أحمد بن يحيي الجلاء البغدادي أبي عبد الله

تاريخ الوفاة306 هـ
مكان الولادةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق
  • دمشق - سوريا
  • الرملة - فلسطين

نبذة

أبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن يَحْيَي الجلاء بغدادي الأصل أقام بالرملة ودمشق من أكابر مشايخ الشام صحب أبا تراب وذا النون وأبا عُبَيْد اليسري وأباه يَحْيَى الجلاء. ولما مَات ابْن الجلاء نظروا إِلَيْهِ وَهُوَ يضحك فَقَالَ الطبيب: إنه حي ثُمَّ نظر إِلَى مجسته فَقَالَ: إنه ميت ثُمَّ كشف عَن وجهه فَقَالَ: لا أدرى أهو ميت أم حي، وَكَانَ فِي داخل جلده عرق عَلَى شكل لِلَّهِ.

الترجمة

أبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن يَحْيَي الجلاء بغدادي الأصل أقام بالرملة ودمشق من أكابر مشايخ الشام صحب أبا تراب وذا النون وأبا عُبَيْد اليسري وأباه يَحْيَى الجلاء.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن رحمه اللَّه يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز الطبري يَقُول: سمعت أبا عُمَر الدمشقي يَقُول: سمعت ابْن الجلاء يَقُول قُلْت لأبي وأمي: أحب أَن تهباني لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فقالا: قَدْ وهبناك لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فغبت عَنْهُمَا مدة فلما رجعت كانت ليلة مطيرة فدققت الباب فَقَالَ لي أَبِي: من ذا؟ قُلْت: ولدك أَحْمَد فَقَالَ: كَانَ لنا ولد فوهبناه لِلَّهِ تَعَالَى ونحن من العرب لا نسترجع مَا وهبناه وَلَمْ يفتح لي الباب.
وَقَالَ ابْن الجلاء من استوى عنده المدح والذم فَهُوَ زاهد، ومن حافظ عَلَى الفرائض فِي أول مواقيتها فَهُوَ عابد، ومن رأى الأفعال كلها من اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ موحد لا يرى إلا واحدا.
ولما مَات ابْن الجلاء نظروا إِلَيْهِ وَهُوَ يضحك فَقَالَ الطبيب: إنه حي ثُمَّ نظر إِلَى مجسته فَقَالَ: إنه ميت ثُمَّ كشف عَن وجهه فَقَالَ: لا أدرى أهو ميت أم حي، وَكَانَ فِي داخل جلده عرق عَلَى شكل لِلَّهِ.
وَقَالَ ابْن الجلاء رحمه اللَّه: كنت أمشى مَعَ أستاذي فرأيت حدثا جميلا فَقُلْتُ: يا أستاذ ترى يعذب اللَّه هذه الصورة فَقَالَ: أَوْ نظرت إِلَيْهِ؟ سترى غبه قَالَ: فنسيت الْقُرْآن بعده بعشرين سنة.
الرسالة القشيرية.   لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.

 


