حسن بن محمد المشاط (1317 - 1399 هـ- 1899 - 1979 م)
العالم المربّي.
ولد بمكة المكرمة، ونشأ نشأة صالحة في رعاية والده.
أخذ العلوم عن بعض المشايخ، ودخل المدرسة الصولتية وتخرّج فيها، مع حضور حلقات الدروس في الحرم المكي الشريف، وحصل على إجازات كثيرة، وأذن له مشايخه بالتدريس، فشرع في ذلك بالحرم المكي والمدرسة الصولتية، وكثر حوله طلاب العالم.
في عام 1361 هـ عين عضوا في هيئة محكمة التمييز، وفي أول عام 1365 هـ عيّن وكيلا عن رئيس المحكمة الشرعية الكبرى، واستمر على ذلك حتى قدم استقالته من الحكومة في سنة 1375 هـ ليتفرغ للتدريس بالحرم الشريف.
من مؤلفاته:
- نيل المنى والمأمول على لب الأصول.
- بغية المسترشد بتراجم أئمتنا الأربعة المجتهدين (طبع في أندونيسيا).
- شرح الخريدة البهية في التوحيد.
- الحدود البهية في القواعد المنطقية.
- الإرشاد بذكر بضع ما لي من الإجازة والإسناد.
- الثبت الكبير.
- التقريرات السنية في حل ألفاظ المنظومة البيقونية.- ط 12.- المدينة المنورة: مكتبة الإيمان (وصدر محققا في بيروت، عن دار الكتاب العربي، 1406 هـ).
- رفع الأستار عن محيا مخدرات طلعة الأنوار-.- ط 4.- مكة المكرمة: مكتبة النهضة العربية، 1375 اه (وكتاب طلعة الأنوار من تأليف عبد الله بن إبراهيم الشنقيطي، ت 1235 هـ).
- نصائح دينية ووصايا هامة.- ط 4.- مكة المكرمة: مطبعة زمزم، 1396 هـ، 51 ص.
- إسعاف أهل الإيمان بوظائف شهر رمضان؛ الزواجر المنفّرة عن إدخال المسلمين أولادهم في مدارس الكفرة.- ط 3، تمتاز بتهذيب وبعض زيادات مهمات.- القاهرة: المطبعة المنيرية، 1377 هـ، 127، 16 ص.
- الجواهر الثمينة في بيان أدلة عالم المدينة (دراسة وتحقيق عبد الوهاب بن إبراهيم أبي سليمان).- بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1406 هـ، 325 ص.
- رسالة في صلاة الجمعة وفضلها.
- إسعاف أهل الإسلام بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام.- ط 3.- جدة: مطابع البنوي.
- أربعون حديثا في الترغيب والترهيب، محلاة خاتمتها بحديث الحسنين.- مكة المكرمة: مطبعة النور، 1396 هـ.
- التحفة السنية في أحوال الورثة الأربعينية.- ط 5.- جدة: دار الأصفهاني 1396 هـ.
- إنارة الدجى في مغازي خير الورى.- ط 2.- القاهرة: دار المدني، 1384 هـ.
تتمة الأعلام للزركلي [وفيات (1396 - 1415 هـ) -يليه المستدرك الأول والثاني-محمد خير رمضان يوسف.
الشيخ حسن محمد المشاط
وصفه
طويل القامة في غير إسراف، معتدل الجسم، شديد الاسمرار، واسع العينين، أقنى الأنف، مسبل اللحية والعارضين، يرتدي الملابس الحجازية البيضاء، ويشمل هذا البياض الثوب والجبة الواسعة، ويلف على رأسه عمامة بيضاء لا يحتفل بإتقان لفاتها، وإنما يكورها في بساطة محببة، تلمح في وجهه علائم الذكاء والنبل، وفي سيمائه وحركاته إشارات البساطة والزهد.
مولده ونشأته
ولد بمكة المكرمة في 3 شوال سنة 1317 هـ، وفي السابعة من عمره التحق بالكتاب لقراءة القرآن وتجويده وتعلم مبادئ الكتابة والإملاء والحساب، فقرأ القرآن الكريم وجوده على الشيخ محمد السناري والشيخ عبد الله حمدوه السناري وتعلم الخط وحسنه والإملاء والحساب على السيد علي حسن الليثي - رحمهم الله تعالى، والتحق بالمدرسة الصولتية بمكة في عام 1329 هـ التي أسسها الشيخ العثماني - رحمه الله - بمكة في سنة 1292 هـ وحصل على شهادة منها في غرة محرم سنة 1336 هـ، وطلبت إليه إدارة المدرسة الانضمام إلى هيئة التدريس بها فأصبح من مدرسيها، ولم يكتف الشاب حسن المشاط بما تعلمه في المدرسة الصولتية، ولكنه كان يترقب العلماء الوافدين إلى مكة المكرمة فيأخذ عنهم، طيلة إقامتهم في البلد الحرام.
يقول عن نفسه:
قدم العلامة الشيخ حمدان بن سيدي حمد الجزائري الونيسي القسنطيني مكة المشرفة حاجا عام 1337 هـ، وتشرفت بالاجتماع به وقرأت عليه من أول مختصر خليل بمكة وبمنى أيام الحج وبعد النزول، ومكث بها إلى نهاية ذي الحجة ومحرم الحرام، وانتفعت منه الشيء الكثير.
وهذا الحرص من طالب العلم إن دل على شيء فإنما يدل على الرغبة الشديدة في الطلب، فهو يواصل الطلب حتى في أيام التشريق بمنى، لا يصرفه عن ذلك ما يصرف غيره من انشغال بأداء المناسك، وإنما هو يضع همه كله في تحقيق الغاية التي يسعى إليها فيذلل الصعاب، ويتحمل المشاق ليبلغ ما يريد.
وفاة الشيخ حسن المشاط]
في الثالث والعشرين من شهر رمضان عام تسع وتسعين بعد الثلاثمائة والألف وبعد إتمام صلاة التراويح في المسجد الذي أنشأه الشيخ حسن المشاط بجوار منزله في محلة أم الدرج خارج مكة المكرمة، وكان قد أتم ختم القرآن في تلك الليلة مع مجموعة الحفظة من تلاميذه، أصيب مرض مفاجئ نقل على أثره إلى مستشفى الدكتور أحمد زاهر، وقد اتضح أن مرضه كان بسبب جلطة في الدماغ، وكان في الفترات التي يخف فيها ما يعانيه من آلام يتحدث كعادته في العلوم والعبادة، وإسداء النصائح لزوَّاره، كما كان دائما في حال صحته، وبَلَغ الكتاب أجَلَهُ ففاضت روحه إلى بارئها في السابع من شهر شوال عام 1399 هـ ودفن في مقابر المعلاة، وفقدت مكة بموته عالمًا من علمائها الصالحين قرن العلم بالعمل فشيعت جنازته في موكب حافل اشترك فيه العُلماء والوجهاء والأعيان وكافة الطبقات، فلقد كان الرجل محبوبًا من الناس بصورة عامة - رحمه الله -.
وحينما بلغ خبر وفاته إلى أندونسيا كان لذلك أعظم وقع في نفوس الناس هناك وأقيمت عليه صلاة الغائب في المساجد الكثيرة في تلك البلاد، رحم اللهُ الشيخ حسن المشاط وجزاه خير الجزاء.
يوجد له ترجمة مطولة في كتاب أعلام الحجاز، تأليف محمد علي مغربي الجزء الثالث – ص 309 -.335.