أحمد سعيد بن أبي سعيد بن الصفي العمري الدهلوي

تاريخ الولادة1217 هـ
تاريخ الوفاة1277 هـ
العمر60 سنة
مكان الولادةرامبور - الهند
مكان الوفاةالمدينة المنورة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • دهلي - الهند
  • رامبور - الهند
  • لكهنوتي - الهند

نبذة

الشيخ أحمد سعيد الدهلوي الشيخ العالم الكبير الفقيه أحمد سعيد بن أبي سعيد بن الصفي العمري الدهلوي، أحد المشايخ المشهورين، ولد غرة ربيع الثاني سنة سبع عشرة ومائتين وألف بمدينة رامبور وانتفع بوالده وخال والده الشيخ سراج أحمد وسمع منه المسلسل بالأولية

الترجمة

الشيخ أحمد سعيد الدهلوي
الشيخ العالم الكبير الفقيه أحمد سعيد بن أبي سعيد بن الصفي العمري الدهلوي، أحد المشايخ المشهورين، ولد غرة ربيع الثاني سنة سبع عشرة ومائتين وألف بمدينة رامبور وانتفع بوالده وخال والده الشيخ سراج أحمد وسمع منه المسلسل بالأولية، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين ثم دخل لكهنؤ، وقرأ بعض الكتب على الشيخ محمد أشرف وبعضها على العلامة نور الحق، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي والشيخ رشيد الدين الدهلوي، وكان يختلف في أثناء تحصيله إلى الشيخ عبد القادر والشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز أبناء الشيخ الأجل ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي تارة لتحقيق المسائل وتارة لسماع الدرس فاستفاد منهم، وحصلت له الإجازة من الشيخ عبد العزيز المذكور للصحاح الست والحصن الحصين ودلائل الخيرات والقول الجميل وغيرها، وقرأ على الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي الرسائلة القشيرية والعوارف وإحياء العلوم ونفحات الأنس والرشحات عين الحياة والمثنوي المعنوي والمكتوبات لجده الإمام الرباني رحمه الله قراءة وسماعاً، وبايعه، وكان الشيخ المذكور يحبه حباً مفرطاً، ويلاطفه ملاطفة الآباء للأبناء، ويحرضه على تحصيل العلوم، ويأمره بجمع الحال والقال، ويتوجه إليه بالهمة الصادقة القوية، حتى بلغ رتبة الكمال.
ولما توفي أبوه تولى الشياخة وجلس على سجادة الشيخ غلام علي المذكور، فرزق حسن القبول، واجتمع الناس لديه من كل فج عميق ومرمى سحيق إلى أن بلغ السابعة والخمسين من عمره مفيداً مفيضاً، فبينما هو كذلك إذ ثارت الفتنة العظيمة بدهلي في السادس عشر من رمضان سنة ثلاث وسبعين، وعمت البلوى في أقطار الهند، وسفكت الدماء ونهبت الأموال وخربت البلاد وهلك العباد، لا سيما في مدينة دهلي، وهو لم يزل مستقيماً في الخانقاه، الزاوية حتى مضت عليه أربعة أشهر، وغلبت الحكومة الإنكليزية مرة ثانية على الثوار، واتهموه بافتاء الخروج على الحكومة، وأرادوا أن يفعلوا به وبعشيرته ما فعلوا بالمحاربين من قتل ونهب، فشفع فيه رئيس الأفاغنة الذي به غلبت الحكومة على الهند، فكفوا أيديهم عن المؤاخذة، حتى خرج الشيخ مع عشيرته كلها من دهلي، وأراد أن يسافر إلى الحرمين الشريفين، فحصل له الرئيس المذكور جواز السفر من الحكومة، وجهز له الزاد والراحلة، حتى بلغ إلى مكة المشرفة، وتشرف بالحج ثم ذهب إلى طابة الطيبة، وسكن بها،
وكان خرج من دهلي في آخر محرم سنة أربع وسبعين ودخل مكة المباركة في شوال من تلك السنة.
وله رسائل في الفقه والسلوك، منها الفوائد الضابطة في إثبات الرابطة ومنها تصحيح المسائل في الرد على مائة مسائل ومنها الأنهار الأربعة في شرح الطرق الجشتية والقادرية والنقشبندية والمجددية، وله غير ذلك.
توفي يوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بالمدينة المنورة، فدفن بالبقيع عند قبة سيدنا عثمان رضي الله عنه.

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)

 

 

 

 

 

