محمد بن علي بن محمد بن قاسم القاهري البهائي شمس الدين

ابن المرخم محمد بن علي

تاريخ الولادة808 هـ
تاريخ الوفاة888 هـ
العمر80 سنة
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • القاهرة - مصر

نبذة

مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم الشَّمْس القاهري البهائي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المرخم حِرْفَة أَبِيه. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بحارة بهاء الدّين بِالْقربِ من مدرسة البُلْقِينِيّ، وَأمه سَرِيَّة كَانَت للشَّيْخ البُلْقِينِيّ. وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْغَرْس خَلِيل الْحُسَيْنِي وَرُبمَا كَانَ يقْرَأ مَعَه فِي الجوق والتنبيه ومختصر ابْن الْحَاجِب وألفية ابْن ملك وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وناصر الدّين الْبَارِزِيّ وَالشَّمْس الفنري حِين قدومه الْقَاهِرَة وَآخَرين

الترجمة

مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم الشَّمْس القاهري البهائي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المرخم حِرْفَة أَبِيه. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بحارة بهاء الدّين بِالْقربِ من مدرسة البُلْقِينِيّ، وَأمه سَرِيَّة كَانَت للشَّيْخ البُلْقِينِيّ. وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْغَرْس خَلِيل الْحُسَيْنِي وَرُبمَا كَانَ يقْرَأ مَعَه فِي الجوق والتنبيه ومختصر ابْن الْحَاجِب وألفية ابْن ملك وَعرض على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وناصر الدّين الْبَارِزِيّ وَالشَّمْس الفنري حِين قدومه الْقَاهِرَة وَآخَرين، واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد البيجوري والطنتدائي وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَعَلِيهِ سمع فِي شَرحه للعمدة وَغير ذَلِك وَكَذَا أَخذ عَن قَرِيبه الْمجد فِي الْفِقْه وأصول الدّين وَأخذ النَّحْو عَن الشطنوفي والبوصيري قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية والبرهان بن حجاج الأبناسي قَرَأَ عَلَيْهِ توضيحها لِابْنِ هِشَام فِي سنة ثانتين وشعرين، وَقَرَأَ على القاياتي شرح القطب بِتَمَامِهِ وَقطعَة من شرح الْمطَالع للدَّار حَدِيثي وَمن الْعَضُد، وَمِمَّنْ رافقه فِيمَا قَرَأَهُ مِنْهُ خَاصَّة ابْن خضر وَابْن سارة وَابْن حسان وَيحيى الدماطي وَفِي بعضه العرياني والعبادي وتحدث النَّاس إِذْ ذَاك بلوم القاياتي فِي إقراء الْكتب المشكلة لكل أحد وعَلى شَيخنَا شرح النخبة وَسمع عَلَيْهِ وعَلى البوصيري وَابْن الْجَزرِي والواسطي وَبَعضه بِقِرَاءَة الكلوتاتي وَحضر دروس الْهَرَوِيّ والْعَلَاء البُخَارِيّ والبساطي وَآخَرين وانتمى لتقي الدّين البُلْقِينِيّ فعاونه فِي استنزال النُّور الشلقامي لَهُ عَن مشيخة الفخرية تصوفا وتدريسا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَتوقف النَّاظر فِي إمضائه فألزمه ابْن الْبَارِزِيّ بعناية القاياتي بذلك وَعمل حِينَئِذٍ أجلاسا بِحَضْرَة الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن المحمرة وَابْن الديري وَابْن نصر الله والأبناسي والقاياتي وَغَيرهم وَركب البغلة من ثمَّ. واستنابه شَيخنَا فِي الْقَضَاء وَلكنه لم يتصد لَهُ بل قنع باسمه حَسْبَمَا أثْبته شَيخنَا بِخَطِّهِ، ثمَّ اسْتَقر فِي تدريس مدرسة ابْن أقبغاآص برغبة التَّاج الْمَيْمُونِيّ لَهُ عَنهُ وَفِي تدريس الشَّافِعِيَّة بالمؤيدية بعد الْجلَال الْمحلي بكليفه فِيمَا قيل لخوند لكَون زَوجته ابْنة