إسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبي يعقوب المروزي

ابن راهويه إسحاق

تاريخ الولادة166 هـ
تاريخ الوفاة238 هـ
العمر72 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةنيسابور - إيران
أماكن الإقامة
  • خراسان - إيران
  • نيسابور - إيران
  • الحجاز - الحجاز
  • العراق - العراق
  • اليمن - اليمن
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • مرو - تركمانستان

نبذة

أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي المعروف بابن راهويه: جمع بين الحديث والفقه والورع ولد سنة إحدى وستين وقيل سنة ست وستين ومائة. سكن نيسابور ومات بها سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

الترجمة

 أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي المعروف بابن راهويه:
 جمع بين الحديث والفقه والورع ولد سنة إحدى وستين وقيل سنة ست وستين ومائة. سكن نيسابور ومات بها سنة ثمان وثلاثين ومائتين. وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال : ومن مثل إسحاق، إسحاق يسأل عنه؟ وقال أيضاً: إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين وما عبر الجسر أحد أفقه من إسحاق. وقال إسحاق: أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمائة ألف حديث، وما سمعت شيئاً قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئاً قط فنسيته.

- طبقات الفقهاء / لأبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -

 

إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد أبي يَعْقُوب الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه
قيل لإسحاق أَنْت أكبر أَو أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ هُوَ أكبر منى فى السن وَغَيره
روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل يصلى فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يُشِير بإصبعه فَلَمَّا سلم قلت يَا أَبَا عبد الله مَا قلت فى صَلَاتك قَالَ كنت على طَهَارَة فجَاء إِبْلِيس فَقَالَ إِنَّك على غير طَهَارَة
قلت شَاهِدين عَدْلَيْنِ
وَقَالَ إِسْحَاق دخلت على عبد الله بن طَاهِر فَقَالَ لى مَا رَأَيْت أعجب من هَؤُلَاءِ المرجئة يَقُول أحدهم إيمانى كَإِيمَانِ جِبْرِيل وَالله مَا استجرى أَن أَقُول إيمانى كَإِيمَانِ يحيى بن يحيى وَلَا كَإِيمَانِ أَحْمد بن حَنْبَل
مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ بنيسأبير

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.


 

إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مخلد بْن إِبْرَاهِيم بْن مطر الْحَنْظَلِي أَبُو يَعْقُوب المروزى ابْن رَاهَوَيْه
أحد أَئِمَّة الدّين وأعلام الْمُسلمين وَهُدَاة الْمُؤمنِينَ الْجَامِع بَين الْفِقْه والْحَدِيث والورع وَالتَّقوى نزيل نَيْسَابُورَ وعالمها
ولد سنة إِحْدَى وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة
وَسمع من عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارك سنة بضع وَسبعين فَترك الرِّوَايَة عَنهُ لكَونه لم يتَيَقَّن الْأَخْذ عَنهُ
وارتحل فِي طلب الْعلم سنة أَربع وَثَمَانِينَ

وَسمع قبل الرحلة من ابْن الْمُبَارك كَمَا عرفت وَمن الْفضل الشَّيْبَانِيّ وَالنضْر بْن شُمَيْل وَأبي نميلَة يَحْيَى بْن وَاضح وَعمر بْن هَارُون
وَسمع فِي الرحلة من جرير بْن عَبْد الحميد وسُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَعبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي وفضيل بْن عِيَاض ومعتمر بْن سُلَيْمَان وَابْن علية وَبَقِيَّة بْن الْوَلِيد وَحَفْص بْن غياث وَعبد الرَّحْمَن بْن مهْدي وَعبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ والْوَلِيد بْن مُسلم وَعبد الْعَزِيز بْن عَبْد الصَّمد الْعمي وأسباط بْن مُحَمَّد وحاتم ابْن إِسْمَاعِيل وعتاب بْن بشير الْجَزرِي وغندر وَعبد الرَّزَّاق وَأبي بكر بْن عَيَّاش وَخلق سواهُم
رَوَى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وأَحْمَد بْن حَنْبَل وَيحيى بْن معِين ومُحَمَّد بْن يَحْيَى الذهلي وَإِسْحَاق الكوسج والْحَسَن بْن سُفْيَان ومُحَمَّد بْن نصر الْمروزِي وَيحيى بْن آدم وَهُوَ من شُيُوخه وأَحْمَد بْن سَلمَة وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي طَالب ومُوسَى بْن هَارُون وجعفر الْفرْيَابِيّ وَإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُورِي البشتي وَعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن شيرويه وَابْنه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه وَخلق آخِرهم أَبُو الْعَبَّاس السراج
قَالَ عَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه ولد أَبِي من بطن أمه مثقوب الْأُذُنَيْنِ فَمضى جدي رَاهَوَيْه إِلَى الْفضل بْن مُوسَى فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ يكون ابْنك رَأْسا إِمَّا فِي الْخَيْر وَإِمَّا فِي الشَّرّ
وَقَالَ أَحْمَد بْن سَلمَة سَمِعت إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم يَقُول قَالَ لي عَبْد اللَّه بْن طَاهِر

