محمد بن موسى بن علي المراكشي جمال الدين أبي البركات

ابن موسى أبي المحاسن

تاريخ الولادة789 هـ
تاريخ الوفاة823 هـ
العمر34 سنة
مكان الولادةمكة المكرمة - الحجاز
مكان الوفاةمكة المكرمة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • اليمن - اليمن
  • زبيد - اليمن
  • حلب - سوريا
  • حماة - سوريا
  • حمص - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • الخليل - فلسطين
  • الرملة - فلسطين
  • القدس - فلسطين
  • غزة - فلسطين
  • بعلبك - لبنان
  • الإسكندرية - مصر
  • القاهرة - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال أَبُو البركات وَأَبُو المحاسن المراكشي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط الْعَفِيف اليافعي وَيعرف بِابْن مُوسَى. ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الفرعيين وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على غير وَاحِد

الترجمة

مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال أَبُو البركات وَأَبُو المحاسن المراكشي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط الْعَفِيف اليافعي وَيعرف بِابْن مُوسَى. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الفرعيين وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على غير وَاحِد وَمن شُيُوخه فِي الْعلم بِمَكَّة الْجمال بن ظهيرة تفقه بِهِ كثيرا وَأخذ عَنهُ وَالشَّمْس المعيد أَخذ عَنهُ كثيرا فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها وانتفع فِي الْعَرَبيَّة كثيرا بِزَوْج أمه خَلِيل بن هرون الجزائري وتفقه أَيْضا فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بالزين المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ تأليفه الْعمد فِي شرح الزّبد فِي الْفِقْه وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأكْثر عَنهُ من المرويات فِي الْحَرَمَيْنِ وَكَذَا أذن لَهُ ابْن الْجَزرِي فِي الْإِفْتَاء والتدريس نظما وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الجمالي بن ظهيرة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَكَذَا انْتفع بالتقي الفاسي وبالصلاح الأقفهسي وتمهر فِي طَرِيق الطّلب وأدمن الِاشْتِغَال بالفقه وأصوله والفرائض والحساب والعربية وَالْعرُوض والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا حَتَّى برع وَتقدم كثيرا فِي الْأَدَب نظما ونثرا واشتدت عنايته بِالْحَدِيثِ وَتقدم فِيهِ كثيرا لجودة مَعْرفَته بالعلل وَالرِّجَال الْمُتَقَدّم مِنْهُم والمتأخر وبالمرويات وتمييز عاليها من نازلها مَعَ الْحِفْظ لكثير من الْمُتُون بِحَيْثُ لم يكن لَهُ بالحجاز فِيهِ نَظِير وارتحل سنة أَربع عشرَة فَمَا بعْدهَا وَأكْثر من المسموع والشيوخ فَكَانَ من شُيُوخه بِمَكَّة ابْن صديق وبالمدينة المراغي وبدمشق عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وبالقاهرة ابْن الكويك وبإسكندرية الْكَمَال بن خير وببعلبك التَّاج بن بردس وبحلب حافظها الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وبالقدس والخليل جمَاعَة من أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ وبحمص وحماة وغزة والرملة وَغَيرهَا كاليمن أَخذ فِيهَا عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَعَاد من رحلته الشامية وَقد كملت مَعْرفَته. وَأَجَازَ لَهُ فِي صغره ابْن خلدون وَابْن عَرَفَة والنشاوري وَابْن حَاتِم والغياث العاقولي والعزيز المليجي والعراقي والهيثمي والمناوي وَابْن الميلق والتنوخي وَابْن فَرِحُونَ وَمَرْيَم الأذرعية وَغَيرهم.

