عبد القادر بن محمد بن محمد المبارك الجزائري الدمشقي
تاريخ الولادة | 1293 هـ |
تاريخ الوفاة | 1365 هـ |
العمر | 72 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
عبد القادر المبارك
لغوي ، مشارك .
عبد القادر بن محمد بن محمد ، المبارك . وهي أسرة معروفة من أشراف الجزائر ، هاجر جده منها إلى دمشق .
ولد سنة 1295هـ. وكان والده عالما أديبا صوفيا مرشدا له تلاميذ وأتباع ، فنشأ المترجم في حجره ، وحضر مجالسة الأدبية والوعظية ، وتلقى عنه كثيرا من المعارف الأدبية واللغوية . درس مدة قليلة في المدرسة الرشدية العسكرية ، ثم أتم دراسته على الطريقة القديمة ؛ فقرأ على شيوخ عصره كالشيخ أمين سويد ، والمحدث الشيخ بدر الدين الحسني ، والشيخ عطا الكسم مفتي الشام وغيرهم . ثم عكف على دراسة اللغة بنفسه صارفأ وقتا طويلا من شبابه ، واشتهر باطلاعه عليها ، وتفوقه حتى عرف بأنه ( القاموس السيار ) . وكان له ولع خاص بالشعر الجاهلي وغريب اللغة . وكان يستدرك على كتب اللغة والمؤلفين ، وأصحاب المعاجم حتى غدا ځجة ، لا يسأل عن لفظة حتى يجيب عن معناها وما ورد فيها من شواهد وغير ذلك .
كما كان راوية حافظا لكتب الأخبار والتراجم والتاريخ ، حتى يكاد يعرف ما ورد في ثناياها من الطرف والأخبار، أمثال : وفيات الأعيان ، ومروج الذهب ، وتاريخ ابن عساکر . أما ثقافته الدينية فلا تبلغ حد الاختصاص، وإنما هي من قبيل المشاركة . وأخذ نفسه بثقافة حديثة هي من نتاج المطالعة الخاصة ومجالسته لأهل عصره من الأدباء .
من كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة.
يوجد له ترجمة أوسع في الكتاب.
الشيخ عبد القادر بن محمد بن محمد المبارك (1293 ـ 1365هـ/1876 ـ 1945م)، علاّمة لغوي وراوية حافظ. هاجر جدّه مع أسرته ومريديه من الجزائر حين استولى عليها الفرنسيون واستوطنوا دمشق، وفيها ولد عبد القادر فسمّاه صديق والده الأمير عبد القادر الجزائري باسمه.
لم يلبث طويلاً في المدارس الرسمية بل تركها واعتمد على دراسته الخاصة؛ وأخذ عن أبيه الشيخ محمد المبارك، وكان عالماً أديباً ومربياً مرشداً، وعن الشيخ أمين سويد والشيخ عطاء الله الكسم، ولزم دروس محدّث الشام الشيخ بدر الدين الحسني. تأثر بصديق والده الشيخ طاهر الجزائري الذي حبّب إليه الكتب والمطالعة.
برع المبارك في اللغة، وحفظ مفرداتها وشواردها وشواهدها وبعض متونها وصار إمام عصره فيها حفظاً ورواية ودراية، قال عنه تلميذه علي الطنطاوي في كتابه «ذكريات»: «أما المبارك فكان الإمام في اللغة والمرجع فيها، قيّد أوابدها وروى أشعارها، وكان المفرّد العلَم في بابته، لا أعرف نظيراً له في العلماء، تحسّ إذا تجالسه وتسمع منه كأن الأصمعي وأبا عبيدة تمثّلا لك في جبّته».
وكان محيطاً بأحداث التاريخ الإسلامي ولاسيما السيرة النبوية، يسمعها منه طلابه وجلساؤه بنصّها، وكأنه يقرأ لهم من كتبها. كما كان واسع المعرفة بتراجم الرجال لكثرة ما حفظ من «وفيات الأعيان» و«شذرات الذهب» و«مختصر ابن عساكر». قال بعض مترجميه «إنه كان معجماً حيّاً للّغة ولأمثال العرب ولكثير من شعرهم ونثرهم، ولأخبار تاريخهم وسيرة نبيّهم وتراجم أعلامهم».
