نور الدين أبي الضياء علي بن علي الشبراملسي

تاريخ الولادة997 هـ
تاريخ الوفاة1087 هـ
العمر90 سنة
مكان الولادةالغربية - مصر
مكان الوفاةالقاهرة - مصر
أماكن الإقامة
  • الغربية - مصر
  • القاهرة - مصر

نبذة

علي الشبراملسي هو الشيخ علي بن أبي الضياء نور الدين الشبراملسي الشافعي القاهري، خاتمة المحققين، محرر العلوم النقلية وأعلم أهل زمانه، لم يأت قبله في دقة النظر وجودة اللهم واستخراج الأحكام من عبارات العلماء وقوة التأني والبحث واللطف والحلم والإنصاف. وكان حسن المنادمة لطيف المداعبة لا يتكلم إلا في ما يعنيه، وكان مجلسه مصوناً عن الغيبة وذكر الناس بسوء، وجميع أوقاته مصروفه في المطالعة وقراءة القرآن والصلاة والعبادة.

الترجمة

علي بن على أَبُو الضياء نور الدّين الشبراملسى الشافعى القاهرى خَاتِمَة الْمُحَقِّقين وَولى الله تَعَالَى مُحَرر الْعُلُوم النقلية وَأعلم أهل زَمَانه لم يَأْتِ مثله فى دقة النّظر وجودة الْفَهم وَسُرْعَة اسْتِخْرَاج الاحكام من عِبَارَات الْعلمَاء وَقُوَّة التأنى فى الْبَحْث واللطيف والحلم والانصاف بِحَيْثُ انه لم يعْهَد مِنْهُ انه أَسَاءَ الى أحد من الطّلبَة بِكَلِمَة حصل لَهُ مِنْهَا تَعب بل كَانَ غَايَة مَا يَقُول اذا تغير من أحد من تلامذته الله يصلح حالك يَا فلَان وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا عَالما عَاملا لَهُ قُوَّة اقدام على تَفْرِيق كتائب المشكلات ورسوخ قدم فى حل اقفال المقفلات مهابا موقرا فى النُّفُوس بِحَيْثُ ان الانسان اذا تَأمل وَجهه النورانى ولحيتة الْبَيْضَاء الطاهرة وهيئته الْحَسَنَة يخشع لرُؤْيَته وَلَا يُرِيد مُفَارقَته وَكَانَ حسن المنادمة لطيف المداعبة لَا يتَكَلَّم الا فى مَا يعنيه وَكَانَ مَجْلِسه مصونا عَن الْغَيْبَة وَذكر النَّاس بِسوء وَجَمِيع أوقاته مصروفة فى المطالعة وَقِرَاءَة الْقُرْآن وَالصَّلَاة وَالْعِبَادَة وَكَانَ زاهدا فى الدُّنْيَا لَا يعرف أَحْوَال أَهلهَا وَلَا يتَرَدَّد الى أحد مِنْهُم الا فى شَفَاعَة خير وَكَانَ اذا مر فى السُّوق تتزاحم النَّاس مسلمها وكافرها على تَقْبِيل يَده وَلم يُنكر أحد من عُلَمَاء عصره وأقرانه فَضله بل جَمِيع الْعلمَاء اذا أشكلت عَلَيْهِم مسئلة يراجعونه فِيهَا فيبينها لَهُم على أحسن وَجه وأتمة وَقَالَ فِيهِ الْعَلامَة سرى الدّين الدرورى لَا يكلمهُ أحد الا علاهُ فى كل فن وَكَانَ يَقُول مَا فى الْجَامِع الا الاعمى وَيُشِير اليه وَكَانَ سرى الدّين هَذَا فريد عصره فى الْعُلُوم النظرية وَسُئِلَ البشبيشى عَن سرى الدّين وَعَن المترجم فَقَالَ ان سرى الدّين كَانَ اذا طالع الدَّرْس لَا يقدر عَلَيْهِ أحد فِيهِ واذا نقل الى غَيره وقف يُشِير إِلَى قلَّة استحضاره وَأما الشبر املسى فَكَانَ اذا نقل الى أى فن كَانَ لايختل وَلَا يتَوَقَّف لقُوَّة فهمه وَسُرْعَة استحضاره للقواعد من الْعُلُوم وَكَانَ جبلا من جبال الْعلم لَا يضجر من الْبَحْث فى الدَّرْس ويتعب ان لم يبْحَث مَعَه الطّلبَة وَيَقُول لَهُم مَا لنا الْيَوْم هَكَذَا واذا بحث مَعَ أحد من الْمُتَقَدِّمين يبْحَث بغاية الادب وَمن مقولاته قِيرَاط من الادب خير من أَرْبَعَة وَعشْرين قيراطا من الْعلم ولد بِبَلَدِهِ شبراملس وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَكَانَ أَصَابَهُ الجدرى وَهُوَ ابْن ثَلَاث سِتِّينَ فَكف بَصَره وَكَانَ يَقُول لَا أعرف من الالوان الا الاحمر لانه كَانَ يَوْمئِذٍ لابسه ثمَّ قدم مصر صُحْبَة وَالِده فى سنة ثَمَان بعد الالف وَحفظ الشاطبية وَالْخُلَاصَة والبهجة الوردية والمنهاج ونظم التَّحْرِير للعمر يطى والغاية والجزرية والكفاية والرحبية وَغير ذَلِك وتلا جَمِيع الْقُرْآن للسبعة من طريقى التَّيْسِير والشاطبية وختمه فى سنة سِتّ عشرَة وَألف ثمَّ قَرَأَهُ كُله للعشرة من طَرِيق الشاطبية وختمه فى سنة خمس وَعشْرين وَألف على شيخ الْقُرَّاء فى زَمَانه الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الْيُمْنَى وَحضر دروس الشَّيْخ عبد الرؤف المناوى فى