لم قِيلَ لَك ابْن رَاهَوَيْه وَمَا معنى هَذَا وَهل تكره أَن يُقَال لَك هَذَا فَقلت إِن أَبِي ولد بطرِيق مَكَّة وَقَالَت المراوزة رَاهَوَيْه بِأَنَّهُ ولد فِي الطَّرِيق وَكَانَ أَبِي يكره هَذَا وَأما أَنا فلست أكرهه
قَالَ نعيم بْن حَمَّاد إِذا رَأَيْت الْخُرَاسَانِي يتَكَلَّم فِي إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه فاتهمه فِي دينه
قلت إِنَّمَا قيد الْكَلَام بالخراساني لِأَن أهل إقليم الْمَرْء هم الَّذين بِحَيْثُ لَو كَانَ فِيهِ كَلَام لتكلموا فِيهِ فَكَأَنَّهُ يَقُول من تكلم فِيهِ من أهل إقليمه فَهُوَ مُتَّهم بِالْكَذِبِ لِأَنَّهُ لَا يتَكَلَّم بِحَق لبراءته مِمَّا يشينه فِي دينه
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل لم يعبر الجسر إِلَى خُرَاسَان مثل إِسْحَاق
وَقَالَ ابْن عدي ركب إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه دين فَخرج من مرو وَجَاء نَيْسَابُورَ فَكلم أَصْحَاب الحَدِيث يَحْيَى بْن يحيى فِي أَمر إِسْحَاق فَقَالَ مَا تُرِيدُونَ قَالُوا تكْتب إِلَى عَبْد اللَّه بْن طَاهِر رقْعَة وَكَانَ عَبْد اللَّه أَمِير خُرَاسَان وَكَانَ بِنَيْسَابُورَ فَقَالَ يَحْيَى مَا كتبت إِلَيْهِ قطّ فألحوا عَلَيْهِ فَكتب فِي رقْعَة إِلَى عَبْد اللَّه بْن طَاهِر أَبُو يَعْقُوب إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم رجل من أهل الْعلم وَالصَّلَاح فَحمل إِسْحَاق الرقعة إِلَى عَبْد اللَّه بْن طَاهِر فَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَاب قَالَ للحاجب معي رقْعَة يَحْيَى بْن يَحْيَى إِلَى الْأَمِير فَدخل الْحَاجِب فَقَالَ لَهُ رجل بِالْبَابِ زعم أَن مَعَه رقْعَة يَحْيَى بْن يَحْيَى إِلَى الْأَمِير فَقَالَ يَحْيَى بْن يَحْيَى قَالَ نعم قَالَ أدخلهُ فَدخل إِسْحَاق وناوله الرقعة فَأَخذهَا عَبْد اللَّه وَقبلهَا وأقعد إِسْحَاق بجنبه وَقضى دينه ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وصيره من ندمائه
قلت انْظُر مَا كَانَ أعظم أهل الْعلم عِنْد الْأُمَرَاء وَانْظُر مَا أدنى هَذِهِ الْكَلِمَة وأقصر هَذِهِ الرقعة وَمَا ترَتّب عَلَيْهَا من الْخَيْر وَمَا ذَلِك إِلَّا لحسن اعْتِقَاد ذَلِك الْأَمِير وصيانة أهل الْعلم أَيْضًا وَالنَّاس بزمانهم أشبه مِنْهُم بآبائهم
وَقَالَ مُحَمَّد بْن أسلم الطوسي حِين مَاتَ إِسْحَاق مَا أعلم أحدا كَانَ أخْشَى لله من إِسْحَاق يَقُول اللَّه {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ من عباده الْعلمَاء} وَكَانَ أعلم النَّاس

قلت كَأَن مُحَمَّد بْن أسلم يركب هَذَا من الضَّرْب الأول من الشكل الأول فِي الْمنطق فَإِنَّهُ ينْحل إِلَى قَوْلك كَانَ ابْن رَاهَوَيْه أعلم النَّاس وكل من كَانَ أعلم النَّاس كَانَ أخْشَى النَّاس ينْتج كَانَ إِسْحَاق أخْشَى النَّاس والمقدمة الصُّغْرَى يَنْبَغِي أَن تكون مُحَققَة بِاتِّفَاق أَو غَيره فَكَأَن كَونه كَانَ أعلم النَّاس أَمر مفروغ مِنْهُ حَتَّى استنتج مِنْهُ أخْشَى النَّاس
قَالَ مُحَمَّد بْن أسلم وَلَو كَانَ الثَّوْريّ فِي الْحَيَاة لاحتاج إِلَى إِسْحَاق
وَقَالَ الدَّارمِيّ سَاد إِسْحَاق أهل الْمشرق وَالْمغْرب بصدقه
وَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَذكر إِسْحَاق لَا أعرف لَهُ بالعراق نظيرا
وَقَالَ مرّة وَقد سُئِلَ عَنهُ مثل إِسْحَاق يسْأَل عَنهُ إِسْحَاق عندنَا إِمَام
وَقَالَ النَّسَائِيّ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه أحد الْأَئِمَّة ثِقَة مَأْمُون سَمِعت سَعِيد بْن ذُؤَيْب يَقُول مَا أعلم عَلَى وَجه الأَرْض مثل إِسْحَاق
وَقَالَ ابْن خُزَيْمَة وَالله لَو كَانَ إِسْحَاق فِي التَّابِعين لأقروا لَهُ بحفظه وَعلمه وفقهه
وَقَالَ عَلِيّ بْن خشرم حَدثنَا ابْن فُضَيْل عَن ابْن شبْرمَة عَن الشّعبِيّ قَالَ مَا كتبت سَوْدَاء فِي بَيْضَاء إِلَى يومي هَذَا وَلَا حَدَّثَنِي رجل بِحَدِيث قطّ إِلَّا حفظته فَحدثت بِهَذَا إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه فَقَالَ تعجب من هَذَا قلت نعم قَالَ مَا كنت أسمع شَيْئا إِلَّا حفظته وَكَأَنِّي أنظر إِلَى سبعين ألف حَدِيث أَو قَالَ أَكثر من سبعين ألف حَدِيث فِي كتبي
وَقَالَ أَبُو دَاوُد الْخفاف سَمِعت إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه يَقُول لكَأَنِّي أنظر إِلَى مائَة ألف حَدِيث فِي كتبي وَثَلَاثِينَ ألفا أسردها
قَالَ وأملى علينا إِسْحَاق أحد عشر ألف حَدِيث من حفظه ثمَّ قَرَأَهَا علينا فَمَا زَاد حرفا وَلَا نقص حرفا
وَعَن إِسْحَاق مَا سَمِعت شَيْئا إِلَّا وحفظته وَلَا حفظت شَيْئا قطّ فَنسيته

