قدره وإنما انتفع به المنجور والقصار. انتهى باختصار. له فهرسة. توفي بفاس سنة 966 هـ[1558 م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
محمد بن أبى الفضل:
خروف التونسى، أبو عبد الله.
شيخ الجماعة. أخذ عنه أبو العباس: أحمد المنجور، وأبو عبد الله القصار، والحميدى القاضى، وأحمد بن على الزمورى؟ ؟ ؟ ، وأحمد بن سليمان السجيرى وغيرهم.
وكان إماما، حافظا معقوليا، بيانيا. وله معرفة بالأصلين، ورحل إلى المشرق، فأخذ عن جماعة، ككمال الدين الطويل، وابن فهد وغيرهم من أعلام من لقيه هناك، وامتحن بالأسر، فأخرجه أبو العباس: أحمد المرينى بوساطة أبى عبد الله: محمد اليسّيتنى؛ لمكاتبة جرت بينهما، وكان يكتب فى كتبه للمرينى: معتق إيالتكم فلان.
قلت: واتفق لى مع عالم الأمراء، وأمير العلماء: أبى العباس: أحمد ابن أمير المؤمنين الشريف الحسنى المنصور مثل ما اتّفق لهذا: أخرجنى من الأسر لما أسرت مذ كنت قافلا للديار المصرية؛ لأجل أخذ العلم عمّن فاتنى، بقيته فى المرّة الأولى؛ فأخرجنى، وبذل للعداة من المال ما يكون له وقاية وجنّة من غضب الله تعالى.
وكم أخرج من الأسارى من يد العدوّ ما لا يدخل تحت حصر! أبقاه الله تعالى بمنّه.
ومما ألفيته بخطّ أبى عبد الله المذكور ما نصّه: هذه الأبيات الثلاثة. أولها: لا يعلم قائله، والبيتان الأخيران لكاتبهما: نزيل محروسة فاس: محمد بن أبى الفضل: خروف التونسى:
أعدّ ذكر نعمان لنا؛ إنّ ذكره … هو المسك ما كرّرته يتضوّع
وإن جئت نعمانا؛ فسل عن أهيله … فقلبى عليهم بالنّوى يتقطّع
سقى الله جيرانا لهم صيّب الحيا … ولا زالت الأنوا به تتنوّع
توفى سنة 966 بمدينة فاس المحروسة .
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)
خروف ( ... 966 هـ) (1558 م)
محمد بن أبي الفضل خروف التونسي، نزيل فاس، وشيخ الجماعة فيها، كان عالما بأصول الفقه، والكلام، والبيان، والمنطق، أخذ بتونس عن المفتي الخطيب حسن الزنديوي، ومحمد ماغوش، والفقيه البياني القاضي أحمد سليطن، والفقيه الشريف بن علي، وغيرهم، رحل إلى المشرق، وأخذ عن جماعة ككمال الدين الطويل، وابن فهد، ومحمد الحطاب، وبمصر الطبلاوي، والشمس والناصر اللقانيين، ولقي بفاس عبد الرحمن سقين، وعلي بن هارون، وعبد الواحد الونشريسي، وعبد الوهاب الزقاق ومحمد الستيتني، وغيرهم، وأخذ عنه اعلام من أهل تونس وفاس منهم الحميدي، وسعيد المقري، والقصار، والمنجور، وانتفعا به، وأبو المحاسن يوسف الفاسي، والقاضي الوطاسي ..
امتحن بالأسر فاستنقذه منه أبو العباس أحمد المريني آخر ملوكهم بواسطة أبي عبد الله محمد الستيتني لمكاتبة جرت بينهما، وكان يكتب للمريني معتق إيالتكم فلان.
قدم فاس من أرض اسبانيا بعد فكاكه من الأسر في سنة 947/ 1536، قدم به آسره الاسباني ختن المركيز صاحب غرناطة، وهو من علمائهم طالبا أن يقرئه النحو كشأنه في أرضهم فإنه كان يقرأ عليه هناك «المفصل» للزمخشري ليتوصل الآسر المذكور إلى فهم القرآن، فإنه كان ينظر فيه، ويتطلب فهمه، ويفهم النحو بعض الفهم، فافتى سقين بالمنع من ذلك، بعد أن كان أسيره يعده بذلك، ولذا قدم معه، وتصدى للتدريس بفاس، ونشر بها العلوم العقلية، في «خلاصة الاثر» عند ترجمة الشيخ القصار «كان سوق المعقول كاسدا بفاس فضلا عن سائر اقطار المغرب فنفق في زمانه ما كان كاسدا من سوق الأصلين، والمنطق، والبيان، وسائر العلوم لأن أهل المغرب لا يعتنون بما عدا القرآن والفقه وما يوصل إلى الرئاسة الدنيوية، إلى أن رحل الستيتني إلى المشرق فأتى بشيء من ذلك، ثم وفد عليهم الشيخ خروف التونسي، وكان إمام ذلك كله والمقدم فيه إلا أنه جاء بغير كتب لابتلائه بالاسر، وغرق كتبه في البحر، ومع ذلك كان في لسانه عجمة مع ميله إلى الخمول، فلم يقدروا قدره، وإنما انتفع به الشيخ المنجور، والشيخ القصار ».وذكر المنجور شيئا من أحواله، وما قرأه عليه، وأسلوبه في التدريس «لازمته قريبا من سنتين أثر قدومه، وتجنبه أكثر الطلبة لوقفة كانت بلسانه تشبه العجمة، وما زال البعض منها إلا بعد مدة، ولأنهم ما ألفوا تلك الفنون، ولا عرفوا قدرها وقرأت عليه «تلخيص المفتاح» و «مختصر السعد التفتازاني» و «ايساغوجي» و «الرسالة الشمسية» في المنطق للكاتبي وبعض «جمل الخونجي» و «جمع الجوامع» للسبكي، و «محاذي ابن هشام» ختمته وأعدته إلى الإضافة، وجملة من القطب على «الشمسية» وختمت عليه «ايساغوجي» مرارا يضع ضروب الأشكال المنتجة والعقيمة من الاقتراني وما تركب من الحمليات والشرطيات متصلة أو منفصلة أو متنوعة أو من الحملي والشرطي ومن الاستثنائي، وصدرا من التناقض أو العكس في لوح الاستملاء حتى تفهم هنالك، وعلى يده فتح الله بصيرتي في تلك العلوم وبعد ذلك ذهبت إلى شيخنا الإمام اقرأ عليه فوفق الله أن قرأت عليه المنقول، وسهل الأمر عليّ وعليه.
وذاكرت شيخنا خروف بعد قراءتي عليه سنين كثيرة إلى أن توفي سنة ست وستين واستفاد مني كثيرا من تلك العلوم وغيرها كما استفدت كذلك، وحضرت أثناء قراءتي عليه دولة في عبادات «مختصر» خليل يقرئها في بيتي بمدرسة العطارين، وصل فيها إلى قريب من باب الزكاة، وكان عليه تكلف وعسر في ذلك إذ لم يكن كتب في الفقه ما حفظ ولا درس، وإنما كان ينفذ في البيان ونحوه من الأدب، وشارك في النحو، والمنطق،
والأصلين، وربما أجاد في التفسير وكان يقرض الشعر، ويحسن فيه، وكان له دكان يتعاطى فيه الاشهاد».
وكان حسن الأخلاق، طارحا للتكلف متواضعا هينا لينا مبغضا للمتكبرين والمتصنعين توفي بفاس في صفر أو ربيع الأول.
مؤلفاته:
رحلة.
فهرسة
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 193 - للكاتب محمد محفوظ