عبد الرحيم بن أبي اللطف بن إسحاق القدسي

ابن أبي اللطف

تاريخ الولادة1037 هـ
تاريخ الوفاة1104 هـ
العمر67 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةأدرنة - تركيا
أماكن الإقامة
  • بلاد الروم - بلاد الروم
  • القدس - فلسطين
  • القاهرة - مصر

نبذة

السيد عبد الرحيم بن أبي اللطف بن إسحق بن محمد بن أبي اللطف الحنفي القدسي مفتي الحنفية بالقدس ورئيس علمائها العلامة العالم الفاضل الشهير كان هاشمي الطبع حسن الأخلاق مرضي الهمة عالماً مفسراً فقيهاً نحوياً ملازم الافادة والتدريس اماماً مقتدي ومستوفي العلوم العقلية والنقلية.

الترجمة

السيد عبد الرحيم بن أبي اللطف بن إسحق بن محمد بن أبي اللطف الحنفي القدسي مفتي الحنفية بالقدس ورئيس علمائها العلامة العالم الفاضل الشهير كان هاشمي الطبع حسن الأخلاق مرضي الهمة عالماً مفسراً فقيهاً نحوياً ملازم الافادة والتدريس اماماً مقتدي ومستوفي العلوم العقلية والنقلية ولد في سنة سبع وثلاثين وألف ونشأ بالجد والاجتهاد وأخذ العلوم على من ورد من الأفاضل إلى القدس ثم ارتحل إلى مصر وجاور بها مدة ثم رجع ظافراً بمزيد الفضيلة حائزاً للعلوم الجليلة واشتهر بالبلاد وانتفع به العباد ثم ذهب إلى الديار الرومية واستقام بها مدة مديدة واكب الأفاضل بها عليه وقرأ في جامع السليمانية كثيراً من العلوم مدققاً منطوقها والمفهوم ففي ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وألف لازم من صدر الروم وقاضي العساكر المولى ابالي زاده مصطفى كعادتهم ودخل في سلك المدرسين فلما كان منفصلاً عن مدرسة بأربعين عثماني في سنة ثمان وستين أعطى افتاء بلدته مع مدرسة العثمانية ففي رجب سنة تسع وستين عزل من الفتوى والمدرسة من شيخ الاسلام المولى محمد الأسيري لأمر صدر منه فتبقى في بلدته صفر اليد مكدر الحال ففي رجب سنة اثنين وسبعين اعيد الافتاء مع المدرسة من شيخ الاسلام صنعي زاده المولىالسيد محمد وأعطاه اعتبار رتبة الداخل المتعارفة بين الموالي والمدرسين وبعده أعطى اعتبار رتبة موصلة السليمانية مع قضاء صفد على وجه المعيشة فبعد مدة بالقضاء الآلهي حبس في أحد القلاع وبعد أن خلص ذهب للديار الرومية لأجل عرض حاله إلى الدولة العثمانية العلية فصادفه الحمام بادرنة ولم ينل المرام وكان حج ولقي خلاصة الواصلين الشيخ أحمد القشاشي وهو يقري رسالة القشيري فأخذ عنه ثم رجع إلى بلاده بأمر من شيخه المذكور واشتهر في افتائه ثلاثين سنة وألف وحقق وأفاد فمن تصانيفه الفتاوي الرحيمية وله كتابة على منح الغفار نحواً من عشرة كراريس وكتابة على الرمز شرح الكنز للعيني وعلى البزازية والفتاوي الخيرية وبعض من كتب الفقه جمعها ولد الفاضل السيد محمد الآتي ذكره وسماها الفوائد الرحيمية على كتب كثيرة من كتب السادة الحنفية وله رسالة في الاشتقاق وشرحها وكتابات على حفيد المختصر وعلى عصام القاضي وله نظم رقيق جمعه ولده المذكور ديواناً ومشايخه الذين أخذ عنهم وقرأ عليهم منهم العلامة الشيخ حسن الشرنبلالي والشيخ أحمد الشوبري والشيخ علي الشبراملسي والشيخ يس الحمصي المصري والشيخ سلطان المزاحي والشهاب أحمد الخفاجي والشيخ إبراهيم الميموني والشيخ أبو السعود الشعراني والشيخ يوسف الخليلي والشيخ عبد الكريم الحموي والسيد محمد بن علي الدمشقي والشيخ محمد البلباني الدمشقي والشيخ الاستاذ زين العابدين الصديقي المصري وأخذ عنه جماعة من أهالي الروم منهم العلامة المولى أحمد بن سنان البياضي والمولى محمد رفيعي زاده والمولى أحمد جاويش زاده والمولى قره خليل علامة الروم وشيخ الاسلام المولى عبد الله ابه زاده ونقيب الأشراف المولى إبراهيم عشاقي زاده ومن فضلاء مصر الشيخ أحمد الدقدوسي مفتي الحنفية والشيخ شاهين الدمشقي الأصل القاهري السكن ومن أهال دمشق الشيخ إسمعيل اليازجي والشيخ صالح الجينيني ومن أهالي بلدته الشيخ أحمد العلمي ومن أهل الرملة الشيخ نجم الدين بن خير الدين الرملي وبالجملة فقد كان مفنناً في جميع العلوم حتى في الشعر فمن شعره قوله هذه النبوية