مُخْتَصر المزنى فى الْمدرسَة الصلاحية جوَار الامام الشافعى وَأخذ الْفِقْه والْحَدِيث عَن النُّور الزيادى وَسَالم الشبشيرى وانتفع بِهِ كثيرا وَكَانَ يحْكى عَنهُ كَرَامَة وَقعت لَهُ مَعَه تقدم ذكرهَا فى تَرْجَمَة الشبشيرى ولازم النُّور الحلبى صَاحب السِّيرَة الْمُلَازمَة الْكُلية وَالشَّمْس الشوبزى وَعبد الرَّحْمَن الخيارى ومحيى الدّين بن شيخ الاسلام وفخر الدّين وسراج الدّين الشنوانيين وَسليمَان البابلى وَلزِمَ فى العقليات الشهَاب الغنيمى وَكَانَ لَا يفتر عَن ذكره وَسمع الصَّحِيحَيْنِ والشفاء على الْمُحدث الْكَبِير الشهَاب أَحْمد السبكى شَارِح الشِّفَاء وَسمع أَيْضا صَحِيح البخارى والشمايل والمواهب وَشرح عقائد النسفى وَشرح جمع الْجَوَامِع ومغنى اللبيب وَشرح ابْن ناظم الْخُلَاصَة وَشرح جَوْهَرَة التَّوْحِيد كل ذَلِك على الْبُرْهَان اللقانى وَحضر الاجهورى فى شرح نحبة الاثر وَشرح ألفية السِّيرَة وَالْجَامِع الصَّغِير وَشرح الشمسية وَشرح التَّهْذِيب والحفيد وَحضر عبد الله الدنوشرى فى جَمِيع شرح ابْن عقيل وَشرح الْبَهْجَة للولى العراقى فى مقدمتين فى الْعرُوض وتصدر للاقراء بِجَامِع الازهر فَانْفَرد فى عصره بِجَمِيعِ الْعُلُوم وانتهت اليه الرياسة وَكَانَ آخر أقرانه موتا ولازمه لاخذ الْعلم عَنهُ أكَابِر عُلَمَاء عصره كالشيخ شرف الدّين بن شيخ الاسلام وَالشَّيْخ زين العابدين وَمُحَمّد البهوتى الحنبلى وَيس الحمصى وَمَنْصُور الطوخى وَعبد الرَّحْمَن الْمحلى والشهاب البشيشى وَالسَّيِّد أَحْمد الحموى وَعبد الباقى الزرقانى وَغَيرهم مِمَّن لَا يُحْصى وَكَانَ يكْتب على جَمِيع مَا يَقْرَؤُهُ من الْكتب وَلَو جمع مَا كتبه لجاوز الْحَد وَلكنه تبدد بَين يدى طلبته فَمنهمْ من نسب مَا بِيَدِهِ لَهُ وَمِنْهُم من مَاتَ وَذهب مَا كتبه وَلم يشْتَهر من مؤلفاته الا حَاشِيَته على الْمَوَاهِب اللدنية فى خمس مجلدات ضخام وحاشية على شرح الشمايل لِابْنِ حجر وحاشية على شرح الورقات الصَّغِير لِابْنِ قَاسم وحاشية على شرح أَبى شُجَاع لِابْنِ قَاسم الغزى وحاشية على شرح الجزرية للقاضى زَكَرِيَّا وحاشية على شرح الْمِنْهَاج النِّهَايَة للشمس الرملى وَسبب كِتَابَته عَلَيْهِ انه كَانَ يطالع التُّحْفَة لِابْنِ حجر فَأَتَاهُ الشَّمْس الرملى فى الْمَنَام وَقَالَ لَهُ يَا شيخ على أحى كتابى النِّهَايَة يحى الله قَلْبك فاشتغل بمطالعتها من ذَلِك الْحِين وتقيد بِهِ وَكتب عَلَيْهِ هَذِه الْحَاشِيَة فى سِتّ مجلدات ضخام وَكَانَ اذا أَتَى الى الدَّرْس فى آخر عمره يجلس وَهُوَ فى غَايَة التَّعَب من الْكبر بِحَيْثُ انه لَا يَسْتَطِيع النُّطْق الا بِصَوْت خفى ثمَّ يقوى فى الدَّرْس شَيْئا فَشَيْئًا حَتَّى يصير كالشاب ويتجلد للبحث وَكَانَ كثير المطالعة واذا تَركهَا أَيَّامًا تَأتيه الْحمى وَالْحَاصِل انه مستحسن الْخِصَال كلهَا وَكَانَت وِلَادَته فى سنة سبع أَو ثَمَان وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة وَتوفى لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشر شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَألف وَتَوَلَّى غسله بِيَدِهِ تِلْمِيذه الْفَاضِل أَحْمد الْبناء الدمياطى فانه أَتَاهُ فى الْمَنَام قبل مَوته بأيام وَأمره أَن يتَوَلَّى غسله فَتوجه من دمياط الى مصر فَأصْبح بهَا يَوْم وَفَاته وباشر غسله وتكفينه بِيَدِهِ وَحكى انه لما وضأه ظهر مِنْهُ نور مَلأ الْبَيْت بِحَيْثُ انه لم يسْتَطع بعد النّظر اليه وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الازهر يَوْم الْخَمِيس اماما بِالنَّاسِ الشَّيْخ شرف الدّين بن شيخ الاسلام زَكَرِيَّا وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَحصل للنَّاس عَلَيْهِ من الْجزع مَا لم يعْهَد لمثله والشبراملسى بشين مُعْجمَة فموحدة فراء فألف مَقْصُورَة على وزن سكرى كَمَا فى الْقَامُوس مُضَافَة الى ملس بِفَتْح الْمِيم وَكسر اللَّام الْمُشَدّدَة وبالسين الْمُهْملَة أَو مركبة تركيب مزج وهى قَرْيَة بِمصْر

ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

 

 

علي الشبراملسي
هو الشيخ علي بن أبي الضياء نور الدين الشبراملسي الشافعي القاهري، خاتمة المحققين، محرر العلوم النقلية وأعلم أهل زمانه، لم يأت قبله في دقة النظر وجودة اللهم واستخراج الأحكام من عبارات العلماء وقوة التأني والبحث واللطف والحلم والإنصاف.
وكان حسن المنادمة لطيف المداعبة لا يتكلم إلا في ما يعنيه، وكان مجلسه مصوناً عن الغيبة وذكر الناس بسوء، وجميع أوقاته مصروفه في المطالعة وقراءة القرآن والصلاة والعبادة.
ولد ببلدة شبراملسي (  قرية بمصر) عام 997 هـ سبعة. وقيل ثمانية وتسعين وتسعمائة من الهجرة، وكان أصابه الجدري وهو ابن ثلاث سنين.
حياته العلمية:
حفظ القرآن الكريم وهو صغير السن، ثم قدم مصر بصحبة والده عام 1008هـ ثمانية بعد الألف من الهجرة، وحفظ الشاطبية والخلاصة والبهجة الوردية والمنهاج ونظم التحرير للعمريطي والغاية الجزرية والكفاية والرحبية وغير ذلك، وتلا جميع القرآن للسبعة من طريقي التيسير والشاطبية وختمه عام 1010هـ عشرة وألف من الهجرة، ثم ختمه بالقراءات العشر عام 1025هـ خمسة وعشرين وألف من الهجرة، ثم تلقى الحديث والفقه واللغة والنحو والتفسير والبلاغة وغيرها من العلوم النقلية والعقلية.
وتصدر للإقراء بجامع الأزهر، فانفرد في عصره بجميع العلوم، وانتمت إليه الرياسة، وكان آخر أقرانه موتاً.
شيوخه:
1 - الشيخ عبد الرحمن اليمني، قرأ عليه القرآن بالقراءات العشر.
2 - الشيخ عبد الرؤوف المناوي، تلقى عنه كتاب مختصر المزني في المدرسة الصلاحية جوار الإِمام الشافعي.
3 - الشيخ النور الزيادي.
4 - الشيخ سالم الشبشيري، تلقى عنهما الفقه والحديث.
5 - الشيخ النور الحلبي صاحب السيرة، لازمه الملازمة الكلية.
6 - الشيخ الشمس الشوبري.
7 - الشيخ عبد الرحمن الخياري.
8 - الشيخ محيى الدين بن شيخ الإِسلام.