وَقَالَ أَبُو يزِيد مُحَمَّد بْن يَحْيَى سَمِعت إِسْحَاق يَقُول أحفظ سبعين ألف حَدِيث عَن ظهر قلبِي
وَقَالَ أَحْمَد بْن سَلمَة سَمِعت أَبَا حَاتِم الرَّازِيّ يَقُول ذكرت لأبي زرْعَة إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه وَحفظه فَقَالَ أَبُو زرْعَة مَا روى أحفظ من إِسْحَاق
قَالَ أَبُو حَاتِم وَالْعجب من إتقانه وسلامته من الْغَلَط مَعَ مَا رزق من الْحِفْظ
قَالَ فَقلت لأبي حَاتِم إِنَّه أمْلى التَّفْسِير عَن ظهر قلبه فَقَالَ أَبُو حَاتِم وَهَذَا أعجب فَإِن ضبط الْأَحَادِيث المسندة أسهل وأهون من ضبط أَسَانِيد التَّفْسِير وألفاظها
وَقَالَ مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَهَّاب كنت مَعَ يَحْيَى بْن يَحْيَى وَإِسْحَاق نعود مَرِيضا فَلَمَّا حاذينا الْبَاب تَأَخّر إِسْحَاق وَقَالَ ليحيى تقدم فَقَالَ يَحْيَى لإسحاق بل أَنْت تقدم فَقَالَ يَا أَبَا زَكَرِيَّا أَنْت أكبر مني قَالَ نعم أَنا أكبر مِنْك وَلَكِنَّك أعلم مني قَالَ فَتقدم إِسْحَاق
وَقَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بْن النَّضر الجارودي حَدثنَا شَيخنَا وَكَبِيرنَا وَمن تعلمنا مِنْهُ وتجملنا بِهِ أَبُو يَعْقُوب إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَقَالَ الْحَاكِم هُوَ إِمَام عصره فِي الْحِفْظ وَالْفَتْوَى
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ جمع بَين الحَدِيث وَالْفِقْه والورع
وَقَالَ الخليلي فِي الْإِرْشَاد كَانَ يُسمى شهنشاه الحَدِيث
وَقَالَ أَحْمَد بْن سَعِيد الرباطي فِي إِسْحَاق
(قربي إِلَى اللَّه دَعَاني إِلَى ... حب أَبِي يَعْقُوب إِسْحَاق)
(لم يَجْعَل الْقُرْآن خلقا كَمَا ... قد قَالَه زنديق فساق)

(يَا حجَّة اللَّه عَلَى خلقه ... فِي سنة الماضين للْبَاقِي)
(أَبوك إِبْرَاهِيم مَحْض التقى ... سباق مجد وَابْن سباق)
قَالَ أَبُو يحيى الشعراني إِن إِسْحَاق كَانَ يخضب بالحنا
قَالَ وَمَا رَأَيْت بِيَدِهِ كتابا قطّ إِنَّمَا كَانَ يحدث من حفظه
وَقَالَ وَكنت إِذا ذاكرت إِسْحَاق فِي الْعلم وجدته فَردا فَإِذا جِئْت إِلَى أَمر الدُّنْيَا وجدته لَا رَأْي لَهُ
توفّي إِسْحَاق لَيْلَة نصف شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
قَالَ البُخَارِيّ وَله سبع وَسَبْعُونَ سنة
قَالَ الْخَطِيب فَهَذَا يدل أَن مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ
وَفِي لَيْلَة مَوته يَقُول الشَّاعِر
(يَا هدة مَا هددنا لَيْلَة الْأَحَد ... فِي نصف شعْبَان لَا تنسى مدى الْأَبَد)
قَالَ أَبُو عَمْرو الْمُسْتَمْلِي النَّيْسَابُورِي أَخْبرنِي عَلِيّ بْن سَلمَة الْكَرَابِيسِي وَهُوَ من الصَّالِحين قَالَ رَأَيْت لَيْلَة مَاتَ إِسْحَاق الْحَنْظَلِي كَأَن قمرا ارْتَفع من الأَرْض إِلَى السَّمَاء من سكَّة إِسْحَاق ثمَّ نزل فَسقط فِي الْموضع الَّذِي دفن فِيهِ إِسْحَاق قَالَ وَلم أشعر بِمَوْتِهِ فَلَمَّا غَدَوْت إِذا بحفار يحْفر قبر إِسْحَاق فِي الْموضع الَّذِي رَأَيْت الْقَمَر وَقع فِيهِ
قَالَ الْحَاكِم أَبُو عَبْد اللَّه إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه وَابْن الْمُبَارك ومُحَمَّد بْن يَحْيَى هَؤُلَاءِ دفنُوا كتبهمْ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْنِدُ إِذْنًا خَاصًّا أَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلانَ أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ رَامِينَ الإِسْتَرَابَاذِيُّ الْقَاضِي أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ الإِسْتَرَابَاذِيُّ حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ قَالَ حَدثنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ حَدثنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْن فَضَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةِ إِلا مِنْ بَأْسٍ مناظرة بَين الشَّافِعِي وَإِسْحَاق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما
رُوِيَ عَن إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه قَالَ كُنَّا بِمَكَّة وَالشَّافِعِيّ بهَا وأَحْمَد بْن حَنْبَل أَيْضًا بهَا وَكَانَ أَحْمَد يُجَالس الشَّافِعِي وَكنت لَا أجالسه فَقَالَ لي أَحْمَد يَا أَبَا يَعْقُوب لم لَا تجَالس هَذَا الرجل فَقلت مَا أصنع بِهِ وسنه قريب من سننا كَيفَ أترك ابْن عُيَيْنَة وَسَائِر الْمَشَايِخ لأَجله قَالَ وَيحك إِن هَذَا يفوت وَذَلِكَ لَا يفوت قَالَ إِسْحَاق فَذَهَبت إِلَيْهِ وتناظرنا فِي كِرَاء بيُوت أهل مَكَّة وَكَانَ الشَّافِعِي تساهل فِي المناظرة وَأَنا بالغت فِي التَّقْرِير وَلما فرغت من كَلَامي وَكَانَ معي رجل من أهل مرو فَالْتَفت إِلَيْهِ وَقلت مردك هَكَذَا مردك واكمالي نيست يَقُول بِالْفَارِسِيَّةِ هَذَا الرجل لَيْسَ لَهُ كَمَال فَعلم الشَّافِعِي أَنِّي قلت فِيهِ سوءا فَقَالَ لي أتناظر قلت للمناظرة جِئْت
قَالَ الشَّافِعِي قَالَ اللَّه تَعَالَى {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أخرجُوا من دِيَارهمْ} فنسب الديار إِلَى مَالِكهَا أَو إِلَى غير مَالِكهَا وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم فتح مَكَّة (من أغلق بَابه فَهُوَ آمن وَمن دخل دَار أَبِي سُفْيَان فَهُوَ آمن) فنسب الديار إِلَى أَرْبَابهَا أم إِلَى غير أَرْبَابهَا وَاشْترى عمر بْن الْخطاب دَارا للسجن من مَالك أَو من غير مَالك وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَهل ترك لنا عقيل من دَار)