عمل الشيخ المبارك أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية، والمدرسة الحربية، ودرّس في مكتب عنبر اللغة والتفسير والأحوال الشخصية، ويقول طلابه إنهم حفظوا الأحكام منه؛ لأنه كان يلخّصها لهم بعبارات بليغة موجزة. ودرّس أيضاً في مدرسة الآداب العليا بالجامعة السورية. وعُهد إليه في أواخر حياته بتدريس فقه اللغة في دار المعلمين العليا التي أُنشئت عام 1942م.
كان عضواً في المجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية) منذ تأسيسه، وشارك في لجانه ومحاضراته، وكان ذا أثر بارز في تعريب المصطلحات عامة والمصطلحات العسكرية خاصة، فقد شُكّلت لجنة برئاسة ياسين باشا الهاشمي وعضوية رشيد بقدونس ومراد الاختيار وعبد القادر المبارك لوضع كل ما يحتاج إليه الجيش من إيعازات ومصطلحات، وقامت بعملها خير قيام - كما ذكر سعيد الأفغاني- مما جعل سورية أسبق الأقطار العربية إلى تعريب المصطلحات العسكرية.
سار على خطه الشيخ طاهر الجزائري في وضع مناهج اللغة العربية وتأليف الكتب الدراسية للمدارس الخاصة التي أُنشئت في عصره.
له شعرٌ قليل أكثره مقطّعات قصيرة، وأما المطوّلات فكان ينظمها في المناسبات، وأشهرها التي قالها في استقبال الأمير فيصل حين دخل دمشق، والأخرى التي قالها في رثاء شيخه المحدّث بدر الدين الحسني، وثالثة سمّاها «إحدى العبر» وازن فيها بين تقدّم الغرب وتخلّف الشرق، ولكن شعره لم ينتشر لما كان فيه من غريب اللغة ، ولغلبة صفة نظم العلماء فيه على شعر الشعراء.
أُخذ عليه أنه كان قليل التأليف، وقد عزوا ذلك إلى اتّساع صِلاته وكثرة نشاطه الاجتماعي، فقد كانت دروسه تبدأ في بيته عقب صلاة الفجر وينصرف بعدها إلى دروسه في المدارس التي يعلّم فيها، ثم ّيقضي ما بقي من يومه في قضاء مصالح الناس الذين يقصدونه، وفي إصلاح ذات البين وإطفاء نار الفتن، إذ كانت له وجاهة اجتماعية وكلمة مسموعة ولسان طلق وصوت جهوري؛ مما جعل أثره كبيراً في مجتمعه وجعل شفاعته عند الناس وعند المسؤولين لا تُرد. وعرفت صلاته القوية بالمجاهدين والثوّار في فلسطين ضدّ الإنكليز، وفي سورية ضد الفرنسيين حتى كان بيته محجّة لهم.
كانت للشيخ المبارك جلسات أسبوعية علمية تعقد في بيوت أصدقائه، ومن أشهرها تلك التي كانت تعقد في بيت الأمير عبد القادر الجزائري عند حفيده الأمير طاهر، وتدور فيها أحاديث اللغة والأدب والتاريخ، وتكثر فيها المناقشات والمذاكرات والأسئلة، والشيخ المبارك يتحدث ويشرح ويجيب.
لم يترك مؤلفات تذكر سوى شرح كبير لمقصورة ابن دريد، وشرح لغويٍ لكتاب «كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ» لابن الأجدابي، وأما ما عدا ذلك فكتب مدرسية وضعها للحاجة إليها في التدريس، كفرائد الأدبيات العربية وغيرها.
مراجع للاستزادة:
ـ مجلة مجمع اللغة العربية، المجلد 21، سنة 1951م.
ـ محمد مطيع الحافظ و نزار أباظة، تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، ج2 (دمشق 1986م).
كتبه: مازن المبارك.
عبد القادر بن محمّد بن المبارك الجزائري الدمشقيّ:
أديب، غزير العلم بمفردات اللغة، جزائري الأصل. مولده ووفاته في دمشق. اشتغل بالتعليم. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربيّ.
له كتب، منها " شرح المقصورة الدريدية - خ " و " فرائد الأدبيات العربية - ط " وترجم عن التركية " المعلومات المدنية - ط " مدرسي. وله نظم فيه جودة .
-الاعلام للزركلي-