أبي عبد الله بن الْجلاء واسْمه أَحْمد بن يحيى وَيُقَال مُحَمَّد بن يحيى وَأحمد أصح
كَانَ أَصله من بَغْدَاد أَقَامَ بالرملة ودمشق وَكَانَ من جلة مَشَايِخ الشَّام
صحب أَبَاهُ يحيى الْجلاء وَأَبا تُرَاب النخشبي وَذَا النُّون الْمصْرِيّ وَأَبا عبيد البسري وَكَانَ أستاذ مُحَمَّد بن دَاوُد الدقي
وَكَانَ عَالما ورعا سَمِعت جدي إِسْمَاعِيل بن نجيد يَقُول كَانَ يُقَال إِن فِي الدُّنْيَا ثَلَاثَة من أَئِمَّة الصُّوفِيَّة لَا رَابِع لَهُم الْجُنَيْد بِبَغْدَاد وَأبي عُثْمَان بنيسأبير وَأبي عبد الله بن الْجلاء بِالشَّام
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا عَمْرو الدِّمَشْقِي يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله بن الْجلاء يَقُول الْحق استصحب أَقْوَامًا للْكَلَام وأقواما للخلة فَمن استصحبه الْحق لِمَعْنى ابتلاه بأنواع المحن فليحذر أحدكُم طلب رُتْبَة الأكابر
وبإسناده قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول من بلغ بِنَفسِهِ إِلَى رُتْبَة سقط عَنْهَا وَمن بلغ بِهِ ثَبت عَلَيْهَا
وبإسناده قَالَ وَقد سَأَلَهُ رجل على أَي شَرط أصحب الْخلق فَقَالَ إِن لم تبرهم فَلَا تؤذهم وَإِن لم تسرهم فَلَا تسؤهم
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله لَا تضيعن حق أَخِيك اتكالا على مَا بَيْنك وَبَينه من الْمَوَدَّة والصداقة فَإِن الله تَعَالَى فرض لكل مُؤمن حقوقا لَا يضيعها إِلَّا من لم يراع حُقُوق الله عَلَيْهِ
قَالَ وَسُئِلَ أبي عبد الله كَيفَ تكون ليَالِي الأحباب فَأَنْشَأَ يَقُول
(من لم يبت وَالْحب حَشْو فُؤَاده ... لم يدر كَيفَ تفتت الأكباد)
سَمِعت أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر يَقُول سَمِعت الْعَبَّاس بن عِصَام يَقُول
سَمِعت أَبَا عبد الله بن الْجلاء يَقُول يحْتَاج أَن يكون للْعَبد شَيْء يعرف بِهِ كل شَيْء
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله من اسْتَوَى عِنْده الْمَدْح والذم فَهُوَ زاهد وَمن حَافظ على الْفَرَائِض فِي أول مواقيتها فَهُوَ عَابِد وَمن رأى الْأَفْعَال كلهَا من الله عز وَجل فَهُوَ موحد
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت أَحْمد بن عَليّ يَقُول قَالَ رجل لأبي عبد الله مَا تَقول فِي الرجل يدْخل الْبَادِيَة بِلَا زَاد فَقَالَ هَذَا من فعل رجال الله عز وَجل قَالَ فَإِن مَاتَ قَالَ الدِّيَة على الْقَاتِل
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله اهتمامك بالرزق يزيلك عَن الْحق ويفقرك إِلَى الْخلق
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله كل حق يُشَارِكهُ بَاطِل فقد خرج من قسْمَة الْحق إِلَى قسْمَة الْبَاطِل فَإِن الْحق غيور
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله من غيرَة الْحق أَن لم يَجْعَل لأحد إِلَيْهِ طَرِيقا وَلم يؤيس أحدا من الْوُصُول إِلَيْهِ وَترك الْخلق فِي مفاوز التحير يركضون وَفِي بحار الظَّن يغرقون فَمن ظن أَنه وَاصل فاصله وَمن ظن أَنه فاصل مناه فَلَا وُصُول إِلَيْهِ وَلَا مهرب عَنهُ وَلَا بُد مِنْهُ
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله الدُّنْيَا أوسع رقْعَة وَأكْثر زحمة من أَن يجفوك وَاحِد فَلَا يرغب فِيك آخر وَأنْشد
(تلقى بِكُل بِلَاد إِن حللت بهَا ... أَهلا بِأَهْل وجيرانا بجيران)
قَالَ وَسُئِلَ أبي عبد الله عَن الْحق فَقَالَ إِذا كَانَ الْحق وَاحِدًا يجب أَن يكون وحداني الذَّات
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله سمت همم العارفين إِلَى مَوْلَاهُم فَلم تعكف على شَيْء سواهُ وسمت همم المريدين إِلَى طلب الطَّرِيق إِلَيْهِ فأفنوا نُفُوسهم فِي الطّلب
قَالَ وَقَالَ أبي عبد الله من علت همته على الأكوان وصل إِلَى مكونها وَمن وقف بهمته على شَيْء سوى الْحق فَاتَهُ الْحق لِأَنَّهُ أعز من أَن يرضى مَعَه بِشريك.
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.

