محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم أبي بكر البغدادي العطار

ابن مقسم محمد

تاريخ الولادة265 هـ
تاريخ الوفاة354 هـ
العمر89 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةبغداد - العراق
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

أبي بكر بن مقسم هو: محمد بن الحسن بن يعقوب بن مُقَسّم، أبي بكر، البغدادي، المقرئ، العطّار، ولد سنة: (265هـ)، سمع من: ثعلب، وأبى علىّ بن شاذان، كان ثقة، وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين، وأعرفهم بالقراءات،

الترجمة

أبي بكر بن مقسم هو: محمد بن الحسن بن يعقوب بن مُقَسّم، أبي بكر، البغدادي، المقرئ، العطّار، ولد سنة: (265هـ)، سمع من: ثعلب، وأبى علىّ بن شاذان، كان ثقة، وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيّين، وأعرفهم بالقراءات، وله في التفسير والمعاني كتاب: الأنوار، وصنف في النحو والقراءات، توفي رحمه الله سنة: (354هـ).  ينظر: إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي: 3/100، تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام للذهبي: 8/74.

 

 

محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن، بن مقسم العطار، أبو بكر:
عالم بالقرآات والعربية. من أهل بغداد.
من كتبه (الأنوار) في تفسير القرآن، و (الرد على المعتزلة) و (اللطائف في جمع هجاء المصاحف) وكتاب في (النحو) كبير، و (مجالسات ثعلب - خ) ثلاثة عشر جزء منه في مجلد، بدار الكتب. وكتاب في (أخبار نفسه) وكان يقول: كل قراءة وافقت المصحف ووجها في العربية فالقراءة بها جائزة وان لم يكن لها سند، فرفع القراء أمره إلى السلطان، فأحضره واستتابه، كما وقع لابن شنبوذ، على ما بين منحاهما من الاختلاف، وقيل: استمرّ يقرئ بما كان عليه إلى أن مات  .

-الاعلام للزركلي-

 

 

 أبي بكر بن مقسم
هو: محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد أبي بكر البغدادي العطار المقرئ النحوي المفسر.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ ضمن علماء الطبقة الثامنة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ ضمن علماء القراءات.
ولد «ابن مقسم» سنة خمس وستين ومائتين من الهجرة، وعمر كثيرا حيث توفي عن تسع وثمانين سنة.
أخذ «ابن مقسم» القراءة عن خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «ابن إدريس ابن عبد الكريم، وداود بن سليمان، وحاتم بن اسحاق، وأبي العباس المعدل والعباس بن الفضل الرازي، وأحمد بن فرح المفسر، وعبد الله بن محمد بن بكار، ومضر بن محمد، وعلي بن الحسين الفارسي وآخرون.كما أخذ «ابن مقسم» حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلماء: فقد سمع أبا السّري موسى بن الحسن، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن اسحاق الأنصاري، وأبا العباس ثعلب، والحسن القطان، ومحمد بن الليث الجوهري، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وآخرين.