الناصري بن المخلطة المنتمي لَهُم وَيُقَال إِنَّه توجه للمحلي قبيل مَوته بِمَال ليرغب لَهُ عَنهُ فَأبى وَعمل لَهُ أجلاسا حضر عِنْده فِيهِ البُلْقِينِيّ والتقي الحصني وَجَمَاعَة من الأكابر وَكنت مِمَّن حضر لمجيئه إِلَيّ مستدعيا وَكَاد الْجَوْجَرِيّ يقد غبنا لصرفه عَنْهَا لكَونه أمثل صوفية شافعيتها وَفِي تدريس الألجيهية برغبة الْعَلَاء البُلْقِينِيّ لَهُ عَنهُ مَعَ مَا كَانَ باسمه قبل من شَهَادَة وَقفهَا وَفِي الخطابة بالتربة الناصرية فرج بن برقوق مَعَ الْمُبَاشرَة بهَا وَفِي الشَّهَادَة بوقف الْحلِيّ وَفِي الدهيشة وَفِي سعيد السُّعَدَاء والمشارفة بوقف السيفي ومرتب بالجوالي وَغَيرهَا من الْوَظَائِف والمرتبات، بل ولي نظر البيمارستان بعد استفتاء بن الملقن فَأَقَامَ فِيهِ مُدَّة ثمَّ انْفَصل عَنهُ بِالْعَلَاءِ بن الصَّابُونِي فِي صفر سنة سبع وَسِتِّينَ، وَكَانَ غير مُعْتَمد فِي مُبَاشَرَته على غَيره بل يشارف الْمُتَكَلِّمين حَتَّى فِي عمل المصلوق والأشربة.
وثمول جدا وَلم يزل فِي نمو من الدُّنْيَا فَفِي أَوَائِل أمره من صناعَة الشمع وَفِي معظمه من نشر الرخام وانضم متحصله فِي ذَلِك لما يفضل عَن نَفَقَته المتوسطة أَو دونهَا من جهاته وَهُوَ شَيْء كثير وَأَنْشَأَ دَارا هائلة بِالْقربِ من مَكَان أَبِيه بحارة بهاء الدّين وَعمر بجانبه ربعا وَغير ذَلِك سوى مَا ملكه من الدّور الْمُقَابلَة لَهُ والقريبة مِنْهُ وَسوى مَكَان هائل ملكه بِالْقربِ من جَامع ابْن مُوسَى ببولاق وَآخر ببركة الرطلي. وابتنى بِأخرَة تربة ملاصقة لمصلى بَاب النَّصْر اسْتَقر بعده فِيهَا صوفية وشيخا على غير الْوَجْه الَّذِي كَانَ يرومه، وَحصل كتبا نفيسة جمة بِالشِّرَاءِ والاستكتاب وَغير ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء كالقاموس والتعقبات لِابْنِ الْعِمَاد وَنَحْوهَا بل كَانَ يكْتب على دروسه كِتَابَة لَا بَأْس بهَا وَرُبمَا كتب على الفتوي، وَأجَاب عَن استشكال أبي الْفضل المغربي الَّذِي أبرزه على لِسَان تِلْمِيذه البقاعي فِي تَعْلِيل سُقُوط طهورية المَاء الْمُسْتَعْمل بِمَا انقمع كل مِنْهُمَا بِهِ خُصُوصا وَقد أثنى عَلَيْهِ التقي الحصني والكافياجي وَأَبُو الْقسم النويري وَأَبُو عبد الله التريكي المغربي بِمَا يطول إِيرَاده هُنَا وَشهد لَهُ ثالثهم بِأَن فضيلته مَشْهُورَة من نَيف وَعشْرين سنة وَكَانَ ذَلِك بعد موت شَيخنَا وَلكنه مَعَ هَذَا لم يكن مجيدا للتقرير وَقد حج وصاهر ابْن المخلطة على ابْنَته فاستولدها عدَّة أَوْلَاد تَأَخّر مِنْهُم وَاحِد فَقَط فَلَمَّا ترعرع خالط ابْني ابْن أصيل لِلْقَرَابَةِ فَكَانَ ذَلِك سَببا لمُخَالفَته طَرِيق أَبِيه فِي التبذير والأتلاف بِحَيْثُ ضَاعَ على أَبِيه أَشْيَاء وَآخر أمره فَقده ألف دِينَار ظن أَبوهُ اختلاسه لَهَا وَظَهَرت قَرَائِن تشهد لذَلِك وَلَكِن لم يعلم أَبوهُ بهَا إِلَّا بعد أَن فقدت أَو غالبها فتهدم لفقدها وَمَا احْتمل بل مَاتَ عَن قرب ممتعا بحواسه إِلَّا إِحْدَى عَيْنَيْهِ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد قبل الصَّلَاة برحبة مصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بتربته وَكَانَ لَهُ مشْهد حسن وأتلف ابْنه مَا تَأَخّر من تركته وَصَارَ زَائِد القل ثمَّ تراجع حَاله قَلِيلا. وَهُوَ من بقايا أَصْحَاب الْوَالِد بل قدمائهم والمعدود فِي عقلاء الرِّجَال مِمَّن نوه بِهِ فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة غير مرّة رَحمَه الله وإيانا.

ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.