أبي حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة269 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

محمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصوفي: من كبار شيوخهم. كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة، وكان عالما بالقراءات وبقراءة أبي عمرو خصوصا، جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسريا السقطي. وسافر مع أبي تراب النخشبي. حكى عنه محمد بن علي الكتاني، وخير النساج، وغيرهما.

الترجمة

محمد بن إبراهيم، أبو حمزة الصوفي: من كبار شيوخهم. كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة، وكان عالما بالقراءات وبقراءة أبي عمرو خصوصا، جالس أحمد بن حنبل، وبشر بن الحارث، وأبا نصر التمار، وسريا السقطي. وسافر مع أبي تراب النخشبي. حكى عنه محمد بن علي الكتاني، وخير النساج، وغيرهما.
وَقَالَ لي أبو نعيم الحافظ: أبو حمزة بغدادي، واسمه محمد بن إبراهيم، كان مولى عيسى بن أبان القاضي.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ سمعتُ مُحَمَّد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي. قَالَ قَالَ أبو حمزة: كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول: ما تقول فيها يا صوفي.
حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي الحسن القرميسيني قَالَ سمعت أبا الحسن علي بْن عبد اللَّه بْن الْحَسَن الهمداني بمكة يقول حَدَّثَنَا الخلدي قَالَ: كان لأبي حمزة مهر قد رباه، وكان يحب الغزو، وكان يركب المهر ويخرج عليه، وهو يرى التوكل. فقيل له يا أبا حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل، فالدابة أيش كنت تعمل في أمرها؟ قَالَ: كان إذا رحل العسكر تبقى تلك الفضلات من الدواب ومن الناس، تدور فتأكل.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ قَالَ أنبأنا محمّد بن الحسين بن موسى النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر الرازي يَقُولُ: سَمِعْتُ خيرا النساج يقول: سمعت أبا حمزة يقول: خرجت من بلاد الروم فوقعت على راهب، فقلت: هل عندك من خبر من قد مضى؟ فقال: نعم فريق في الجنة، وفريق في السعير.
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عَبْد الكريم بْن هوازن القشيري النيسابوري قَالَ سمعتُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن السلمي يَقُولُ سمعت محمد بن عبد الله الواعظ يقول سمعت خيرا النساج يقول: لأستحيى من الله أن أدخل البادية وأنا شبعان وقد اعتقدت التوكل، لئلا يكون سعيي على الشبع زادا أتزوده أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قال نبأنا أحمد بن محمد بن مقسم قَالَ حَدَّثَنِي أبو بدر الخيّاط الصوفي قَالَ سمعت أبا حمزة يقول: سافرت على التوكل، فبينما أنا أسير ذات ليلة والنوم في عيني، إذ وقعت في بئر فرأيتني قد حصلت فيها فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينما أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال أحدهما لصاحبه: نجوز ونترك هذه في طريق السابلة والمارة؟ فقال الآخر: فما نصنع؟
قَالَ: نطمها. قَالَ فبدرت نفسي أن تقول: أنا فيها، فنوديت تتوكل علينا، وتشكو بلانا إلى سوانا؟ فسكت. فمضيا ثم رجعا ومعهما شيء جعلاه على رأسها غطوها به. فقالت لي نفسي: أمنت طمها ولكن حصلت مسجونا فيها، فمكثت يومي وليلتي فلما كان الغد ناداني شيء- يهتف بي ولا أراه- تمسك بي شديدا، فمددت يدي فوقعت على شيء خشن فتمسكت به، فعلاها وطرحني، فتأملت فوق الأرض فإذا هو سبع؛ فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء، وكفيناك ما تخاف بما تخاف.
أخبرهم أبو القاسم رضوان بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن الدينوري قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله النيسابوري يقول سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الوهاب الحافظ يَقُولُ: سَمِعت أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن نعيم يحكي عن أبي حمزة الصوفي الدمشقي: أنه لما خرج من البئر أنشأ يقول:
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى ... وأغنيتني بالقرب منك عن الكشف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما ... تبشرني بالغيب أنك بالكف
أراك وبي من هيبتي لك وحشة ... فتؤنسني بالعطف منك وباللطف
وتحيى محبا أنت في الحب حتفه ... وذا عجب كون الحياة مع الحتف