أبرق بدا من نحو طيبة لامع ... ففاضت على تلك العهود مدامع
أم الشرق للسكان حرك كامناً ... فاحرق قلباً بالمحبة والع
أم العيس حنت للحجيج وشوقت ... أم العين أبكاها الحمام السواجع
نعم راعني ذكر الحبيب صبابة ... فكلي لأشواق الحبيب مجامع
أبات بذكراه أراقب بدره ... يلوح بأوصاف الثنا وهو طالع
فأنظم أوصافاً تحلى بعقدها ... وأضحى علينا من سناها لوامع
ولما تباهي الوصف جيداً تزاحمت ... على وصفها للواصفين مطامع
تروم مداها السابقات وتنثني ... ودون المدا بعد الزمان موانع
أجدد عمري في حياة نظامها ... فعمر سعيد ينقضي لي راجع
فأنسى بها يا عين قرى سعادة ... إذا لمني أمر وفيها المنافع
ويا نفس إن غبت عني فوقتنا ... نقد طاب قومي والعيون الهواجع
وقولي بك السؤل مولاي انني ... اليك بجاه المصطفى العمر ضارع
آلهي بجاه الأبضحي محمد ... وعترته فرج وعفوك واسع
نبي له الخلق العظيم سجية ... وفي وجهه نور النبوة ساطع
تبارك من أبدى نبياً وآدم ... بطينته المجدول فيه الودائع
وأظهره منها نتيجة جدلها ... رسولاً لدعواه الأنام تسارع
أتيت رسول الله شمس هداية ... لها في قلوب المؤمنين مطالع
وأعربت عن علم العيوب بأمره ... فأنت خيار الخلق للسر جامع
جليل امام المرسلين وخاتم ... وهل أنت الا في زها العز يانع
منها
فيا خير خلق لله أنت ملاذنا ... إذا ضاق أمر أو رمتنا المواجع
فجاهك أضحى للعصاة وقاية ... لها في قبول المذنبين مواقع
إلى فضلك لنا نور سرنا ركائباً ... ومن ضره الحوباء ثم لواقع
رعى الله ذاك الفضل إن عيونه ... بذيل الهدى للشاربين قنائع
أيا رب قبل الموت والعود أحمد ... بسرك في أهل السعادة ذائع
أنلنا آلهي بالنبي محمد ... نبيك من فينا بأمرك صادع
وصلى وسلم دائمين كلاهما ... وتب وأعف عني انني لك طائع
فبابك مقصود وعبدك واقف ... وفضلك موجود وعفوك رائع
وللمترجم أيضاً
من منة المولى على أصوغ ... نظماً وفي خبر البرية يفرغ
هو السول والمأمول في نيل المنى ... والي الجنان به نفوز ونبلغ
عذب المديح تناؤه يحيي الحشا ... كالغيث يحيي الأرض بل هو أسبغ
إن ضاق ذرعك فالوسيلة جاهه ... والخير من تلك السعادة يبزغ
كشف التيقظ عن قلوب أصبحت ... من حبه بهنا النعيم تصيغ
هذا النبي الهاشمي محمد ... يوم اللقا سبل البخاة يبلغ
بمقامه المحمود خص مشفعاً ... جمع الخلائق بالشفاعة يسبغ
قامت له الأملاك تحت لوائه ... والرسل صفواً ليس عنه مروغ
كل يشير إليه ليس لغيره ... في فتح باب الفضل ما يتسوغ
ما نال هذا قبله أحد ولا ... من بعده أضحى لذاك مسوغ
فتباهت الأزمان والعليا به ... والعيش مذ جاء الكريم يرغرغ
كم جاء بشرى الأنبياء لقومهم ... بالحاتم المختار ان قد يبزغ
ومحا الظلام ظهوره وبفجره ... يعلو الهدى فوق الضلال ويدمغ
يا ليلة غراء أسفر صبحها ... والضوء من شمس الهداية ينبغ
فيها ابتهاج والسرور مكرراً ... للدين حقا إذ أتاه مبلغ
يا سيد الرسل الكرام ومن به ... غوث الورى أنت الكريم المسبغ
أنت الشفيع بباب جاهك صبحت ... منا القلوب بثقلها تتمرغ
واستوثقت بالحب من زمن الصبا ... وازداد ما عن بابه تتروغ
انتهى توفي بادرنة من بلاد الروم في صفر سنة أربع ومائة وألف ودفن على قارعة الطريق رحمه الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.

 

 

عبد الرحيم بن إسحاق بن محمد الحسيني، ابن أبي اللطف:
فقيه حنفي من أهل القدس. مات في أدرنة ودفن على قارعة الطريق. له (الفتاوى الرحيمية في واقعات السادة الحنفية - خ) في الأزهرية، وفي أوقاف بغداد، جمعها ابنه محمد بن عبد الرحيم .
-الاعلام للزركلي-