قَالَ إِسْحَاق فَقلت الدَّلِيل عَلَى صِحَة قولي أَن بعض التَّابِعين قَالَ بِهِ
فَقَالَ الشَّافِعِي لبَعض الْحَاضِرين من هَذَا
فَقيل إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي
فَقَالَ الشَّافِعِي أَنْت الَّذِي يزْعم أهل خُرَاسَان أَنَّك فقيههم
قَالَ إِسْحَاق هَكَذَا يَزْعمُونَ
فَقَالَ الشَّافِعِي مَا أحوجني أَن يكون غَيْرك فِي موضعك فَكنت آمُر بعرك أُذُنَيْهِ أَقُول قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنت تَقول قَالَ عَطاء وَطَاوُس والْحَسَن وإِبْرَاهِيم وَهل لأحد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجَّة
فَقَالَ إِسْحَاق اقْرَأ {سَوَاء العاكف فِيهِ والباد}
فَقَالَ الشَّافِعِي هَذَا فِي الْمَسْجِد خَاصَّة
وَعَن دَاوُد بْن عَلِيّ الْأَصْفَهَانِي أَنه كَانَ يَقُول إِن إِسْحَاق لم يفهم احتجاج الشَّافِعِي فَإِن غَرَض الشَّافِعِي أَن يَقُول لَو كَانَت أَرض مَكَّة مُبَاحَة للنَّاس لَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول أَي مَوضِع أدركنا فِي دَار أَي شخص نزلنَا فَإِن ذَلِك مُبَاح لنا فَلَمَّا لم يقل ذَلِك بل قَالَ (لم يتْرك لنا عقيل سكنا) دلّ ذَلِك عَلَى أَن كل من ملك مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ مَالك لَهُ مَنعه غَيره أَو لم يمنعهُ
ثمَّ يحْكى عَن إِسْحَاق أَنه كَانَ إِذا ذكر الشَّافِعِي كَانَ يَأْخُذ لحيته بِيَدِهِ وَيَقُول واحياي من مُحَمَّد بْن إِدْرِيس يَعْنِي فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة وَلَا سِيمَا فِي قَوْله مردك لَا كَمَا لي نيست
وَفِي رِوَايَة قَالَ إِسْحَاق لما عرفت أَنِّي أفحمت قُمْت مناظرة أُخْرَى بَينهمَا
أَخْبَرَنَا الْمُحدث أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْن يُوسُف بْن أَبِي مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الْمَعْرُوف بِابْن الصَّيْرَفِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فى سادس رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن رواج إجَازَة قَالَ أخبرنَا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي سَمَاعا عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا الْمُبَارك بْن عَبْد الْجَبَّار بْن أَحْمَد الصَّيْرَفِي بِبَغْدَاد قِرَاءَة أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ الفالي أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن خربَان النهاوندي أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلاد الرامَهُرْمُزِي حَدثنَا زَكَرِيَّا السَّاجِي حَدَّثَنِي جمَاعَة من أَصْحَابنَا أَن إِسْحَاق ابْن رَاهَوَيْه نَاظر الشَّافِعِي وأَحْمَد بْن حَنْبَل حَاضر فِي جُلُود الْميتَة إِذا دبغت
فَقَالَ الشَّافِعِي دباغها طهورها
فَقَالَ إِسْحَاق مَا الدَّلِيل
فَقَالَ الشَّافِعِي حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ فَقَالَ (هَلا انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا)
فَقَالَ إِسْحَاق حَدِيث ابْن عكيم كتب إِلَيْنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل مَوته بِشَهْر (لَا تنتفعوا من الْميتَة بإهاب وَلَا عصب) أشبه أَن يكون نَاسِخا لحَدِيث مَيْمُونَة لِأَنَّهُ قبل مَوته بِشَهْر
فَقَالَ الشَّافِعِي هَذَا كتاب وَذَاكَ سَماع
فَقَالَ إِسْحَاق إِن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إِلَى كسْرَى وَقَيْصَر وَكَانَ حجَّة عَلَيْهِم عِنْد اللَّه