9 - الشيخ فجر الدين الشنوني.
10 - الشيخ سراج الدين الشنواني.
11 - الشيخ سليمان البابلي.
12 - الشيخ الشهاب الغنيمي.
13 - المحدث الكبير الشهاب أحمد السبكي، شارح الشفاء، سمع منه الصحيحين والشفاء.
14 - الشيخ البرهان اللقاني، أخذ عنه صحيح البخاري، والشمايل، والمواهب، وشرح عقائد النسفي، وشرح جمع الجوامع، ومغني اللبيب، وشرح ابن ناظم الخلاصة وشرح جوهرة التوحيد.
15 - حضر الشيخ الأجهوري في شرح نخبة الأثر وشرح ألفية السيرة والجامع الصغير وشرح الشمسية وشرح التهذيب.
16 - عبد الله الدنوشري، تلقى عنه شرح ابن عقيل وشرح البهجة.
تلاميذه:
تلقى عن الشيخ جمع غفير من أهل العلم، وكان ممن لازمه لأخذ العلم عنه أكابر علماء عصره منهم:
1 - الشيخ شرف الدين بن شيخ الإِسلام.
2 - الشيخ زين العابدين بن شيخ الإِسلام.
3 - الشيخ محمَّد البهوتي الحنبلي.

4 - الشيخ يس الحمصي.
5 - الشيخ منصور الطوخي.
6 - الشيخ عبد الرحمن المحلي.
7 - الشيخ الشهاب البشبيشي
8 - السيد أحمد الحموي.
9 - الشيخ عبد الباقي الزرقاني.
10 - الحسين بن محمَّد بن ناصر الدرعي .
وغيرهم ممن لا يحصى كثرة.
مؤلفاته:
كان يكتب على جميع ما يقرؤه من الكتب، ولو جمع ما كتبه لجاوز الحد، ولكنه تبدد بين يدي طلبته، ولم يشتهر من مؤلفاته إلا:
1 - حاشية على المواهب اللدنية في خمس مجلدات ضخام.
2 - حاشية على شرح الشمايل لابن حجر.
3 - حاشية على شرح الورقات الصغير لابن قاسم.
4 - حاشية على شرح أبي شجاع لابن قاسم الغزي.
5 - حاشية على شرح الجزرية للقاضي زكريا.
6 - حاشية على شرح المنهاج في ستة مجلدات.
وفاته:
توفي ليلة الخميس 18/ 10/ 1087 هـ الثامن عشر من شهر شوال عام سبعة وثمانين وألف من الهجرة، وتولي غسله بيده تلميذه الفاضل أحمد البناء الدمياطي، وصلي عليه بجامع الأزهر يوم الخميس إماماً بالناس الشيخ شرف الدين بن شيخ الإِسلام زكريا الأنصاري، وكان له مشهد عظيم وحصل للناس عليه من الجزع ما لم يعهد لمثله.

إمتاَعُ الفُضَلاء بتَراجِم القرّاء فِيما بَعدَ القَرن الثامِن الهِجري- للساعاتي

 

 

(997 - 1087 هـ = 1588 - 1676 م) علي بن علي الشبراملسي، أبو الضياء، نور الدين: فقيه شافعيّ مصري. كف بصره في طفولته وهومن أهل شبراملس بالغربية، بمصر) تعلم وعلّم بالأزهر.
وصنف كتبا، منها " حاشية على المواهب اللدنيّة للقسطلاني - خ " أربعة مجلدات، و " حاشية على الشمائل - خ " باسم " حواش على متن الشمائل وشرحها لابن حجر المكيّ، في خزانة الرباط (1513 ك) و " حاشية على نهاية المحتاج - ط " في فقه الشافعية .

-الاعلام للزركلي-

 

علي بن علي الشبراملسي، أبي الضياء، نور الدين ولد عام سبع وتسعين وتسعمائة، وهو فقيه شافعي مصري، وقد كف بصره في طفولته وهومن أهل شبراملس بالغربية، بمصر، أخذ عن عبد الرحمن اليمني، وعبد الرؤوف المناوي، وأخذ عنه شرف الدين بن شيخ الإِسلام، وزين العابدين بن شيخ الإِسلام، له حاشية على المواهب اللدنية للقسطلاني، وحاشية على الشمائل، وتوفي في 18 شوال عام سبع وثمانين وألف. ينظر: الأعلام: 3/ 314. إمتاَعُ الفُضَلاء بتَراجِم القرّاء فِيما بَعدَ القَرن الثامِن الهِجري: 2/ 233.