محمد النبهان

تاريخ الولادة1318 هـ
تاريخ الوفاة1394 هـ
العمر76 سنة
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • الفلوجة - العراق
  • حلب - سوريا

نبذة

الشيخ محمد النبهان: ولد في حي شعبي أصيل من أحياء حلب القديمة يسمى (باب النيرب) في أسرة عرف صاحبها الحاج أحمد بالتجارة والبيع والشراء.  بدأ يساعد والده في تجارته، وبدأت نباهته تظهر منذ نعومة أظفاره، فلقد كان يدع المتجر إلى ركن من أركان جامع التوبة - باب النيرب.

الترجمة

الشيخ محمد النبهان  
1318ه - 1394ه.
1900م - 1974م.
إذا أردنا أن نعرف صاحب هذا الاسم بكلمات فإننا نقول: . إنه العالم الذي ذاع صيته، وانتشر خبره، وكثر أتباعه، وخافه أعداؤه.
- أحبه الصالحون، وحسده الحاسدون، ووشی به الواشون.
- هابه الحكام وحسبوا له ألف حساب.
- وجدوا فيه رجولة الرجال، وكرامة الإسلام، وعزة الإيمان، ويقين الأولياء، وتوكل المتوكلين الواصلين.
- بحثوا ونقبوا في حياته، فوجدوها نظيفة طاهرة، تقية نقية، رحمة واستقامة، ومروءة ونبلا.
- حاله غريب، وتأثيره في القلوب عجيب.
ولد في حي شعبي أصيل من أحياء حلب القديمة يسمى (باب النيرب) في أسرة عرف صاحبها الحاج أحمد بالتجارة والبيع والشراء.
 بدأ يساعد والده في تجارته، وبدأت نباهته تظهر منذ نعومة أظفاره، فلقد كان يدع المتجر إلى ركن من أركان جامع التوبة - باب النيرب، يتعلم القرآن الكريم، وإذا ما سمع بمجلس علم ذهب إليه، واستمع إلى ما يقوله الشيخ، لازم العلماء، فأحبوه لما لمسوا من ذكائه وفطنته ، وتطبيقه، واستقامته، وكان في مقدمتهم الشيخ محمد نجيب سراج، والشيخ محمد سعيد الإدلبي.
انقطع عن التجارة إلى العلم في المدرسة الشرعية / الخسروية ، وبقي فيها إلى أن نال شهادتها، فسافر إلى مصر، والتقى هناك بكبار العلماء كالشيخ محمد بخيت، والشيخ محمد عبده، والشيخ زاهد الكوثري، والشيخ محمد أبو زهرة، ثم عاد إلى حلب.
وفي حلب التقى بشيخ الطريقة النقشبندية الشيخ محمد أبو النصر سليم خلف النقشبندي الحمصي، فأحبه الشيخ محبة عظيمة، وسری الحال، والرابطة بينهما، فأجازه الشيخ بالطريقة النقشبندية إجازة مطلقة سالكا مسلكا...
وكان وقتها يشغل وظيفة الإمامة في جامع باب الأحمر - أوغلبك؛ ومن هذا الجامع كانت الانطلاقة، فانتقل إلى جامع الكلتاوية بعد أن كثر أتباعه ومريدوه، وراح ينظر إلى المقبرة المدرسة، والساحة قرب الجامع، ويحلم ببناء مدرسة شرعية؛ وبدأ الحلم ينتقل إلى حقيقة وواقع، ويتحول إلى تطبيق وعمل، وراح يساعد العمال في نقل الحجارة ومواد البناء بعد أن أبدى من حوله من التجار وأصحاب الأعمال استعدادهم للمشاركة في بناء هذا الصرح الحضاري.
وكان الشيخ - رحمه الله - قد أسس جمعية خيرية سميت بجمعية النهضة الإسلامية لمساعدة الفقراء والمساكين والأسر الفقيرة والأرامل واليتامی؛ وكان أعضاء هذه الجمعية والمساهمون فيها من كبار التجار، من أمثال: الحاج محمد عجم، والحاج ناصر الناصر، والحاج بشير الناصر، والحاج محمود ناشد، والحاج حسين العواد شاهين، والحاج فوزي شمسة، والحاج وجيه صلاحية، وعدد من آل الكسحة وفنصة...
والشيخ في مقدمة المشاركين بذلا وجهدا ومالا، فلقد كان - بالإضافة إلى تفرغه للدرس والإمامة والطريق - كان يعمل في الزراعة، وكانت له أرض واسعة يزرعها في قرية / التويم/ وأخرى في قرية / الجابرية/، وكان يشتري المواشي ويربيها، ويشرف على أعماله ابنه أحمد (أبو فاروق) - رحمه الله - ويتفقد بنفسه هذه المشاريع بين الفترة والفترة، وكان الشيخ محمد - رحمه الله - فارس له فرس أصيل لا يقدر أحد على سبقه أو مسابقته...
استقر الشيخ محمد النبهان - رحمه الله - في جامع الكلتاوية ، واشترى الدار الملاصقة للجامع لتكون بيتا له، واكتحلت عيناه برؤية المدرسة الشرعية وهي تشرق بالبراعم الفتية المؤمنة بعمائمها البيضاء الناصعة.
وأصبح الشيخ مركز استقطاب العلماء من كل مكان، فقد زاره كبار علماء العالم الإسلامي، من أمثال: الشيخ عبد العزيز البدري من العراق، والشيخ قاسم القيسي مفتي العراق، وعدد من علماء مصر، وعلماء المغرب العربي...
من أصدقاء الشيخ وأصحابه الذين عاصروه، فأحبهم وأحبوه، وحصلت بينهم أخوة واتصال روحي: الشيخ حسن حبنكة الميداني، والشيخ أحمد الحارون، والشيخ عبد الكريم الرفاعي، والشيخ محمد الهاشمي، والشيخ سعيد البرهاني، والشيخ عبد الباسط أبو النصر النقشبندي الحمصي، والشيخ عبد الله سلطان، والشيخ أحمد المصري، والشيخ عبد الرحمن حوت، والشيخ محمد بلنكو، والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، والشيخ محمد مكي الكتاني...
زار الشيخ محمد النبهان، مع عدد من أحبابه ومريديه، العراق مرتين، ونزل في الفلوجة، واستقبله علماؤها استقبالا لم يستقبل به الملوك والأمراء، وأقام في بيت لآل الفياض، وعند الشيخ محمود المهاوش، والشيخ ياسين السعدي، والشيخ قاسم القيسي؛ وكان الشيخ قد التقى من قبل بالشيخ أمجد الزهاوي في مؤتمر القدس، وكذلك بالشيخ محمود الصواف، وحصلت بينهم أخوة ومودة...
توفي الشيخ محمد النبهان في شعبان 1394 ه الموافق 24 آب 1974م، ودفن في غرفة تابعة للجامع كان مكانها في الأصل مقبرة، واجتمع عدد كبير من داخل وخارج البلاد في تشييع جنازته - رحمه الله تعالی.
مقتطفات من كتاب: موسوعة الدعاة والأئمة والخطباء في حلب العصر الحديث.