تصدر «ابن مقسم» لتعليم القرآن زمنا طويلا، فتتلمذ عليه الكثيرون، وفي مقدمتهم: «ابنه أحمد، وأبي بكر بن مهران، وعلي بن عمر الحمامي، والفرج بن محمد التكريتي، والحسن بن محمد الفحام، وإبراهيم بن أحمد الطبري، وعمر بن إبراهيم الكتاني، وعلي بن محمد العلاف، وأبي الفرج الشنبوذي، وغير هؤلاء كان «ابن مقسم» من الثقات، فقد وثّقه الخطيب البغدادي، والحافظ شمس الدين محمد بن علي الداوديّ، صاحب «طبقات المفسرين» حيث قال: «وكان «ابن مقسم» ثقة ومن أعرف الناس بالقراءات، وأحفظهم لنحو الكوفيين ولم يكن فيه عيب إلا أنه قرأ بحروف تخالف الإجماع، واستخرج لها وجوها من اللغة والمعني».
كما أثنى عليه العلامة «أبي عمرو الداني» حيث قال: «ابن مقسم» مشهور بالضبط والإتقان، عالم بالعربية، حافظ للغة، حسن التصنيف في علوم القرآن، وكان قد سلك مذهب «ابن شنبوذ» الذي أنكر عليه، فحمل الناس عليه لذلك .
كما أثنى عليه «ابن العماد الحنبلي» صاحب كتاب «شذرات الذهب» حيث قال: «تصدر «ابن مقسم» للإقراء دهرا، وكان علامة في نحو
الكوفيين، سمع من ثعلب أماليه، وصنف عدة تصانيف، وله قراءة معروفة منكرة خالف فيها الإجماع».
اشتهر «ابن مقسم» بالعلم، وقد صنف عدة مصنفات منها: كتاب الأنوار في تفسير القرآن، والمدخل الى علم الشعر، والاحتجاج في القراءات، وكتاب في النحو، وكتاب الوقف والابتداء في القرآن، وكتاب المصاحف، وعدد التمام، ومجالسات ثعلب ومفرداته، والرد على المعتزلة، والانتصار لقرّاء الأمصار، واللطائف في جمع هجاء المصاحف، وغير ذلك .
ومع أن «ابن مقسم» كان من العلماء ومن المؤلفين إلا أنه وقع فيما وقع فيه «ابن شنبوذ» حيث أجاز القراءة بما يتفق رسم المصحف والعربية، دون الاعتداد بصحة السند، وفي هذا يقول: ابن الجزري: وله اختيار في القراءات رويناه في كتاب الكامل وغيره، رواه عنه أبي الفرج الشنبوذي، ويذكر أنه كان يقول: إن كل قراءة وافقت رسم المصحف ووجها في العربية فالقراءة بها جائزة، وإن لم يكن لها سند.
وقد ذكر المؤرخون خروج «ابن مقسم» على إجماع العلماء حيث أجاز القراءة بغير المتواتر والمشهور من حروف القرآن، حيث قال جمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي وقد ذكر حاله: أبي طاهر بن أبي هاشم المقرئ صاحب أبي بكر بن مجاهد في كتابه الذي سماه «كتاب البيان» فقال: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا، فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها. وابتدع بقيله ذلك بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيّئ رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث، واستخرج بالآراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض. وقد كان «أبي بكر بن مجاهد» شيخنا نسله من بدعته المضلة باستتابته منها وأشهد عليه الحكام والشهود بعد أن سئل البرهان علي صحة ما ذهب إليه فلم يأت بطائل ولم تكن له حجة قوية ولا ضعيفة، فاستوهب «أبي بكر بن مجاهد» تأديبه من السلطان عند توبته وإظهاره الاقلاع عن بدعته المضلة، فالله سبحانه وتعالى قد أعلمنا أنه حافظ كتابه من الزائغين بقوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ.
توفي «أبي بكر بن مقسم» يوم الخميس لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. رحمه الله وغفر له إنه غفور رحيم
معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