وصنفت شرحا لنخبة شَيخنَا ومختصرا مُسْتقِلّا فِي عُلُوم الحَدِيث كَابْن الصّلاح وَعمل شَيْئا على نمط الموضوعات لِابْنِ الْجَوْزِيّ وشيئا فِي تَارِيخ الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَلم يكمل وَاحِدًا مِنْهَا وَعمل لكل من المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَالْجمال المرشدي مشيخة وَكَذَا شرع فِي مُعْجم للفاسي كتب مِنْهُ عدَّة كراريس فِي المحمدين وَعمل أَرْبَعِينَ نصفهَا موافقات وباقيها أبدال لجَماعَة من الشُّيُوخ وَأَرْبَعين متباينة الْأَسَانِيد والمتون كلهَا موافقات لأَصْحَاب الْكتب السِّتَّة دَالَّة على سَعَة مروياته وَقُوَّة حفظه وَلَكِن مَعَ عدم تقيد فِيهَا بِالسَّمَاعِ لم يبيضها وَترْجم شُيُوخ رحلته فِي مُجَلد أَفَادَ فِيهَا. وَدخل الْيمن غير مرّة مِنْهَا فِي سنة عشْرين وَولى بهَا الإسماع بِبَعْض الْمدَارِس بزبيد ثمَّ مَال إِلَى استيطانه فانتقل إِلَيْهِ بتعاليقه وأجزائه وَكتبه وَظهر لفضلائها تميزه فِي الحَدِيث وَغَيره فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ ونوهوا بِذكرِهِ ونعي خَبره إِلَى النَّاصِر صَاحب الْيمن فَمَال إِلَيْهِ وَزَاد فِي بره سِيمَا وَقد امتدحه بقصائد طنانة، وَتوجه مته فِي النّصْف الثَّانِي من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَعشْرين فبرز من بعض المراسي الْقَرِيبَة من جدة حِين عاقهم الرّيح فِي يَوْم حَار وَركب وسط النَّهَار فرسا عريا وركضه كثيرا ليدرك الْحَج وَكَانَ بدنه ضَعِيفا فارداد بذلك ضعفا وَأدْركَ أَرض عَرَفَة فِي آخر لَيْلَة النَّحْر فِيمَا ذكر وَمَا أَتَى مني إِلَّا فِي آخر يَوْم النَّفر الأول لكَونه مَشى وعيي عَن الْمَشْي بِحَيْثُ وصل خَبره لأهل منى فَتوجه إِلَيْهِ من حمله ثمَّ نفر مِنْهَا إِلَى مَكَّة وَلم يزل عليلا وَرُبمَا أَفَاق قَلِيلا حَتَّى مَاتَ بعد صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشرى ذِي الْحجَّة مِنْهَا بعد أَن كتب وَصيته بِخَطِّهِ فِي يَوْم الْخَمِيس وَدفن بالمعلاة بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَعظم الأسف على فَقده، وَقد عظمه الفاسي جدا وَقَالَ أَنه برع فِي الْعُلُوم وَتقدم كثيرا فِي الْأَدَب وَله فِيهِ النّظم الْكثير الْمليح لغوصه على الْمعَانِي الْحَسَنَة وَفِي الحَدِيث بِحَيْثُ لم يكن لَهُ فِيهِ نَظِير بالحجاز مَعَ حسن الْجمع والتأليف والإيراد لما يحاوله من النكت والأسئلة والإشكالات ووفور الذكاء وَسُرْعَة الْكِتَابَة وملاحتها ونشأته على العفاف والصيانة وَالْخَيْر والعناية الْكَثِيرَة بفنون الْعلم والْحَدِيث. وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: كَانَ ذَا مُرُوءَة وقناعة وصبر على الْأَذَى وَبِذَلِك لكتبه وفوائده مَوْصُوفا بِصدق اللهجة وَقلة الْكَلَام وَعدم مَا كَانَ عِنْد غَيره من أقرانه من اللَّهْو وَغَيره من صباه حَتَّى مَاتَ، وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أَكثر عَن شُيُوخ الْعَصْر وَكتب عني النخبة وَشَرحهَا وَغير ذَلِك فِي سنة خمس عشرَة فَمَا بعْدهَا وتمهر وتيقظ وَكتب تراجم لشيوخه أتقنها، وَوَصفه فِي مَوضِع آخر بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل البارع الرّحال جمال الدّين سليل السّلف الصَّالِحين عُمْدَة الْمُحدثين نفع الله بِهِ، وَأذن لَهُ فِي إقراء عُلُوم الحَدِيث وإفادته لمن أَرَادَ علما بنقوب فهمه وشفوف علمه، وترجمه التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه بِمَا تبع فِيهِ التقي الفاسي وَكَذَا تَرْجمهُ فِي ذيل طَبَقَات الْحفاظ والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ ثِقَة حجَّة فِي نَقله وَضَبطه ريض الْأَخْلَاق قَلِيل الْكَلَام جميل السِّيرَة لَهُ مُرُوءَة وَفِيه سماح مَعَ قنع بِمَا تيَسّر وصبر على الْأَذَى ورثاه أَبُو الْخَيْر بن عبد الْقوي بقصيدة أَولهَا
(من للمحابر والأقلام والكتب ... بعد ابْن مُوسَى وَمن للْعلم وَالْأَدب)
وَمن نظمه مِمَّا كتبه فِي مشيخة المراغي بعد ذكره لأسانيده:
(فِي زِيّ ذِي قصر بَدَت ... لكنه عين السمو)
(فاعجب لَهَا وَهِي القصي ... رة كَيفَ تنْسب للعلو)
وَمِمَّا كتبه على بديعية الزين شعْبَان الآثاري:
(وروضة للزين شعْبَان قد ... أربت على زهر حلافي ربيع)
(لَو لم تبْق نسج الحريري لما ... حاكت بِهَذَا النّظم رقم البديع)

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.

 

 

(787 - 823 هـ = 1385 - 1420 م) محمد بن موسى بن علي بن عبد الصمد، أبو البركات، وأبو المحاسن، جمال الدين، سبط العفيف اليافعي، ويعرف بابن موسى: فاضل من الشافعية، له اشتغال بالأدب والتراجم. امتاز بعلم الحديث. أصله من مراكش، ومولده ووفاته بمكة. تفقه بها وبالمدينة، وباشر الإفتاء والتدريس في الحرمين. ورحل (سنة 814) فروى عن علماء دمشق وبعلبكّ وحلب والقدس والقاهرة والإسكندرية واليمن، وأقام مدة بزبيد. وترجم (شيوخ رحلته) في مجلد، قال السخاوي: أفاد فيه. وله مختصر في (علوم الحديث) وكتاب في (الموضوعات) على نمط كتاب ابن الجوزي، وكتاب في (تاريخ المدينة النبويّة) لم يكمله، و (أربعون حديثا) دلت على سعة مروياته وقوة حفظه. وله نظم كثير .

-الاعلام للزركلي-