قال الشيخ أبو بكر: كذا قَالَ في هذه الحكاية عن أبي حمزة الدمشقي. وذكر لنا أبو نعيم: أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي، وكذلك يحكي عن أبي بكر الشبلي.
وَأَخْبَرَنَا إسماعيل بن أحمد الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي: أن الذي وقع في البئر في البادية هو أبو حمزة الخرسانى، من أقران الجنيد وليس بأبي حمزة البغدادي، فالله أعلم بذلك.
أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيّ عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدِ بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قَالَ سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد الحسن الأزدي الخطيب بسمنان يقول قَالَ جعفر بن محمد الخلدي: خرج طائفة من مشايخ المتصوفة يستقبلون أبا حمزة الصوفي في قدومه من مكة، فإذا به قد شحب لونه. فقال الجريري: يا سيدي هل تتغير الأسرار إذا تغيرت الصفات؟ قَالَ: معاذ الله لو تغيرت الأسرار لتغير الصفات لهلك العالم، ولكنه ساكن الأسرار فحماها، وأعرض عن الصفات فلاشاها، ثم تركنا وولى وهو يقول:
كما ترى صيرني ... قطع قفار الدمن
شردنى عن وطنى ... كأنني لم أكن
إذا تغيبت بدا ... وإن بدا غيبني
يقول لا تشهد ما ... يشهد أو تشهدنى
أخبرني أحمد بن على المحتسب قال أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري قَالَ سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت محمد بن عبد الله المتأفف البغدادي قَالَ سمعت الجنيد. يقول: وافي أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر، فسلمت عليه وشهيته. فقال: سكباج وعصيدة تخليني بهما، فأخذت مكوك دقيق، وعشرة أرطال لحم، وباذنجان وخل، وأخذت عشرة أرطال دبس، وعملنا له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيرى لنا، وأدخلته الدار وأسبلت الستر، فدخل وأكله كله، فلما فرغ من أكله. قَالَ: يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة.
أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ لفظا قَالَ سمعت غالب بن علي الرازي يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كان أبو حمزة وجماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع؛ فبلغوا ذلك الموضع؛ فإذا الباب مغلق. فقال أبو حمزة لأصحابه: ليتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه وإخلاصه فينفتح عليه الباب من غير معالجة أحد، فتقدم كل واحد من القوم فلم ينفتح على أحد. فتقدم أبو حمزة إلى الباب فقال: بكذبي إلا فتحت؛ ففتح عليه الباب، فدخلوا ذلك الموضع.
أَخْبَرَنِي أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقانى قال نبأنا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الطبري قَالَ نبأنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ قَالَ نبأنا أبو سعيد الزيادي قَالَ: كان أبو حمزة أستاذ البغداديين وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب، من صفاء الذكر، وجمع الهمة، والمحبة، والشوق، والقرب، والأنس، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رءوس الناس ببغداد أحد. وما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي؛ وتوفي سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب الكوفة.
أخبرنا إسماعيل الحيرى قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي. قَالَ: أبو حمزة البزاز محمد بن إبراهيم من أقران سري السقطي، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. وقول الزيادي في وفاته أصح من هذا، والله أعلم

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

 

له شرح طويل ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

 

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أبي حَمْزَة الصُّوفِي كَانَ يتَكَلَّم فِي جَامع الرصافة ثمَّ انْتقل إِلَى جَامع الْمَدِينَة وَكَانَ عَالما بالقراءات جَالس إمامنا واستفاد مِنْهُ وجالس بشر بن الْحَارِث وَأَبا نصر التمار وَغَيرهمَا

قَالَ أبي حَمْزَة كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يسألني فِي مَجْلِسه عَن مسَائِل وَيَقُول مَا تَقول فِيهَا يَا صوفي
أَرَادَ وَالله أعلم بسؤاله إِن أصَاب أقره عَلَيْهِ وَإِن أَخطَأ بَينه لَهُ وروى الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ قَالَ أبي حَمْزَة سَافَرت سفرة على التَّوَكُّل فَبينا أَنا أَسِير ذَات لَيْلَة وَالنَّوْم فِي عَيْني إِذْ وَقعت فِي بِئْر فَلم أقدر على الْخُرُوج مِنْهَا لتهدم بنائها فَجَلَست فِيهَا فَبينا أَنا جَالس إِذْ وقف على رَأسهَا رجلَانِ فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه نجوز ونترك هَذِه فِي طَرِيق السابلة فَقَالَ الآخر فَمَا تصنع قَالَ نطمها فبدرت نَفسِي أَن أَقُول أَنا فِيهَا فنوديت تتوكل علينا وتشكو بلاءنا إِلَى سوانا فَسكت فمضينا ثمَّ رَجعْنَا ومعهما شَيْء جعلاه على رَأسهَا غطياها بِهِ فَقَالَت لي نَفسِي أمنت طمها وَلَكِن جعلت مسجونا بهَا فَمَكثت يومي وليلتي فَلَمَّا كَانَ الْغَد ناداني شَيْء يَهْتِف وَلَا أرَاهُ تمسك بِي شَدِيدا فمددت يَدي فَوَقَعت على شَيْء خشن فتمسكت بِهِ فعلاها فطرحني فتأملت فَوق الأَرْض فَإِذا هُوَ سبع فَلَمَّا رَأَيْته لحق نَفسِي من ذَلِك مَا يلْحق من مثله فَهَتَفَ بِي هَاتِف يَا أَبَا حَمْزَة استنقذناك من الْبلَاء فكفيناك مَا تخَاف بِمَا تخَاف مَاتَ سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.

 

 

محمد بن إبراهيم الصوفي، أبو حمزة:
أستاذ البغداديين في التصوف. وأول من تكلم ببغداد في ما يسمونه " صفاء الذكر، وجمع الهمّ، والمحبة، والعشق، والأنس " لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رؤوس المنابر ببغداد، أحد. وكان عالما بالقراءات  .

-الاعلام للزركلي-