 

محمد بن الحسن بن يعقوب بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم، أبو بكر المقري العطار:
سمع أبا السري موسى بن الحسن الجلاجلي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأبا العباس ثعلبا، والحسن بن علوية القطان، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن الليث الجوهريّ، وإدريس بن عبد الحكيم الحداد. حَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَعلي بن أحمد الرزاز، والحسين بن شجاع الصوفي، وأبو عَلِيّ بن شاذان وغيرهم. وكان ثقة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ قَالَ نا عَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ الْحَرِيرِيُّ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مِقْسَمٍ- مِنْ أَصْلِ كتابه- قال نا أَبُو السَّرِيِّ مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عبّاد قال نا محمّد بن مصعب القرقساني قال نبأنا الأوزاعي عن الزّهريّ عن أنس ابن مالك: أن النبي لله دخل مكة وعلى رأسه المغفر.

لم أكتب هذا الحديث إلا عن الخلال وقد وهم محمد بن مصعب، فقد رواه علي ابن الحسن بن عبدويه الخزاز عن ابن مصعب عن مالك بن أنس عن الزهري، وذاك الصواب.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ الْخَزَّازُ قال نا محمّد بن مصعب القرقساني قال نبأنا مالك عن الأزهري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ مِغْفَرٌ.
كان ابن مقسم من أحفظ الناس لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات، وله في التفسير، معاني القرآن كتاب جليل سماه «كتاب الأنوار». وله أيضا في القراءات وعلوم النحو تصانيف عدة.
ومما طعن عليه به أنه عمد إلى حروف من القرآن فخالف الإجماع فيها وقرأها على وجوه ذكر أنها تجوز في اللغة والعربية، وشاع ذلك عنه عند أهل العلم فأنكروه عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان، فأحضره واستتابه بحضرة القراء والفقهاء فأذعن بالتوبة، وكتب محضر بتوبته، وأثبت جماعة من حضر ذلك المجلس خطوطهم فيه بالشهادة عليه، وقيل إنه لم ينزع عن تلك الحروف وكان يقرئ بها إلى حين وفاته.
وقد ذكر حاله أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ صاحب أبي بكر بن مجاهد في كتابه الذي سماه «كتاب التبيان» فقال فيما.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ المقرئ قال أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد ابن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أَبِي هاشم. قَالَ: وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا فزعم أن كل ما صح عنده وجهٌ في العربية لحرف من القرآن يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، فابتدع بقيله هذا بدعة ضل بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله، وحاول إلحاق كتاب الله من الباطل ما لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، إذ جعل لأهل الإلحاد في دين الله بسيئ رأيه طريقا إلى مغالطة أهل الحق بتخير القراءات من جهة البحث والاستخراج بالأراء دون الاعتصام والتمسك بالأثر المفترض. وقد كان أبو بكر شيخنا نضر الله وجهه نشله من بدعته المضلة باستتابته منها، وأشهد عليه الحكام والشهود المقبولين عن الحكام بتركه ما أوقع نفسه فيه من الضلالة بعد أن سئل البرهان على صحة ما ذهب إليه فلم يأت بطائل، ولم يكن له حجة قوية ولا ضعيفة، واستوهب أبو بكر رضي الله عنه تأديبه من السلطان عند توبته، وإظهاره الإقلاع عن بدعته، ثم عاود في وقتنا هذا إلى ما كان ابتدعه واستغوى من أصاغر المسلمين ممن هو في الغفلة والغباوة دونه، ظنا منه أن ذلك يكون للناس دينا، وأن يجعلوه فيما ابتدعه إماما، ولن يعدو ما ضل به مجلسه لأن الله قد علمنا أنه حافظ كتابه من لفظ الزائغين، وشبهات الملحدين بقوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ
[الحجر 9] . ثم ذكر أبو طاهر كلاما كثيرا وَقَالَ بعده: وقد دخلت عليه شبهة لا تخيل بطولها وفسادها على ذي لب وفطنة صحيحة، وذلك أنه قال: لما كان لخلف بن هشام، وأبي عبيد، وابن سعدان، أن يختاروا، وكان ذلك لهم مباحا غير منكر، كان ذلك لي أيضا مباحا غير مستنكر فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه، وسلك طريقا كطريقهم؛ كان ذلك مباحا له ولغيره غير مستنكر، وذلك أن خلفا ترك حروفا من حروف حمزة واختار أن يقرأ على مذهب نافع، وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة القراء بالأمصار، ولو كان هذا الغافل نحا نحوهم كان مسوغا لذلك غير ممنوع منه، ولا معيب عليه، بل إنما كان النكير عليه شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين.
وذكر أبو طاهر كلاما كثيرا نقلنا منه هذا المقدار، ومن آثر الوقوف عليه فليعمد للنظر في أول كتاب «البيان» فإنه مستقصى هناك.
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد المستملي الغزال قَالَ: سمعت أبا أحمد الفرضي غير مرة يقول: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكان محمّد ابن الحسن بن مقسم قد ولي ظهره القبلة وهو يصلي مستدبرها، فأولت ذلك مخالفته الأئمة فيما اختاره لنفسه من القراءات.
قال الشيخ أبو بكر: ذكرت هذه الحكاية لأبي يعلى بن السراج المقرئ. فقال: وأنا سمعتها من أبي أحمد الفرضي.
قَالَ محمد بن أبي الفوارس: توفي ابن مقسم في شهر ربيع الأخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ومولده سنة خمس وستين ومائتين. ويقال إن ابنه أدخل عليه حديثا، والله أعلم.

أَخْبَرَنَا الحسن بْن أَبِي بكر. قَالَ: توفِي أبو بكر بن مقسم يوم الخميس لثمان خلون من شهر ربيع الأخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، توفي على ساعات من النهار ودفن بعد صلاة الظهر من يومه

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

 

أبو بكر العطار

وأما أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن سليمان بن داود بن عبيد الله بن مقسم العطار المقرئ النحوي، فإنه أخذ عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب.
وكان من أحفظ الناس لنحو الكوفيين وأعلمهم بالقراءات، وله في التفسير ومعاني القرآن كتاب سماه الأنوار، وله في علمي القراءات والنحو تصانيف حسنة.