الشيخ أحمد سعيد بن الشاه أبي سعيد بن الشيخ صفي القدر ابن الشيخ عزيز القدر بن الشيخ محمد عيسى بن الشيخ معصوم بن الإمام الرباني مجدد الألف الثاني الشيخ أحمد الفاروقي السهرندي
درة إكليل الأولياء، وغرة جبين الأصفياء، وجامع فرقان المحامد، ومرشد المسامع إلى قبول المقاصد، فهو القائم بكل مطلوب، والرائم لكل مرغوب، والناهج نهج أصله، والمقتدى به بقوله وفعله، من تشرف العصر بوجوده، وابتسم ثغر الدهر لطالع سعوده، فكان من أكمل أهل الدلالة إلى مقاصد السعادة، ومن أرشد ذوي الارتقا إلى مراتب السيادة، فهو القطب المفرد، والعلم الأوحد.
ولد هذا الهمام الأكمل، في غرة ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائتين وألف، وكان مرموقاً بعين العنياة واللطف، وكانت ولادته في بلدة ريبور، ذات الأمر المشهور، وتربى من أول يوم في مهد والده المعلوم، وارتضع منه ثدي المعارف والعلوم، وتخرج على يد العلامة الأوحد، والفهامة الأمجد، فهامة زمانه، وعلامة أوانه، المولوي فضل الإمام عليه رحمة الملك السلام، والعلامة الشيخ سراج الدين المفتي إمام المعقول والمنقول، وعمدة ذوي المعارف في القواعد والأصول، وعلى يد غيرهما من السادة الأفاضل، والقادة ذوي الفضائل، وتلقى فن الحديث الشريف، ذي القدر المصون المنيف، بفروعه وأصوله، ومعقوله ومنقوله، مع سماع الكتب الستة وغيرها، عن عمدة علماء تلك البلاد وذوي قدرها، من أجلهم مشايخ والده بروايتهم لها عن والدهم الشيخ ولي الله عن الشيخ العلامة، والبحر الفهامة، الشيخ أبي طاهر محمد المدني، عن والده عين الأفاضل، وكنز الفضائل، الشيخ إبراهيم الكردي، عن الشيخ علم الأعلام، ونخبة السادة العظام، أحمد القشاشي، عن الشيخ المشهور، من هو بكل فضيلة مذكور، أحمد الشناوي، عن شمس الدين وشيخ الإسلام والمسلمين، السيد الكبير، والشافعي الصغير، العلامة الإمام الهمام الرملي، بسنده المذكور في ثبته المشهور، ثم أخذ علم التصوف عن قطب الإرشاد، ومنهج الصواب والسداد، من ساد به عصره، وافتخر به على سائر الأمصار مصره، السيد الأستاذ والعمدة النخبة الملاذ، الشيخ عبد الله الدهلوي، قدس الله روحه، ونور مرقده وضريحه. وتلقن عن والده ذي الشمائل العلية، والفضائل السنية، الطريقة النقشبندية، وذلك في حضور المرشد الكامل الشيخ عبد الله الدهلوي المذكور، فالتفت إليه وألقى أكبر نظره العالي عليه، وجعل يقربه ويجلسه في حلقة الذكر منذ كان سنة عشر سنين، ويقول هو بمنزلة ولدي، ولم يزل يلحظه بأنفاسه الرحمانية، ويحفظه بهمته المحمدية، حتى بلغ مبلغ الكمال ونال درجة الفحول من الرجال، فأذن له بالإرشاد، وخلفه خلافة عامة وأثنى عليه وأدرجه في زمرة كبار أصحابه الأمجاد، فقال قدس الله سره في حقه: أحمد بن سعيد قد قارب والده بحفظ القرآن المجيد وتحصيل العلوم العقلية والنقلية وتحصيل النسبة المجددية العلية. وقال في شأنه: أبي سعيد أسعده الله، وأحمد سعيد جعله الله محموداً، ورؤوف أحمد رأف الله به، وبشارة الله بشره الله بقبوله سلم الله هؤلاء الأربعة الأكابر، المرتبطين بالمودة التي هي أحسن من ارتباط الغرابعة وبارك فيهم وجعلهم سبباً لترويج الطريقة وكثر أمثالهم. ثم لما أن دعا حضرة الشيخ عبد الله المذكور والد المترجم إلى دهلي أمر المترجم أن يخلفه مكانه في رامبور فلما توفي والده قدس الله سره قام مقام الحضرتين وأرشد الله به عدداً لا يحصى من الفريقين، لاسيما في اضلاع الهند وغزنين، وكل منهم حصل من حضرته بقدر استعداده، وله خلفاء كثيرة نفع الله بهم العباد، وأحيا ببركتهم أكثر البلاد، ولما ظهر في بلاد الهند ما ظهر من الفساد، خرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ومعه أخوه الشيخ عبد الغني والشيخ عبد المغني واستوطنوا المدينة المنورة، وذلك سنة أربع وسبعين ومائتين وألف واشتغل بالطريقة العلية كل الاشتغال، ونال أعلى مقامات القبول والإقبال، ثم توفي في تلك الأماكن الطيبة ثاني ربيع الأول عام سبعة وسبعين ومائتين وألف، ودفن في البقيع عند ضريح أمير المؤمنين سيدنا عثمان رضي الله عنه في مشهد عظيم كاد أنه لم يتخلف عنه أحد، وقد قيل في تاريخه عاش سعيداً مات شهيداً وممن أراخ وفاته العالم الجليل الإفادة الشيخ عبد الجليل برادة: فقال:
قضى قطب الأقطاب الشهير بأحمد ... سعيد إمام العلم والحلم والهدى
منار الطريق النقشبندية التي ... لها جده في الألف أضحى مجددا
ومذ حل في ذا القبر ناديت أرخوا ... سعيداً شهيداً في جنان مخلدا
وقال غيره:
هو البدر فاغبر وجه الوجود ... وأينع بالزهر روض اللحود
وقطب الهدى مذ قضى أرخوا ... لأحمد تهدى جنان الخلود
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.