فَسكت الشَّافِعِي فَلَمَّا سمع ذَلِك أَحْمَد بْن حَنْبَل ذهب إِلَى حَدِيث ابْن عكيم وَأفْتى بِهِ وَرجع إِسْحَاق إِلَى حَدِيث الشَّافِعِي فَأفْتى بِحَدِيث مَيْمُونَة
قلت وَهَذِه المناظرة حَكَاهَا الْبَيْهَقِيّ وَغَيره وَقد يظنّ قَاصِر الْفَهم أَن الشَّافِعِي انْقَطع فِيهَا مَعَ إِسْحَاق وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك ويكفيه مَعَ قُصُور فهمه أَن يتَأَمَّل رُجُوع إِسْحَاق إِلَى قَول الشَّافِعِي فَلَو كَانَت حجَّته قد نهضت عَلَى الشَّافِعِي لما رَجَعَ إِلَيْهِ
ثمَّ تَحْقِيق هَذَا أَن اعْتِرَاض إِسْحَاق فَاسد الْوَضع لَا يُقَابل بِغَيْر السُّكُوت بَيَانه أَن كتاب عَبْد اللَّه بْن عكيم كتاب عَارضه سَماع وَلم يتَيَقَّن أَنه مَسْبُوق بِالسَّمَاعِ وَإِنَّمَا ظن ذَلِك ظنا لقرب التَّارِيخ وَمُجَرَّد هَذَا لَا ينْهض بالنسخ أما كتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كسْرَى وَقَيْصَر فَلم يعارضها شئ بل عضدتها الْقَرَائِن وساعدها التَّوَاتُر الدَّال عَلَى أَن هَذَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ بالدعوة إِلَى مَا فِي هَذَا الْكتاب فلاح بِهَذَا أَن السُّكُوت من الشَّافِعِي تسجيل عَلَى إِسْحَاق بِأَن اعتراضه فَاسد الْوَضع فَلم يسْتَحق عِنْده جَوَابا وَهَذَا شَأْن الْخَارِج عَن المبحث عِنْد الجدليين فَإِنَّهُ لَا يُقَابل بِغَيْر السُّكُوت وَرب سكُوت أبلغ من نطق وَمن ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ إِسْحَاق وَلَو كَانَ السُّكُوت لقِيَام الْحجَّة لأكد ذَلِك مَا عِنْد إِسْحَاق فَافْهَم مَا يلقى إِلَيْك
مسَائِل غَرِيبَة عَن إِسْحَاق رَحمَه اللَّه تَعَالَى
الصَّحِيح عِنْد أَصْحَابنَا أَن صَلَاة الْكَافِر لَا تصيره مُسلما سَوَاء كَانَ فِي دَار الْحَرْب أم فِي دَار الْإِسْلَام
وَحُكِيَ قَول فِي الْحَرْبِيّ يُصَلِّي فِي دَار الْحَرْب وَالْمَسْأَلَة مبسوطة فِي الْمَذْهَب مُطلقَة غير مُقَيّدَة بِصَلَاة وَاحِدَة أَو بصلوات كَثِيرَة
وَنقل ابْن عَبْد الْبر أَن إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه قَالَ إِن الْعلمَاء أَجمعُوا فِي الصَّلَاة عَلَى مَا لم يجمعوا عَلَيْهِ فِي سَائِر الشَّرَائِع فَقَالُوا من عرف بالْكفْر وَكَانَ لَا يصلى ثمَّ رأؤه يصلى

حَتَّى صلى صلوَات كَثِيرَة فِي وَقتهَا وَلم يعرفوا مِنْهُ إِقْرَار بِاللِّسَانِ أَنه يحكم لَهُ بِالْإِيمَان وَلَيْسَ كَذَلِك فِي الصَّوْم وَالزَّكَاة وَالْحج انْتهى
وَأقرهُ ابْن عَبْد الْبر عَلَيْهِ وَهُوَ فرع غَرِيب ظَاهر كَلَام المذهبين أَنه لَا فرق بَين أَن تكَرر مِنْهُ الصَّلَاة أَو لَا تكَرر


ظبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي

 

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظليّ التميمي المروزي، أبو يعقوب ابن راهويه:
 عالم خراسان في عصره. من سكان مرو (قاعدة خراسان) وهو أحد كبار الحفاظ. طاف البلاد لجمع الحديث وأخذ عنه الإمام أحمد ابن حنبل والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم. وقيل في سبب تلقيبه (ابن راهويه) أن أباه ولد في طريق مكة فقال أهل مرو: راهويه! أي ولد في الطريق. وكان إسحاق ثقة في الحديث، قال الدرامي: ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقة. وقال فيه الخطيب البغدادي: اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد، ورحل إلى العراق والحجاز والشام واليمن. وله تصانيف، منها (المسند - خ) الجزء الرابع منه، في دار الكتب. استوطن نيسابور وتوفي بها.