ومما طعن عليه أنه عمد إلى حروف يخالف الإجماع فيها، فقرأها وأقرأها على وجوه، وذكر أنها تجوز في اللغة العربية، وشاء ذلك عنه عند أهل العلم، وأنكروا عليه، وارتفع الأمر إلى السلطان، فأحضره واستتابه بحضرة القراء والفقهاء، فأذعن بالتوبة، وكتب محضر توبته، وكتب جماعة من حضر في ذلك المجلس بتوبته خطوطهم فيه بالشهادة عليه.
وقيل: إنه لم ينزع عن تلك الحروف، وكان يقرأ بها إلى حين وفاته.
ذكر أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، صاحب أبي بكر بن مجاهد، في كتابه الذي سماه "البيان" وقد نبغ نابغ في عصرنا هذا، وزعم أن كل ما صح عنده في العربية من القرآن يوافق خط المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها، وابتدع بدعة حاد بها عن قصد السبيل، وأورط نفسه في مزلة عظمت بها جنايته على الإسلام وأهله.
ثم ذكر أبو طاهر كلاماً قال بعده: دخلت عليه شبهة لا يخفى فسادها على ذي لبٍ وفطنة صحيحة، وذلك أنه قال: لما كان لخلف هشام بن أبي عبيد وابن سعدان أن يختاورا، وكان ذلك مباحاً لهم غير منكر، كان ذلك أيضاً لي غير مستنكر، ولو حذا حذوهم، وسلك طريقا كطريقهم، لان ذلك مباحاً له ولغيره غير مستنكر، وذلك أن خلفاً ترك حروفا من حروف حمزة، واختار أن يقرأ على مذهب نافع، وأما أبو عبيد وابن سعدان فلم يجاوز واحد منهما قراءة أئمة القراء بالأمصار؛ ولو كان هذا الغافل نحا نحوهم، كان مسوغاً له ذلك غير ممنوع منه؛ ولا معيب عليه، بل إنما كان النكير عليه لشذوذه عما كان عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاءوا به مجتمعين ومختلفين.
وحكى أبو أحمد العروضي، قال: رأيت في المنام كأني في المسجد الجامع أصلي مع الناس، وكان محمد بن مقسم قد ولى ظهره القبلة، وهو يصلي مستدبرها؛ فأتأول ذلك مخالفة الأئمة فيما اختار لنفسه في القراءات.
وقال محمد بن الفوارس: توفي ابن مقسم في شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلثمائة، وذلك في خلافة المطيع.

نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.

 

 

ابن مقسم:
العلَّامة المُقْرِئُ, أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ يَعْقُوْبَ بنِ الحَسَنِ بنِ مِقْسَمٍ البَغْدَادِيُّ العطار, شيخ القراء.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَسَمِعَ أَبا مُسْلِمٍ الكَجِّيَّ, وَمُحَمَّدَ بنَ سُلَيْمَانَ البَاغَنْدِيَّ, لقيَهُ في سنة ثمان وسبعين، وجعفر الفِرْيَابِيَّ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ, وَمُوْسَى بنَ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى المَرْوَزِيَّ, وَعِدَّةً، وَتلاَ عَلَى إِدْرِيْسٍ الحدَّاد صَاحبِ خلفٍ، وَعَلَى دَاوُدَ بنِ سُلَيْمَانَ تِلْمِيْذِ نُصَيْرٍ, وَعَلَى أَبِي قَبِيْصَةَ حَاتمٍ المَوْصِلِيِّ، وَطَائِفَةٍ, وَأَخذَ العَرَبِيَّةَ عَنْ ثعلبٍ.
وتصدَّر للإِقرَاءِ, فتَلاَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَحْمَدَ الطَّبرِيُّ، وَأَبُو الفَرَجِ النَّهرَاونِيُّ, وَأَبُو الحَسَنِ الحمامِيُّ, وَابنُ دَاوُدَ الرَّزَّازُ, وَالفرجُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي, وَآخَرُوْنَ.
وحدَّث عَنْهُ ابْنُ رَزْقَوَيْه، وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ, وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ, مِنْ أَحفظِ النَّاسِ لنحوِ الكُوْفِيِّينَ، وَأَعرفهُم بِالقرَاءات, صنَّف فِي التَّفْسِيْرِ وَالمعَانِي, قَالَ: وطُعِنَ عَلَيْهِ بأَنْ عَمَدَ إِلَى حروفٍ تخَالفُ الإِجمَاعَ فَأَقرأَ بِهَا, فَأَنكرَ عَلَيْهِ, وَاسْتتَابَهُ السُّلْطَانُ فِي الدَّوْلَةِ بحضرَةِ الفُقَهَاءِ وَالقرَّاءِ, وَكتبُوا محضراً بتَوْبَتِهِ, وَقِيْلَ: لَمْ يَنْزَعْ فِيمَا بَعْدُ, بَلْ كَانَ يُقرِئُ بِهَا.
قَالَ ابْنُ أَبِي هَاشِمٍ: نبغَ فِي عصرنَا مَنْ زَعَمَ أنَّ كُلَّ مَا صحَّ لَهُ وَجهٌ فِي العَرَبِيَّةِ لحرفٍ يُوَافقُ خطَّ المُصْحَفِ, فَقرَاءتُهُ جَائِزَةٌ فِي الصَّلاَةِ وَغيِرهَا.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الفَرَضيُّ: رَأَيْتُ ابنَ مِقْسَمٍ كأنه يصلي مستدبر القبلة.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ربيعِ الآخِرِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَقِيْلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ.
وله في التَّصَانِيْفِ: كِتَابُ "الأَنوَارِ فِي علمِ القُرْآنِ", وَ"المدخلُ إِلَى علمِ الشّعرِ", وَ"كِتَابٌ فِي النَّحْوِ" كَبِيْرٌ، وَكِتَابُ "المَصَاحِفِ", وَكِتَابُ "الوَقْفِ وَالابتدَاءِ"، و"كتاب اختياره في القراءات" وأشياء.

سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.