 


أبي عبد الله بن الجلاء - 306 للهجرة
أحمد بن يحيى الجلاء، أبي عبد الله البغدادي، ثم الشافعي. أقام بالرملة، ومات بدمشق سنة ست وثلثمائة.
وكان عالماً ورعاً. صحب أباه وأبا تراب وذا النون وغيرهم، وهو أستاذ محمد بن داود الدقي. وكان مذهبه في سفره التوكل والتجريد.
ومن كلامه: " من استوى عنده المدح والذم فهو زاهد، ومن حافظ على الفرائض في أول مواقيتها فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله فهو موحد ".
قال لأبيه وأمه: " أحب أن تهباني لله! " ففعلا.) قال (: " فغبت عنهما مدة، ثم رجعت في ليلة ممطرة، فدققت الباب، فقالا: " من؟ " قلت: " ولدكما! " قالا: " كان لنا ولد، فوهبناه لله، ونحن من العرب، لا نرجع فيما وهبنا ". وما فتحا له.
وكان إذا سئل عن المحبة قال: " مالي ولها!، أنا أريد أن أتعلمها ".
وسئل عن الفقر، فسكت، ثم ذهب ورجع عن قرب، ثم قال: " كان عندي أربعة دوانق، فاستحييت من الله أن أتكلم في الفقر) وهى عندي (فذهبت فأخرجتها ". ثم قعد وتكلم فيه.
وقال: " لولا شرف التواضع كان حكم الفقير إذا مشى يتبختر ".
وقال حمدان بن بكر: " لقيت أبا عبد الله بن الجلاء في الطواف. فقال لى: " من أين أحرمت؟ " قلت: " على طريق تبوك "، قال: " على التوكل؟ " قلت: " نعم! "، قال: " أنا أعرف من حج اثنتين وخمسين حجة على التوكل، وهو يستغفر الله منها! ". قلت: " يا عم! بحق هذه البنية، يعنى الكعبة، من هو؟ " قال: " أنا، وأستغفر الله من ذلك! " وبكى.
وقال: " الدنيا أوسع رقعة، وأكبر زحمة من أن يجفوك واحد فلا يرغب فيك آخر ". وأنشد:
تلقى بكل بلاد، إن حللت بها ... أهلا بأهل وجيراناً بجيران
ومن أصحابه أبي عمرو الدمشقي، أحد مشايخ الشام، بل أوحدها علماً بعلوم الحقائق. مات سنة عشرين وثلثمائة.
ومن كلامه: التصوف رؤية الكون بعين النقص، بل غض الطرف عن كل ناقص بمشاهدة من تنزه عن كل نقص ".
ومن أصحابه أيضاً أبي إسحاق ابرهيم بن أحمد بن المولد. من كبار مشايخ الرقة، وأحسنهم سيرة.
وله شعر:
لولا مدامع عشاق ولوعتهم ... لبان في الناس عز الماء والنار
فكل نار فمن أنفاسهم قدحت ... وكل ماء فمن عين لهم جارى
وأنشد للعباس بن الأحنف:
خيالك ... حين أرقد نصب عيني إلى وقت انتباهي، لا يزول
وليس يزورني صلة، ولكن ... حديث النفس عنه هو الوصول
ووالده يحيى كان خادم بشر الحافي، ومن خيار عباد الله الصالحين، ولقى معروفاً الكرخى.
مات سنة ثمان وخمسين ومائتين.
قال: " كنت يوماً جالساً عند معروف، فجاء رجل، فقال له: " رأيت أمس عجباً!. اشتهى أهلي سمكة فاشتريتها؛ فبينا أنا أطلب من يحملها إذا بصبي ملتف بعباءة، معه طبق، فقال: " عم! تحمل عليه؟ " قلت: " نعم! ". فحملها، فمررنا بمسجد يؤذن فيه الظهر، فقال: " يا عم! هل لك في الصلاة؟ ". قلت: " نعم! " فطرحها ودخل المسجد وصلى، فلما أقيمت الصلاة قلت: " صبى توكل على الله في طبقه، ألا أتوكل على الله في سمكة؟! " فتركتها وصليت، وخرجت فإذا هى بحالها؛ فحملها، ثم عاد إلى ما كان عليه من الذكر إلى أن وصل إلى منزلى، فأخبرت أهلي خبره، فقالوا له: " كل معنا! " فقال: " انى صائم " فقلت: " تفطر عندنا؟ " قال: " نعم، فأين طريق المسجد؟ " فدللته عليه، فلم يزل راكعاً ساجداً إلى العصر. فلما صلى العصر جعل رأسه بين ركبتيه إلى الغروب، فصلى. فقلت له: 00 هل لك في الفطور؟ " قال: " على العادة ". قلت: " وما هي؟ " قال: " بعد العشاء ". فلما كان بعدها أخذته إلى البيت، وغلقت الباب؛ وكانت لى ابنة مقعدة في بيت الدار منذ زمان، فبينا نحن في جوف الليل، وإذا بداق يدق باب البيت، فقلت: " من هذا؟ " قلت: " فلانة ". فبادرناها، فاذا هى تمشى، فقلنا: " ما شأنك؟! " قالت: " لا أدرى! إنى سهرت الليلة، فألقى في نفسي أن أسأل الله بحق ضيفكم، فقلت: " ألهى! بحق ضيفنا إلا أطلقتني! "؟. فكان ما ترون! ". قال: فبادرت البيت أطلب الصبي، وإذا الباب مغلق، وهو قد ذهب.
قال: فبكى معروف، وقال: " نعم! منهم كبار وصغار ".
وقال ولده أحمد: " مات أبى، فلما وضع على المغتسل وجدناه يضحك، فلتبس على الناس أمره، فجاءوا بطبيب، وغطوا وجهه، فأخذ مجسه فقال: " هذا ميت! " فكشف عن وجهه الثوب، فرآه يضحك، فقال الطبيب: " ما أدرى أحي هو أم ميت! ". فكان كلما جاء إنسان يغسله لبسته منه هيبة، فلا يقدر على غسله. حتى جاء رجل من إخوانه فجهزه، وصلى عليه ودفن ".
وهذا المعنى ذكره القشيري في ولده أحمد. وأما ابن الجوزي فذكره في حق والده.
ومن أصحاب أبى عبد الله حماد الأقطع.
ومن أصحاب والده طاهر المقدسي. من جلة مشايخ الشام وقدمائهم، ورأى ذا النون أيضاً. وكان عالماً، سماه السبلي: " حبر أهل الشام ".
من كلامه: " لا يطيب العيش إلا لمن وطئ بساط الأنس، وعلاه على سرير القدس، وغيبه الأنس بالقدس، والقدس بالأنس، ثم غاب عن مشاهدتهما بمطالعة القدوس ".
وأنشد:
أراعى النجوم، ولا علم لي ... بعد النجوم بجنب الظلام
وكيف ينام فتى لا ينام ... إذا نام عنه عيون الحمام؟
أسير يسير إليه هواه ... فيضحي الأسير قتيل الغرام
فلم يبق منه سوى أنه ... يقال له: عاشق، والسلام
لفرط النحول، وحر الغليل ... وحزن مذيب لطول السقام.
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.

 


ابن الجلاء:
القُدْوَةُ العَارفُ، شَيْخُ الشَّام، أبي عَبْدِ اللهِ بن الجلاء، أحمد بن يحيى، وقيل: محمد ابن يَحْيَى.
يُقَالُ: أَصلُه بَغْدَادِيّ، صحبَ وَالدَه، وَأَبَا تُرَابٍ النَّخْشَبِيّ، وَذَا النُّوْنِ المِصْرِيَّ وَحَكَى عَنْهُ.
أَخَذَ عَنْهُ: أبي بَكْرٍ الدُّقِّي، وَمُحَمَّدُ بنُ سليمان اللباد، ومحمد بن الحسن اليقطيني.
أَقَامَ بِالرَّملَة وَبِدِمَشْقَ. وَكَانَ يُقَالُ: الجُنَيْدُ بِبَغْدَادَ، وَابْنُ الجلاَّء بِالشَّامِ، وَأبي عُثْمَانَ الحِيْرِيُّ بِنَيْسَأبيرَ، يَعْنِي: لاَ نَظِيْرَ لَهُم.
قَالَ الدُّقِّي: مَا رَأَيْتُ شَيْخاً أَهيَبَ مِنِ ابْنِ الجلاَّء مَعَ أَنِّي لقيتُ ثَلاَثَ مائَةِ شَيْخ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا جلاَ أَبِي شَيْئاً قَطُّ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعِظُ، فيقعُ كَلاَمُه فِي القُلُوْبِ، فسُمِّيَ جَلاَّءَ القُلُوْب.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الجُلندى: سُئِلَ ابْنُ الجلاَّء عَنِ المحبَّة، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا لِي وَلِلْمحبَّة؟ أَنَا أُرِيْدُ أَنْ أَتعلَّم التَّوبَة.
قَالَ أبي عُمَرَ الدِّمَشْقِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ الجلاَّء يَقُوْلُ: قُلْتُ لأبييَّ: أُحِبُّ أَنْ تَهَبَانِي للهِ. قَالاَ: قَدْ فَعَلْنَا. فَغِبْتُ عَنْهُم مُدَّة، ثُمَّ جِئْتُ فدققتُ البَاب، فَقَالَ أَبِي: مِنْ ذَا؟ قُلْتُ: وَلدُك. قَالَ: قَدْ كَانَ لِي وَلدٌ وَهبنَاهُ للهِ. وَمَا فتحَ لِي.
وَعَنِ ابْنِ الجلاَّء، قَالَ: آلَةُ الْفَقِير صِيَانَةُ فَقْره، وَحِفْظُ سِرِّه، وَأَدَاءُ فَرْضِه.
تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ست وثلاث مائة.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايمازالذهبي

 


فخر الزهاد أبو عبد الله أحمد بن يحيى بن الجلّاء البغدادي الأصل الدمشقي المنشأ، المتوفى سنة [ست وثلاثمائة].
كان في الطبقة الثانية من طبقات المشايخ وقيل اسمه محمد.
سكن رملة وأخذ التصوف من أبي تُراب وذي النُّون. وعنه أبو بكر الرَّقِّي وأبو العباس الورَّاق، وكان أبوه يحيى إذا تكلم على قلوب المُؤْمنين جلاّها لذلك لقب بالجلاء. ويقال: إن في الدنيا ثلاثة من أئمة الصوفية لا رابع لهم: أبو عثمان بنيسابور والجنيد ببغداد وابن الجلاّء بالشام، كذا في التواريخ.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 


أحمد بن يحيى أبو عبد الله بن الجلّاء:
وقيل فيه محمد بن يحيى، والصحيح، الأول؛ صحب أباه يحيى الجلاء، وذا النون المصري، وأبا عبيد البسري، وحكى عنهم، وصحب أيضا أبا تراب النّخشبي.
روى عنه: أبو بكر الدقي، ومحمد بن عبد الله بن الجلندى، ومحمد بن الحسن بن علي اليقطيني، وأبو اسحاق الأذرعي، وأبو عمر محمد بن سليمان بن أبي داود اللبّاد، وأبو العباس الدمشقي الوراق، وإبراهيم بن المولّد الرّقي، وأبو محمد بن ياسين، وأبو الفضل عبد الله بن عبيد الله.
وحكى أبو الخير التيناتي أنه رآه بالتينات ثغر من الثغور الشامية، قد ذكرناه.
وكان بغداديا دخل الشام وسكن الرملة ودمشق، وهو من كبار شيوخ الصوفية، وله أحوال وكرامات ظاهرة.
أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن يحيى أبو عبد الله المعروف بابن الجلّاء من كبار مشايخ الصوفية، انتقل من بغداد فسكن الشام.
سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أبو عبد الله أحمد بن يحيى، بغدادي سكن الرملة، وصحب ذا النون، وأبا تراب، وأبوه يحيى بن الجلاء، أحد الأئمة، له النكت اللطيفة.
أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمّويه، ح.
وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي ح.
وأنبأنا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان بن اسماعيل القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: ومنهم- يعني من مشايخ الصوفية- أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلّاء، بغدادي الأصل، أقام بالرملة ودمشق، من أكابر مشايخ الشام، صحب أبا تراب، وذا النون، وأبا عبيد البسري، وأباه يحيى الجلّاء  .
أخبرنا الشيخان أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة، وأبو عبد الله محمد بن أبي نصر زيد بن عبد الله بن رواحة الأنصاريان قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: قرئ على أبي الفضل محمد بن الحسن بن الحسين السلمي وأنا أسمع بدمشق عن أبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي قال: حدثنا محمد عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي الطائي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي قال: سمعت أبا عبد الله بن الجلّاء، وقد قيل له: أكان أبوك يجلو المرايا والسيوف، فسمي الجلّاء؟ قال: لا ولكن كان إذا تكلم على قلوب المؤمنين جلاها.
أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن احمد الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال: حدثني أبو عبد الله الفرغاني ساكن دمشق قال: سمعت أبا الخير يقول: كنت جالسا ذات يوم في موضعي هذا على باب المسجد، فرفعت رأسي، فرأيت رجلا في الهواء، وبيده ركوة، فأومى إلي، فقلت له: انزل، فأبى ومر في الهواء، فسئل الشيخ أبو الخير: عرفت الرجل؟ فقال: أبو عبد الله بن الجلّاء.
أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا أبو سعد الماليني قال: سمعت أبا أحمد عبد الله بن بكر الطبراني يقول: سمعت أبا اسحاق الأذرعي يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن يحيى الجلّاء يقول: قدمت على أبي عبيد البسري، فأخلى لي بيتا فكان يأتيني بعد صلاة العشاء الآخرة، فيقف على الباب فيقول: ما أظن أن أبا عبد الله يعدل بالوحدة شيئا؟ فأقول: إلّا منك، فيقول: إلّا مني؟ فأقول: نعم، فيدخل، فيذاكرني إلى أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر، فيخرج ويصلي.
أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد إذنا قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثنا عبد العزيز بن علي الورّاق قال: سمعت علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني يقول: سمعت محمد بن داود يقول: ما رأت عيناي بالعراق ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بالجبل مثل أبي عبد الله بن الجلّاء، وكان في ممشاذ خمس خصال لم تكن واحدة منها في الجلّاء.
قال الخطيب: أخبرني أحمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال: سمعت جدي اسماعيل بن نجيد يقول: كان يقال إن في الدنيا ثلاثة من أئمة الصوفية لا رابع لهم: أبو عثمان بنيسابور، والجنيد ببغداد، وأبو عبد الله الجلّاء بالشام  .
أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الفتوح حمّويه، ح.
وأخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن في كتابها قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشادياخي، ح.
وأنبأنا أبو النجيب بن عثمان قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: وكان يقال في الدنيا ثلاثة لا رابع لهم: أبو عثمان بنيسابور، والجنيد ببغداد، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام.
قلت: أبو عثمان هو سعيد بن اسماعيل الحيري.
أنبأنا عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: سمعت عبيد الله بن إبراهيم يقول: سئل أبو بكر بن الزانيار عن ابن الجلاء؟ فقال: مؤتمن على سر الله عز وجل.
أخبرنا أبو منصور بن محمد فيما أذن لنا فيه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد الأكفاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الطالقاني بدمشق قال: قال أبو عبد الرحمن السّلمي ومنهم: أبو عبد الله بن الجلاء واسمه أحمد بن يحيى بن الجلاء، ويقال: محمد بن يحيى، وأحمد أصح؛ كان أصله بغدادي، أقام بالرملة ودمشق، وكان من جلّة مشايخ الشام، صحب أباه يحيى الجلاء، وأبا تراب النّخشبي، وذا النون المصري وأبا عبيد البسري، وكان أستاذ محمد بن داود الدقي، وكان عالما ورعا.
كتب إلينا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني من مرو أن أبا سعد محمد بن منصور بن عبد الرحيم الحرضي أخبرهم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي إجازة قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: محمد بن يحيى، ويقال: أحمد بن يحيى، وأحمد أصح، أبو عبد الله بن الجلاء، كان أصله بغداديا، أقام بالرملة وبدمشق، وكان من جلة المشايخ وأئمة القوم، صحب أبا تراب النخشبي، وسافر معه.
أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أحمد بن يحيى أبو عبد الله الجلّاء أحد مشايخ الصوفية الكبار، صحب أباه، وذا النون بن إبراهيم المصري، وأبا تراب النّخشبي، وحكى عنهم.
حكى عنه أبو عمر محمد بن أبي سليمان بن أبي داود اللبّاد، وأبو بكر محمد ابن داود الدقّي وأبو العباس الوراق الدمشقي، وأبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني، ومحمد بن عبد الله الجلندي المقرئ  .
أخبرنا عمي أبو غانم بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمّويه، ح.
وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن الشّعري قالا: أخبرنا أبو الفتوح بن شاه الشادياخي، ح.
وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: سمعت ابن الجلّاء يقول: قلت لأبي وأمي: أحب أن تهباني لله عز وجل فقالا: قد وهبناك لله، فغبت عنهما مدة، فلما رجعت كانت ليلة مطيرة، فدققت الباب، فقال أبي: من ذا؟ قلت: ولدك أحمد، قال: كان لنا ولد فوهبناه لله، ونحن من العرب لا نسترجع ما وهبنا، ولم يفتح الباب.
قال: وقال ابن الجلاء: من استوى عنده المدح والذم فهو زاهد ومن حافظ على الفرائض في أول مواقيتها فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله فهو موحد.
أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو المظفر القشيري إجازة قال: أخبرنا أبي قال: وقال ابن الجلاء: كنت أمشي مع أستاذي، فرأيت حدثا جميلا، فقلت: يأستاذ يعذب الله هذه الصورة؟ فقال: أفنظرت سترى غبّة، قال: فنسيت القرآن بعده بعشرين سنة  .
أنبأنا إبراهيم بن عثمان الكاشغري قال: أخبرنا أبو الفتح بن البطي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قال: حدثنا علي ابن عبد الله بن جهضم قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الجلندي المقرئ قال: سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول: كنت واقفا أنظر إلى غلام حسن الوجه، فمر بي أبو عبد الله البلخي فقال: إيش وقوفك؟ فقلت: يا عم ما ترى، هذه الصورة تعذب بالنار؟ فضرب بيده بين كتفي وقال: لتجدن غبّها بعد أربعين سنة، قال: فأنسيت القرآن بعد أربعين سنة.
قال علي: سألت محمد بن داود، فقلت له: حكاية بلغتني عن ابن الجلاء، قال: ما هي؟ فذكرت له هذه الحكاية، فقال: صحيحة.
أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح بن حمّويه، ح.
وأنبأتنا زينب الشعرية قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح.
وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا محمد بن ياسين يقول: سمعت ابن الجلاء، وقد سألته عن الفقر، فسكت حتى خلا، ثم ذهب ورجع عن قريب ثم قال: كان عندي أربعة دوانيق فاستحيت من الله أن أتكلم في الفقر، فذهبت وأخرجته، ثم قعد وتكلم في الفقر.
قال القشيري: سمعته- يعني محمد بن الحسين- يقول: سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي يقول: سمعت إبراهيم بن المولد يقول: سألت ابن الجلاء متى يستحق الفقير اسم الفقر؟ فقال: إذا لم تبق عليه بقية منه، فقلت: كيف ذاك؟ فقال: إذا كان له فليس له، وإذا لم يكن له فهو له.
أنبأنا أبو القاسم الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن الغساني قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: قال أبو عبد الله بن الجلاء: لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه من المودة والصداقة، فإنّ الله تعالى فرض لكل مؤمن حقوقا لا يضيعها إلّا من لم يراع حقوق الله عليه.
أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن حمويه، ح.
وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري قالا: أخبرنا الشاذياخي، ح.
وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت الحسين بن أحمد بن جعفر يقول: سمعت محمد بن داود الدينوري يقول: سمعت أبا عبد الله بن الجلّاء يقول: أعرف من أقام بمكة ثلاثين سنة لم يشرب من ماء زمزم إلّا ما استقاه بركوته ورشاه، ولم يتناول من طعام جلب من مصر.
أخبرنا أبو اليمن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب قال: أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر قال: قال أبو يعقوب الأذرعي توفي أبو عبد الله بن الجلاء يوم السبت لاثني عشرة خلت من رجب سنة ست وثلاثمائة  .
أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الفتح بن حموية، ح.
وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح.
وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: ولما مات ابن الجلاء نظروا إليه وهو يضحك، فقال الطبيب: إنه حي، ثم نظر إلى مجسته فقال: إنه ميت، ثم كشف عن وجهه فقال: لا أدري هو ميت أم حي، وكان في داخل جلده عرق على شكل لله  .
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)