 

-الاعلام للزركلي-
 

ابن راهويه
أبو يعقوب إسحاق بن أبي الحسن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله ابن مطر بن عبيد الله بن غالب بن عبد الوارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ابن مرة الحنظلي المروزي المعروف بابن راهوية؛ جمع بين الحديث والفقه والورع، وكان احد أئمة الإسلام، ذكره الدارقطني فيمن روى عن الشافعي رضي الله عنه، وعدة البيهقي في أصحاب الشافعي، وكان قد ناظر الشافعي في مسألة جواز بيع دور مكة ، وقد استوفى الشيخ فخر الدين الرازي صورة ذلك المجلس الذي جرى بينهما في كتابه الذي سماه مناقب الإمام الشافعي رضي الله عنه فلما عرف فضله نسخ كتبه وجمع مصنفاته بمصر.
قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: إسحاق عندنا إمام من ائمة المسلمين، وما عبر الجسر أفقه من إسحاق، وقال إسحاق: أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمائة ألف حديث، وما سمعت شيئاً قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته، وله مسند مشهور، وكان قد رحل إلى الحجاز والعراق واليمن والشام، وسمع من سفيان بن عيينة ومن في طبقته، وسمع منه البخاري ومسلم والترمذي.
وكانت ولادته سنة إحدى وستين، وقيل: سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة ست وستين ومائة، وسكن في آخر عمره نيسابور، وتوفي بها ليلة الخميس النصف من شعبان - وقيل: الأحد، وقيل: السبت - سنة ثمان، وقيل: سنة ثلاثين ومائتين، وقيل: سنة ثلاثين ومائتين، رحمه الله تعالى.
وراهويه - بفتح الراء وبعد الألف هاء ساكنة ثم واو مفتوحة وبعدها ياء مثناة من تحتها ساكنة وبعدها هاء ساكنة - لقب أبيه أبي الحسن إبراهيم، وإنما لقب بذلك لآنه ولد في طريق مكة، والطريق بالفارسية " راه " و " ويه " معناه وجد، فكأنه وجد في الطريق، وقيل فيه أيضا " راهويه " بضم الهاء وسكون الواو وفتح الياء، وقال إسحاق المذكور: قال لي عبد الله بن طاهر أمير خراسان: لم قيل لك ابن راهويه وما معنى هذا وهل تكره أن يقال لك هذا قلت: اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في الطريق فقالت المراوزة راهويه لأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكره ذلك.
ومخلد: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح اللام وبعدها دال مهملة.
والحنظلي - بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الظاء المعجمة وبعدها

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
 

 

 

ابْن رَاهَوَيْه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد بن إِبْرَاهِيم بن مطر الْحَنْظَلِي أَبُو يَعْقُوب الْمروزِي
نزيل نيسابور أحد أَئِمَّة الْمُسلمين وعلماء الدّين اجْتمع لَهُ الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْحِفْظ والصدق والورع والزهد ورحل إِلَى الْعرَاق والحجاز واليمن وَالشَّام وَعَاد إِلَى خُرَاسَان
روى عَن ابْن علية وروح بن عبَادَة وَسليمَان بن حَرْب وَابْن عُيَيْنَة وزَكَرِيا بن عدي وَابْن مهْدي وَعبد الرَّزَّاق وخلائق
وَعنهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن مَاجَه وَأَبُو الْعَبَّاس السراج وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ
مولده سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة
قَالَ وهب بن جرير جزى الله إِسْحَاق وَصدقَة ويعمر عَن الْإِسْلَام خيرا أحيوا السّنة بِأَرْض الْمشرق
وَقَالَ أَحْمد لَا أعلم لإسحاق بالعراق نظيراً
وَقَالَ الدَّارمِيّ سَاد إِسْحَاق أهل الْمشرق وَالْمغْرب بصدقه
وَقَالَ الذهلي اجْتمع فِي الرصافة أَعْلَام أَصْحَاب الحَدِيث مِنْهُم أَحْمد

وَابْن معِين وَغَيرهمَا فَكَانَ صدر الْمجْلس لإسحاق وَهُوَ الْخَطِيب
وَقَالَ أَحْمد إِسْحَاق إِمَام من أَئِمَّة الْمُسلمين
وَقَالَ ابْن خُزَيْمَة لَوْلَا إِسْحَاق كَانَ فِي التَّابِعين لأقروا لَهُ بحفظه وَعلمه وفقهه
وَقَالَ أَحْمد إِذا حَدثَك أَبُو يَعْقُوب أَمِير الْمُؤمنِينَ فتمسك بِهِ
وَقَالَ إِسْحَاق مَا سَمِعت شَيْئا إِلَّا حفظته وَلَا حفظت شَيْئا فَنسيته وَكَأَنِّي أنظر إِلَى سبعين ألف حَدِيث فِي كتبي وَقَالَ أعرف مَكَان مائَة ألف حَدِيث كَأَنِّي أنظر إِلَيْهَا وأحفظ سبعين ألف حَدِيث عَن ظهر قلبِي وأحفظ أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث مزورة فَقيل لَهُ مَا معنى حفظ المزورة قَالَ إِذا قرئَ مِنْهَا حَدِيث فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فليته مِنْهَا فليا
أمْلى الْمسند وَالتَّفْسِير من حفظه وَمَا كَانَ يحدث إِلَّا حفظا مَاتَ لَيْلَة نصف شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن مطر الحنظلي أبو يعقوب المعروف بابن راهويه مروزي

إمام من أعلام الأئمة المبرزين عن إسماعيل بن عليه وسفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب وعفان بن سالم والفضل بن دكين وغيرهم وعنه الجماعة سوى النسائي وبقية شيخه وأبو العباس السراج أملى المسند بن حفظه قال وهب بن جرير

جزى الله إسحاق بن راهويه وصدقة ويعمر عن الإسلام خيرا أحيوا السنة بأرض المشرق وقال محمد بن أسلم الطوسي وقت موته ما أعلم أحدا كان أخشى لله منه يقول الله إنما يخشى الله من عباده العلماء وكان أعلم الناس وقال أحمد بن سعيد الرباطي لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إليه وقال بن خزيمة لو كان في التابعين لأقروا بحفظه وعلمه وفقهه وقال الخفاف أملى علينا أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها فلم يزد حرفا ولا نقصه قال إسحاق ما سمعت شيئا قط إلا حفظته ولا حفظته العلماء وكان أعلم الناس وقال أحمد بن سعيد الرباطي لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إليه وقال بن خزيمة لو كان في التابعين لأقروا بحفظه وعلمه وفقهه وقال الخفاف أملى علينا أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها فلم يزد حرفا ولا نقصه قال إسحاق ما سمعت شيئا قط إلا حفظته ولا حفظته فنسيته وعنه ما كنت لأسمع شيئا قط إلا حفظته وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث أو قال أكثر من سبعين ألف حديث في كتبي وعنه كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها وعنه أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها وأحفظ سبعين ألف حديث وأحفظ أربعة آلاف مزورة فقيل له لم حفظت هذا فقال لأعرفه فإذا مر بي في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليا وقيل لأبي حاتم أملى التفسير من حفظه فقال هذا أعجب فإن ضبط الأحاديث المسندة بمتونها أسهل من ضبط أسانيد التفسير قال أبو داود تغير قبل أن يموت بستة أشهر فرميت بما سمعت منه في تلك الأيام.

وقال الذهبي في ميزانه في ترجمة بن راهويه أحد الأعلام وذكر لشيخنا أبي الحجاج يعني المزي حديث فقال قيل إن إسحاق اختلط في آخر عمره روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عاش سبعا وسبعين سنة وتوفى سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومئتين.

الكواكب النيرات في معرفة من الرواة الثقات - أبو البركات، زين الدين ابن الكيال.

 

الإمام الحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن عطية بن مُرَّة بن كعب الحنظلي التّمِيمي المَرْوَزيّ، المعروف بابن رَاهَوَيه النَّيسابوري الشافعي، أحد أركان المحدثين وعَلَمٌ من أعلام الدين، المتوفى بنيسابور في ليلة النصف من شعبان سنة سبع وثلاثين ومائتين، عن سبع وسبعين سنة.
كان ممن جمع بين الفقه والحديث والحفظ والإتقان والصِّدق والورع.
طاف بلاد خراسان والعراق والحجاز واليمن والشام، في طلب العلم. فسمع خلائق. وعنه البخاري ومسلم والتِّرمذيّ وجماعة، وعدَّه البيهقي في أصحاب الشافعي.
وكان قد ناظر الشافعي في مسألة جواز بيع دور مكة، فلما عرف فضله جمع مصنَّفاته بمصر.
قال أحمد بن حنبل: إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين ولا أعلم بالعراق له نظيرًا. وقيل: أملى التفسير عن ظهر قلبه وله مسند مشهور.
حفظ سبعين ألف حديث ولقّب أبوه براهويه لأنه ولد في طريق مكة. ذكره ابن خلِّكان وابن الأثير.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

اسحق بن راهويه: اسحق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي، أبي يعقوب (ت 238 هـ) عالم خراسان في عصره، جمع بين الحديث والفقه والتفسير والتقوى، سمع منه البخاري ومسلم والترمذي، له مسند مشهور، قال أحمد بن حنبل: اسحق عندنا إمام من أئمة المسلمين، وما عبر الجسر أحد أفقه من اسحق.

ينظر: وفيات الاعيان1/199،طبقات الفقهاء1/108 

 

يوجد له ترجمة في كتاب: (بغية الطلب في تاريخ حلب - لكمال الدين ابن العديم)

أَبو يعقوب، إسحاق بن أبي الحسن، إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله ابن مطر بن عبيد الله بن غالب بن عبد الوارث بن عبيد الله بن عطية بن كعب بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرة الحنظلي المروزي المعروف بابن راهويه.
جمع بين الحديث والفقه والورع، وكان أحد أئمة الإسلام، ذكره الدارقطني فيمن روى عن الشافعي - رضي الله عنه -، وعده البيهقي في أصحاب الشافعي، وكان قد ناظر الشافعي في مسألة: جواز بيع دور مكة، وقد استوفى الشيخ فخر الدين الرازي صورة ذلك المجلس الذي جرى بينهما في كتابه الذي سماه: "مناقب الإمام الشافعي"، فلما عرف فضله، نسخ كتبه، وجمع مصنفاته بمصر.
قال أحمد بن حنبل - رضي الله عنه -: إسحق عندنا إمام من أئمة المسلمين، وما عبر الجسر أفقهُ من إسحق، وقال إسحق: أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمئة ألف حديث، وما سمعت شيئًا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئًا قط فنسيته، وله مسند مشهور.
وكان قد رحل إلى الحجاز والعراق واليمن والشام، وسمع من سفيان بن عيينة ومَنْ في طبقته، وسمع منه: البخاري، ومسلم، والترمذي.
وكانت ولادته سنة 161، وقيل: سنة 163 - وقيل سنة 166، وسكن في آخر عمره نيسابور، وتوفي بها ليلة الخميس النصف من شعبان، وقيل: الأحد، وقيل: السبت سنة 238، وقيل: سبع وثلاثين ومئتين، وقيل: سنة 230.
ورَاهْوَيْهْ - بفتح الراء وبعد الألف هاء ساكنة ثم واو مفتوحة وبعدها ياء مثناة من تحتها ساكنة وبعدها هاء ساكنة -: لُقب أبيه أبي الحسن إبراهيم، وإنما لقب بذلك؛ لأنه ولد في طريق مكة، والطريق بالفارسية: رَاهْ، ووَيْه معناه: وُجد فكأنه: وجد في الطريق، وقيل فيه أيضًا: راهوُيَه - بضم الهاء وسكون الواو وفتح الياء -.
وقال إسحاق المذكور: قال لي عبد الله بن طاهر أميرُ خراسان: لم قيل لك: ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قلت: اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في الطريق، فقالت المراوزة: راهويه؛ لأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا، وأما أنا، فلست أكره ذلك، ومَخْلَد - بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح اللام وبعدها دال مهملة، والحنظلي - بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الظاء المعجمة وبعدها لام -، هذه النسبة إلى حنظلة بن مالك -، ينسب إليه بطن من تميم.

التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.

 

 

اسحاق بن راهويه إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المعروف (161- 238هـ)، الإمام المحدث، الفقهية، روى عن ابن عيينة، وابن علية، وابن المبارك، حدث منه خلق منهم الشيخان كان في كتبه أكثر من مئة ألف حديث، كان عدلاً، ضابطاً، إمام الحفاظ. ينظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي: 11/ 358- 383، تهذيب التهذيب لابن حجر: 6/336- 338. 

 

إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد بن إِبْرَاهِيم أَبُو يَعْقُوب الْحَنْظَلِي الْمروزِي
سكن نيسابور وَمَات بهَا لَيْلَة السبت لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة من شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن سبع وَتِسْعين سنة كَانَ من سَادَات أهل زمانة فقها وعلما وحفظا ونظرا رَحْمَة الله عَلَيْهِ
روى عَن وَكِيع بن الْجراح وعبد الرزاق وَالنضْر بن شُمَيْل وَجَرِير بن عبد الحميد وعبد الوهاب الثَّقَفِيّ وعبد الله بن الْحَارِث المَخْزُومِي وعبد الصمد بن عبد الوارث وَسليمَان بن حَرْب وَأبي مُعَاوِيَة وَابْن عُيَيْنَة وابي أُسَامَة وَأبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ ومعاذ بن هِشَام وَإِسْمَاعِيل بن علية وعبد العزيز بن عبد الصمد أبي عبد الصمد وزَكَرِيا بن عدي وَعَبدَة بن سُلَيْمَان وَمُحَمّد بن بكر ومُوسَى الْقَارِي وَمُحَمّد بن فُضَيْل وَأبي عَلْقَمَة البروي عبد الله بن مُحَمَّد وَأبي عَامر الْعَقدي ومروان بن مُعَاوِيَة وَأبي بكر الْحَنَفِيّ وَحَمَّاد بن مسْعدَة ووهب بن جرير والمعتمر بن سُلَيْمَان وَأبي هِشَام المَخْزُومِي وشبابة بن سوار وَعبيد بن سعيد الْأمَوِي والوليد بن مُسلم وَشُعَيْب بن إِسْحَاق وَيحيى بن آدم وعبد الله بن إِدْرِيس وإبي النَّضر هِشَام بن الْقَاسِم فِي الايمان وَالْوُضُوء وَالصَّلَاة وأسباط بن مُحَمَّد فِي الْجَنَائِز وفضائل الصَّحَابَة وعبد الرحمن بن مهْدي فِي الْجَنَائِز وعبد العزيز الدَّرَاورْدِي فِي الْجَنَائِز وَيزِيد بن هَارُون فِي الزَّكَاة وروح بن عبَادَة فِي الصَّوْم والعيوب وَبشر بن عمر الزهْرَانِي فِي الصَّوْم وَأبي عَاصِم النَّبِيل فِي الْحَج ومخلد بن يزِيد الْجَزرِي وَعُثْمَان بن عمر فِي الْبيُوع وعبد الأعلى بن عبد الأعلى فِي الْبيُوع وأزهر السمان فِي الْوَصَايَا وَأبي دَاوُد الْحَفرِي فِي الْوَصَايَا وَحَفْص بن غياث فِي النذور وَيحيى بن حَمَّاد فِي الْحُدُود وعبد الله بن يزِيد الْمقري فِي الْجِهَاد وَالْفضل بن مُوسَى الشَّيْبَانِيّ فِي الْجِهَاد والمصعب بن الْمِقْدَام فِي الْجِهَاد وَأبي خلف الْأَحْمَر فِي الْجِهَاد وَصَفوَان بن عِيسَى فِي الذَّبَائِح وَأبي بدر شُجَاع بن الْوَلِيد فِي الْأَطْعِمَة وَعَمْرو بن مُحَمَّد العنقري فِي الْأَطْعِمَة وَسَعِيد بن عَامر فِي اللبَاس ويعلى بن عبيد فِي الْأَدَب وخَالِد بن الْحَارِث فِي الطِّبّ وَأبي نعيم الْفضل بن دُكَيْن فِي فَضَائِل الصَّحَابَة وحسين بن عَليّ الْجعْفِيّ فِي الْفَضَائِل وَيحيى ابْن عبد الملك بن أبي غنية فِي كَفَّارَة الْمَرَض وعبد الملك بن الصَّباح فِي الزّهْد وَمن أَفْرَاد حَدِيثه فِي الصَّحِيح قَالَ ثَنَا أَبُو عَمْرو بن حمدَان وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ أَن عبد الله بن شيرويه حَدثهمْ قَالَ ثَنَا إِسْحَق أَنا عِيسَى بن يُونُس نَا الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فليحسن الى جَاره وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو لِيَسْكُت من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَشْهُور وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَنهُ تفرد بِهِ إِسْحَاق.

رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه.